هدد الدولي البرازيلي نيمار «لاعب الهلال السعودي السابق» بالاعتزال دوليا، في حال أتم اتحاد بلاده التعاقد مع المدرب البرتغالي خيسوس لقيادة الدفة الفنية في السامبا.
ويأتي ذلك في ظل الحراك المتسارع داخل أروقة الاتحاد البرازيلي لكرة القدم بعد الإقالة المفاجئة للمدرب دوريفال جونيور عقب الخسارة الكبيرة أمام الأرجنتين بنتيجة 4/1، حيث تصدّر اسم المدرب البرتغالي خيسوس، المدير الفني لنادي الهلال السعودي، قائمة المرشحين لتولي تدريب منتخب «السيليساو».
هذا التطور اللافت جاء مدعوماً بنتائج استطلاع رأي جماهيري واسع أطلقه موقع «غلوبو» البرازيلي، حيث حصل خيسوس على 36368 صوتاً من أصل 97355، أي بنسبة بلغت 37.36%، متفوقاً على أسماء بارزة مثل ريناتو غاوتشو وأبيل فيريرا.
الاستطلاع الذي أُطلق الجمعة الماضي وأُغلق الاثنين، أظهر تصدّر خيسوس للقائمة، يليه ريناتو غاوتشو بنسبة 21.14%، ثم أبيل فيريرا بنسبة 20.15%، فيما جاء كارلو أنشيلوتي، الذي يُعتبر الخيار الأول داخل الاتحاد، في المرتبة الرابعة بنسبة 8.5%، متفوقا على فيليبي لويس بنسبة 8.12%.
وعلى الرغم من أن الإيطالي كارلو أنشيلوتي لا يزال الخيار المفضل لرئيس الاتحاد إدنالدو رودريغيس، فإن ارتباطه بريال مدريد حتى نهاية كأس العالم للأندية في شهر يوليو (تموز)المقبل، جعل من خيسوس خياراً أكثر واقعية، خاصة مع اقتراب استحقاقات تصفيات كأس العالم، حيث تنتظر البرازيل مواجهتان حاسمتان أمام الإكوادور وباراغواي في يونيو.
وأشار موقع «غلوبو» إلى أن الاتحاد البرازيلي بدأ بالفعل مفاوضاته مع خيسوس، وسط أجواء من التفاؤل بالتوصل إلى اتفاق قريب.
الشرط الوحيد الذي طرحه المدرب البرتغالي هو الاستمرار مع الهلال حتى نهائي دوري أبطال آسيا في الثالث من مايو (أيار).
وبحسب الصحافي ديوغو دانتاس، فإن الاتحاد يحترم هذا الطلب، ومن المرجح تأجيل الإعلان الرسمي حتى انتهاء البطولة الآسيوية.
خيسوس، الذي سبق له قيادة نادي فلامنغو للتتويج بكأس ليبرتادوريس عام 2019، يملك سجلاً مميزاً في البرازيل، حيث فاز مع الفريق بخمسة ألقاب خلال فترة قصيرة بين عامي 2019 و2020، محققاً 43 فوزاً في 57 مباراة فقط. ويأمل المدرب المخضرم، البالغ من العمر سبعين عاماً، تكرار هذا النجاح على المستوى الوطني.
وفي تصريحات سابقة لموقع «مايس فوتبول» البرتغالي، عبّر خيسوس عن حلمه بقيادة المنتخب البرازيلي، مؤكداً أنه لا يعمل إلا مع فرق تنافس على البطولات.
في المقابل، أبدى النجم السابق رونالدو نازاريو دعمه لترشيح خيسوس، وقال خلال ظهوره في برنامج «غالفيان وأصدقاؤه» على قناة «براند»: «سأختار بهذا الترتيب غوارديولا، ثم خيسوس، ثم أبيل فيريرا، وإذا لم ينجح التعاقد مع أي منهم، فسأمنح الفرصة لريناتو غاوتشو»، مضيفاً أن الاتحاد البرازيلي يجب أن يسرع من وتيرة القرار.
لكن في المقابل، ظهرت معارضة قوية من نجم المنتخب الأول نيمار، حيث نقل موقع «تريبونا دوت كوم» الإسباني وموقع «وورلد سوكر تولك» أن نيمار عبّر عن رفضه للعمل مجدداً خيسوس، مشيرين إلى توتر العلاقة بينهما خلال فترة وجودهما معاً في الهلال، والتي انتهت بمغادرة نيمار الفريق بعد شعوره بالتهميش.
وفي مقابلة عبر بودكاست «شارلا»، قال نيمار بنبرة واضحة: «لا تُدخلوني في هذا. أنا لاعب فقط، وسأبقى بعيداً عن هذا الموضوع».
وفي تطور آخر أكثر حساسية، أفاد موقع «آر سيفن إسبورتيس» بأن نيمار أبلغ مسؤولي الاتحاد البرازيلي لكرة القدم بأنه قد يعتزل اللعب دولياً بشكل نهائي في حال تم تعيين خيسوس مديراً فنياً للمنتخب، وهي خطوة قد تؤثر على القرار المنتظر.
ورغم أن البرازيل قد ضمنت التأهل بنسبة كبيرة إلى كأس العالم 2026، فإن التحدي الحقيقي يكمن في تحقيق الاستقرار داخل المنتخب، لا سيما في ظل وجود انقسامات محتملة داخل غرفة الملابس.
أما السؤال الذي يتصدر المشهد الآن في وسائل الإعلام البرازيلية وعلى منصات التواصل الاجتماعي فهو: هل سينحاز الاتحاد البرازيلي إلى رغبة نيمار، أم سيبدأ فصلاً جديداً مع مدرب يحمل سجلاً حافلاً مثل خيسوس؟ الإجابة ستتضح خلال الأيام القليلة القادمة، وفق التقارير الإعلامية البرازيلية.