يايسله: سعيد في جدة... هذه هي النسخة الأفضل من الأهلي

الألماني توماس بايسله مدرب النادي الأهلي السعودي (الشرق الأوسط)
الألماني توماس بايسله مدرب النادي الأهلي السعودي (الشرق الأوسط)
TT

يايسله: سعيد في جدة... هذه هي النسخة الأفضل من الأهلي

الألماني توماس بايسله مدرب النادي الأهلي السعودي (الشرق الأوسط)
الألماني توماس بايسله مدرب النادي الأهلي السعودي (الشرق الأوسط)

يقال إنه أحد المدربين الواعدين في كرة القدم الألمانية، وإنه، عاجلاً أم آجلاً، سيكون من المحتَّم رؤيته على مقاعد البدلاء في بايرن ميونيخ أو المنتخب الألماني.

سيكمل فقط عامه الـ37 في أبريل (نيسان) المقبل: «ماتياس يايسله» ليس اسماً جديداً للمطلعين الإيطاليين. وفقاً للشائعات، أحبه ميلان، الذي واجهه في عام 2022. وكان يوفنتوس أيضاً يتابعه بعناية في الماضي، اليوم هو يعيش ويدرّب في الدوري السعودي.

في هذه الأثناء هو يتمتع ببعض الاسترخاء؛ إذ يدرب الأهلي، ويحتل المركز الخامس في الترتيب، لكن الأهم من ذلك أنه خسر مباراة واحدة فقط في آخر 11 مباراة، وفاز في 7 مباريات متتالية دون هزيمة. ليس هذا فحسب؛ فهو يمتلك أفضل سجلّ في دوري أبطال آسيا، إلى جانب الهلال.

وتحدث المدرب الألماني لصحيفة «كورييري ديللو سبورت» الإيطالية؛ حيث سُئِل عن العديد من الأمور، وأجاب بصراحة وشفافية.

قال يايسله إنه فخور بسلسلة النتائج الرائعة التي حققها الأهلي في الوقت الحالي، وقال إن خوض 7 مباريات دون هزيمة والحفاظ على هذا السجل القوي في دوري أبطال آسيا يعكسان العمل الجاد والانضباط والوحدة داخل الفريق، واصفاً هذه النسخة بأنها «النسخة الأفضل» من الأهلي حتى الآن، لأنه يعتقد أن الفريق ما زال في مرحلة التطوُّر والتكيف، وهناك دائماً مجال للتحسين، مؤكداً أن هدفه الحفاظ على هذا الزخم ودفع الفريق إلى ما هو أبعد من ذلك، واصفاً أفضل نسخة للأهلي بأنها تلك التي يسعى فيها باستمرار إلى النمو والنجاح في كل منافسة.

واستطرد يايسله: «لقد أمضيت عامين رائعين في سالزبورغ؛ حيث فزنا بلقبين للدوري وكأس وتأهلنا إلى مرحلة خروج المغلوب من دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى. عندما انتقلتُ إلى الدوري السعودي أردتُ خوض تحدٍّ جديد. لقد كانت فرصة عظيمة في مسيرتي، ولا يزال لدي الكثير من الأهداف لتحقيقها؛ لعبت بشكل احترافي في الدوري الألماني كلاعب في هوفنهايم، ولعبت في منتخب الشباب الألماني، وجزء من خبرتي الكروية يأتي من هناك مع التركيز على تقديم أفضل ما لدي. المساهمة في الفرق التي أقودها للنمو كمدرب خطوة بخطوة».

ورداً على تقارير ربطته بتدريب فريقي شتوتغارت ووست هام، قال يايسله: «من الرائع دائماً أن نكون مرتبطين بمثل هذه الأندية المرموقة؛ فهذا يعني أن العمل الذي نقوم به معترَف به. لكن، في الوقت الحالي، تركيزي بالكامل على الأهلي. أمامنا تحديات مثيرة، وأنا ملتزم تماماً بتحقيقها. أهدافنا هنا وأنا أستمتع بهذا الفصل الفريد في الدوري السعودي».

وعن طموحاته بالعودة لـ«البوندسليغا» أو تجربة التدريب في «البريمرليغ» أو الدوري الإيطالي، قال يايسله: «كمدرب، تطمح دائماً إلى اختبار نفسك في بيئات مختلفة وعلى أعلى مستوى. الدوري الألماني قريب من قلبي، نظراً لخلفيتي، لكن الدوريات مثل الدوري الإنجليزي الممتاز أو الدوري الإسباني أو الدوري الإيطالي لديها أيضاً تحدياتها ولها سحرها الفريد في الوقت الحالي، سأركز على مشروعي الحالي، وسنرى ما يخبئه المستقبل بالنسبة لي».

أما عن نموذج ناديه السابق، سالزبورغ، وهل هو قابل للتطبيق في بلدان أخرى، قال يايسله: «يعتمد نموذج سالزبورغ على فلسفة قوية لتطوير اللاعبين وديناميكية كرة القدم والإدارة المنظمة للنادي. في حين أنه من الممكن بالتأكيد تكييف المبادئ الأساسية في مكان آخر، إلا أنها تعتمد أيضاً على الثقافة المحلية والموارد والرؤية طويلة المدى للنادي في كل بلد. لديه حمضه النووي الخاص بكرة القدم، والنجاح يأتي من إيجاد التوازن الصحيح».

رياض محرز نجم النادي الأهلي السعودي (النادي الأهلي)

أما عن قوة المنافسة في الدوري السعودي، فقال يايسله: «من الداخل يمكنك أن ترى مدى التنافسية والطموح الذي يتمتع به الدوري السعودي. إنه ينمو بسرعة، ويجذب لاعبين ومدربين رفيعي المستوى، وتتزايد حدة المباريات باستمرار. إنه وقت مثير أن تكون جزءاً من هذا التحوُّل. الناس يحبون هنا الكثير من كرة القدم في المملكة العربية السعودية، الأجواء في الملاعب لا تُصدَّق؛ جماهير كبيرة، والمشجعون يدعمون الفرق واللاعبين بالهتافات أيضاً بما يليق بثقافتهم».

ورداً على سؤال هل اختار التدريب في الدوري السعودي فقط من أجل المال، قال يايسله: «أتفهم هذا التصور، لكن أعتقد أن هناك ما هو أكثر من ذلك. الخطط هنا طموحة، والدوري يتطور إلى منافسة عالية المستوى. من الواضح أن الجانب المالي يلعب دوراً، ولكن بالنسبة للعديد من اللاعبين والمدربين، فهو مهم. لقد قبلت هذا التحدي أيضاً حول فرصة بناء شيء مهم والمساهمة في نمو كرة القدم في المنطقة: دوري ناشئ، وفرصة تدريب لاعبين رائعين، واللعب ضد مدربين آخرين أكثر خبرة، مع العديد من الألقاب القوية. الأندية تمثل الدوري مع كثير من الجودة الفردية، وهي تنمو. لقد كان تحدياً مثيراً للغاية».

وعن الحياة في مدينة جدة، قال يايسله: «لقد كانت الحياة في جدة تجربة رائعة. إنها مدينة نابضة بالحياة وذات ثقافة غنية، ولقد استمتعت باستكشافها. الناس فيها مرحِّبون للغاية، والطعام رائع. وبعيداً عن كرة القدم، أقضي وقتاً في الاسترخاء والقراءة والبقاء فيها التواصل مع العائلة والأصدقاء. من المهم إيجاد التوازن، حتى في مثل هذه المهنة المكثفة».

وتطرق يايسله للحديث عن لاعبَيه اللذين لعبا من قبل في إيطاليا، إيبانيز وكيسي؛ حيث قال يايسله: «كلاهما يؤدي أداءً جيداً للغاية بالنسبة لنا. لديهما صفات رائعة، ويجلبان معهما كثيراً من المهارات القيادية التي اكتسباها في الدوريات الكبرى، مثل الدوري الإيطالي. أنا محظوظ بوجود لاعبين من هذا العيار يقودان دفاعنا وخط وسطنا».

أما عن جناح الأهلي الجزائري الدولي، رياض محرز، فقال يايسله: «رياض هو بالتأكيد أحد أعظم المواهب التي دربتها على الإطلاق. يمكنه فعل أي شيء بالكرة، وهو شخص يمكنه تغيير المباراة بمراوغة واحدة، وتمريرة واحدة، وتسديدة واحدة. كما أنه يجلب كثيراً من الخبرة المذهلة من فريق، مثل مانشستر سيتي الذي فاز بكل شيء».

وقال يايسله في الحوار أيضاً إنه لم يتصل به أحد من نادي ميلان لتدريب الفريق قبل أشهر.

وفي النهاية، أجاب يايسله عما إذا كان أسلوبه يناسب الدوري الإيطالي لو درب فيه يوماً ما؛ حيث قال: «فكرة لعبتي أو أسلوب اللعب المفضَّل لديّ سيكون مناسباً لجميع الدوريات. أعتقد أنه من خلال العمل الجاد والتفاني، من الممكن دائماً التكيف مع الدوريات والأساليب المختلفة».


مقالات ذات صلة

أرتيتا: أنا معجب بما يفعله أموريم

رياضة عالمية ميكل أرتيتا مدرب آرسنال (رويترز)

أرتيتا: أنا معجب بما يفعله أموريم

أبدى ميكل أرتيتا، مدرب آرسنال، إعجابه بتأثير المدرب روبن أموريم مع مانشستر يونايتد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ماركوس راشفورد جاهز لمواجهة آرسنال (رويترز)

راشفورد يدعم صفوف يونايتد قبل مواجهة آرسنال

قال روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، الجمعة، إن المهاجم ماركوس راشفورد متاح للمشاركة في المباراة أمام آرسنال.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (إ.ب.أ)

غوارديولا: آملُ أن نحقق الفوز الثالث على التوالي أمام سالفورد

عادةً لا يكون الفوز بثلاث مباريات متتالية بالأمر الجلل لمانشستر سيتي، لكن مدربه بيب غوارديولا يتطلع لتحقيق هذا الإنجاز أمام سالفورد سيتي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عربية الجنوب أفريقي بيرسي تاو ترك الأهلي إلى قطر القطري (النادي الأهلي)

رسمياً... بيرسي تاو إلى قطر

قال مارسيل كولر، مدرب الأهلي المصري، إن لاعبه الجنوب أفريقي بيرسي تاو لن يكون ضمن صفوف الفريق بدءاً من لقاء ستاد أبيدجان بدوري أبطال أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية تياغو موتا مدرب يوفنتوس (رويترز)

موتا: يجب على لاعبي يوفنتوس تقديم ما يكفي لتحقيق الانتصارات

شدد تياغو موتا مدرب يوفنتوس على حاجة فريقه إلى الثبات على المستوى وتحقيق سلسلة من الانتصارات.

«الشرق الأوسط» (تورينو)

الدوري السعودي: قمة نارية بين الأهلي والشباب... والاتفاق يستدرج الخلود

التركي فاتح تيريم مدرب الشباب (نادي الشباب)
التركي فاتح تيريم مدرب الشباب (نادي الشباب)
TT

الدوري السعودي: قمة نارية بين الأهلي والشباب... والاتفاق يستدرج الخلود

التركي فاتح تيريم مدرب الشباب (نادي الشباب)
التركي فاتح تيريم مدرب الشباب (نادي الشباب)

تشهد منافسات الجولة الـ14 من دوري المحترفين السعودي، مساء اليوم، قمة كروية تجمع الأهلي وضيفه الشباب على ملعب «مدينة الأمير عبد الله الفيصل الرياضية» بجدة. فيما يبحث الاتفاق عن مواصلة صحوته الفنية والاستمرار في رحلة الانتصارات، وذلك عندما يلتقي نظيره الخلود على ملعب النادي بمدينة الدمام، وفي مدينة بريدة يستضيف الرائد نظيره ضمك في لقاء عنوانه البحث عن استعادة نغمة الانتصارات.

في مواجهة القمة بين الأهلي والشباب، تبدو الأمور متشابهة بين الطرفين، فعلى صعيد النقاط يملك كل منهما 23 نقطة.

ودخل الأهلي، الذي استعاد شيئاً من عافيته الفنية على صعيد الدوري السعودي للمحترفين، في سلسلة مثالية من الانتصارات؛ إذ بلغ 4 مباريات دون خسارة حتى تقدم في لائحة الترتيب، ويطمح إلى المواصلة.

فترة التوقف الحالية أمضاها الأهلي في معسكر قصير تأهباً لاستئناف المسابقة، ويعمل الألماني ماتياس يايسله، مدرب الفريق، على مواصلة رحلة الانتصارات، خصوصاً أن بطولة «دوري أبطال آسيا للنخبة» دخلت حالياً فترة توقف؛ مما يمنح الأهلي أريحية كبيرة دون ضغوطات.

ولم يتغير المشهد كثيراً في صفوف الأهلي؛ إذ لم يُجرِ حتى الآن أي صفقة منذ بدء فترة الانتقالات الشتوية، والصورة في النادي الغربي كما هي تماماً، لكن الحالة المعنوية تبدو مميزة، خصوصاً مع استعادة يايسله شيئاً من ثقة الجماهير التي كانت مفقودة.

ويغيب عن الفريق فراس البريكان الذي تعرض لإصابة أبعدته أيضاً عن المشاركة مع المنتخب السعودي في بطولة كأس الخليج العربي بنسختها الـ26، حيث يمثل البريكان عنصراً أساسياً في صفوف الفريق.

من جانبه، يدخل الشباب بمعنويات كبيرة بعد بلوغه نصف نهائي «بطولة كأس الملك»، ويطمح الشباب إلى استعادة نغمة انتصاراته المفقودة على صعيد الدوري بعد تعثره في آخر 3 مباريات بتعادله مباراتين وخسارته أمام الهلال.

وشهدت فترة التوقف الأخيرة تغييرات على صعيد الشباب، حيث أعلن عن رحيل مدربه البرتغالي فيتور بيريرا الذي حصل على عرض إنجليزي وغادر بعد إنهاء علاقته التعاقدية، قبل أن يعلن النادي تعاقده مع المدرب التركي فاتح تيريم الذي يعدّ أحد أبرز وأشهر الأسماء في كرة القدم التركية.

كيسيه لاعب الأهلي خلال التدريبات الأخيرة (النادي الأهلي)

وإضافة إلى تعاقده مع تيريم، أعلن الشباب تعاقده مع الأسطورة التشيكي بافيل نيدفيد ليصبح مديراً رياضياً للنادي العاصمي، لتبدو الصورة مختلفة على الصعيدين الفني والإداري.

ويبحث الشباب تحت قيادة تيريم عن استعادة نغمة الفوز والظهور بصورة مثالية، خصوصاً أن الفريق سجل فوزه بالمباراة الأولى تحت قيادة المدرب التركي في «بطولة كأس الملك»، ويتطلع إلى استمرار تفوقه في الدوري السعودي للمحترفين.

وفي الدمام، يستضيف الاتفاق نظيره الخلود وعينه على مواصلة رحلة الانتصارات. وكان الفريق الذي يتولى قيادته الإنجليزي ستيفن جيرارد استعاد نغمة الفوز قبل فترة التوقف على حساب الخليج، وبلغ النقطة الـ15.

ورحل عن صفوف الفريق لاعبه سيكو فوفانا الذي كان معاراً من النصر؛ إذ أنهى مدة الإعارة وغادر إلى فريق رين الفرنسي، ويتوقع أن يستعيد الاتفاق لاعبه المدافع جاك هيندري الذي غاب عن الفريق في الفترة الماضية بسبب الإصابة.

أما الخلود، الذي يتولى قيادته الجزائري نور الدين بن زكري، فيحاول استعادة توازنه وتحقيق الفوز الثاني له تحت إشراف بن زكري؛ إذ يملك حالياً 10 نقاط ويوجد في منطقة قريبة جداً من خطر الهبوط.

وفي بريدة، يستضيف الرائد نظيره ضمك، وعينهما على استعادة نغمة الفوز المفقودة للفريقين منذ جولات عدة، حيث يملك الرائد في رصيده 14 نقطة مقابل 15 نقطة لفريق ضمك.

الرائد، الذي يدخل المباراة بنشوة بلوغه الدور نصف النهائي من «بطولة كأس الملك»، لديه دافع كبير لتحقيق الفوز، خصوصاً أن الفريق عزز صفوفه بثلاث صفقات: بديل المغربي محمد فوزير، و«ثنائي المواليد»، اللذان سيكونان ضمن خيارات المدرب بعد الحصول على موافقة لجنة الاستدامة المالية لإعلان التعاقد الرسمي.

أما ضمك فيدخل المواجهة باحثاً عن استعادة نغمة الفوز، خصوصاً بعد رحيل المدرب الروماني كوزمين كونترا خلال فترة التوقف؛ إذ أتم النادي تعاقده مع البرتغالي نونو ألميدا.