حماد البلوي... جوكر «الملف المونديالي» ورجل المهام الصعبة

شغوف بالتحدي وطموحه «استضافة يفخر بها السعوديون»

انجاز الاستضافة المونديالية ضمن أجندة ميدل بيست بالرياض (الشرق الأوسط)
انجاز الاستضافة المونديالية ضمن أجندة ميدل بيست بالرياض (الشرق الأوسط)
TT

حماد البلوي... جوكر «الملف المونديالي» ورجل المهام الصعبة

انجاز الاستضافة المونديالية ضمن أجندة ميدل بيست بالرياض (الشرق الأوسط)
انجاز الاستضافة المونديالية ضمن أجندة ميدل بيست بالرياض (الشرق الأوسط)

في الملفات الضخمة، توكل المهام إلى فرق مميزة تملك أدوات النجاح، فكيف بالأمر إذا كان بحجم «ملف استضافة السعودية كأس العالم 2034» الذي يحظى بإيمان حكومي ودعم مباشر ومتابعة مستمرة للظهور بصورة مثالية كما ينتظر له؟

يجمع حماد البلوي، رئيس «وحدة ملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034» بين خبرات متعددة؛ من قطاع المال والأعمال، إلى الترفيه والسياحة والرياضة، وتترابط خبراته مع الملف الشامل لاستضافة المونديال، الذي لا يقتصر على كرة القدم فقط.

البلوي خريج جامعة جورج واشنطن في أميركا، وعاش جزءاً من حياة الطفولة في بريطانيا. وتنقل بعمله بين قطاعات مختلفة، فمن المال والأعمال، إلى وزارة السياحة السعودية التي عمل فيها مديراً للاستثمار السياحي، وعمل أيضاً مديراً لتطوير الأعمال في الهيئة العامة للترفيه، كما عمل في وزارة الرياضة بملف خصخصة الأصول الرياضية... وغيرها من الملفات الضخمة.

البلوي يلقي كلمته خلال تسليم الوفد السعودي لملف الاستضافة (الشرق لأوسط)

ويراهن السعوديون على عنصر الإبهار في استضافتهم التي ستصبح على أرض الواقع بعد 10 سنوات من الآن.

وعند سؤاله مؤخراً عن تجربته في قيادة ملف استضافة كأس العالم، أوضح البلوي أن الأمر لم يكن سهلاً، قائلاً: «عندما بدأنا بصفتنا فريقاً، كان التحدي الأكبر هو كيفية إرضاء 32 مليون شخص يعيشون في بلادنا»، وأكد أن «الهدف الأساسي هو تقديم عرض يفتخر به الجميع».

بعد إعلان النتيجة، عبَّر البلوي عن فخره، لكنه أضاف: «كما قال أحد زملائنا في الفريق؛ كنا فخورين، لكن ما زال بإمكاننا فعل المزيد». وهذا يعكس الروح التنافسية العالية لدى الفريق ورغبته في تحقيق الأفضل.

البلوي عرف الرياضة منذ صغره، فهو ارتبط ارتباطاً عاطفياً بنادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي الذي استحوذ عليه «صندوق الاستثمارات العامة»، لكن البلوي يؤكد أن ارتباطه به بدأ في التسعينات الميلادية حينما كان رفقة والده الذي يقيم في بريطانيا.

ويوضح البلوي في حديث لصحيفة «كرونيكل لايف»، وهي صحيفة مختصة بأخبار نادي نيوكاسل: «كان والدي يعمل في مجال الطيران؛ ونتيجة لذلك سافرنا أنا وعائلتي حول العالم. لقد قضينا وقتاً طويلاً في آسيا، ووقتاً طويلاً في المملكة المتحدة، وفي الولايات المتحدة. أثناء فترة إقامتنا بالمملكة المتحدة خلال أوائل التسعينات، كنا نعيش بلندن، وفي تلك الفترة أتذكر أن أخي الأكبر كان يأتي للحديث عن ثقافة كرة القدم. كنا صغاراً في ذلك الوقت، لكننا حرصنا على الانغماس في هذه الثقافة... حب كرة القدم والشغف الموجود في هذا الجزء من العالم».

وفي الجانب عينه، أضاف: «هذا سبب ارتباطي بنادي نيوكاسل على وجه التحديد. نحن جميعاً في العائلة نحب كرة القدم، ويمتد هذا إلى ما هو أبعد من ذلك؛ أبناء العم والأصدقاء وكل شخص في السعودية».

وعوداً إلى الملف السعودي لاستضافة المونديال، فقد كشف البلوي خلال «مؤتمر قمة كرة القدم العالمية»، في العاصمة الرياض، عن أن استضافة بلاده ستكون الأفضل بين جميع النسخ منذ انطلاقة المونديال عام 1930، موضحاً أن السعودية تقدمت بطلب التنظيم؛ «لأن شعبها، بكل بساطة، يحب كرة القدم»، وأن «ما يحدث في السعودية منذ 2016 سيُكتب في التاريخ إلى الأبد».

ويؤكد البلوي بصورة مستمرة في أحاديثه التي يُدلى بها عن استضافة السعودية «كأس العالم 2034»، أن «الضيافة جزء أساسي من نسيج المجتمع السعودي وثقافته وعمقه، لذا؛ فإن هذا الجانب سيكون أحد مسببات نجاح الاستضافة؛ بسبب ضمان تفاعل المجتمع معها».


مقالات ذات صلة

رينارد: هدفنا تحقيق كأس الخليج... لا نشعر بأي ضغط

رياضة سعودية هيرفي رينارد يتطلع لقيادة الأخضر لمعانقة اللقب (المنتخب السعودي)

رينارد: هدفنا تحقيق كأس الخليج... لا نشعر بأي ضغط

أعلن الفرنسي هيرفي رينارد مدرب المنتخب السعودي أن الهدف من المشاركة في كأس الخليج العربي «خليجي 26» هو تحقيق اللقب، مشيراً إلى أنها فرصة لرد الاعتبار.

هيثم الزاحم (الرياض )
رياضة سعودية قطاع الرياضة خلق أكثر من 14 ألف وظيفة وجلب نحو 10 ملايين دولار من مبيعات التذاكر والإنفاق السياحي (الشرق الأوسط)

الرئيس التنفيذي لـ«تكامل»: كأس العالم ستقدم للسعودية فرصة فريدة لإطلاق «إبداعاتها»

> ما التأثيرات الكبيرة والملموسة التي ستشهدها سوق العمل السعودية نتيجة استضافة كأس العالم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

3 عوامل قد تضفي طابع الإثارة على «خليجي 26»

البطولة العريقة شهدت نسخ متباينة في القوة والإثارة (خليحي 26)
البطولة العريقة شهدت نسخ متباينة في القوة والإثارة (خليحي 26)
TT

3 عوامل قد تضفي طابع الإثارة على «خليجي 26»

البطولة العريقة شهدت نسخ متباينة في القوة والإثارة (خليحي 26)
البطولة العريقة شهدت نسخ متباينة في القوة والإثارة (خليحي 26)

تستعد الكويت هذه الأيام لاستقبال ضيوفها الرياضيين، تأهباً لانطلاق بطولة كأس الخليج العربي الـ26، وهي الاستضافة الخامسة لهذا البلد والذي يعد منتخبه من أكثر المنتخبات تحقيقاً للقب. ولكن التساؤلات ما فتئت تترد بين الحين والآخر «هل ما زالت كأس الخليج تحتفظ بوهجها التاريخي؟».

واقع الأمر ومعطيات المشاركات في النسخ السابقة تقول عكس ذلك، فالمستوى الفني انخفض كثيراً، وفقدت البطولة المثيرة الكثير من وهجها، وحتى الحديث الإعلامي خفت كثيراً، رغم أن البطولة لم تغب يوماً عن موعدها الزمني، بل استمر حضورها على مدار السنوات الماضية.

الحديث عن النسخة المرتقبة قد يبدو مختلفاً تماماً، فربما تستعيد البطولة شيئاً من وهجها الغائب وذلك وفق ثلاثة عوامل ترصدها «الشرق الأوسط» وهي جوانب قد تسهم في تحسن الصورة التي افتقدتها البطولة كثيراً.

المنتخبات ستشارك بقوائهما الأساسية في الكويت (خليجي 26)

قبل الخوض في العوامل التي قد تجعل من نسخة خليجي 26 مختلفة، سنلقي نظرة على تاريخ بطولة كأس الخليج التي تدخل عامها الخامس والخمسين، وتناوبت الكويت على تحقيقها بعشرة ألقاب والعراق بأربعة ألقاب، وبثلاثة ألقاب لكل من السعودية وقطر وبلقبين لعمان والإمارات وبلقب وحيد للبحرين، فيما يغيب اليمن عن معانقة اللقب.

المشاركة بالمنتخب الأول

يأتي أول العوامل التي قد تجعل من كأس الخليج (خليجي26) مختلفة: مشاركة المنتخبات بالصف الأول، وبلا شك أن المنتخب السعودي على رأس هذه المنتخبات المهمة والذي سيمنح البطولة إضافة فنية ووهجاً إعلامياً مختلفاً كونه سيشارك بالمنتخب الأول بعد مشاركة أخيرة في العراق بالمنتخب الأولمبي.

مشاركة المنتخبات بالصف الأول تعني تزايد الضغوط حولها لتحقيق اللقب، وبالتالي سيكون هناك انعكاس فني على معطيات المباريات وتحديات مثيرة حيث ستكون الجماهير على موعد معها منذ اليوم الأول للبطولة.

وقسمت المنتخبات المشاركة على مجموعتين، تضم الأولى إلى جوار الكويت البلد المضيف كلاً من قطر والإمارات وعمان، أما المجموعة الثانية فيأتي على رأسها حامل اللقب منتخب العراق وتضم السعودية والبحرين واليمن.

وبدأت المنتخبات المشاركة معسكراتها التدريبية استعداداً للبطولة المرتقبة خاصة في ظل غياب الاستحقاقات الدولية الأمر الذي أسهم في تفرغ المنتخبات للمشاركة بكامل قوتها للبطولة على عكس النسخة الأخيرة التي أعقبت كأس العالم 2022 بأسابيع قليلة.

غياب الكويت والسعودية عن اللقب

سيكون أحد العوامل المهمة للنسخة المقبلة من بطولة كأس الخليج: غياب أحد أبرز المنتخبات في تاريخ البطولة «منتخب الكويت» عن تحقيق اللقب منذ أكثر من عشرين عاماً، ونفس الأمر للمنتخب السعودي.

فقد حقق المنتخب السعودي آخر ألقابه في تاريخ منافسات كأس الخليج بنسخة 2003 التي احتضنتها الكويت، فيما كان آخر الألقاب التي ظفر بها منتخب الكويت بنسخة 2010 التي استضافها اليمن للمرة الأولى في تاريخه.

يشعر الكويتيون بأن بطولة كأس الخليج تمثل جانباً مهماً من شخصية منتخبهم، لذا فإن من المتوقع أن يظهر منتخب بلادهم بشراسة وقوة، خاصة أنه يتسلح بعاملي الأرض والجمهور، رغم أن المستوى الفني للأزرق الكويتي ليس بدرجة عالية من المثالية.

ولا تخضع بطولة كأس الخليج للمستوى الفني، بل جزء كبير منها مرهون بالعوامل النفسية، لذا قد تمنح استضافة الكويت للبطولة تلك الدوافع لمنتخبها.

الأخضر السعودي قد تكون عودته لمعانقة لقب كأس الخليج في النسخة الحالية أمراً مثالياً من أجل عدد من المكتسبات، أبرزها الحصول على ثقة الجماهير قبل استئناف المنافسة في تصفيات آسيا المؤهلة لمونديال 2026.

غياب السعودية والكويت الطويل عن تحقيق اللقب قد يجعل من النسخة الحالية ساحة للتنافس بينهما على الظفر بتحقيق اللقب الغائب عن خزائنهما لسنوات طويلة الأمر الذي سينعكس إيجاباً على مستوى البطولة فنياً.

تقارب المستوى الفني في المجموعات

مع مراسم قرعة كأس الخليج التي أقيمت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لم يكن أحد يجزم أين تكمن الصعوبة، فالمستويات متقاربة، ولا يمكن الجزم بترشيح منتخب على آخر، حتى قطر المتوجة بلقب كأس آسيا الأخير لم تعد بتلك القوة التي تملكها سابقاً بدليل حضورها في تصفيات كأس العالم 2026.

باستثناء منتخب اليمن، تبدو منتخبات المجموعتين في حالة كبيرة من التقارب الفني فلا يوجد تراجع ملحوظ في الأداء، حضور مثالي عكسته أرقام المنتخبات في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم، حتى منتخب الكويت الغائب منذ فترة طويلة سجل تأهله نحو الدور الرابع من التصفيات.

في التصفيات الآسيوية على سبيل المثال المجموعة الأولى تمتلك الإمارات عشر نقاط وتحضر في المركز الثالث، فيما يحضر منتخب قطر رابعاً برصيد سبع نقاط، أما المجموعة الثانية فيحضر منتخب العراق بالمركز الثاني برصيد 11 نقطة، وينافس منتخب الكويت من بعيد على مقاعد التأهل نحو الدور الرابع بامتلاكه أربع نقاط وحضوره بالمركز الخامس رغم عدم تحقيق الفوز في أي مباراة حتى الآن.

أما المجموعة الثالثة، فيملك المنتخب السعودي في رصيده ست نقاط وهو نفس الرقم الذي يملكه منتخب البحرين إذ يحضر الأخضر في المركز الرابع يليه في المركز الخامس الأحمر البحريني.