السعوديون عازمون على تقديم مونديال «استثنائي» للعالم

استطلعت آراء رؤساء أندية حول التقييم التاريخي لملف الاستضافة

لاعبو السعودية يحتفلون بالفوز على الأرجنتين في مونديال 2022 (الشرق الأوسط)
لاعبو السعودية يحتفلون بالفوز على الأرجنتين في مونديال 2022 (الشرق الأوسط)
TT

السعوديون عازمون على تقديم مونديال «استثنائي» للعالم

لاعبو السعودية يحتفلون بالفوز على الأرجنتين في مونديال 2022 (الشرق الأوسط)
لاعبو السعودية يحتفلون بالفوز على الأرجنتين في مونديال 2022 (الشرق الأوسط)

بعد إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حصول ملف استضافة السعودية لكأس العالم 2034، على تقييم 419.8 من 500، بوصفه أعلى تقييم فني يمنحه الاتحاد الدولي عبر التاريخ لملف تم تقديمه لاستضافة بطولة العالم، يترقب أبناء المملكة قرار اختيار الدول المستضيفة للبطولة من خلال الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في 11 ديسمبر (كانون الأول)، الحالي.

السعودية ستثبت للعالم كله أنها قادرة على تنظيم المناسبات الكبرى كافة (صالح الغنام)

وحظي ملف استضافة المملكة للحدث الكروي العالمي، باهتمام وتمكين ودعم لا محدود من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ما أسهم في حصول الملف على ثقة المجتمع الدولي.

«الشرق الأوسط» بدورها استطلعت آراء رؤساء ومسؤولي الأندية بهذا الشأن، حيث أكد لؤي مشعبي رئيس إدارة نادي الاتحاد، أن المملكة برؤيتها الطموحة وما تمتلكه من إمكانات هائلة وبنى تحتية متكاملة ومرافق متطوّرة، قادرة على استضافة المونديال العالمي 2034 وإنجاحه، كما فعلت في البطولات والفعاليات الرياضية العالمية التي استضافتها خلال الفترة الماضية، وحقّقت خلالها نجاحاً باهراً كان محل إعجاب وتقدير العالم.

وأضاف: «يجد القطاع الرياضي، مثل باقي القطاعات في المملكة، دعماً كاملاً من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان للقيام بدوره في خدمة شباب الوطن وتهيئة البيئة المناسبة لاستضافة أكبر الأحداث الرياضية العالمية وتنظيمها باحترافية عالية، وهو ما أكده إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بحصول ملف المملكة على أعلى تقييم في تاريخ استضافات الحدث العالمي، فقد أكد شباب وفتيات الوطن ثقة القيادة بحُسن إدارتهم وتنظيمهم مختلف الأحداث التي احتضنتها بلادنا بكفاءة وفعالية عاليتين».

أحد الملاعب التي ستكون حاضرة في مونديال 2034 (واس)

وأشار بدر الرزيزاء، رئيس إدارة نادي القادسية، إلى أن حصول ملف السعودية على التقييم الأعلى يؤكد جاهزيتها من الناحيتين الفنية والتنظيمية لاستقبال الحدث العالمي، كما أنه يُبرز التزامها بتطبيق أعلى المعايير العالمية، ما يعكس «رؤية 2030»، التي ترتكز على تطوير الرياضة بوصفها أداة لتحقيق التنمية الشاملة.

وتابع: «استضافة كأس العالم 2034 ليست مجرد حدث رياضي، بل تمثل فرصة كبرى لدعم التنمية الاقتصادية، وتنمية قطاع السياحة، وتسليط الضوء على التراث الثقافي العريق لهذا الوطن. هذا الإنجاز يُظهر الصورة الحديثة للسعودية بوصفها وجهةً عالميةً تحتضن التنوع، والابتكار، والتميز».

من جانبه قال المهندس علاء الهمل، رئيس نادي الخليج، إن حصول المملكة على التقييم الأعلى يعد إنجازاً تاريخياً يعكس مكانة المملكة، وريادتها العالمية في مختلف المجالات.

وواصل: «هذا التقييم يعكس جهوداً حثيثة واستراتيجيات مدروسة تهدف إلى تقديم تجربة رياضية متميزة تعزز من قيم التنافسية والشمولية».

وأضاف الهمل لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا الدعم الكبير من قيادتنا، التي لطالما أكدت على أهمية الاستثمار في الرياضة بوصفها وسيلةً للتواصل الحضاري، وتعزيز مكانة المملكة دولياً. كما أن العمل الجاد الذي بذله الفريق المسؤول عن ملف الاستضافة، أظهر قدرة استثنائية في تقديم رؤية متميزة تستند إلى بنى تحتية متطورة وتجربة رياضية شاملة».

بينما قال الدكتور سعود الرشودي، رئيس نادي التعاون: «يسعدني أن أرفع التهاني للقيادة على هذا الإنجاز الكبير الذي يعكس التزام المملكة بتطوير الرياضة، وعلى رأسها كرة القدم، في مستوياتها كافة».

وأضاف: «إن هذا التقييم الرفيع ليس إلا ثمرة من ثمار العمل الجاد والتخطيط الاستراتيجي الذي تعيشه الرياضة السعودية في ظل الدعم المستمر من قيادتنا الرشيدة. نحن اليوم نقف على أعتاب مرحلة جديدة من تاريخ الرياضة السعودية، ونتطلع بكل فخر إلى استضافة حدث عالمي ضخم مثل كأس العالم 2034، الحدث الذي سيعزز مكانة المملكة بوصفها إحدى أبرز الوجهات الرياضية على مستوى العالم».

استضافة كأس العالم 2034 ليست مجرد حدث رياضي (واس)

من جانبه، قال الدكتور توفيق المديهيم، رئيس نادي الفيحاء، إن السعودية أثبتت للعالم كله أنها قادرة على تنظيم المناسبات الكبرى كافة، حيث إن البطولات الرياضية والأحداث المتنوعة التي تمّت استضافتها، والنقلة الكبيرة على مستويى السياحة والاقتصاد وغيرهما، والنقلة الكبيرة التي باتت عليها المملكة بشكل عام، جعلتها وجهةً رئيسيةً لكل الأحداث في العالم، لما تتمتع به من إمكانات بشرية هائلة وتطور في المجالات كافة، بما يجعلها في الريادة.وشدَّد على أن الرياضة السعودية تشهد قفزة كبيرة جعلت المملكة وجهةً عالميةً مرموقةً، مما يشير إلى أن تنظيم كأس العالم هو تأكيد على ثقة العالم في أن السعودية قادرة على تنظيم المنافسات والأحداث الكبرى؛ نتيجة الموارد والطاقات البشرية والبنية التحتية والترحاب بالجميع من قيادة وأبناء المملكة.

في حين قال محمد الخليفة، رئيس نادي الخلود، أن التقييم العالي يؤكد حجم العمل الكبير الذي تم من قبل القائمين عليه بدعم لا محدود من القيادة الحكيمة، التي جعلت من الوطن قبلةً لجميع الأحداث في العالم لتبعث برسالة للجميع بأن المملكة العربية السعودية قادرة أن تكون موطناً لجميع الأحداث التي تجمع العالم.

وأشار إلى أن المملكة استضافت في السنوات الأخيرة أحداثاً كبيرة من بطولات سوبر في كرة القدم، وغيرها من الأحداث الرياضية في الألعاب كافة، وهي مقبلة أيضاً على تنظيم بطولة كأس آسيا المقبلة، وهناك مناسبات كبرى كانت المملكة المَوطنَ لها، بل الأمر تخطى الأحداث الرياضية إلى الاقتصادية والسياحية وغيرها.

من جانبه، قال أحمد العيسى الرئيس التنفيذي لنادي الفتح: «بفخر واعتزاز كبيرَين، نبارك للوطن هذا الإنجاز التاريخي المتمثل في حصول المملكة على أعلى تقييم من الاتحاد الدولي لكرة القدم لاستضافة المونديال»‬‬‬.

وزاد بالقول: «يعكس هذا التقييم مدى الالتزام والاحترافية اللذين تتميز بهما المملكة، بقيادة حكيمة ورؤية طموحة تضعنا دائماً في مقدمة المشهد الرياضي العالمي».

وأضاف: «نحن في نادي الفتح نؤمن بأن هذا الإنجاز ليس فقط انتصاراً رياضياً، بل هو رسالة تعكس قوة المملكة في تلبية أعلى المعايير العالمية، وكلنا فخر بأن نكون جزءاً من هذه المسيرة الملهمة التي تضع الرياضة في صلب رؤيتنا لمستقبل أكثر إشراقاً».

وختم بالقول: «نهنئ قيادتنا الحكيمة وأبناء الوطن كافة، ونتطلع إلى المشارَكة في هذا الحدث الرياضي العظيم الذي سيضع المملكة في قلب العالم».

وقال حسن مرزوق، المدير الرياضي لنادي الأخدود، إن الثقة التي نالها الملف السعودي، والتقييم العالي الذي حصل عليه، يعكسان مدى العمل والمنجزات التي تحقَّقت في المملكة، والنهضة التي شهدتها في السنوات الماضية في المجالات كافة، ومن بينها المجال الرياضي.

وبيَّن أن البنية الرياضية في المملكة تطوَّرت، وهي مقبلة على تطور أكبر من خلال المشروعات الضخمة التي يتم العمل عليها لاحتضان الأحداث كافة، حيث إن المقبل هو تنظيم نهائيات كأس آسيا عام 2027، وقبل سنوات قليلة من استضافة الحدث العالمي الأكبر في كرة القدم، وهذا يؤكد أن المملكة باتت تحظى بمكانة عالمية في الجانب الرياضي بما حققته من منجزات، وبما حظيت به من ثقة لتنظيم أكبر الأحداث، وهذا نتاج الدعم الكبير من القيادة الحكيمة لهذا الوطن العظيم.

وأكد عبد العزيز الرويلي، نائب رئيس نادي العروبة، أن حصول ملف ترشح السعودية لاستضافة مونديال 2034 على أعلى تقييم فني من الاتحاد الدولي لكرة القدم في تاريخ كأس العالم، يعكس حجم العمل الكبير والرؤية الثاقبة لحكومتنا الرشيدة، والطموح العالي لولي العهد وقائد رؤيتنا لرفعة المملكة في المجالات كافة، وعلى جميع المستويات الدولية.

إحدى الصور المرسومة من قبل فريق مانجا لفريق سعودي تخيلي لكأس العالم 2034 (مانجا)

وقال: «نحمد الله على هذه الإنجازات المتتالية والمتسارعة تحت قيادة حكيمة، ونسأل الله يديم علينا الأمن والأمان».

من جانبه قال أحمد الشهري، الرئيس التنفيذي لنادي ضمك، إن النجاح الكبير الذي تحقَّق للملف السعودي يعزِّز تحقُّق حلم جديد من الأحلام السعودية التي ظلت طويلاً تراود السعوديين، إلا أنها باتت حقائق على أرض الواقع في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وصاحب الرؤية المباركة الأمير محمد بن سلمان الذي جعل المملكة لا تحلم فقط بل تحقق.

وبيَّن أنه على مدار عقود كان الحديث عن قدرات المملكة، وقدرتها على استضافة أكبر الأحداث، وجاء الزمن الذي يتحقَّق فيه كل شيء كنا نتمناه، حيث النهضة السعودية واستضافة الأحداث العالمية كافة.

وبيَّن أن منطقة عسير، حيث يقع نادي ضمك، ستكون من المناطق الخمس التي ستستضيف المونديال، وهذا فخر كبير لكل أهالي المنطقة، حيث إن الجميع سيعمل كل ما في وسعه من أجل المشاركة في إنجاح هذا الحدث العالمي المرتقب الذي يؤكد المكانة التي وصلت لها المملكة، والمشروعات الجبارة التي سيتم إنجازها، ومواصلة النماء والتطور في هذا الوطن في المجالات كافة.

وشدَّد على النهضة الرياضية التي تعيشها المملكة، واستضافتها للأحداث الكبرى ليس في كرة القدم فقط، بل في الألعاب كافة، والتي حققت نجاحات كبيرة وأثبتت للجميع أن السعودية قادرة على تقديم أفضل النماذج في الاستضافات وتنظيم الأحداث الكبرى.

أما عبد الله المقحم، نائب رئيس الحزم، فعدَّ أن حصول الملف السعودي على التقييم الأعلى من «فيفا» بشأن استضافة كأس العالم يبيِّن حجم الثقة التي نالتها المملكة لتنظيم الأحداث والمحافل الكبرى كافة، بناءً على تجارب، وما تمثله المملكة من ثقل كبير في المناسبات والأحداث كافة، وما تشهده الرياضة السعودية من نقلة جبارة جعلتها محل أنظار العالم أجمع ومصدر ثقة دائماً.


مقالات ذات صلة

الاتحاد في جيرونا الإسبانية

رياضة سعودية يقيم الفريق معسكراً إعدادياً للموسم الجديد (نادي الاتحاد)

الاتحاد في جيرونا الإسبانية

وصلت بعثة فريق الاتحاد إلى مدينة جيرونا الإسبانية، إيذاناً بانطلاق تحضيرات بطل الدوري السعودي للموسم الجديد، وذلك بعد رحلة بدأت من جدة مروراً ببرشلونة.

علي العمري (جدة )
رياضة سعودية إثارة في الأسبوع الأول لكأس العالم للرياضات الإلكترونية (الشرق الأوسط)

كأس العالم للرياضات الإلكترونية: أبطال جدد وأحداث استثنائية في الأسبوع الأول

سجّل الأسبوع الأول من كأس العالم للرياضات الإلكترونية المقام في الرياض بداية استثنائية لأكبر حدث في تاريخ الألعاب والرياضات الإلكترونية، وسط حضور جماهيري غفير.

منيرة السعيدان (الرياض) لين الطريقي (الرياض)
رياضة سعودية خيسوس يواصل حضوره في الدوري السعودي (الشرق الأوسط)

خيسوس مدرباً للنصر لموسم واحد

أعلن نادي النصر السعودي تعاقده رسمياً مع المدرب البرتغالي خورخي خيسوس لتولي قيادة الفريق الأول لكرة القدم، وذلك بعقد يمتد لموسم واحد.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية مشاعل العايد بعد تتويجها بالميدالية الفضية (الاتحاد السعودي للسباحة)

سباحو السعودية يحققون 55 ميدالية في البطولة الخليجية

حقق منتخب السعودية للسباحة 55 ميدالية متنوعة خلال مشاركته في بطولة مجلس التعاون الخليجي بنسختها الـ29، التي أقيمت في البحرين من 11 إلى 13 يوليو (تموز).

بشاير الخالدي (الدمام)
رياضة سعودية ناولدج موسونا (نادي الأخدود)

الأخدود ينهي العلاقة التعاقدية مع 6 أجانب

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن إدارة نادي الأخدود تنوي إنهاء العلاقة التعاقدية مع ستة لاعبين في صفوف الفريق الأول، وذلك خلال فترة الانتقالات الصيفية.

علي الكليب (نجران)

محاولات لإقناع الهلال بالمشاركة في كأس السوبر... واللائحة ستؤهل القادسية للنهائي

الهلال هو حامل لقب النسخة الأخيرة للموسم الماضي (كأس السوبر السعودي)
الهلال هو حامل لقب النسخة الأخيرة للموسم الماضي (كأس السوبر السعودي)
TT

محاولات لإقناع الهلال بالمشاركة في كأس السوبر... واللائحة ستؤهل القادسية للنهائي

الهلال هو حامل لقب النسخة الأخيرة للموسم الماضي (كأس السوبر السعودي)
الهلال هو حامل لقب النسخة الأخيرة للموسم الماضي (كأس السوبر السعودي)

بعد أن تقدّم نادي الهلال باعتذار رسمي عن المشاركة في النسخة المقبلة من بطولة السوبر السعودي، المقرّر إقامتها في هونغ كونغ، بات الشارع الرياضي السعودي يترقّب مصير هذا الاعتذار، وما إذا كان الاتحاد السعودي لكرة القدم سيقبل به، أو سيعد الهلال خاسراً لمباراته ويتأهل القادسية مباشرة إلى النهائي، أم يمنح الأهلي فرصة اللعب أمام القادسية.

ووفقاً للائحة التنظيمية للسوبر السعودي، تنص المادة الثامنة على أن انسحاب أي نادٍ بعد صدور الجدول الرسمي للبطولة يُعد مخالفة تستوجب إحالة الملف إلى لجنة الانضباط والأخلاق للنظر فيه، واتخاذ القرارات اللازمة وفق لائحة الانضباط، مع إلزام النادي المنسحب بتحمّل التعويضات عن الأضرار والخسائر التي يتسبب بها، على أن يحدد الاتحاد قيمة تلك التعويضات.

انسحاب الهلال ضربة كبيرة لكأس السوبر السعودي (الاتحاد السعودي)

إلا أن اللائحة نفسها تمنح استثناءين من هذه العقوبات: الأول في حال وقع الانسحاب قبل صدور الجدول الرسمي للبطولة، حيث يتم تعويض النادي المنسحب بالنادي التالي له ترتيباً في الدوري السعودي للمحترفين من غير الأندية المشاركة بالفعل، أو بمن يليه إذا تعذر ذلك. والثاني في حال وقوع «قوة قاهرة» تمنع النادي من المشاركة، ويعود تقدير هذه الحالة للاتحاد.

وتُعد حالة الهلال الأولى من نوعها، إذ لم يسبق لأي نادٍ سعودي أن انسحب من بطولة بعد صدور الجدول الرسمي منذ انطلاق المسابقة عام 2012.

ونشرت «الشرق الأوسط» وفقاً لمصادرها الخاصة أن سبب تقديم الهلال اعتذاره يعود إلى حالة الإرهاق التي يعاني منها الفريق، بعد مشاركته المكثفة في بطولة كأس العالم للأندية مؤخراً.

ملعب هونغ كونغ الذي سيستضيف كأس السوبر السعودي 19 أغسطس المقبل (اتحاد هونغ كونغ)

ويرى كثيرون أن الهلال وضع الاتحاد السعودي لكرة القدم في موقف حرج باعتذاره عن المشاركة، خصوصاً أن البطولة تقام خارج السعودية، وسط توقعات بأن يتعقّد الوضع أكثر إذا اتخذ النصر قراراً مشابهاً، حيث إن إقامة البطولة في هونغ كونغ مشروطة بوجود النجم العالمي كريستيانو رونالدو قائد النصر، ما يجعل مشاركة الفريقين الكبيرين أساسية لضمان إقامة الحدث.

ويترقّب الشارع الرياضي القرار الذي سيتخذه الاتحاد السعودي في هذا الشأن، مع وجود محاولات لإقناع الهلال بالعدول عن قراره، نظراً لأهمية مشاركته بصفته ركيزة أساسية في البطولة.

وبحسب المعلومات، فإن الهلال لم يبدأ فترة إجازته إلا بعد خروجه من كأس العالم للأندية يوم 4 يوليو (تموز) ، حين خسر أمام فلومينينسي البرازيلي في ربع النهائي، مما يعني أن الفريق واصل اللعب 39 يوماً أكثر من بقية الفرق التي أنهت موسمها يوم 26 مايو (أيار) مع ختام الدوري، أو 35 يوماً عن القادسية والاتحاد اللذين شاركا في نهائي كأس الملك يوم 30 مايو.

كما شارك عدد من لاعبي الهلال في بطولة الكأس الذهبية التي أُقيمت في الولايات المتحدة خلال الصيف، مما زاد من الضغط البدني على الفريق.

وتشير لوائح الاتحاد السعودي إلى أن الانسحاب من بطولة معتمدة قد يعرّض النادي لعقوبات، أبرزها وفق اللائحة تغريم الهلال 500 ألف ريال، وحرمانه من المشاركة في النسخة التالية من البطولة.

ومن المنتظر أن يُحال ملف الاعتذار إلى اللجان المختصة في الاتحاد لدراسة أبعاده، وتحديد العقوبات المحتملة، التي قد تتوسع لتشمل تحميل الهلال جزءاً من الخسائر الناتجة عن الانسحاب.

وانطلقت بطولة السوبر السعودي في عام 2012 لتكون بداية التدشين للمسابقات السعودية على غرار ما يحدث في إنجلترا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا؛ إذ تكون كأس السوبر هي باكورة مباريات الموسم الجديد التي تجمع بين حامل لقب الدوري وبطل الكأس.

إنزاغي طلب من إدارة الهلال الاعتذار عن كأس السوبر (أ.ف.ب)

وأقيمت أول نسخة للبطولة في أغسطس (آب) 2013، وذلك في ملعب مدينة الملك عبد العزيز الرياضية بالشرائع بمكة المكرمة، حينما التقى الفتح حامل لقب الدوري السعودي بنظيره الاتحاد المتوج بلقب كأس الملك في ذلك الموسم، وتمكن الفريق النموذجي «الفتح» من تحقيق اللقب للمرة الأولى في تاريخه عقب الفوز بنتيجة 3 - 2.

وشهدت البطولة في أعوامها الماضية منذ تأسيسها كثيراً من المتغيرات، بين حضورها الأول والثاني محلياً، ثم الانتقال إلى إقامتها خارجياً في لندن قبل عودتها مجدداً إلى جدة، ثم استمرارها في العاصمة الرياض لأكثر من نسخة، ومن ثم إعلان إقامتها في العاصمة الإماراتية أبوظبي في نسخة العام الماضي.

ولم تتوقف التغييرات التي عاشتها البطولة عند هذا الحد، بل استمر تغيير موعد إقامتها من مطلع الموسم إلى منتصفه وتحديداً شهر يناير (كانون الثاني)، حيث فترة الانتقالات الشتوية، قبل أن تتم في النسخة الماضية زيادة عدد الفرق المشاركة في البطولة من فريقين إلى أربعة فرق.

نادي القادسية قد يكون مستفيدا في حال وافق اتحاد القدم على اعتذار الهلال واعتباره فائزا (نادي القادسية)

وبحسب اللائحة الحالية لبطولة كأس السوبر، يشارك في البطولة أربعة أندية، وهي بطل ووصيف مسابقة كأس الملك، وكذلك بطل ووصيف الدوري السعودي للمحترفين، وفي حال تكرار الفرق الأربعة يتم إشراك صاحب المركز الثالث في ترتيب الدوري، وفي حال تكرار فريقين من الأربعة يتم إشراك المركزين الثالث والرابع في البطولة.

ويحصل بطل السوبر السعودي وفق لائحة البطولة على جائزة مالية قدرها أربعة ملايين ريال، و55 ميدالية ذهبية مصغرة، في حين يحصل الوصيف على جائزة مالية قدرها مليونا ريال، وعدد 55 ميدالية فضية مصغرة، في حين يحصل الفريقان المغادران من دور نصف النهائي على مليون ريال.

وتنقلت البطولة بين خمس مُدن، وستكون هونغ كونغ هي المدينة السادسة التي تستضيف مباريات البطولة عبر تاريخها، فقد كانت البداية في مكة المكرمة، ثم الرياض، ولندن (ثلاث مرات)، قبل أن تستضيفها مدينة جدة، وتعود البطولة إلى الرياض مجدداً، قبل أن تحط رحالها في أبوظبي، ثم تتجه لوجهة جديدة في الشرق الآسيوي.

يعد فريق الهلال الأكثر مشاركة في بطولة السوبر السعودي بعدد سبع مرات، يليه النصر خمس مرات، ثم الاتحاد أربع مرات، ثم مرة واحدة لكل من الفتح والشباب والأهلي والتعاون والفيصلي والفيحاء.

ويتزين السجل الذهبي للبطولة بستة فرق نجحت في الحصول على اللقب، لكن الهلال يتزعم هذه القائمة بعدد أربع مرات، يليه غريمه التقليدي النصر بلقبين، ثم الاتحاد والأهلي والشباب والفتح بلقب لكل منها.

وبعد النسخة الأولى للبطولة التي كسبها فريق الفتح بنتيجة 3 - 2 على حساب الاتحاد، نجح فريق الشباب في تحقيق اللقب الثاني عقب فوزه على النصر عن طريق ركلات الترجيح بعد استمرار تعادل الفريقين بنتيجة 1 - 1.

وفي نسخة 2015 أقيمت البطولة في لندن وتحديداً على ملعب «لوفتس رود» وكسبها الهلال بهدف دون رد أمام غريمه التقليدي النصر.

واستمرت البطولة في لندن، وأقيمت نسخة 2016 بين الأهلي والهلال على ملعب «كرافين كوتيج» وحقق الأهلي اللقب عقب فوزه عن طريق ركلات الترجيح بعد التعادل بنتيجة 1 - 1.

وغابت نسخة 2017 عن الظهور بسبب ضغط الروزنامة حين ذلك رغم تأهل الهلال والاتحاد، وعادت البطولة مجدداً للظهور في موسم 2018 حينما التقى الهلال بنظيره الاتحاد على ملعب «لوفتس رود» في لندن مجدداً حيث كسب الهلال نظيره الاتحاد بنتيجة 2 - 1 وتوج بلقب البطولة.

واحتضنت مدينة جدة البطولة في نسخة 2019 وكسب النصر نظيره التعاون عن طريق ركلات الترجيح بعد تعادلهما 1 - 1، قبل أن تعود البطولة إلى الرياض في نسخة 2020 التي جمعت بين الهلال والنصر وكسبها الأخير بثلاثية. وفي موسم 2021 عاد الهلال ليحقق اللقب على حساب الفيصلي عن طريق ركلات الترجيح بعد استمرار التعادل بنتيجة 2 - 2.

وفي النسخة قبل الماضية أقيمت البطولة في العاصمة الرياض بمشاركة أربعة فرق، وهو النظام الذي تم تطبيقه للمرة الأولى بزيادة عدد الفرق المشاركة؛ إذ التقى الهلال بنظيره الفيحاء في دور نصف نهائي البطولة وكسب الأخير المباراة ليطير للنهائي لملاقاة الاتحاد الذي نجح في تجاوز نظيره النصر.

وفي نهائي تلك النسخة، نجح الاتحاد بتجاوز نظيره الفيحاء بثنائية نظيفة كان نجمها المغربي عبد الرزاق حمد الله ليتوج الاتحاد بلقبه الأول في تاريخ البطولة.

وفي النسخة الماضية أقيمت البطولة في العاصمة الإماراتية أبوظبي وشهدت مشاركة أربعة فرق هي الهلال والنصر والاتحاد والوحدة، إذ تجاوز الهلال غريمه التقليدي النصر في نصف النهائي وصعد الاتحاد بعد فوزه على الوحدة، ونجح الهلال في تحقيق اللقب بفوزه بنتيجة 4 - 1.