كيف تفوقت السعودية على 7 دول في تقييم فيفا «المونديالي»؟

«غياب المخاطر» و«الالتزام الحكومي» منحا «ملف 2034» تصنيفاً متقدماً

ولي العهد السعودي لحظة الإعلان الرسمي عن ترشح المملكة لاستضافة المونديال (واس)
ولي العهد السعودي لحظة الإعلان الرسمي عن ترشح المملكة لاستضافة المونديال (واس)
TT

كيف تفوقت السعودية على 7 دول في تقييم فيفا «المونديالي»؟

ولي العهد السعودي لحظة الإعلان الرسمي عن ترشح المملكة لاستضافة المونديال (واس)
ولي العهد السعودي لحظة الإعلان الرسمي عن ترشح المملكة لاستضافة المونديال (واس)

حصل ملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 على تقييم قدره 4.2 من 5 من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، وهو أعلى من تقييم الملف المشترك للولايات المتحدة وكندا والمكسيك لاستضافة كأس العالم 2026، الذي حصل على 4.0، كما حصل ملف البرازيل لاستضافة كأس العالم للسيدات 2027 على تقييم 4.0، بينما نال الملف المشترك لاستضافة كأس العالم 2030 في إسبانيا والبرتغال والمغرب تقييماً قدره 3.6 من 5.

الوفد السعودي لحظة تسليمه ملف التشرح لاستضافة مونديال 2034 (الشرق الأوسط)

ووفقاً لمصدر مطلع في «فيفا»، فإن التقارير السابقة لاستضافة كأس العالم لم تكن تصدر مع تقييمات رقمية، حيث كانت تقارير ملفات كأس العالم في 2010 و2014 تحمل عنوان «تقرير مجموعة التفتيش». ومنذ كأس العالم 2018 في روسيا، بدأ إصدار التقارير مع تقييمات من دون درجات إلى جانب تقرير تقييم كأس العالم 2022.

ومن الجدير بالذكر أن تقرير روسيا 2018 تضمن تقييماً خاصاً لمخاطر عالية تتعلق بالمطارات والسفر، حيث أشار التقرير إلى أن بعض سعات المطارات قد لا تفي بالمتطلبات، مع اقتراح إنشاء منشآت مؤقتة لكن دون ضمانات. أما ملفات كأس العالم 2022 و2026 و2030، فقد تضمنت أيضاً بعض المخاطر العالية. على سبيل المثال، فقد واجه بعض الملفات تحديات كبيرة تتعلق بتوفير عدد كافٍ من الملاعب، مما أثر على التصنيف في التقييمات الدولية. كما أن الملف المشترك لاستضافة كأس العالم 2026 في كندا والمكسيك والولايات المتحدة، الذي يتضمن 16 مدينة و16 ملعباً، اشتمل أيضاً على بعض المخاطر في جوانب الملاعب والإقامة والنقل. أما ملف كأس العالم 2030 في إسبانيا والبرتغال والمغرب، فقد حصل على تقييم جيد، رغم وجود بعض المخاطر المتعلقة بالبنية التحتية في بعض الملاعب.

شغف السعوديين بكرة القدم أحد أهم الدوافع للتقدم نحو استضافة المونديال (مانجا)

ووفقاً لتقييم الفيفا لملف السعودية، أظهرت النتائج غياب المخاطر الكبيرة التي قد تعترض التنظيم. تم تقييم جميع الجوانب المتعلقة بالبنية التحتية والخدمات والجانب التجاري والالتزامات القانونية، وجاءت التقييمات في مجملها ضمن مستويات منخفضة أو متوسطة من المخاطر. وفي هذا السياق، كانت المخاطر متوسطة في بعض العناصر المتعلقة بالبنية التحتية، مثل الملاعب والإقامة والنقل، في حين أن معظم الجوانب الأخرى، مثل مرافق الفرق والحكام ومواقع البث الدولية والمواقع المخصصة لمهرجان الفيفا للمشجعين، قد حصلت على تصنيفات منخفضة من حيث المخاطر.

أما فيما يتعلق بالجوانب التجارية والقانونية، فقد أظهر الملف السعودي التزاماً قوياً بالإطار الحكومي مع دعم واضح من القطاع الخاص، مما أسهم في تقليل المخاطر في هذه المجالات إلى مستويات منخفضة.

وفيما يتعلق بالخدمات الأمنية والصحية والنقل، أظهرت التقييمات أيضاً مستوى عالياً من الجاهزية والتخطيط. وفي هذا السياق، أكد التقرير أن هذه الجوانب قد تم التعامل معها بكفاءة عالية لضمان تنظيم البطولة بشكل آمن وفعّال.

كما أكد التقييم أيضاً على أهمية ضمان استدامة خدمات البطولة بعد انتهائها، وذلك من خلال التخطيط لاستفادة المنشآت الرياضية من الفعاليات المستمرة بعد البطولة، وهو ما يعكس توجهاً سعودياً نحو استثمار هذه المشاريع على المدى الطويل.

وتقدم المملكة ملفاً طموحاً لاستضافة كأس العالم 2034، وهو يعكس التوازن المتميز بين تراث المملكة الثقافي العريق والمبادرات الإصلاحية الطموحة التي تشهدها المملكة في إطار «رؤية 2030».

ويبرز هذا الملف استراتيجيات سعودية تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة العالمية عبر استضافة الحدث الرياضي الأكبر، ويجمع بين التقاليد والابتكار، ويعكس جهداً مستمراً لبناء بنية تحتية رياضية حديثة مع الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية للمملكة. فبحسب تقييمات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، يقدم ملف السعودية استضافة كأس العالم 2034 مقترحاً قوياً يتضمن بنية تحتية متطورة وإمكانات تجارية كبيرة، إلى جانب التزام واضح بتقديم تجربة استثنائية للمشجعين والفرق والضيوف، ويتميز هذا الملف بتفاصيل دقيقة تم إعدادها بعناية لضمان نجاح البطولة.

السعودية وعدت بتقديم نسخة لا تنسى من المونديال (الشرق الأوسط)

وتسعى المملكة من خلال استضافة كأس العالم 2034 إلى الاستفادة من البنية التحتية الحديثة التي يجري تطويرها حالياً، إلى جانب استثمار مشروع «رؤية 2030» بشكل مستدام. وعلى الرغم من أن الملف السعودي يقدم حلولاً جديدة مبتكرة، فإنه يعكس في الوقت نفسه احتراماً عميقاً للثقافة والتراث السعودي.

ولذلك، لا يقتصر الهدف من تنظيم البطولة على إظهار السعودية بصفتها داعماً قوياً لكرة القدم فحسب، بل يتعدى ذلك ليشمل تكامل التطويرات الرياضية مع مشاريع التنوع الاقتصادي والاجتماعي التي تجسدها «رؤية المملكة 2030».

هذه الرؤية تهدف إلى تحويل السعودية إلى قوة اقتصادية ورياضية على مستوى العالم، مع تعزيز دورها في ريادة التغيير على الصعيدين الإقليمي والدولي.

الملاعب السعودية نالت تقييما عاليا في تقرير فيفا (الشرق الأوسط)

ويبرز ملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 مجموعة من البنى التحتية الحديثة والمتطورة التي تدمج بين التقنيات الحديثة والتصاميم المبتكرة. ويشمل ذلك مجموعة من الملاعب الرياضية التي يتم إنشاؤها وتحديثها لتتناسب مع متطلبات استضافة كأس العالم. وهذه الملاعب لا تمثل مجرد مرافق رياضية، بل هي بمثابة مشروعات ضخمة تدمج بين الأسلوب المعماري العصري والمتطلبات العملية للأحداث الرياضية الكبيرة. وفقاً لتقييم الفيفا، تم مراعاة أحدث المعايير الدولية في تصميم هذه الملاعب لضمان توفير أفضل تجربة للمشجعين واللاعبين.

ومن بين الملاعب المقترحة، هناك 8 ملاعب جديدة ستتم إضافتها، بما في ذلك ملعب الملك سلمان الدولي الذي يُقترح أن يكون مكاناً للمباراة الافتتاحية والنهائية. بالإضافة إلى ذلك، هناك 3 ملاعب أخرى قيد الإنشاء حالياً، والتي ستستضيف كأس آسيا 2027.

كما تشتمل المشاريع أيضاً على الملاعب الموجودة في المواقع الفريدة التي تدمج بين التراث والمستقبل، مثل ملعب الأمير محمد بن سلمان الذي يقع في مشروع القدية، وملعب نيوم الذي سيكون جزءاً من مشروع «ذا لاين»، وهو مشروع العمر الذي يعكس التوجهات المستقبلية للمملكة في مجال التنمية المستدامة. إضافة إلى ذلك، تم تضمين ملاعب مثل ملعب المربع الجديد، وملعب روشن اللذين يمزجان بين التصميم المعماري الحديث والتفاعل مع المجتمعات المحيطة، مما يضمن تكامل هذه المنشآت الرياضية مع الجوانب الحضرية والثقافية.

ولا تقتصر التحسينات على الملاعب، بل يمتد الملف السعودي إلى تطوير شبكة من الخدمات اللوجيستية المتطورة. يشمل ذلك تحسينات في النقل والمرافق السياحية التي تضمن سهولة وصول المشجعين والفرق إلى مختلف مواقع البطولة. هذه التحسينات لا تقتصر على المدن الكبيرة، بل تشمل كثيراً من المدن السعودية الكبرى التي ستستضيف المباريات، مما يسهم في توزيع تأثير البطولة على نطاق واسع في المملكة. وبفضل التحسينات في قطاع النقل والمرافق، سيتمكن المشجعون والفرق من التنقل بسلاسة بين المدن والملاعب المختلفة، مما يعزز من تجربتهم في البطولة.

من الجانب التجاري، يقدم الملف السعودي منصة مالية قوية، مدعومة بإمكانات كبيرة لتحقيق الإيرادات، مع التركيز على الكفاءة العالية في التكاليف. ويظهر من الوثائق المرفقة بالملف أن المملكة قد وضعت استراتيجيات متميزة لضمان استدامة الإيرادات الناتجة عن البطولة. ويضاف إلى ذلك أن الملف يتضمن خططاً تفصيلية لزيادة الفرص الاستثمارية في الرياضة والسياحة على المدى الطويل، مما يعكس عزم السعودية على الاستفادة من كأس العالم؛ كون ذلك يمثل حدثاً رياضياً عالمياً مهماً لدعم اقتصادها المتنوع. يضمن الدعم الحكومي لهذا الملف توفير الموارد اللازمة كافة، سواء من الناحية المالية أو اللوجيستية، مما يعزز من فرص نجاح البطولة، ويجعلها حدثاً لا يُنسى في التاريخ الرياضي العالمي.

من خلال التقييمات والتفاصيل التي قدمتها الفيفا، أظهر الملف السعودي لاستضافة كأس العالم 2034 أنه من أبرز الملفات التي تقدم ضمانات قوية لتنظيم بطولة عالمية متميزة. ويعكس هذا الالتزام الكبير من الجهات المعنية، بالإضافة إلى استراتيجيات التخطيط المدروسة والمبتكرة، استعداد المملكة التام لاستضافة أكبر حدث رياضي على مستوى العالم سوف يشكل نقطة تحول كبيرة في تاريخ الرياضة في المنطقة والعالم.


مقالات ذات صلة

ماراثون الـ40 ألفاً يحرك شرايين الرياض... والسعوديون يحصدون الذهب

رياضة سعودية جانب من تتويج الفائزين (الشرق الأوسط)

ماراثون الـ40 ألفاً يحرك شرايين الرياض... والسعوديون يحصدون الذهب

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، أمس، واحداً من أكبر سباقات الماراثون على الإطلاق، بمشاركة الآلاف من جميع الجنسيات والفئات، بينما تَوَّج الأمير خالد بن الوليد

منيرة السعيدان (الرياض)
رياضة سعودية التتويج جاء بعد التفوق على قرابة 200 فارس وفارسة (الشرق الأوسط)

الفارس السعودي «السالمي» يُحقق لقب كأس خادم الحرمين للقدرة والتحمل

حقق الفارس السعودي مهند السالمي لقب كأس خادم الحرمين الشريفين الدولية للقدرة والتحمل.

رياضة سعودية الألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية لدى وصوله للمملكة (اللجنة الأولمبية السعودية)

رئيس «الأولمبية الدولية» توماس باخ في الرياض

استقبل الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، الألماني توماس باخ لحظة وصوله إلى المملكة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية همام الهمامي لعب دوراً بارزاً في انتصار فريقه (الدوري السعودي)

الدوري السعودي: الخلود يستعيد نغمة انتصاراته بثلاثية في «الرياض»

استعاد فريق الخلود نغمة انتصاراته وظفر بفوز ثمين على حساب ضيفه فريق الرياض بنتيجة 3-2 في اليوم الأخير لمنافسات الجولة التاسعة عشرة من الدوري السعودي للمحترفين.

خالد العوني (الرس)
رياضة سعودية الأمير خالد بن الوليد بن طلال وشقيقته الأميرة ريم خلال السباق (الشرق الأوسط)

خالد بن الوليد لـ«الشرق الأوسط»: «ماراثون الرياض» ألهم الآلاف

أكد الأمير خالد بن الوليد بن طلال، رئيس الاتحاد السعودي للرياضة للجميع، أن التفاعل المجتمعي مع ماراثون الرياض كان كبيراً هذا العام.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ماراثون الـ40 ألفاً يحرك شرايين الرياض... والسعوديون يحصدون الذهب

جانب من تتويج الفائزين (الشرق الأوسط)
جانب من تتويج الفائزين (الشرق الأوسط)
TT

ماراثون الـ40 ألفاً يحرك شرايين الرياض... والسعوديون يحصدون الذهب

جانب من تتويج الفائزين (الشرق الأوسط)
جانب من تتويج الفائزين (الشرق الأوسط)

رئيس رئيس الاتحاد السعودي للرياضة للجميع إلى جانب شقيقته الأميرة ريم (الشرق الأوسط)

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، أمس، واحداً من أكبر سباقات الماراثون على الإطلاق، بمشاركة الآلاف من جميع الجنسيات والفئات، بينما تَوَّج الأمير خالد بن الوليد بن طلال، رئيس الاتحاد السعودي للرياضة للجميع، الفائزين من الرجال والسيدات عند خط النهاية.

وفي سباق الرجال مسار 4 كلم تُوّج بالمركز الأول السعودي حسين السهيل، وبالمركز الثاني السعودي عبد المجيد عسيري، وفي المركز الثالث حل السعودي فراس عبد الوهاب.

وتوج رئيس الاتحاد السعودي للرياضة للجميع أصغر فائزة في الماراثون، وهي الفرنسية صوفيا، البالغة من العمر 11 عاماً، بعد تألقها في سباق 4 كلم.

وفي سباق النساء مسار 4 كلم تُوجت بالمركز الأول مها القاسم، وبالمركز الثاني الفرنسية صوفيا كلوتون، وبالمركز الثالث شيماء بدوي.

الأمير خالد بن الوليد يطلق شارة البدء (الشرق الأوسط)

وفي سباق الرجال مسار 10 كلم تُوّج بالمركز الأول الجيبوتي عبد الفتاح آوليه، وبالمركز الثاني الإماراتي سعود الزعبي، وجاء في المركز الثالث النيجيري حسن الهوساوي.

وبالنسبة للفائزات من السيدات في مسار 21 كلم، فقد جاءت أولاً المغربية مريم وعيد، وثانياً السعودية حنين الرشيد، وفي المركز الثالث الفرنسية ماغي كيبوبو.

أما الفائزون الرجال في مسار 42 كلم، فقد جاء في المركز الأول البولندي واجيشيش كوبيك، وفي المركز الثاني النيجيري أحمد يوسف، وفي المركز الثالث العماني صالح السعيدي.

من جانبه، أكد الأمير خالد بن الوليد بن طلال، رئيس الاتحاد السعودي للرياضة للجميع أن التفاعل المجتمعي مع «ماراثون الرياض» كان كبيراً هذا العام، مشيراً إلى أن عدد المشاركين تضاعف مقارنة بالعام الماضي.

وأوضح الأمير خالد أن الماراثون استقطب هذا العام 40 ألف مشارك، مقارنة بـ20 ألفاً في النسخة السابقة، مما يعكس الحماس المتزايد والإقبال الكبير من مختلف الفئات.

الآلاف من جميع الجنسيات شاركوا في الماراثون الكبير (الشرق الأوسط)

وبيَّن الأمير أن هذا النمو الملحوظ يُلهِم الاتحاد لمواصلة تطوير الحدث ورفع مستواه في المستقبل، مضيفاً أن الحماس الكبير الذي أبداه المشاركون والمشاركات يعزز من أهمية الرياضة المجتمعية، ويشجع على توسيع نطاق الفعاليات.

وحول إمكانية توسيع الماراثون ليشمل مدناً أخرى، صرّح رئيس الاتحاد بأن هناك نية لإقامة نصف ماراثون في كل من جدة والدمام، إلى جانب تنظيم سباقات لمسافات 4 و10كيلومترات في مدن أخرى، مع تأهُّل الفائزين مباشرة إلى «ماراثون الرياض».

وفيما يتعلق بالتحديات التنظيمية التي واجهها الاتحاد، أكد على أن جميع الأمور سارت بسلاسة، مؤكداً أن التعاون بين مختلف الجهات من المرور إلى البلدية وأمانة الرياض ساهم في نجاح الحدث دون أي عقبات تُذكر. وأضاف: «لم نواجه أي حالات خطيرة خلال الماراثون، وكان التنظيم محكماً بفضل الجهود المشتركة».

واختتم حديثه معبراً عن شعوره تجاه نجاح الحدث، قائلاً: «لا أستطيع وصفه بالفخر، لأنه قليل، ولا بالسعادة، لأنها قليلة، لكنه بلا شك سيكون دافعاً كبيراً لنا للتحفيز والتطوير في السنوات المقبلة».