مهاجمو «الأخضر» يضيعون بوصلة الشباك... أين الخلل؟

استمرار المشكلة سيخلق أزمة معقدة في مباريات الحسم «المونديالية»

فراس البريكان في إحدى الهجمات ضد المنتخب البحريني (أف.ب)
فراس البريكان في إحدى الهجمات ضد المنتخب البحريني (أف.ب)
TT

مهاجمو «الأخضر» يضيعون بوصلة الشباك... أين الخلل؟

فراس البريكان في إحدى الهجمات ضد المنتخب البحريني (أف.ب)
فراس البريكان في إحدى الهجمات ضد المنتخب البحريني (أف.ب)

للمرة الخامسة على التوالي يغيب مهاجمو المنتخب السعودي عن هز الشباك منذ شهر يونيو (حزيران) الماضي «في تصفيات الدور الثاني» مروراً بالدور الثالث وهو الدور الحاسم للتأهل المباشر لمونديال 2026، الأمر الذي يضع الكثير من التساؤلات حول الخلل الفني أو العناصري الذي نشأت على أثره هذه المشكلة.

ولعب المنتخب السعودي 4 مباريات بدءاً من مواجهة إندونيسيا ثم الصين وبعدها اليابان قبل لقاء البحرين يوم الثلاثاء، وهي المباريات التي سجل فيها المنتخب السعودي 3 أهداف فقط جاءت عن طريق مصعب الجوير (هدف في إندونيسيا) وحسن كادش (هدفان في الصين)، في الوقت الذي غاب فيه الحضور التهديفي في مواجهتي اليابان والبحرين.

غياب مهاجمي «الأخضر» عن التسجيل مؤشر مقلق يحمل عدة أوجه سلبية قد تجعل من المهمة في التصفيات غاية في الصعوبة، خاصة مع التقارب النقطي الذي تعيشه فرق المجموعة الثالثة التي يتصدرها منتخب اليابان بـ10 نقاط، ويليه كل من منتخبات أستراليا والسعودية والبحرين بـ5 نقاط، في حين يملك منتخب إندونيسيا والصين 3 نقاط.

ويعود آخر هدف سجله مهاجم سعودي إلى شهر يونيو الماضي عن طريق فراس البريكان في مواجهة باكستان بالجولة قبل الأخيرة في الدور الثاني من التصفيات الآسيوية، إذ انتهت المباراة بثلاثية نظيفة. وبعدها غاب مهاجمو «الأخضر» عن التهديف في مواجهة الأردن بالجولة الأخيرة من الدور الثاني التي خسرها «الأخضر» بهدفين لهدف، وفيها شارك فراس البريكان مهاجماً أساسياً وحل عبد الله رديف بديلاً عنه في الشوط الثاني.

في التصفيات الحالية (الدور الثالث) شهدت المباراة الأولى أمام إندونيسيا مشاركة عبد الله رديف مهاجماً أساسياً وحل بديلاً عنه فراس البريكان مطلع الشوط الثاني، لكن الثنائي أنهى المباراة دون حضور تهديفي لهما، في المباراة التالية أمام الصين شارك فراس البريكان أساسياً وغادر المباراة قبل نهايتها بـ10 دقائق وحل بديلاً عنه محمد مران لكن اللقاء شهد حضوراً تهديفياً من المدافع حسن كادش الذي سجل ثنائية منحت «الأخضر» النقاط الثلاث للمباراة.

أمام اليابان في مدينة جدة، واصل فراس البريكان حضوره مهاجماً أساسياً في اللقاء، وشارك بجواره صالح الشهري للمرة الأولى بوصفه لاعباً بديلاً مطلع الشوط الثاني، قبل أن يشارك كذلك عبد الله رديف بوصفه لاعباً بديلاً لكن الأهداف غابت واستمر العقم الهجومي لـ«الأخضر».

المهاجم عبدالله رديف يتحسر على إحدى الفرص المهدرة في المواجهة الأخيرة (أ.ف.ب)

في مواجهة البحرين الأخيرة كانت التوقعات تشير إلى انتصار سعودي بنتيجة قد تتجاوز هدفين لفارق المستويات الفنية بين الطرفين ولكون المواجهة تقام على أرض «الأخضر» وبين جماهيره، وشهدت المواجهة حضور فراس البريكان مهاجماً أساسياً حتى مطلع الشوط الثاني الذي حل فيه عبد الله رديف لاعباً بديلاً، لكن الغياب عن الأهداف استمر ولم ينجح لاعبو «الأخضر» السعودي في هز الشباك.

وتنتظر المنتخب السعودي مواجهات حاسمة ومفصلية في الفترة المقبلة، وغياب فاعلية مهاجميه قد تبدو أمراً يؤرق مسيرة «الأخضر»، والمعضلة الكبيرة في غياب المهاجم الهداف وهو أمر تحدث عنه المدرب مانشيني مؤخراً.

ويحظى فراس البريكان بالفرصة الكبرى، مؤخراً، من بين زملائه اللاعبين، في الوقت الذي تراجعت فيه حظوظ صالح الشهري رغم أنه الهداف الحالي في فترة مانشيني بـ4 أهداف سجلها خلال مشاركته في 11 مباراة بمعدل 522 دقيقة وهو أقل اسم يحصل على فرصة اللعب بين بقية المهاجمين لكنه الأكثر حضوراً تهديفياً.

ولعب فراس البريكان تحت قيادة مانشيني 13 مباراة بعدد 771 دقيقة، في حين لعب عبد الله رديف 12 مباراة بعدد 537 دقيقة.

وتضم قائمة الهدافين تحت قيادة مانشيني 12 لاعباً يتصدرهم صالح الشهري بالأهداف الأربعة فيما يحضر ثانياً فراس البريكان بثلاثة أهداف، يليه كل من حسن كادش وسالم الدوسري وعبد الرحمن غريب وعبد الله رديف وعلي البليهي ومحمد كنو ومصعب الجوير بواقع هدفين لكل منهما، ثم يحضر الثلاثي سلمان الفرج وعلي لا جامي وفيصل الغامدي بواقع هدف لكل منهما.

ويظل تراجع حضور المهاجمين عن تسجيل الأهداف مؤشراً محبطاً للمنتخب السعودي الذي يبحث عن بطاقة تأهل مباشرة عن المجموعة الثالثة نحو مونديال 2026.

ويحل «الأخضر» السعودي ضيفاً على نظيره منتخب أستراليا الشهر المقبل وتحديداً يوم 14 نوفمبر (تشرين الثاني)، على أن يخوض بعدها بأيام قليلة مواجهة أمام منتخب إندونيسيا في الجولة الختامية للدور الأول من تصفيات المرحلة الثالثة.


مقالات ذات صلة

نور الدين بن زكري والخلود... تحدٍّ جديد لرجل خبير

رياضة سعودية بن زكري في مهمة استثنائية مع الخلود الصاعد إلى دوري المحترفين السعودي (الخلود)

نور الدين بن زكري والخلود... تحدٍّ جديد لرجل خبير

‫سيكون المدرب الجزائري نور الدين بن زكري أمام مهمة معقدة تتمثل في قيادة الأخدود، الصاعد من دوري الأولى، إلى بر الأمان في منافسات الدوري السعودي للمحترفين،

علي القطان (الدمام)
رياضة سعودية لويس كاسترو (نادي النصر)

لويس كاسترو: النصر لم يحقق البطولات بسبب «الهلال»

كشف البرتغالي لويس كاسترو، مدرب فريق النصر السعودي سابقاً، عن أنه لولا الهلال لكانت الأمور مختلفة في النصر.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة سعودية إيدرسون (أ.ب)

إيدرسون: بعد محادثات مع غوارديولا رفضت عرضاً من الدوري السعودي

أكد الدولي البرازيلي إيدرسون، حارس مانشستر سيتي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، رفض عرض من الدوري السعودي خلال الصيف الماضي.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة سعودية محمد الخليفة رئيس نادي الخلود والمدرب نور الدين بن زكري خلال المؤتمر الصحافي (الشرق الأوسط)

نور الدين بن زكري: سأحتفل مع الخلود في منتصف الدوري

رحب محمد الخليفة، رئيس نادي الخلود، بالمدرب نور الدين بن زكري، وذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عُقد الاثنين لتقديم المدرب.

خالد العوني (الرس)
رياضة سعودية لاعبو الأخضرخلال التدريبات التحضيرية لمواجهة البحرين (المنتخب السعودي)

تصفيات كأس العالم: جدة تحتضن للمرة الأولى مواجهة السعودية والبحرين

تستعد مدينة جدة لاستضافة مواجهة أولى من مواجهات المنتخب السعودي ونظيره البحريني لتصبح ثالث مدينة سعودية تستضيف مباريات المنتخبين بعد العاصمة الرياض ومدينة.

فهد العيسى (الرياض)

نور الدين بن زكري والخلود... تحدٍّ جديد لرجل خبير

بن زكري في مهمة استثنائية مع الخلود الصاعد إلى دوري المحترفين السعودي (الخلود)
بن زكري في مهمة استثنائية مع الخلود الصاعد إلى دوري المحترفين السعودي (الخلود)
TT

نور الدين بن زكري والخلود... تحدٍّ جديد لرجل خبير

بن زكري في مهمة استثنائية مع الخلود الصاعد إلى دوري المحترفين السعودي (الخلود)
بن زكري في مهمة استثنائية مع الخلود الصاعد إلى دوري المحترفين السعودي (الخلود)

‫سيكون المدرب الجزائري نور الدين بن زكري أمام مهمة معقدة تتمثل في قيادة الأخدود، الصاعد من دوري الأولى، إلى بر الأمان في منافسات الدوري السعودي للمحترفين، في ظل صراع محتدم واستثنائي على البقاء بين عدة فرق تضم في صفوفها محترفين من الطراز العالي ويملكون القدرة على قلب الموازين في أحلك الظروف.‬

«الشرق الأوسط» وضعت مهمة المدرب الجزائري الخبير تحت مجهر الرؤية الفنية، إذ رأى المدرب حمد الدوسري أن تعاقد إدارة الخلود مع ابن زكري سيكون له دور فاعل في سبيل تحقيق الهدف الذي تنشده إدارة النادي ببقاء الفريق في دوري المحترفين السعودي، خصوصاً أن التعاقد جاء في وقت مبكر ويعطي المدرب مساحة واسعة من أجل العمل على تطوير أداء الفريق وتحقيق نتائج أفضل في الجولات القادمة.

وأضاف: «ابن زكري من المدربين الذين يتميزون بالحماس والقرب من اللاعبين والأهم أنه يعشق التحدي ويلعب بالإمكانات المتوافرة لديه، ولذا نراه موجوداً في فرق ساعية للبقاء وليست منافسة على البطولات».

وزاد بالقول: «أعتقد أن الوقت مناسب للطرفين، النادي والمدرب من أجل تحقيق الهدف الأساسي، هناك فترة تسجيل قادمة يمكن من خلالها ضم لاعبين يحتاج إليهم الفريق في الفترة الشتوية، كما أن هناك توقفات قبل الفترة الشتوية بسبب تصفيات كأس العالم أو كأس الخليج أو غيرها وهذه التوقفات تعني أن عدد المباريات سيكون أقل ومساحة العمل ستكون أكبر، وهذا ما يجعل العمل مريحاً كثيراً بين الطرفين».

وأشار الدوسري إلى أن التحدي الأكبر الذي يقف في وجه المدرب والإدارة على حد سواء هو الملاءة المالية المطلوبة من أجل استبدال أكثر من عنصر في الفريق إلا إذا تفهم المدرب الوضع المالي في النادي وسياسة الصرف والتعاقدات وغيرها، إذ إن إجراء تعديلات كثيرة قد يرهق الإدارة مالياً إنْ وافقت على تلبية كل ما يحتاج إليه المدرب.

وبيَّن الدوسري أن «ابن زكري لديه الخبرات الكافية في إنقاذ الفرق، حيث رأى الجميع كيف استطاع أن ينقذ الأخدود من الهبوط في تجربته الأولى في دوري المحترفين حينما حضر قبل قرابة سبع جولات فقط من الختام، وفي المقابل يأتي الخلود وهو لم يخض سوى 6 مباريات وتبقى له شوط طويل، كما أنه يعرف فرق الدوري السعودي جيداً وله كذلك تجارب نجاح مع ضمك والفيحاء، ولذا أعتقد أنه سينجح في مهمته بشكل كبير».

وشدد الدوسري على أن «هناك فوارق واضحة بين أندية الدوري من حيث المستويات، ولذا يمكن الخلود أن يركز على المباريات أمام الفرق القريبة منه في جدول الترتيب والقريبة كذلك من مستواه بداية من الفتح الذي سيلعب معه المباراة الأولى بعد فترة التوقف الحالية للدوري».

ويعتقد المدرب محمد أبو عراد أن اللغة والجانب النفسي سيكون لهما الدور الكبير في انسجام المدرب الجزائري ابن زكري مع الخلود وبالتالي نجاحه في تحقيق المهمة التي جاء من أجلها.

وأضاف: «البعض يرى ضرورة حضور المدرب في فترة الإعداد من أجل رسم كل شيء واختيار اللاعبين وتحديد أهدافه في المعسكر، ولكن إذا لم يكن ذلك قد حدث فعلاً فأفضل وأسرع طريقة هو خيار التعاقد مع مدرب لديه خبرة في المنافسات المحلية والفرق والإمكانات الموجودة لدى منافسيه المباشرين وهذا ما أرى أن إدارة الأخدود ركزت عليه بخطوة التعاقد مع المدرب مؤخراً».

وشدد أبو عراد على أن المدرب لديه مميزات كونه دائماً يقبل التحدي ولديه ثقة في نفسه وهذا عامل مهم، فما قدمه الموسم الماضي مع الأخدود في وقت ضيق أكثر مما هو عليه في تجربته مع الخلود يعني أنه سينال مساحة أوسع.

وبيَّن بو عراد أن الخلود يضم أيضاً عناصر خبرة جيدة بدايةً من الحارس البرازيلي مارسيلو غروهي الذي كانت له تجربة مميزة مع الاتحاد. كما أنه يضم لاعبين سعوديين جيدين مثل محمد جحفلي وإن كان التقدم في السن في بعض اللاعبين قد يعطي مؤشراً سلبياً على صعيد تحقيق المستويات والنتائج الإيجابية بشكل متواصل مما يتطلب إيجاد احتياط جيد ووجود أجانب أكثر تميزاً في بعض المراكز وهذا ما سيسعى له المدرب ابن زكري بكل تأكيد.

ورأى أبو عراد أن فرق الدوري يمكن تصنيفها منافسةً على الدوري وأخرى تتصارع من أجل الوجود في منطقة الوسط والهروب من خطر الهبوط، ولذا يمكن القول إن فريق الخلود يدرك أن المباريات الأكثر أهمية هي التي يمكن أن يكسب منها النقاط الثلاث أو حتى نقطة، وفي مباريات أخرى أمام الفرق القوية يمكن السعي لكسب نقطة.

وأوضح أن «الخلود ظهر بشكل جيد في بعض المباريات التي خاضها بقيادة المدرب السابق باولو دوراتي ولكن يبدو أن إدارة النادي توصلت إلى قناعة إلى كون المدرب لا يمكنه أن يحقق الهدف، ولذا أقالته، وإن كنت لا أؤيد اتخاذ مثل هذه القرارات سريعاً مع الأخذ في الاعتبار أن الخلود يخوض تجربته الأولى بدوري المحترفين ولذا ضم غالبية كبيرة من الأسماء الجديدة سواء من المحليين أو الأجانب».

بقيت الإشارة إلى أن الخلود جمع «4» نقاط من فوز وحيد على الوحدة، وتعادُل واحد مع مرافقه في الصعود العروبة، وأربع خسائر آخرها أمام الخليج.