بعد ما كان يعول عليه القدساويون كثيراً في قيادة هجومهم إلى انتصارات تعيد أمجاد الفريق الصاعد إلى الأضواء بعد سنوات من الغياب، أصبح المهاجم الغابوني الدولي أوباميانغ مثار تساؤلات وقلق أنصار النادي نتيجة المستويات المتواضعة والأرقام التهديفية الضعيفة التي يقدمها في تجربته الحالية. وسط مخاوف من أن يكون اللاعب نقطة ضعف تؤثر على أداء المجموعة كلها في دوري المحترفين السعودي عالي التنافسية.
وكان اللاعب صاحب الصولات والجولات في الملاعب الأوروبية قد غاب قسراً عن المباراة الأولى لفريقه ضد الفتح، التي سجّل فيها القادسية ثلاثية. حيث كان موقوفاً نتيجة قضاء عقوبة في رحلته الاحترافية الماضية.
وبعد أن رشّح المهاجم أن يكون من ضمّ المنافسين بقوة على قائمة الهدافين في بطولة الدوري، أنهى أوباميانغ مع فريقه «6» مباريات في الدوري بتسجيل هدف واحد فقط، وهذا ما ترك أكثر من علامة استفهام، على اعتبار أن هناك لاعبين وسط أو بدلاء في صفوف الفريق نجحوا في تسجيل أكثر من هدف، إلا أنه لم يكن بذلك اللاعب المقلق للفرق التي واجهها القادسية في الدوري، عدا هدف من ركلة جزاء ضد الأهلي جلبت للفريق النقاط الثلاث، إضافة إلى هدف وحيد في شباك العروبة في الدور «32» من بطولة كأس الملك، حيث كان هذا الهدف الرابع لفريقه، وبالتالي لم يكن مؤثراً فعلياً في النتيجة.
وبعد ذلك الهدف «في بطولة الكأس» حرص المدرب الإسباني غونزاليس على الإشادة بهذا الهدف والمهاجم أوبا ميانغ، معتبراً أن من أسعد اللحظات التي مرت عليه في المباراة حينما سجل اللاعب الهدف الرابع، رغم أن النتيجة كانت محسومة.
وقال غونزاليس لـ«الشرق الأوسط» إن الهدف الذي سجله أوباميانغ يمكن أن يساعده على فكّ «النحس» الذي لازمه في بطولة الدوري إلا أنه بعد مضي جولتين في الدوري لم يسجل اللاعب وعاد لصيامه عن التهديف.
ويرى حمد الدوسري، المدرب السعودي الخبير، أن بعض المهاجمين يحتاجون إلى نوع من صناع اللعب ونوع من الكرات السانحة للتسجيل، وهذا ما حصل مع اللاعب الكبير كريم بنزيمة في العام الأول مع نادي الاتحاد، حيث احتاج صناع لعب، وتم بالفعل توفير ما يحتاجه في الصيف الماضي، وبات اللاعب من المنافسين بقوة على قائمة الهدافين.
وأضاف: «في الهلال مثلاً لا يمكن أن يعجز أي مهاجم عن التسجيل مهما يكن مستواه، كون اللاعبين في كافة المراكز ذات كفاءة عالية، كما أن التوظيف الفني للاعبين من قبل الأجهزة الفنية يكون له الدور الواضح في ذلك، ولذا لم يفشل كثير من المهاجمين في الهلال، بل إن بعضهم صنع نفسه في هذا النادي».
وأشار إلى أن المهاجم الهداف يعد عملة نادرة، ليس في الملاعب السعودية، بل على مستوى العالم، ومن المهم أن تختار الأندية أولاً المدربين الأكفاء القادرين على توظيف اللاعبين بالصورة المثلى قبل التعاقد مع أسماء كبيرة، وهذا ما يتطلب توفره في نادي القادسية، حيث إن النهج الفني والتوظيف من قبل المدرب عليه كثير من الملاحظات.
وزاد بالقول: «القادسية يمر حالياً بفترة ذهبية حيث ضم صفقات قوية، وكان نجم الصيف في الصفقات وحديث العالم، لكن في المقابل هل انعكست النتائج على حجم هذه الصفقات، المستويات والنتائج الحالية في القادسية تعطي مؤشراً واضحاً أنه سيكون خارج دائرة الأربعة الأوائل في الدوري، وسيكون من المركز الخامس حتى العاشر، وهذا يعني أنه لن يكون مهدداً بالهبوط كما أنه لن ينافس بقوة على الدوري، وهذا شيء طبيعي قياساً بما عليه الوضع الحالي، وما تحقق من نتائج».
وبالعودة إلى أوباميانغ، فقد امتنع اللاعب عن الحديث عن الأسباب التي جعلته يقدم مستويات وأرقاماً أقل من التوقعات، حيث رفض الظهور في وسائل الإعلام التي حاصرته أكثر من مرة، مع مضي الجولات، مكتفياً بالظهور الأول له إعلامياً قبل انطلاقة الموسم.
وسجّل القادسية «6» أهداف، بمعدل هدف في كل مباراة، فيما دخلت شباكه «3» أهداف ليشارك النصر والشباب في أقوى الفرق دفاعياً، إلا أن حارسه البلجيكي كوين كاستيلس نال جائزة الشهر الماضي لأفضل حارس، قبل أن يتلقى هدفين في مباراة الرياض الأخيرة، كان أحدهما سهلاً نسبياً لحارس بحجمه وقدراته وإمكاناته.