من يستطيع إيقاف الهلال في الدوري السعودي؟

الاتحاد في المركز الثاني والنصر ثالثاً بعد 6 جولات في الموسم الجديد

قطار الهلال السريع لم يتوقف في الجولات الست الماضية (محمد المانع)
قطار الهلال السريع لم يتوقف في الجولات الست الماضية (محمد المانع)
TT

من يستطيع إيقاف الهلال في الدوري السعودي؟

قطار الهلال السريع لم يتوقف في الجولات الست الماضية (محمد المانع)
قطار الهلال السريع لم يتوقف في الجولات الست الماضية (محمد المانع)

بدا المشهد لم يتغير بصورة كبيرة في القمة، الهلال يعزف منفرداً في صدارة الترتيب بالعلامة الكاملة دون خسارة، بعد جولات مثالية شهدت قمتين للأزرق العاصمي تجاوز فيها قطبي جدة الاتحاد ثم الأهلي في الجولة الأخيرة.

لا يبتعد الهلال كثيراً بالصدارة حيث 18 نقطة، بفارق 3 نقاط عن الاتحاد صاحب المركز الثاني و4 نقاط عن غريمه التقليدي النصر صاحب المركز الثالث.

الفتح يترنح في المركز الأخير وسط تقدم التعاون (نايف العتيبي)

بعيداً عن مشهد القمة الذي يغيب عنه الأهلي كذلك، فإن الأوضاع تزداد سوءاً لفرق عريقة في الدوري مثل الفتح الذي تراجع نحو المركز الأخير، في وقت غاب عنه الصاعدين القادسية والعروبة بحضورهما في مناطق متقدمة بالترتيب باستثناء الخلود الذي يحضر في المركز الـ16.

مع دخول الدوري السعودي للمحترفين فترة توقفه الثانية، وذلك لأيام الفيفا الدولية التي يخوض فيها المنتخب السعودي مواجهتين أمام اليابان والبحرين في تصفيات مونديال 2026، ترصد «الشرق الأوسط» أبرز النقاط عن الموسم الحالي وهل باتت فيه ملامح المنافسة واضحة؟

من يستطيع إيقاف الهلال؟

ينتاب مشجعي الفرق الأخرى في الدوري أسئلة عديدة أبرزها من يمكنه إيقاف الهلال أو كيف يتعثر الأزرق العاصمي، الإجابة عن هذا السؤال المنطقي يبدو أن إجابتها لدى البرتغالي خيسوس، مدرب فريق الهلال، الذي يقاتل على تميز فريقه وعدم خسارته.

جماهير الاهلي كانت رقماً صعباً في الحضور للملاعب (محمد المانع)

لا ينظر خيسوس إلى حصد النقاط فقط، بل يغضب لاستقبال شباكه هدفاً ويظهر بمشهد كأنه خسر النقاط الـ3، يعاتب لاعبيه ويوجه الانتقادات أمام مرأى الجميع، تلك هي خلطة البرتغالي خيسوس السحرية التي صنعت فريقاً لا يُقهر في المنافسات المحلية السعودية منذ الموسم الماضي.

لا يركن خيسوس لنجاحات قد مضت، ويدرك أن كرة القدم تحكمها النتائج، والتحولات فيها سريعة جداً كما أوضح في حديثه مؤخراً لصحيفة «أبولا» البرتغالية: «في الوقت الحالي، أنا أؤدي بشكل جيد، لكن في غضون أسبوعين أو ثلاثة، إذا لم تفز بالبطولات، يتغير كل شيء. هذا هو الحال في كل مكان. أنا لا أضع خططاً مستقبلية؛ أنا أركز على الحاضر. وبالنسبة للحاضر، فإن الأمر يتعلق بجعل هذا الفريق ينمو أكثر ويصبح الهلال أقوى».

عودة للإجابة على سؤال من الفريق القادر على إيقاف الهلال فإن الأزرق العاصمي قد تحكمه ظروف مثل إصابات بعض اللاعبين أو ضغط المباريات لكن حتى في حال تعرضه لأي تعثر فإن كافة المؤشرات تقول بأنه قادر على العودة بصورة سريعة والمنافسة للحفاظ على لقبه الذي حققه.

ستيفان بيولي قاد النصر إلى خمسة انتصارات متتالية في المسابقات الأخيرة (عبد العزيز النومان)

بيولي... بداية رائعة

كان رحيل البرتغالي لويس كاسترو من منصبه في تدريب النصر قراراً متأخراً وإن حضر باكراً في الموسم الجديد، إلا أن مؤشرات رحيله بدت واضحة منذ نهائي كأس الملك الموسم الماضي، لكن الجماهير النصراوية لم تكن على قناعة تامة بحضور الإيطالي ستيفانو بيولي بديلاً عنه، لكن النتائج الأخيرة قلبت التوقعات حياله.

نجح بيولي في قيادة النصر لسلسلة من الانتصارات، والأهم من ذلك قلت عدد الأهداف التي تستقبلها شباك النصر والتي كانت معضلة لم يجد كاسترو علاجها منذ الموسم الماضي.

تحت قيادة بيولي لعب النصر 3 مباريات، وخرج منها بشباك نظيفة ليبلغ النقطة الـ14 ويعيد معها آماله في المنافسة مع الهلال والاتحاد على لقب الدوري السعودي للمحترفين بعد بدايته المحبطة بقيادة كاسترو.

الأهلي وماتياس... قصة عدم استقرار

يبدو أمر استمرار الألماني ماتياس يايسله، مدرب فريق الأهلي، في منصبه إضاعة وقت بعد افتقاد الثقة بينه وبين المدرج الأخضر، رغم المستويات التي يقدمها الفريق لكن النتائج لا تعكس ذلك، ويحتل الأهلي حالياً المركز الـ10 بفارق 11 نقطة عن المتصدر الهلال إذ يملك 7 نقاط فقط.

يايسله الأنظار تترقب مستقبله بعد خسارة الأهلي ووضعه في الدوري (علي خمج)

خسر الأهلي بفارق هدف من الهلال في الجولة الأخيرة وكانت هذه المواجهة فرصة كبيرة للفريق حتى يعود من خلالها للمشهد بقوة ويكسر سلسلة انتصارات الهلال ويقلّص معها الفارق النقطي بينهما.

يمضي الأهلي تحت قيادة يايسله بصورة مثالية في دوري أبطال آسيا للنخبة على سبيل المثال، لكنه ودّع بطولة كأس الملك أمام الجندل من الدور الـ32، والأمر الأهم خسر الفريق 3 مباريات في الدوري السعودي، وتعادل في مباراة واكتفى بالفوز في مواجهتين فقط.

الاتحاد... مشهد مختلف

نفض الاتحاد سلبية الموسم الماضي وعاد البطل الأسبق للدوري السعودي للمحترفين من أجل المنافسة مجدداً على تحقيق اللقب، وبرغم خسارته الوحيدة أمام الهلال في النسخة الحالية فإن الاتحاد يمضي بخطوات مثالية في دائرة المنافسة على الصدارة.

استعد الاتحاد بصورة مثالية للموسم الجديد تحت قيادة المدرب لوران بلان، وتعكس النتائج الحالية حجم العمل الذي تم في فترة الانتقالات الصيفية من تعاقدات جديدة أبرزها الثنائي حسام عوار وموسى ديابي وكذلك حارس مرمى الفريق رايكوفيتش.

النقطة الأكثر إيجابية في الاتحاد هي استعادة النجم الفرنسي كريم بنزيمة بريقه بعدما خفت في الموسم الماضي وابتعد عن أجواء المباريات، لكنه يراهن وفقاً لأحاديثه الأخيرة على أن هذا الموسم هو موسم الإنجازات، ويحضر بنزيمة هداف ريال مدريد السابق في منافسة شرسة مع الصربي ألكسندر ميتروفيتش مهاجم الهلال بقائمة الهدافين؛ إذ يمتلك 7 أهداف مقابل 10 للنجم الصربي.

جيرارد والاتفاق... تحولات بعد بداية مثالية

تتزايد حدة الانتقادات جولة بعد أخرى تجاه النجم الإنجليزي السابق ستيفين جيرارد، مدرب الاتفاق الحالي وقائد مشروعه الفني الجديد، وسط مطالبات جماهيرية لإدارة النادي بتغيير المدير الفني الحالي رغم امتداد عقده حتى عام 2027.

فارس الدهناء سجّل بداية مثالية تحت قيادة جيرارد بتحقيق الفوز في 3 جولات حقق معها 9 نقاط، لكنه خسر من نظيره النصر في الجولة الـ4 ثم عادل ليتعادل مع التعاون في الجولة الخامسة، قبل أن يتعرض لخسارة محبطة لأنصاره وجماهيره أمام الرائد في الجولة الـ6.

يمتلك الاتفاق الذي يتولى قيادته جيرارد حالياً 10 نقاط ويحتل المركز الـ8 في لائحة الترتيب، ويتطلع إلى قيادة فريقه لمركز متقدم يمنحه فرصة المشاركة في استحقاق خارجي الموسم المقبل.

الفتح... بداية محبطة

على غير المعتاد، رسم الفتح بداية حزينة له في مشهد بدا كأنه يكتب السطر الأخير لقصة بطل اعتلى منصة تتويج الدوري السعودي للمحترفين لأول مرة في تاريخه موسم 2012-2013، في مُنجز لم يكرره النادي النموذجي بعد، لكن الفريق كان حاضراً في دائرة المنافسة دائماً.

في الموسم الحالي اكتفى الفتح بانتصار وحيد كان على حساب الأهلي، لكن الفريق ظل على هذه النقاط الـ3 وخسر 5 مباريات لعبها من أصل الجولات الـ6، ليصبح أكثر فريق يتعرض للخسارة ويقبع في المركز الأخير بلائحة الترتيب.

السويدي ينز غوستافسون، مدرب فريق الفتح، قال بعد الخسارة الأخيرة أمام التعاون: «كنا نعلم أن الموسم سيكون صعباً، وليس أمامنا سوى مواصلة العمل. الخسائر المتتالية لا تعني أننا سنتوقف، بل علينا أن نضاعف الجهود».

يتعيّن على الفتح تحقيق الانتصارات ووقف نزيفه النقطي إذا ما أراد النهوض مجدداً وتجنب الدخول في متاهات قد ترمي به في مصاف دوري الدرجة الأولى بعد سنوات طويلة من الحضور بين الكبار.


مقالات ذات صلة

الهلال يفتقد مالكوم أمام الخليج لظروف ابنه الصحية

رياضة سعودية مالكوم لن يكون حاضراً في قائمة فريقه أمام الخليج (نادي الهلال)

الهلال يفتقد مالكوم أمام الخليج لظروف ابنه الصحية

أعلن نادي الهلال غياب لاعبه البرازيلي مالكوم عن مرافقة الفريق في رحلته المغادرة إلى مدينة الدمام لمواجهة نظيره فريق الخليج.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية نيمار خلال مباراة فريقه الهلال مع العين الإماراتي (أ.ف.ب)

«وكيل نيمار» ينفي شائعات رحيله... و«غلوبو»: المحادثات مع والده الأسبوع المقبل

نفى بيني زاهافي، وكيل أعمال اللاعب الدولي البرازيلي ونجم الهلال نيمار، وجود أي مفاوضات جارية لرحيل نيمار عن فريقه السعودي.

نواف العقيّل (جاكرتا)
رياضة سعودية نيمار لاعب الهلال (نادي الهلال)

ليلى رئيسة بالميراس: نيمار ليس لائقاً طبياً حتى نتعاقد معه

قالت ليلى بيريرا رئيسة نادي بالميراس المنافس في الدوري البرازيلي لكرة القدم إن ناديها ليس مكاناً طبياً للتعافي حتى يتعاقد مع نيمار.

نواف العقيّل (جاكرتا)
رياضة سعودية النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو قائد فريق النصر (تصوير: يزيد السمراني)

عمر مغربل: تجديد عقد رونالدو شأن نصراوي

قال عمر مغربل الرئيس التنفيذي لرابطة دوري المحترفين السعودي إن البرتغالي كريستيانو رونالدو أحدث تأثيراً هائلاً على الدوري لكن أمر تجديد عقده بين اللاعب والنادي.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة سعودية سالم الدوسري يواصل برنامجه التأهيلي بعد الإصابة التي لحقت به (نادي الهلال)

طبيب الهلال: الإصابة ستحرم سالم اللعب 3 أسابيع... ونيفيز يعود في يناير

أكد الإسباني خوان خيمينيز، طبيب الفريق الأول بنادي الهلال، أن قائد الفريق سالم الدوسري يسير على برنامج علاجي منذ أيام عدة.

هيثم الزاحم

قبضة «الدانة» على مشارف الزعامة الآسيوية الثانية

جماهير الخليج سلاح الفريق الأقوى في النهائي الكبير (الخليج)
جماهير الخليج سلاح الفريق الأقوى في النهائي الكبير (الخليج)
TT

قبضة «الدانة» على مشارف الزعامة الآسيوية الثانية

جماهير الخليج سلاح الفريق الأقوى في النهائي الكبير (الخليج)
جماهير الخليج سلاح الفريق الأقوى في النهائي الكبير (الخليج)

يدافع فريق الخليج السعودي لكرة اليد عن لقبه القاري، حينما يلاقي نظيره الشارقة الإماراتي الساعة السابعة من مساء اليوم السبت في نهائي البطولة الآسيوية للأندية بنسختها الـ(27) المقامة في الدوحة.

ويسعى الخليج لمواصلة هيمنته القارية بعد أن نجح في تخطي جميع المباريات في البطولة، وآخرها أمام فريق الدحيل القطري في الدور نصف النهائي بعد مباراة صعبة ومثيرة عدّها المتابعون نهائياً مبكراً ومهر البطولة بالنسبة للخليج الذي قلب تأخره في الشوط الأول بفارق هدف ونجح في الفوز بفارق هدفين.

ويعتمد الخليج على نجوم الخبرة وبعض الأسماء الشابة، حيث يتقدم الأسماء الحارس البحريني محمد عبد رب الحسين ومواطنه حسين الصياد، أحد أفضل نجوم آسيا، وعلى صعيد الأسماء المحلية يبرز مجتبى آل سالم وعبد الله الحليلي وصادق المحسن وعلي البراهيم والمخضرم منصور السيهاتي، إضافة إلى الصاعد بقوة حسين تريكي ومحمد باشا.

ويعتمد المدرب اليوناني ديميتروس على اللعب الضاغط بشكل دائم على المنافسين، وإن اضطر في المباراة الماضية إلى تعديل أسلوب اللعب أكثر من مرة لتميز الدحيل الذي ظهر بشكل مختلف عما كان عليه في مباراة المجموعات، حيث كان التفوق الخلجاوي مطلقاً حينها.

وفضلاً عن الإمكانات الفنية التي يزخر بها الخليج الملقب بـ«الدانة»، فإن خلف الفريق جمهوراً كبيراً وحماسياً يؤازر طول المباريات، وأظهر الكثير من الإيجابيات في الأوقات الصعبة التي يمر بها اللاعبون، مما جعل البعض منهم يعده اللاعب الأول.

من المواجهة المثيرة التي جمعت الخليج بالدحيل (الخليج)

وفي حال نجح الخليج في حصد اللقب الثاني على التوالي فسيكون في مقدمة الأندية السعودية التي نجحت في تحقيق اللقب القاري من حيث عدد المرات بعد أن كان الأهلي قد حقق اللقب لأول مرة عام 2009، ثم بعده بعامين فريق مضر قبل أن ينضم لهم الخليج، إلا انه يمكن أن يتفوق عليهم في حال الفوز بها للمرة الثانية.

في المقابل، يسعى فريق الشارقة الإماراتي ليكون أول فريق في بلاده يحقق اللقب القاري للبطولة التي سيطرت عليها الأندية القطرية يتزعمها السد بفوزه 5 مرات، والدحيل 3 مرات، والعربي والجيش والريان بطولة لكل فريق. وفي الكويت نجحت فرق القادسية مرتين، والكويت وكاظمة والفحيحيل والصليبيخات مرة واحدة. فيما نجح النجمة البحريني في الفوز ببطولتين والسد اللبناني ببطولة واحدة.

وتركز الأبطال على مستوى أندية غرب آسيا في ظل انقطاع أندية شرق آسيا عن المشاركة منذ سنوات، وخصوصاً الفرق اليابانية والكورية الجنوبية التي تعد منتخباتها من الأقوى في القارة.

من جانبه، عدَّ المهندس علاء الهمل رئيس نادي الخليج أن ما تحقق من منجزات لنادي الخليج في جميع الألعاب، وفي مقدمتها كرة اليد كان نتاج عمل كبير وصرف مالي ودعم كبير من قبل الجمهور الوفي، الذي كانت له بصمات كبيرة ومثّل الرقم الأصعب وكانت له وقفات في أصعب الظروف، مما أعاد البطل التاريخيّ إلى المكانة التي يستحقها، حيث إن الخليج يعد «مدرسة» كرة اليد السعودية.

وعبر الهمل عن امتنانه للدعم الكبير وغير المستغرب من قبل وزير الرياضة، الأمير عبد العزيز الفيصل، الذي وجه بدعم الفريق ومكافأة اللاعبين بعد الوصول للنهائي، مؤكداً أن هذا الدعم المتواصل من القيادة أساس النجاحات التي تتحقق للرياضة السعودية في كل الألعاب والأنشطة، مشدداً على أن هذا الدعم غير مستغرب وله قيمة إيجابية كبيرة قبل خوض النهائي، متمنياً أن يتم الحفاظ على اللقب.

بقيت الإشارة إلى أن هناك مساعي لإقامة النسخة القارية المقبلة للأندية في المملكة بضيافة نادي الهدى ومشاركة الخليج أيضاً، إلا أن هذه المساعي لم تسلك المسار الرسمي من خلال وزارة الرياضة حتى الآن، بحسب مصادر «الشرق الأوسط».