شهد الصيف الماضي رحيل الظهير الأيمن سعود عبد الحميد من نادي الهلال إلى صفوف روما الإيطالي، وهو انتقال أثّر بشكل غير مباشر على مستقبل نجم الهلال البرازيلي نيمار دا سيلفا.
ففي الوقت الذي كان الهلال يبحث عن تعزيز خط هجومه، جاءت الإصابة التي تعرض لها نيمار بقطع في الرباط الصليبي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لتغير معادلة الفريق.
وكان قد أصيب نيمار خلال مشاركته مع منتخب بلاده في مواجهة منتخب الأوروغواي، ضمن تصفيات كأس العالم 2026، الأمر الذي أثار تساؤلات حول جاهزيته ومستقبله مع «الزعيم».
وكان الهلال قد وضع خططاً طموحة لتعزيز مركز الجناح قبل إصابة نيمار، حيث دخل في مفاوضات مع أسماء لامعة في عالم كرة القدم، مثل الفرنسي كينغسلي كومان، جناح بايرن ميونيخ، والبرازيلي رافينيا، جناح برشلونة.
إلا أن انتقال سعود عبد الحميد إلى روما أجبر الإدارة على تعديل استراتيجيتها، حيث بات الفريق بحاجة إلى تعويض اللاعب في مركز الظهير الأيمن بشكل أكثر إلحاحاً.
مع تزايد الحاجة إلى تعزيز خط الدفاع، قررت إدارة الهلال التركيز على التعاقد مع ظهير أيمن عالي الجودة بدلاً من جناح هجومي، وهو ما قادهم في النهاية إلى التعاقد مع البرتغالي جواو كانسيلو قادماً من مانشستر سيتي.
وهذه الصفقة لم تكن بالصدفة، بل جاءت نتيجة الحاجة الملحة إلى لاعب يمتلك خبرة كبيرة في مركز الظهير الأيمن، وخاصة بعد فراغ هذا المركز برحيل عبد الحميد.
ولم يعد الهلال بحاجة إلى جناح هجومي بنفس الدرجة التي كان عليها سابقاً، رغم أن نيمار لن يكون جاهزاً للمشاركة في بداية الموسم.
وأدركت إدارة الهلال أنه سيكون من غير المجدي تسجيل نيمار في قائمة الدوري، وهو غير قادر على اللعب، وبدلاً من ذلك، قررت أن تركز على تعويض خسارة سعود عبد الحميد في الدفاع بدلاً من البحث عن بديل لنيمار في الهجوم.
وينتهي عقد نيمار مع الهلال مع نهاية كأس العالم للأندية في صيف العام المقبل، وهذا يثير تساؤلات حول مستقبله مع الفريق، خاصة إذا استمر غيابه عن اللعب لفترة طويلة.
وذكرت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن إدارة نادي الهلال السعودي لم تبدأ حتى الآن في مناقشة تجديد عقد النجم البرازيلي نيمار الذي ينتهي بعد نهاية كأس العالم للأندية، حيث لم يطرح هذا الأمر للنقاش أو التفاوض. ومن المقرر أن يخضع نيمار لاختبارات لياقية في نهاية الشهر الحالي، التي على ضوئها سيتم تقييم حالته البدنية وتحديد موعد عودته التدريجية إلى التدريبات الجماعية مع الفريق.
يأتي ذلك في ظل ترقب الجماهير الهلالية لمعرفة مستقبل اللاعب البرازيلي، الذي كان قد انضم إلى صفوف الفريق في صفقة تاريخية في صيف 2023.
ورغم إصابته، يبقى نيمار أحد أهم الأسماء في صفوف الهلال، ولا يزال بإمكانه المشاركة في بطولات أخرى، مثل كأس الملك ودوري أبطال آسيا - النخبة، في حال استعادته لياقته قبل يناير (كانون الثاني) المقبل.
وإذا تمكن من العودة في الوقت المناسب، يمكن تسجيله للمشاركة في بطولة الدوري في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة.
هذه الفرصة تعطي نيمار مساحة لاستعادة بريقه مع الهلال، وإثبات أنه لا يزال يمتلك القدرة على تقديم الإضافة الهجومية التي كان ينتظرها الفريق عند التعاقد معه، لكن ذلك يعتمد بشكل كبير على سرعة تعافيه من إصابته وقدرته على استعادة مستواه البدني والفني.
ولو كان الهلال تعاقد مع جناح هجومي وتألق مع الفريق خلال فترة غياب نيمار، لكان ذلك قد أثر سلباً على فرص النجم البرازيلي في تجديد عقده.
الفريق ربما كان سيعدّ أن نيمار لم يعد الخيار الأفضل، خصوصاً أنه غائب عن الملاعب منذ فترة طويلة بسبب الإصابة.
يذكر أن نيمار تعرض لكثير من الإصابات التي أثّرت على مسيرته الاحترافية، وأدت إلى غيابه عن عدد كبير من المباريات. فمنذ صيف 2023 حتى الآن، غاب نيمار لمدة 408 أيام، مفوتاً المشاركة في 63 مباراة، وهو الغياب الأطول في مسيرته على الإطلاق.
وخلال موسم 2022 - 2023، غاب لمدة 139 يوماً بسبب إصابتين أيضاً، ما جعله يغيب عن 17 مباراة.
أما في موسم 2021 - 2022، فقد تعرض لـ4 إصابات أبعدته عن الملاعب لمدة 111 يوماً، وأدى ذلك إلى غيابه عن 21 مباراة.
وفي موسم 2020 - 2021، عانى من 5 إصابات أدت إلى غيابه لمدة 95 يوماً وحرمانه من المشاركة في 22 مباراة. وفي موسم 2019 - 2020، كانت هناك 3 إصابات تسبّبت في غيابه لمدة 77 يوماً عن 16 مباراة. موسم 2018 - 2019 كان ثاني أصعب المواسم على نيمار حيث غاب لمدة 180 يوماً نتيجة 7 إصابات، ما أبعده عن 36 مباراة.
وفي موسم 2017 - 2018، تعرض لـ5 إصابات تسبّبت في غيابه لمدة 115 يوماً ليبتعد عن المشاركة بـ24 مباراة.