سطر البطل السعودي عبد الرحمن القرشي منجزاً تاريخياً في استاد فرنسا، بعد أن حقق ميداليته البارالمبية الأولى، وسط هتافات الجماهير وتصفيقها الحار، في مشهد يؤكد على أهمية الإنجاز الذي أهداه لبلاده.
«الشرق الأوسط» بدورها، رافقت البطل السعودي في كواليس المنجز البارالمبي، وتحديداً منذ خروجه من أرض استاد فرنسا وحتى وصوله إلى صالة كبار الشخصيات، حيث كان الوفد السعودي بانتظاره، وكان محاطاً بالتقدير والحفاوة البالغة.
استقبال حار وهتافات وتبريكات غمرت المكان، فيما ارتسمت على وجهه ابتسامة فخر، متجاهلاً كل التعب والمشقة التي تكبدها خلال رحلته. كان هذا الإنجاز لحظة تتويج لمسيرة مليئة بالتحديات والانتصارات، وحافزاً لبقية الأبطال السعوديين على مستوى الرياضة البارالمبية.
كانت «الشرق الأوسط» التقت بالبطل السعودي القرشي في استاد فرنسا، عقب إحرازه الميدالية الذهبية، حيث تحدث بفخر عن رحلته الرياضية التي بدأت بالمصادفة وتحولت إلى شغف ومسؤولية.
القرشي الذي يبلغ من العمر 27 عاماً، أكد أن دخوله عالم الرياضة لم يكن مخططاً له، لكنه أصبح جزءاً أساسياً من حياته، بعدما أحرز أولى ميدالياته الفضية في كأس العالم بدبي عام 2019. وقال إنه منذ ذلك الحين، تتابعت إنجازاته، فحقق البرونزية في دورة الألعاب البارالمبية في طوكيو، ثم الفضية في بطولة العالم، والذهبية في الألعاب الآسيوية هانغتشو، وصولاً إلى ذهبية بطولة العالم في كوبي، وختاماً بالميدالية الذهبية في باريس.
وغيرت الرياضة حياة القرشي بشكل جذري، حيث أضافت له الكثير من الناحية البدنية والصحية، وعززت قدرته على التواصل والاندماج مع المجتمع بشكل أفضل. وفي حديثه، أعرب عن امتنانه للأمير محمد بن سلمان، الذي يعدّه مصدر إلهام ودعم كبير، ويستمد منه العزيمة للمضي قدماً وتحقيق المزيد من الإنجازات.
الطريق إلى باريس لم يكن سهلاً، كما يروي القرشي، فقد واجه العديد من التحديات على صعيد التدريبات الشاقة التي تتطلب مجهوداً هائلاً، ولكنه بفضل الله ثم بفضل عزيمته القوية، استطاع التغلب على كل الصعاب والوصول إلى لحظة تتويجه في أحد أكبر المحافل الرياضية.
وعن طموحاته المستقبلية، أوضح القرشي أنه يطمح لتكرار هذا الإنجاز في أولمبياد لوس أنجليس المقبل، معبراً عن إيمانه بأن لا شيء مستحيل مع العمل الجاد والمثابرة. كما وجّه رسالة تشجيع لكل الرياضيين البارالمبيين، حثهم فيها على المثابرة والعمل لتحقيق أحلامهم كما فعل هو.
وفي ختام حديثه، شدّد القرشي على فخره بتمثيل المملكة ورفع علمها في أكبر المحافل الدولية. وأعرب عن اعتزازه بهذا الإنجاز الذي يهديه إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ورئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، ونائبه الأمير فهد بن جلوي، وإلى الشعب السعودي كافة.
واختتم قائلاً: «رفع علم السعودية وعزف النشيد الوطني في هذا المحفل الدولي هو شرف كبير، وأتمنى أن يكون إنجازي دافعاً للعديد من اللاعبين البارالمبيين لتحقيق أهدافهم. بإذن الله، سنرى المزيد من السعوديين يرفعون علم المملكة في بارالمبياد لوس أنجليس».