تقف الأندية السعودية المنافسة في دوري المحترفين السعودي لكرة القدم على أبواب مرحلة جديدة في الفترة المقبلة في ظل سعيها لإبرام سلسلة تعاقدات مع مديرين رياضيين أجانب للإشراف على إدارة فريق كرة القدم، وذلك ضمن استراتيجية مختلفة متوافقة مع الخطط التطويرية المعنية بالحوكمة والشفافية والاستثمار والإشراف على اللعبة بشكل دقيق.
ومؤخراً أعلن نادي الشباب تعاقده مع الإيطالي دومينيكو تيتي ليكون مديراً رياضياً في النادي، لينضم إلى الفتح الذي عيَّن الإيطالي نيكولا أنوسنتين، والاتفاق الذي عزز إدارته الرياضية بالهولندي ألكو شاتوري، بينما تعاقد الوحدة مع البرازيلي فيكتور سيموس.
وفي موازاة ذلك، كان الاتحاد قد استعان بخبرة أجنبية تتمثل في البرتغالي دومينغوس سواريز دي أوليفيرا الذي عيِّن رئيساً تنفيذياً للنادي، بينما تعاقد النصر مع الإيطالي غويدو فينغا رئيساً تنفيذياً للنادي أيضاً.
وتسعى الأندية السعودية إلى تغيير أسلوبها في إدارة كرة القدم من خلال تعزيز صفوفها الإدارية بخبرات أجنبية عريقة، ليسهم في تطوير العمل الرياضي في النادي، ونقل الخبرات والتجارب من قبل المديرين الرياضيين الجدد في الفترة المقبلة.
ويتعين على الأندية السعودية الحاضرة في الدوري السعودي للمحترفين الإسراع في عملية إتمام الاستعانة بالمديرين الرياضيين الأجانب قبل نهاية العام الميلادي الحالي.
ووضع نادي الشباب كامل الثقة في المدير الأوروبي، ليتولى إدارة الشؤون الرياضية والجوانب التقنية لفريق كرة القدم خلال الموسم الحالي.
وقال دومينيكو تيتي في فيديو نشره الحساب الرسمي لنادي الشباب عبر منصة «إكس»: «إنه شرف عظيم ومسؤولية كبيرة أن أرتبط بنادٍ مثل الشباب، وأن أكون جزءاً من هذا الصرح الكروي الكبير. أعلم أن هناك شغفاً كبيراً بكرة القدم في المملكة العربية السعودية، وهناك رؤية كبيرة وواضحة من أجل تطويرها. شكراً للرئيس وأعضاء الإدارة على وضع ثقتكم الكاملة بي».
وأضاف المدير الرياضي لنادي الشباب: «كانت لدينا فرصة للتحدث وتبادل الخبرات ووجهات النظر، ونلتزم بتقديم الجودة المطلوبة التي ترضي جميع أنصار ومشجعي الشباب في الفترة المقبلة، وهو الهدف الذي سنعمل من أجله معاً مع الرئيس وأعضاء مجلس إدارته».
وفي المقابل، أكد محمد المنجم رئيس الشباب سعادته بوجود تيتي، موضحاً أن الشباب يعد أحد أعرق الأندية السعودية، مع الإشارة إلى ضخامة المشروع السعودي في تطوير كرة القدم؛ لذلك يجب أن يكون المدير الرياضي الجديد جزءاً منه، مرحِّباً بالرجل الإيطالي الذي أبدى ارتياحه هو الآخر بالترحيب وكلمات الإشادة.
ويملك الإيطالي تيتي خبرة عريضة في الإدارة الرياضية، بعد سنوات طويلة قضاها مع أكثر من فريق أوروبي خلال السنوات الماضية، قبل أن يتولى منصب المدير الرياضي لنادي الشباب هذا الموسم. وبدأ دومينيكو تيتي عمله الرياضي عام 2005، حين تولى منصب مدير أكاديمية نادي هيلاس فيرونا الإيطالي، وظل في منصبه حتى عام 2007. وتمحور عمل تيتي في تلك الفترة على تطوير قطاع الناشئين بنادي فيرونا، ولعب دور همزة الوصل بين الفئات السنية والفريق الأول.
وانتقل تيتي بعد ذلك إلى سويسرا، حيث تولى منصب المدير الرياضي لنادي لوجانو، خلال الفترة من 2007 وحتى 2011. وشغل الإيطالي حينها منصب مدير قطاع كرة القدم بالنادي السويسري أيضاً، ليبقى هناك مدة تصل إلى 4 سنوات، قبل أن يعود مرة أخرى إلى بلده الأصلي إيطاليا عام 2011.
وعمل دومينيكو تيتي بعد ذلك مع نادي سامبدوريا الإيطالي خلال موسمي 2011 - 2012، و2012 - 2013، في منصب المدير التقني لفريق كرة القدم بالنادي، حيث تولى مسؤولية تطوير الكرة وإبرام الصفقات، والعمل جنباً لجنب مع المديرين الفنيين للنادي حتى رحيله بشكل رسمي عام 2013.
وحصل تيتي على خبرة أكبر في ما بعد، بتوليه منصب المدير الرياضي لنادي نوفارا الإيطالي، منذ عام 2014 وحتى 2018، ليكون بمثابة الرجل الأول في قطاع كرة القدم بالنادي. وحقق نادي نوفارا إنجازات كبيرة تحت قيادة تيتي، بعد فوزه بالدوري الإيطالي الدرجة الثالثة عام 2015، وكأس السوبر للدرجة الثالثة في نفس العام.
ورحل دومينيكو تيتي عن بلده إيطاليا عام 2018، ليتولى منصب المدير الرياضي لنادي أبويل نيقوسيا القبرصي منذ عام 2018 وحتى 2020. وحقق فريق أبويل لقب الدوري القبرصي لكرة القدم في موسم 2018 - 2019، وفاز دومينيكو بلقبه الأهم مع الفريق قبل رحيله بشكل رسمي عام 2020.
ولم يكتف الإيطالي بمنصب المدير الرياضي فقط، حيث تولى أيضاً منصب مستشار نادي باوك سالونيكا اليوناني بين عامي 2021 و2022، حيث ركز على نقل خبراته في مجال كرة القدم إلى فريق كرة القدم، بالإضافة إلى تنسيق العمل مع مدربي فرق الناشئين، وإعطاء وجهة نظره في الصفقات والتعاقدات، بالإضافة إلى التعاون مع مجلس الإدارة في تقييم عمل فريق كرة القدم داخل النادي.
هذا وكان فريق باوك سالونيكا هو آخر نادٍ تولى دومينيكو تيتي الإشراف عليه إدارياً وتقنياً، ليرحل عنه بشكل رسمي في يونيو 2022، قبل أن يقرر العودة من جديد إلى مجال الإدارة الرياضية عبر بوابة نادي الشباب هذا الموسم، بعد أن وضعت الإدارة كامل ثقتها في خبرته من أجل قيادة قطاع كرة القدم خلال الفترة المقبلة.