الاتحاد والأهلي... صدام «عالمي» يلهب ديربي التحدي

نصر رونالدو لمواصلة عروضه المبهرة من شباك أبها في تاسعة جولات الدوري السعودي

يتأهب الاتحاد لاستعادة نغمة انتصاراته (نادي الاتحاد)
يتأهب الاتحاد لاستعادة نغمة انتصاراته (نادي الاتحاد)
TT

الاتحاد والأهلي... صدام «عالمي» يلهب ديربي التحدي

يتأهب الاتحاد لاستعادة نغمة انتصاراته (نادي الاتحاد)
يتأهب الاتحاد لاستعادة نغمة انتصاراته (نادي الاتحاد)

تتجدد الإثارة في مدينة جدة، ويعود ديربي المدينة إلى الواجهة مجدداً، بعدما تواري عن الأنظار في الموسم الماضي بسبب هبوط الأهلي إلى مصافّ أندية دوري الدرجة الأولى قبل عودته السريعة.

ستبدو الأمور مختلفة في قمة منافسات الجولة التاسعة من الدوري السعودي للمحترفين، أسماء جديدة ونجوم عالميون يحضرون في صفوف الفريقين، مستويات فنية مميزة، وحضور في دائرة التنافس على مراكز المقدمة.

يحتضن ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية، الشهير بالجوهرة المشعة، القمة الجماهيرية المرتقبة، وسط توقعات بحضور جماهيري كثيف في المدرجات، التي تتسع لأكثر من 60 ألف متفرج.

ملعب الجوهرة يتأهب لاحتضان الديربي (تصوير: علي خمج)

يدخل الاتحاد باحثاً عن استعادة نغمة انتصاراته التي توقفت في محطة الفيحاء الجولة الماضية، بعد التعادل بينهما سلباً دون أهداف، وافتقاده صدارة لائحة الترتيب بفارق نقطة عن «الهلال»، في الوقت الذي يبدو فيه الأهلي بصورة فنية أقل على جانب الأداء الجماعي للفريق، وخاصة الجانب الدفاعي.

يملك الأهلي 16 نقطة، ويبتعد بفارق 3 نقاط عن غريمه التقليدي الاتحاد بعد تعثره لأكثر من مرة، كان آخرها تعادله أمام الاتفاق الجولة الماضية.

واجه الاتحاد كثيراً من الظروف التي أحاطت به مؤخراً، وعانى من إصابات وغيابات للاعبين، ساهمت في تعثر أداء المنظومة الجماعية، وخاصة على الجانب الهجومي، بسبب غياب الفرنسي كريم بنزيمة وعبد الرزاق حمد الله والبرازيلي كورونادو.

يستعيد الاتحاد، الذي يتولى قيادته البرتغالي نونو سانتو، قوته الهجومية بعودة الثلاثي لصفوف الفريق، قبل مواجهة الديربي، وهي المواجهة التنافسية التي يخوضها المدرب سانتو للمرة الأولى منذ قدومه إلى صفوف العميد في الموسم الماضي.

سانتو يسعى للخروج بالنقاط الثلاث (نادي الاتحاد)

يتطلع الاتحاد لتجنب أي تعثر جديد، قد يعيده خطوة نحو الوراء، في سباق المنافسة والحفاظ على اللقب الذي حققه وظفر به في الموسم الماضي.

كان عدم خوض الاتحاد مباراته أمام سيباهان أصفهان الإيراني في دوري أبطال آسيا، بعد قرار عدم خوضها من مراقب المباراة، الأمر الذي ساهم بمنح الفريق مزيداً من الراحة بعد تتابع المباريات في الدوري والكأس والبطولة القارية.

تنفس نونو سانتو مدرب الاتحاد الصعداء بعودة المصابين، وباتت المهمة أمامه أسهل في حضور كريم بنزيمة وحمد الله وكورونادو، رغم المعاناة الحاضرة له في الجانب الدفاعي بعد إصابة أحمد شراحيلي، إلا أن عودة زكريا هوساوي من المنتخب الأولمبي، وكذلك انضمام فيصل الغامدي للمرة الأولى، قد يمنحان الفريق خيارات أكثر.

يملك الأهلي نجوماً لامعين في الجانب الهجومي (النادي الأهلي)

أما الأهلي، الذي يملك قوة هجومية كبيرة بوجود رياض محرز، والفرنسي سانت ماكسيمان، والبرازيلي روبرتو فيرمينو، حتى الإيفواري كيسيه، والإسباني فيجا، فسيكون على عاتقه زيارة شباك البرازيلي غروهي، حارس مرمى الاتحاد، بحثاً عن الفوز وخطف النقاط الثلاث.

يعاني الأهلي على الجانب الدفاعي، رغم المحاولات التي يجريها الألماني ماتياس يايسله، مدرب الفريق، لتحسين الأداء في المنظومة، إلا أن هناك أخطاء فردية تحضر قد تساهم في استقبال الفريق مزيداً من الأهداف وتلقي الإخفاقات.

ماتياس يسعى لقيادة فريقه للانتصار في الديربي (النادي الأهلي)

ستكون المواجهة صراعاً هجومياً بين الطرفين مع أفضلية نسبية لصالح الاتحاد في الجانب الدفاعي الذي يتفوق كمجموعة.

سيحمل الديربي كثيراً من الذكريات لجماهير الفريقين حيث كان آخر المواجهات بينهما في الموسم قبل الماضي، وانتهى بفوز الاتحاد في المواجهتين، إذ كسب الأولى بهدفين دون ردّ، فيما انتهت المباراة الثانية بفوز اتحادي بنتيجة 4 مقابل 3 للأهلي.

وعلى ملعب الأول بارك، في العاصمة الرياض، يخوض النصر اختباراً يبدو سهلاً حينما يستضيف نظيره فريق أبها في الجولة التاسعة من الدوري، التي تسبق فترة التوقف الثانية.

يعيش النصر فترة مثالية بتتابع انتصاراته منذ أول خسارتين تعرض لهما في بداية الدوري أمام الاتفاق ثم التعاون، قبل أن يستعيد عافيته الفنية سريعاً ويحضر في دائرة المقدمة، إذ يبتعد عن الهلال المتصدر قبل بدء هذه الجولة بفارق نقطتين.

رونالدو رهان دائم لفريق النصر (نادي النصر)

ويسعى البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى مواصلة وهجه الفني وتألقه التهديفي خلال مواجهة أبها، خاصة أنه يحضر في صدارة هدافي الدوري، بالإضافة إلى تتويجه بجائزة أفضل لاعب في الدوري لمرتين على التوالي.

يدخل فريق أبها، القادم من الجنوب، المواجهة بعد سلسلة من الأداء السلبي والنتائج المحبطة للفريق، التي قادت إدارة النادي لإقالة المدرب البولندي تشيسواف ميخنيفيتش من منصبه، بعد الجولة الماضية التي خسر فيها الفريق أمام الرياض.

يحضر أبها في المركز السادس عشر بلائحة ترتيب الدوري برصيد 6 نقاط، من خلال انتصارين وخسارة الفريق 6 مباريات في مسيرته حتى الآن.


مقالات ذات صلة

رغم الغيابات والإرهاق... مكاسب واعدة تنتظر الأخضر في «الكأس الذهبية»

رياضة سعودية نجوم الأخضر بأول فوز في الكأس الذهبية (المنتخب السعودي)

رغم الغيابات والإرهاق... مكاسب واعدة تنتظر الأخضر في «الكأس الذهبية»

رغم ضغوط التوقيت وتحديات التشكيلة الناقصة، نجح المنتخب السعودي في افتتاح مشاركته بالكأس الذهبية بفوز ثمين على هايتي بهدف دون رد، ليضع بصمته الأولى في البطولة.

علي القطان (الدمام)
رياضة سعودية كارفخال في التدريبات الأخيرة لمواجهة الهلال (نادي ريال مدريد )

الهلال وريال مدريد... من الرباط إلى ميامي ذاكرة تتجدد وطموحات تتزايد

في مشهد يعيد الذاكرة إلى نهائي مثير قبل أكثر من عامين، يتجدد اللقاء بين الهلال السعودي وريال مدريد الإسباني، وهذه المرة ضمن منافسات دور المجموعات لبطولة كأس.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية نواف العقيدي (عيسى الدبيسي)

الفتح يستهدف التعاقد مع نواف العقيدي ورديف

كشفت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن إدارة نادي الفتح تستهدف التعاقد مع حارس مرمى النصر نواف العقيدي ومهاجم الهلال عبدالله رديف.

أحمد الجدي (الرياض)
رياضة سعودية الجمعان قال إنه دفع ثمن صراحته مع الجماهير (نادي النصر)

الجمعان: ثمن صراحتي مكلف … رحلة التقاضي مع النصر بدأت

عبّر ماجد الجمعان، الرئيس التنفيذي السابق لشركة نادي النصر، عن استيائه من الطريقة التي تم بها إنهاء خدماته، واصفًا القرار بأنه جاء «بأسلوب غير مهني وغير مقبول»،

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية مبارك الراجح (نادي الرائد)

الشباب يتفق مع الرائد لضم «الراجح»

توصل نادي الشباب السعودي إلى اتفاق للتعاقد مع مدافع نادي الرائد مبارك الراجح، وفقاً لمصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط».

نواف العقيّل

رغم الغيابات والإرهاق... مكاسب واعدة تنتظر الأخضر في «الكأس الذهبية»

نجوم الأخضر بأول فوز في الكأس الذهبية (المنتخب السعودي)
نجوم الأخضر بأول فوز في الكأس الذهبية (المنتخب السعودي)
TT

رغم الغيابات والإرهاق... مكاسب واعدة تنتظر الأخضر في «الكأس الذهبية»

نجوم الأخضر بأول فوز في الكأس الذهبية (المنتخب السعودي)
نجوم الأخضر بأول فوز في الكأس الذهبية (المنتخب السعودي)

رغم ضغوط التوقيت وتحديات التشكيلة الناقصة، نجح المنتخب السعودي في افتتاح مشاركته بالكأس الذهبية بفوز ثمين على هايتي بهدف دون رد، ليضع بصمته الأولى في البطولة التي يشارك فيها «ضيفاً» للمرة الأولى. الفوز الذي تحقق عبر ركلة جزاء نفذها صالح الشهري في الشوط الأول، لم يكن فقط نتيجة على الورق، بل فتح باباً لتحليل أوسع حول أهمية المشاركة والآفاق التي تحملها للأخضر في هذه المرحلة الدقيقة من مسيرته.

يصف محللون فنيون هذه المشاركة بالإيجابية، رغم إقرارهم بعدد من السلبيات التي تحيط بها، على رأسها توقيت البطولة الذي يأتي مباشرة بعد نهاية موسم شاق في الدوري السعودي، إلى جانب غياب عدد من العناصر الأساسية بسبب وجودهم مع الهلال في كأس العالم للأندية، التي تقام تزامناً في الولايات المتحدة ذاتها.

ويرى الدكتور خليفة الملحم، اللاعب السابق والمحلل الفني، أن قرار المشاركة بحد ذاته يُعد خطوة جيدة، مشيراً إلى أن مستوى المنتخبات المشاركة - باستثناء المكسيك - لا يبتعد كثيراً عن الأخضر فنياً، وهو ما يمنح السعودية فرصة للمنافسة وكسب الاحتكاك. ويضيف: «المواجهة المقبلة أمام أميركا، وربما لاحقاً كندا، تتيح فرصاً تعليمية مهمة، فهذه منتخبات متطورة وتفوقنا في بعض الجوانب، لكن مواجهتها تخلق مكاسب لا تُقدّر بالنتائج فقط».

ويؤكد الملحم أن توقيت البطولة في نهاية الموسم يؤثر على جاهزية اللاعبين من حيث الحافز البدني والذهني، لكنه يرى الجانب الإيجابي في كونها فرصة لإشراك عناصر جديدة في بيئة تنافسية حقيقية. وقال: «نحتاج لتجهيز مجموعة بديلة وجاهزة، فالاستحقاقات المقبلة لا تنتظر، وأبرزها الملحق الآسيوي المؤهل لمونديال 2026، بعد أن خسرنا فرصة التأهل المباشر. وهذه المشاركات تساعد في بناء الفريق للمراحل القادمة».

وفي تحليله لأداء المنتخب أمام هايتي، أشار الملحم إلى أن الأخضر لم يظهر بالشكل المطلوب في الشوط الأول، رغم تقدمه بالهدف، لكنه تحسّن في الثاني بعد تدخلات فنية من المدرب إيرفي رينارد. كما قلل من تأثير غياب لاعبي الهلال، موضحاً أن حضورهم في التشكيلة الأساسية لم يكن قوياً في الفترة الأخيرة، وبالتالي فإن غيابهم لم يترك أثراً ملحوظاً في المباراة الافتتاحية.

أما المدرب الوطني زياد العفر، فقد قدّم زاوية مختلفة في تقييمه، مميزاً بين نظرة الجمهور ونظرة المدرب، «من الناحية الجماهيرية، بدا المنتخب أقل من المتوقع أمام منافس محدود لا يتجاوز سعره السوقي 16 مليون يورو وله مشاركة وحيدة في كأس العالم منذ 50 عاماً، بل إن منتخب هايتي كان نِدّاً في فترات من المباراة»، قال العفر. لكنه يضيف أن النظرة الفنية تذهب لما هو أبعد من النتيجة، فهي تتعلق بتجريب عناصر ابتعدت عن المباريات مثل سعود عبد الحميد وعبد الله مادو وزياد الجهني، إلى جانب اختبار أنظمة لعب وتحفيز الفريق للاستحقاقات المستقبلية.

وأشار العفر إلى أن التأهل للملحق لا يمثل طموح الجماهير، لكنه واقع يجب التعامل معه بجدية، والبطولة الحالية تُعد فرصة مثالية للإعداد، خاصة في ظل وجود منتخبات مثل أميركا وكندا تملك أساليب لعب مختلفة ومتقدمة نسبياً.

من جانبه، قال محمد الضلعان، قائد القادسية السابق والمحلل الفني، إن المنتخب السعودي قدّم أداءً منظماً وانضباطياً رغم غياب عدد من نجومه، وأشاد بالروح القتالية للاعبين. وأضاف: «أبرز الإيجابيات كانت الانضباط التكتيكي والروح العالية، حتى وإن كانت التشكيلة حديثة نسبياً. الدفاع أظهر تماسكاً في أغلب فترات اللقاء، والمباراة منحت بعض اللاعبين الشبان فرصة اللعب تحت الضغط».

ورغم الإيجابيات، رصد الضلعان جملة من السلبيات الفنية، أبرزها غياب الفاعلية الهجومية، وضعف صناعة اللعب في الثلث الأخير، إلى جانب البطء في نقل الكرة والحاجة إلى مزيد من الهدوء والثقة في التعامل مع الكرات الحاسمة. لكنه عاد ليؤكد أن المشاركة ليست مجرد مباراة أو بطولة، بل هي خطوة استراتيجية نحو بناء منتخب قادر على المنافسة في كأس آسيا والتصفيات النهائية لكأس العالم.

وبينما يستعد الأخضر لمواجهة أميركا في الجولة المقبلة، تبقى هذه المشاركة تحت المجهر، ليست فقط لنتائجها، بل لكونها محطة مفصلية لاكتشاف عناصر جديدة، وتهيئة فريق قادر على العودة لمونديال 2026، ولو من بوابة الملحق.