الدوري السعودي: 163 هدفاً تكشف عن «حقيقة المدافعين» أمام «النجوم العالميين»

الشيباني: المدربون يتحملون جزءاً من المسؤولية... وبيليتش «قلب المعادلة»

رونالدو شكل فارقا تهديفيا كبيرا على الخارطة النصراوية (أ.ف.ب)
رونالدو شكل فارقا تهديفيا كبيرا على الخارطة النصراوية (أ.ف.ب)
TT

الدوري السعودي: 163 هدفاً تكشف عن «حقيقة المدافعين» أمام «النجوم العالميين»

رونالدو شكل فارقا تهديفيا كبيرا على الخارطة النصراوية (أ.ف.ب)
رونالدو شكل فارقا تهديفيا كبيرا على الخارطة النصراوية (أ.ف.ب)

«الهدف هو ذروة المتعة في كرة القدم»... هكذا يصف الروائي الأوروغواني إدواردو غاليانو في كتابه الشهير «كرة القدم بين الشمس والظل»، الأهداف في مباريات كرة القدم، ويمضي غاليانو في وصفه الأهداف عند تسجيلها: يسيطر الهذيان على الحشود وينسى «الاستاد» أنه من إسمنت فينفصل عن الأرض وينطلق سابحاً في الهواء.

وفي 54 مباراة لُعبت بالدوري السعودي للمحترفين حتى الآن، حضر 163 هدفاً بُمعدل تهديفي بلغ 3.2 في كل مباراة، وحضرت الكثير من النتائج الكبيرة في ظاهرة قد تبدو غير معتادة في الدوري السعودي الذي بات يشهد نقلة نوعية تاريخية في مشروع استقطاب اللاعبين.

وبدأت النتائج الكبيرة منذ الجولة الثالثة التي كسب فيها الاتحاد نظيره الرياض برباعية، وبالنتيجة ذاتها سجّل الهلال فوزه على الرائد في ليلة حضور الصربي ألكسندر ميتروفيتش، في حين انتصر النصر على الفتح بخماسية، توالت النتائج وكسب النصر نظيره الشباب برباعية نظيفة في الجولة الرابعة.

ميتروفيتش وضع بصمته سريعا في الدوري السعودي (تصوير: عبدالعزيز النومان)

وفي الجولة الخامسة أوفى كلاسيكو الاتحاد والهلال بكامل الوعود وشهد سبعة أهداف للفريقين؛ إذ كسب الهلال المباراة برباعية مقابل ثلاثة أهداف، وهي الجولة ذاتها التي كسب فيها الفتح نظيره الأهلي بخماسية لهدف، وحقق النصر النتيجة نفسها أمام الحزم، في الوقت الذي كسب فيه التعاون نظيره الوحدة برباعية لهدف.

وسجل الهلال النتيجة الأعلى في الدوري حتى الجولة السادسة بعدما اكتسح الرياض بستة أهداف لهدف وحيد، في حين سجل الوحدة انتصاره على ضمك برباعية مقابل هدفين.

وعن حضور النتائج الكبيرة في الدوري السعودي، وهل ذلك دلالة قوة أم ضعف، وهل يعدّ تطوراً أم تأخراً؟ يوضح ماجد الشيباني، محلل الأداء والمدرب المرخص من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم: أعتقد بشكل أدّق هي دليل فوارق جودة بين الأندية بوضوح.

ويضيف الشيباني في حديثه: في كل الأحوال الدوري القوي والذي يكون بحالة فنية جيدة من علامته وجود ثلاثة إلى أربعة فرق تقود السباق بجودة نتائجها ولا يكون تقاربهم نقطياً بسبب تعثراتهم؛ لذلك أراها ظاهرة طبيعية.

وشهدت سوق الانتقالات الصيفية الحالية تهافت نجوم عالميين للمشاركة في الدوري السعودي ضمن مشروع ضخم يهدف إلى تحويل الدوري ضمن أفضل عشرة دوريات عالمية.

وعن نوعية اللاعبين في الفرق وهل باتت تلعب دوراً كبيراً في زيادة التهديف حالياً؟ يقول الشيباني: صحيح ومن دون شك، الدوري لم يعرف مهاجماً من نوعية كريم بنزيمة وألكسندر ميتروفيتش وفيرمينو ولا حتى لاعبي جناح حادين على المرمى مثل ساديو ماني ومالكوم ورياض محرز، مضيفاً: لاعبون بإنتاجية تهديفية رهيبة؛ لذلك هذا سبب رئيسي برأيي.

وتأخرت بعض الأسماء الهجومية اللامعة في الانضمام إلى الأندية خلال فترة الصيف وحتى مع بداية الدوري، مثل الصربي ألكسندر ميتروفيتش في الهلال، والنجم البرازيلي نيمار، وكذلك حبيب ديالو ويانيك كاراسكو في الشباب، وموسى بارو في التعاون وعبد الحميد صابيري في الفيحاء، والنيجيري إيغالو في الوحدة.

ويتوقع ماجد الشيباني استمرار حضور النتائج الكبيرة في الجولات القادمة من الدوري السعودي للمحترفين، موضحاً: عوامل ترجيح ذلك كثيرة، مثل انسجام النجوم الجدد مع فرقهم ومع طبيعة الدوري وأجوائه، مضيفاً: حتى الطقس سيتحسن ولن تُلعب جولات إضافية في طقس أصعب من البدايات التي تجاوزوها؛ لذلك المؤشرات أن النتائج الكبيرة ستكون سمة لهذا الموسم، مختتماً حديثه في هذا الجانب: الأمر من الممكن أن يتوازن مع توالي فترات تسجيل اللاعبين حينما يتم تدعيم الأندية المتوسطة بصفقات نوعية أيضاً.

بنزيمة تألق بشكل لافت مع الاتحاد خلال الجولات الماضية (الشرق الأوسط)

وبعد ست جولات، أي الفرق التي بدأت أقوى هجومياً، ومن هو الفريق المتوقع تطوره «الهجومي» في الجولات القادمة؟ يوضح محلل الأداء السعودي ماجد الشيباني: الأقوى هجومياً هما الهلال والنصر، الفريقان يملكان حلولاً تهديفية متعددة وعدد مسجلين كبيراً.

وعن الفريق الأقرب للتطور هجومياً في الفترة المقبلة، يشير الشيباني: الفريق الذي أتوقع تحسنه هجومياً هو الشباب بعد إضافة كاراسكو وعودة كارلوس جونيور، الشباب كفريق يلعب كرة استحواذية ممتعة، لكن ينقصه حلول تهديف، وبحضورهما الآن أتوقع تطور الفريق في هذا الجانب بالذات لو تحسن مستوى ديالو كمهاجم؛ لأنه حتى الآن لم يعطِ التطمينات اللازمة للبناء عليه كمهاجم لفريق لديه غزارة في صناعة الفرص.

ويتصدر الهلال قائمة أكثر الفرق تسجيلاً للأهداف بعشرين هدفاً في الوقت الذي يليه الغريم التقليدي النصر بثمانية عشر هدفاً، ثم الاتحاد بستة عشر هدفاً، ثم الفتح بأربعة عشر هدفاً، وبعده الأهلي بثلاثة عشر هدفاً، وتتشارك أندية التعاون والاتفاق والوحدة بالرقم ذاته 11 هدفاً لكل فريق.

وينفرد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو قائد فريق النصر بصدارة لائحة ترتيب الهدّافين برصيد سبعة أهداف، في حين يتقاسم وصافة الترتيب سالم الدوسري نجم الهلال والسنغالي ساديو ماني المنضم حديثاً إلى النصر برصيد ستة أهداف لكل منهما، وتزدحم القائمة بتقارب كبير بين اللاعبين في الرصيد التهديفي؛ إذ يحضر ثالثاً كل من عبد الرزاق حمد الله مهاجم الاتحاد، والصربي ميتروفيتش مهاجم الهلال وزميله في الفريق مالكوم، ومراد باتنا مهاجم الفتح.

رياض محرز نقل الهجوم الأهلاوي إلى مستوى مختلف هذا الموسم (تصوير: عدنان مهدلي)

وعن مسؤولية مدربي الفرق التي تستقبل شباكها أهدافاً كثيرة وهل لنوعية اللاعبين دور في ذلك؟ يقول الشيباني: الأمر مشترك من دون شك، جودة اللاعبين كمدافعين وحراس أقل حينما تقارنها بنجوم الصف الأول في العالم في الخطوط الهجومية؛ لذلك الكفة فردياً ترجّح للمهاجمين، مضيفاً: لكن المدربين لا يمكن تبرئة ساحتهم؛ لأن الدفاع أولاً منظومة، مدرب مثل سلافين بيليتش حينما اختار أن يلعب مباراة مفتوحة ضد النصر عوقب بخماسية، وعندما غير الرسم لخماسي دفاع ضد الأهلي كسب بخمسة؛ لذلك التكتيك عامل مهم لتقليص الفوارق الفردية.


مقالات ذات صلة

الدوري السعودي: «فارق النقطة» يحفز الهلال لشباك الخليج

رياضة سعودية من استعدادات الخليج الأخيرة للمباراة (الخليج)

الدوري السعودي: «فارق النقطة» يحفز الهلال لشباك الخليج

يتطلع فريق الهلال لمواصلة رحلة انتصاراته في الدوري السعودي للمحترفين، وذلك عندما يلاقي الخليج، اليوم، وسط منافسة شديدة على الصدارة، بعدما تقلص الفارق بينه وبين

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية بيريرا ومساعده خلال مباراة الشباب أمام الأخدود (تصوير: عدنان مهدلي)

مدرب الشباب عن إصابة حمد الله: اسألوا الطبيب!

عَدَّ البرتغالي فيتور بيريرا، مدرب الشباب، أن الخروج من أمام الأخدود بنقطة يُعدّ نتيجة جيدة قياساً بظروف الفريق.

علي الكليب (نجران)
رياضة سعودية بيولي مدرب فريق النصر (تصوير: نايف العتيبي)

بيولي: خسر النصر بسبب «أخطائه»

قال الإيطالي ستيفانو بيولي مدرب فريق النصر إن الخسارة أمام القادسية كانت بسبب أخطاء مرتكبة من جانب فريقه، مشيراً إلى أن غياب تاليسكا عن المباراة مؤثر.

فارس الفزي (الرياض ) نواف العقيّل (الرياض )
رياضة سعودية ميشيل غونزاليس مدرب فريق القادسية (تصوير: نايف العتيبي)

غونزاليس: هزمت أفضل مدرب في الدوري السعودي

قال غونزاليس مدرب فريق القادسية إن لاعبي فريقه جعلوه من أسعد المدربين بالعالم بعد تحقيق الفوز أمام النصر، وأن فريقه واجه فريق بيولي أفضل مدرب في الدوري السعودي.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة سعودية رونالدو قائد النصر محبط عقب الخسارة (رويترز)

الدوري السعودي: لدغة أوباميانغ تحبط فرحة رونالدو

ألحق القادسية الخسارة الأولى بفريق النصر في الدوري السعودي للمحترفين، بعدما كسب اللقاء الذي جمع بينهما ضمن الجولة الحادية عشرة بنتيجة 2/1.

نواف العقيل (الرياض )

الدوري السعودي: «فارق النقطة» يحفز الهلال لشباك الخليج

من استعدادات الخليج الأخيرة للمباراة (الخليج)
من استعدادات الخليج الأخيرة للمباراة (الخليج)
TT

الدوري السعودي: «فارق النقطة» يحفز الهلال لشباك الخليج

من استعدادات الخليج الأخيرة للمباراة (الخليج)
من استعدادات الخليج الأخيرة للمباراة (الخليج)

يتطلع فريق الهلال لمواصلة رحلة انتصاراته في الدوري السعودي للمحترفين، وذلك عندما يلاقي الخليج، اليوم، وسط منافسة شديدة على الصدارة، بعدما تقلص الفارق بينه وبين الاتحاد إلى نقطة.

وفي اليوم السبت، كذلك، يحل التعاون ضيفاً على نظيره الوحدة ضمن المرحلة الـ11 في لقاء تصطدم فيه رغبة سكري القصيم بمواصلة تألقه مع مساعي صاحب الأرض نحو التعويض بعد أن سجل سلسلة من الإخفاقات، في حين يستضيف الرائد نظيره العروبة.

وسيدخل الهلال الذي يفتقد لخدمات سالم الدوسري بعد الإصابة الأخيرة التي لحقت به أمام الاتفاق قبل فترة التوقف، المواجهة مدركاً حجم التصاعد الفني الذي بدا عليه فريق الخليج بتحقيق ثلاثة انتصارات متتالية جعلته قريباً من فرق المقدمة.

ويمثل الدوسري مفتاح قوة للهلال رغم وجود الأسماء الكبيرة في صفوفه، حيث بات سالم عنصراً مؤثراً في خريطة الفريق الذي يتولى قيادته البرتغالي خورخي خيسوس، ويستمر كذلك افتقاد الهلال لخدمات نجمه الدولي البرتغالي روبين نيفيز الذي سيواصل الغياب حتى يناير (كانون الثاني) المقبل، بعد العملية الجراحية التي خضع لها مؤخراً.

وأمام فريق الهلال ثلاث مباريات حتى فترة التوقف المطولة المقبلة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وهي مواجهات يتطلع معها لتحقيق العلامة الكاملة من أجل البقاء في صدارة الترتيب؛ إذ تنتظره مواجهة قوية وندية أمام الشباب، الجولة المقبلة.

وبعد تعادل الهلال مع غريمه التقليدي النصر في الجولة التاسعة، استعاد الفريق نغمة الفوز سريعاً، وكسب الاتفاق في المواجهة الماضية بثلاثية مثالية، وقبلها حقق الفوز بثلاثية في دوري أبطال آسيا للنخبة كذلك.

ويواصل الهلال تحت قيادة مدربه خيسوس رحلة مثالية منذ الموسم الماضي، ويسجل سلسلة من المباريات دون خسارة، وهو رقم قياسي جديد بلغه هذا الموسم، وتجاوز الرقم السابق المسجل باسم فريق الأهلي، علاوة على أن اللقب حققه في الموسم الماضي دون خسارة، وحالياً أكمل عشر جولات دون أن يتعرض لأي خسارة، فقط تعادل وحيد أمام النصر.

فريق الخليج، مستضيف اللقاء على ملعب مدينة الأمير محمد بن فهد الرياضية بمدينة الدمام، يعيش فترة مثالية في التصاعد الفني وتسجيل ثلاثة انتصارات متتالية قادته لبلوغ النقطة الـ16، بعد أن كان متراجعاً نحو المراكز الأخيرة، ويملك انتصارين فقط، قبل انطلاق سلسلته التي يأمل الحفاظ عليها رغم صعوبة المهمة.

ميتروفيتش أحد أبرز أوراق الهلال الهجومية (الهلال)

الخليج يقوده اليوناني دونيس، وهو مدرب يعرف الهلال جيداً؛ إذ سبق له تولي قيادته الفنية قبل عدة سنوات.

وفي مكة المكرمة، يحل التعاون ضيفاً ثقيلاً على نظيره الوحدة في ملعب مدينة الملك عبد العزيز الرياضية بالشرائع؛ إذ يبحث سكري القصيم عن مواصلة انتصاراته المحلية قبل أسبوع من اللقاء المرتقب في ديربي مدينة بريدة أمام الغريم التقليدي الرائد.

التعاون الذي عانى من تداخل المسابقات بين الدوري وكأس الملك ودوري أبطال آسيا 2، تعرض لتراجع في المستوى على صعيد الدوري، ومعها سجل تأخراً في جدول الترتيب بعد بدايته المثالية، لكن الفريق استعاد شيئاً من عافيته الفنية على صعيد الدوري، ويمتلك حالياً 15 نقطة في رصيده، يأمل زيادتها لتحسين مركزه.

أما الوحدة فأحواله لم تتبدل وسجل تراجعاً مقلقاً لأنصاره في لائحة الترتيب في ظل ابتعاده عن الانتصارات، وحلوله بالمركز قبل الأخير.

ويدخل الفريق المكي المباراة بعد مغادرة الألماني جوزيف زينباور وفسخه العقد من جانبه؛ إذ سيتولى جهاز فني مؤقت قيادة الفريق أمام التعاون.

وفي بريدة، يتطلع الرائد إلى استعادة نغمة انتصاراته حينما يستضيف العروبة في لقاء يحمل فيه الفريق الضيف الآمال والتطلعات ذاتها، خاصة مع عودة لاعبيه المصابين؛ أبرزهم الإسباني كريستيان تيو.

الرائد الذي توقفت رحلة انتصاراته في آخر مواجهتين وخسر خلالها أمام الخليج ثم الأهلي، اتضح حجم التأثير الكبير الذي تركه المغربي محمد فوزير بعد تعرضه لإصابة قطع في الرباط الصليبي، إلا أن رائد التحدي كما يطلق عليه أنصاره سيعمل على تحقيق الفوز من أجل الدخول بحالة معنوية أفضل قبل الديربي.

أما العروبة الذي لم يتذوق طعم الفوز في آخر ثلاث مباريات لعبها، كان آخرها أمام الاتحاد وانتهت بخسارته، فإنه يأمل استعادة نغمة الفوز خاصة في ظل استعادة أبرز لاعبيه تيو.