الدوري السعودي: الاتحاد للاقتراب من اللقب... والنصر للمطاردة

«المتصدر» يواجه الباطن الأخير... والوصيف يصطدم بالشباب في قمة ساخنة

الاتحاد يريد الفوز لزيادة حظوظه باللقب "تصوير: عدنان مهدلي"
الاتحاد يريد الفوز لزيادة حظوظه باللقب "تصوير: عدنان مهدلي"
TT

الدوري السعودي: الاتحاد للاقتراب من اللقب... والنصر للمطاردة

الاتحاد يريد الفوز لزيادة حظوظه باللقب "تصوير: عدنان مهدلي"
الاتحاد يريد الفوز لزيادة حظوظه باللقب "تصوير: عدنان مهدلي"

ترتفع وتيرة التنافس لحسم لقب الدوري السعودي للمحترفين مع دخول الأمتار الأخيرة من السباق، وانحصرت المنافسة بين الاتحاد (المتصدر) ووصيفه (النصر) في ظل فارق النقاط الثلاث بينهما مع أفضلية المواجهات المباشرة لصالح الاتحاد.

ويخوض المتصدر لقاءً صعباً أمام ضيفه الباطن الباحث عن الآمال الأخيرة للهروب من شبح الهبوط، في الوقت الذي يصطدم فيه النصر بمواجهة الشباب التنافسية التي ستكون مفصلية في مشوار النصر في المنافسة على اللقب.

وسيكون النصر بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لـ4 نقاط في المباريات المقبلة، بينما يحتاج الاتحاد إلى تحقيق انتصارين ليحسم اللقب قبل دخول الجولة الأخيرة، وسيكون ذلك بوقت مبكر في حال فوز الاتحاد على الباطن وتعثر النصر أمام الشباب بالخسارة أو التعادل.

أما في حال تعثر الاتحاد وخسارته وانتصار النصر فإن الإثارة ستشتد مع تبقي جولتين كون النصر سيعادل الاتحاد نقطياً بواقع 63 نقطة وسيكون بحاجة لتعثره في مباراة أخرى بالخسارة أو التعادل من أجل تجاوزه في لائحة الترتيب وكسر أفضلية المواجهات المباشرة.

ويدافع الاتحاد عن حلم طال انتظاره في ظل ابتعاده عن اللقب منذ 2009، ويدرك تجربته المريرة في الموسم الماضي حينما خسر الصدارة واللقب في الجولات الأخيرة لصالح الهلال الذي تجاوزه في المواجهة المباشرة التي جمعت بينهما قبل أن يخسر أمام الطائي ويتصدر الهلال الترتيب.

ويستضيف «العميد» كما يُطلق عليه أنصاره، مساء الثلاثاء، نظيره الباطن في مواجهة ستقام على ملعب الملك عبد الله الشهير بـ«الجوهرة المشعة» بمدينة جدة، وهي المواجهة التي ستشهد حضوراً جماهيرياً غفيراً بعد أن تم بيع كل التذاكر بعد ساعات قليلة من طرحها.

ويتطلع الاتحاد لتجاوز عثراته الأخيرة التي أربكت جماهيره، بعد خسارته أمام التعاون بهدفين لهدف ثم تعثره بالتعادل أيضاً أمام الهلال في الجولة الأخيرة في الوقت البديل من عمر المباراة التي كانت في طريقها لفوز اتحادي.

وسيواجه «أصفر جدة» كلاً من الباطن ثم الفيحاء في المجمعة على أن يختتم مسيرته بالنسخة الحالية بمواجهة الطائي على أرضه في «الجوهرة».

ويحضر الاتحاد حالياً في صدارة الترتيب برصيد 63 نقطة وتقلص الفارق النقطي بينه وبين النصر بعد التعادل الأخير إلى 3 نقاط وأفضلية المواجهة المباشرة.

ويدرك نونو سانتو، مدرب فريق الاتحاد، أهمية إخراج لاعبيه من أجواء التعثر الأخير إذا ما أراد حسم اللقب لصالحه بعد أن قدم نتائج أكثر من إيجابية هذا الموسم أسهمت بصعود الفريق للصدارة.

ويعقد الفريق آماله على المغربي عبد الرزاق حمد الله، مهاجم الفريق وهدافه الذي يتربع على صدارة ترتيب الهدافين، وذلك في حضوره التهديفي في المواجهة بالإضافة إلى رومارينهو وعبد الرحمن العبود.

أما فريق الباطن فبدأت آماله بالبقاء تضعف مع تقدم الجولات واستمراره في المركز الأخير، خصوصاً بعد تعادله الجولة الماضية أمام الفيحاء الذي وسّع الفارق النقطي بينه وبين أقرب الفرق إلى 5 نقاط.

وفي العاصمة الرياض، يحتدم الصراع والتنافس بين النصر وضيفه الشباب في المواجهة التي ستقام على ملعب «الأول بارك» في جامعة الملك سعود.

وغالباً ما تشهد مواجهات النصر والشباب صراعات إعلامية وجماهيرية بين إدارات الفريقين وتزيد من إثارة اللقاء، مما يصعب المهمة هذا المساء على النصر الباحث عن النقاط الثلاث لمواصلة المنافسة على اللقب.

وتنفس النصر الصعداء في الجولة الماضية بعد انتصاره على الطائي مقابل تعادل الاتحاد أمام الهلال، لتبدو آماله في المنافسة على اللقب قائمة مع الجولات الأخيرة، وسيقاتل النصر للخروج بالنقاط الثلاث على أمل تعثر المتصدر في الجولة ذاتها.

النصر سيواجه فريقا صعبا اليوم "إ.ب.أ"

ورغم عدم ظهوره بصورة فنية مثالية منذ رحيل الفرنسي غارسيا فإن النصر يدرك أن تحقيق النقاط الثلاث أهم من تقديم المستويات كما أوضح مدربه دينكو إيليتشيتش في المؤتمر الصحافي بعد مواجهة الطائي، حينما قال إن فريقه قدم مستوى أمام الخليج وتعادل وأمام الطائي كسب دون أن يقدم مستوى.

ومن المتوقع أن يواصل نواف العقيدي، حارس مرمى فريق النصر الأساسي، غيابه عن تمثيل الفريق ليواصل الأرجنتيني روسي حضوره في القائمة للمباراة الثالثة على التوالي.

أما فريق الشباب الذي خسر مواجهتين على التوالي وافتقد فرصة المنافسة على اللقب بصورة رسمية، فيسعى حالياً للحفاظ على المركز الثالث وسط مطاردة لصيقة من الهلال، حيث يملك الفريقان نفس عدد النقاط (53 نقطة) مع أفضلية مواجهات مباشرة لصالح الشباب.

وسيرمي الشباب بثقله في المواجهة لتجاوز خسارته أمام الاتفاق والوحدة وللحالة التنافسية التي تحضر دائماً في مواجهات النصر.

وفي مدينة الأحساء، يحل الهلال ضيفاً ثقيلاً على العدالة في مواجهة تقام على ملعب مدينة الأمير عبد الله بن جلوي الرياضية، وسط طموحات وآمال مختلفة بين الفريقين.

ويقاتل صاحب الأرض فريق العدالة من أجل الفوز والهروب من شبح الهبوط، بعد انتصاره المثير برباعية أمام الفتح الجولة الماضية، حيث بدا المشهد منحصراً بينه وبين الخليج لمرافقة أحدهما نظيره الباطن في رحلة العودة لدوري الدرجة الأولى.

أما فريق الهلال الذي اقتنص فوزاً صعباً أمام ضمك فيتطلع لتحقيق العلامة الكاملة في مبارياته الثلاث المتبقية من أجل تحسين مركز الفريق بعد أن ابتعد مبكراً عن المنافسة على اللقب الذي حققه في المواسم الثلاثة الأخيرة.


مقالات ذات صلة

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية انفانتينو وأعضاء فيفا في صورة جماعية مع الوفد السعودي (وزارة الرياضة)

لماذا وضع العالم ثقته في الملف «المونديالي» السعودي؟

لم يكن دعم أكثر من 125 اتحاداً وطنياً تابعاً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، من أصل 211 اتحاداً، لملف المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 مجرد تأييد شكلي.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية المدن السعودية ستكون نموذجاً للمعايير المطلوبة (الشرق الأوسط)

«مونديال 2034»: فرصة سعودية لتغيير مفهوم الاستضافات

ستكون استضافة «كأس العالم 2034» بالنسبة إلى السعودية فرصة لإعادة صياغة مفهوم تنظيم الأحداث الرياضية العالمية؛ إذ تسعى السعودية إلى تحقيق أهداف «رؤيتها الوطنية.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة سعودية يُتوقع أن تجذب المملكة مستثمرين في قطاعات مثل السياحة، الرياضة، والتكنولوجيا، ما يعزز التنوع الاقتصادي فيها (الشرق الأوسط)

«استضافة كأس العالم» تتيح لملايين السياح اكتشاف جغرافيا السعودية

حينما يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، اليوم الأربعاء، فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034، ستكون العين على الفوائد التي ستجنيها البلاد من هذه الخطوة.

سعد السبيعي (الدمام)

2034... السعودية مونديالية... «أهلاً بالعالم»

أطفال يحتفلون بالإعلان التاريخي في كورنيش جدة (تصوير: علي خمج)
أطفال يحتفلون بالإعلان التاريخي في كورنيش جدة (تصوير: علي خمج)
TT

2034... السعودية مونديالية... «أهلاً بالعالم»

أطفال يحتفلون بالإعلان التاريخي في كورنيش جدة (تصوير: علي خمج)
أطفال يحتفلون بالإعلان التاريخي في كورنيش جدة (تصوير: علي خمج)

بعد 6 أعوام من الترقب والانتظار، عاش المواطنون المحتشدون في الساحات والميادين العامة في السعودية، وكذلك من هم خلف الشاشات، تفاصيل اللحظة الفارقة والأهم في تاريخ الرياضة السعودية، بإعلان منح بلادهم «رسمياً» حق استضافة مونديال 2034؛ في خطوة وصفها كثيرون بالتتويج اللائق لمساعي المملكة الطموحة نحو تبوء مركز متقدم بين القوى العظمى في عالم كرة القدم.

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم أعلن عن منح إسبانيا والمغرب والبرتغال حق استضافة مونديال 2030، مع إقامة ثلاث مباريات في أميركا الجنوبية (الأوروغواي والأرجنتين والباراغواي)، فيما نالت السعودية حق استضافة نسخة 2034 للمرة الأولى في تاريخها.

الكبار والصغار عاشوا الفرحة الكبرى خلال احتفالات مركز إثراء بالظهران (تصوير: عيسى الدبيسي)

وستكون المملكة أول دولة في التاريخ تستضيف بمفردها النسخة الأكبر من بطولة كأس العالم، التي ستشهد مشاركة 48 منتخباً وطنياً في خمس مدن لاستضافة مباريات البطولة، بعد إقرار النظام الجديد للبطولة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم في وقت سابق.

كان الملف السعودي هو المرشح الوحيد وصفق لاختياره أكثر من 200 اتحاد عضو في «فيفا». وقد شارك هؤلاء عن بُعد في اجتماع عبر الإنترنت استضافه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو في زيوريخ.

وأعطى «فيفا» الملف السعودي تقييماً عالياً غير مسبوق في تاريخ ملفات الدول المتقدمة لاستضافة كأس العالم منذ انطلاقتها عام 1930، حيث حصل على 4.18 من 5، واصفاً المخاطر بأنها متوسطة، فيما وصف ملف مونديالي 2026 و2030 بـ«عالي المخاطر»، ودرجة تقييم أقل من الملف السعودي.

بوليفارد سيتي في الرياض تحول إلى بقعة احتفالية ساحرة بعد الإعلان (تصوير: سعد الدوسري)

وكانت المملكة قد سلمت ملف ترشحها بشكل رسمي لاستضافة هذه النسخة من نهائيات كأس العالم يوليو (تموز) الماضي، تحت شعار «معاً ننمو»، الذي كشفت فيه عن خططها الطموحة لاستضافة هذه البطولة الأهم في عالم كرة القدم، من خلال استضافة مباريات المونديال في 15 ملعباً، موزعة على خمس مدن مضيفة؛ هي الرياض، وجدة، والخبر، وأبها، ونيوم، بالإضافة إلى عشرة مواقع استضافة أخرى عبر المملكة.

وتهدف المملكة من خلال استضافة كأس العالم 2034 إلى توفير تجارب استثنائية للاعبين والمشجعين من حول العالم، مع توفير مرافق وخيارات إقامة متميزة، تلبي متطلبات الزوّار على اختلافها، مع اهتمامها باستدامة المشاريع المنشأة والمحافظة على البيئة، كما تتوافر شبكة مواصلات متطورة، تمكن الجماهير من الوصول إلى الملاعب بسرعة وسهولة، بالإضافة إلى تسهيل إجراءات السفر؛ لضمان تجربة مريحة ومتميزة للزوّار.

وأكدت المملكة، بعد إعلانها رسمياً دولة مستضيفة لكأس العالم 2034 للمجتمع الدولي، التزامها بتقديم تجربة استثنائية وغير مسبوقة للحدث الرياضي الأكبر حول العالم، مساهمة بذلك في بناء الإنسان، وتنمية القدرات البشرية، ومد جسور التواصل بين ثقافات العالم، مراعية بذلك الأثر البيئي، وعوامل الاستدامة، وتعظيم الإرث الرياضي والوطني من الاستضافة، حيث تمثل استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم فرصة مهمة لتسليط الضوء على مسيرة التقدم التي تعيشها المملكة منذ إطلاق ولي العهد لـ«رؤية المملكة 2030» في عام 2016، إلى جانب الإنجازات المستمرة في قطاع الرياضة، باستضافة العديد من الأحداث الرياضية العالمية مثل سباقات فورمولا1، وفورمولا إي، ورالي داكار، علاوة على السوبر الإسباني والسوبر الإيطالي، وغيرها من الأحداث والفعاليات الرياضية المختلفة والمتنوعة، التي أثمرت عن نمو كبير في قطاع السياحة؛ بتجاوز عدد السياح المحليين والدوليين لـ100 مليون سائح خلال عام 2023.