الذهب يكسر حاجز الـ4500 دولار للمرة الأولى في تاريخه

ارتفاع البلاديوم إلى أعلى مستوى في 3 سنوات

بائعة ترتب مجوهرات ذهبية معروضة للبيع في متجر بمدينة ليانيونغانغ بمقاطعة جيانغسو شرق الصين (أ.ف.ب)
بائعة ترتب مجوهرات ذهبية معروضة للبيع في متجر بمدينة ليانيونغانغ بمقاطعة جيانغسو شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

الذهب يكسر حاجز الـ4500 دولار للمرة الأولى في تاريخه

بائعة ترتب مجوهرات ذهبية معروضة للبيع في متجر بمدينة ليانيونغانغ بمقاطعة جيانغسو شرق الصين (أ.ف.ب)
بائعة ترتب مجوهرات ذهبية معروضة للبيع في متجر بمدينة ليانيونغانغ بمقاطعة جيانغسو شرق الصين (أ.ف.ب)

تجاوز سعر الذهب حاجز 4500 دولار للأونصة، للمرة الأولى يوم الأربعاء، في حين سجلت الفضة والبلاتين مستويات قياسية جديدة، مع اندفاع المستثمرين نحو المعادن النفيسة للتحوط من المخاطر الجيوسياسية والتجارية، إلى جانب توقعات بمزيد من خفض أسعار الفائدة الأميركية خلال عام 2026.

واستقرَّ سعر الذهب الفوري عند 4481.90 دولار للأونصة، بحلول الساعة 08:03 بتوقيت غرينتش، بعدما لامس، في وقت سابق من الجلسة، مستوى قياسياً بلغ 4525.19 دولار. كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأميركي، تسليم فبراير (شباط)، بنسبة 0.1 في المائة إلى 4509.20 دولار للأونصة، وفق «رويترز».

وصعدت الفضة بنسبة 0.7 في المائة إلى 71.95 دولار للأونصة، بعد أن بلغت، في وقت سابق، أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 72.70 دولار. وقفز البلاتين بنسبة 2.1 في المائة إلى 2323.95 دولار للأونصة، بعدما لامس ذروة قياسية عند 2377.50 دولار.

كما ارتفع البلاديوم بنسبة 3 في المائة إلى 1919.17 دولار للأونصة، مسجلاً أعلى مستوى له في ثلاث سنوات.

وقال إيليا سبيفاك، رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي بشركة «تايست لايف»، إن المعادن النفيسة باتت أكثر ارتباطاً بالمضاربة، انطلاقاً من قناعة متزايدة بأنه في ظل تراجع العولمة، تبرز الحاجة إلى أصول محايدة لا تنطوي على مخاطر سيادية، ولا سيما مع استمرار التوترات بين الولايات المتحدة والصين.

وأضاف سبيفاك أن انخفاض السيولة في نهاية العام أسهم في تضخيم تحركات الأسعار الأخيرة، إلا أن الاتجاه الصاعد من المرجح أن يستمر، متوقعاً أن يستهدف الذهب مستوى 5000 دولار خلال فترة تتراوح بين ستة واثني عشر شهراً، في حين قد تتجه الفضة نحو 80 دولاراً للأونصة مع تفاعل الأسواق مع المستويات النفسية الرئيسية.

وسجل الذهب ارتفاعاً تجاوز 70 في المائة منذ بداية العام، محققاً أكبر مكاسبه السنوية منذ عام 1979، مدفوعاً بالطلب القوي عليه كملاذ آمن، وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية، وعمليات الشراء المكثفة من قِبل البنوك المركزية، إلى جانب اتجاهات التخلي عن الدولار، وتدفقات صناديق المؤشرات المتداولة، مع تسعير الأسواق لاحتمال خفضين للفائدة خلال العام المقبل.

أما الفضة فقد قفزت بأكثر من 150 في المائة، خلال الفترة نفسها، متفوقة على الذهب، بدعم من الطلب الاستثماري القوي، وإدراجها ضمن قائمة المعادن الحيوية في الولايات المتحدة، واستمرار عمليات الشراء.

من جانبه، قال تيم ووترر، كبير محللي السوق بشركة «كيه سي إم ترايد»، إن الارتفاع اللافت في أسعار الذهب والفضة، هذا الأسبوع، وتسجيلهما مستويات قياسية جديدة، يعكس جاذبيتهما كملاذات آمنة في ظل توقعات تراجع أسعار الفائدة الأميركية، واستمرار تفاقم الديون العالمية.

وشهد البلاتين والبلاديوم، المستخدمان بشكل رئيسي في المحولات الحفازة للسيارات للحد من الانبعاثات، مكاسب قوية، هذا العام؛ نتيجة شح المعروض من المناجم، وعدم اليقين المرتبط بالرسوم الجمركية، إلى جانب تحول جزء من الطلب الاستثماري بعيداً عن الذهب. وارتفع البلاتين بنحو 160 في المائة منذ بداية العام، بينما تجاوزت مكاسب البلاديوم 100 في المائة.

وأوضح سبيفاك أن ما تشهده أسواق البلاتين والبلاديوم يمثل في معظمه تعويضاً عن خسائر سابقة، مشيراً إلى أن انخفاض السيولة بهذه الأسواق يجعلها أكثر عرضة لتقلبات حادة، رغم تأثرها العام باتجاهات أسعار الذهب عند عودة السيولة.


مقالات ذات صلة

حمّى اقتناء المصريين للذهب لا تتراجع رغم ارتفاع أسعاره

العالم العربي ارتفاعات قياسية جديدة سجَّلها المعدن الأصفر في مصر (أرشيفية - رويترز)

حمّى اقتناء المصريين للذهب لا تتراجع رغم ارتفاع أسعاره

شهدت أسواق الذهب ارتفاعات قياسية جديدة، بعدما سجَّلت أوقية الذهب أعلى مستوى في تاريخها، ورغم ذلك، فإن إقبال المصريين على شرائه زاد.

محمد عجم (القاهرة)
الاقتصاد يتعامل أحد المتداولين على أرضية بورصة نيويورك (رويترز)

حصاد 2025: «تقلبات ترمب» تتصدر المشهد... والذهب والفضة تتألقان

كان معظم المستثمرين يدركون أن عام 2025 سيكون مختلفاً مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السلطة في أكبر اقتصاد بالعالم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تُعرض قلائد ذهبية داخل صالة عرض مجوهرات في كلكتا - الهند (رويترز)

الذهب يكسر الأرقام القياسية والفضة عند ذروة تاريخية

سجّل الذهب مستوى قياسياً جديداً يوم الثلاثاء، مقترباً من حاجز 4500 دولار للأونصة، مع تزايد إقبال المستثمرين على المعدن النفيس باعتبار أنه ملاذ آمن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك من الذهب والفضة في مصنع «أوغوسا» بفيينا (رويترز)

الذهب يتجاوز 4400 دولار للأونصة... والفضة عند مستوى قياسي جديد

قفزت أسعار الذهب فوق مستوى 4400 دولار للأونصة، لأول مرة يوم الاثنين، مدعومة بتصاعد التوقعات بمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية محفوظة في غرفة الخزائن بمقر دار الذهب «برو أوروم» في ميونيخ (رويترز)

الذهب يتراجع بضغط من «تباطؤ التضخم» الأميركي وقوة الدولار

تراجعت أسعار الذهب خلال تعاملات يوم الجمعة، متأثرة بانخفاض معدل التضخم في الولايات المتحدة بأكثر من المتوقع وارتفاع الدولار.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«السيادي» السعودي يدعم مشاريع مليارية مؤهلة ترسم ملامح مستقبل أكثر استدامة

أحد مشاريع الطاقة الشمسية في السعودية (واس)
أحد مشاريع الطاقة الشمسية في السعودية (واس)
TT

«السيادي» السعودي يدعم مشاريع مليارية مؤهلة ترسم ملامح مستقبل أكثر استدامة

أحد مشاريع الطاقة الشمسية في السعودية (واس)
أحد مشاريع الطاقة الشمسية في السعودية (واس)

تمكن صندوق الاستثمارات العامة السعودي من تحقيق التخصيص الكامل لحصيلة سنداته الخضراء، موجهاً 9 مليارات دولار لدعم المشاريع المؤهلة، في خطة تؤكد استمرار جهود «السيادي» في رسم ملامح مستقبل أكثر استدامة، وتحقيق أثر إيجابي مستدام على مستوى العالم.

وبحسب تقرير حديث صادر عن صندوق الاستثمارات العامة، اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، فإن الأثر المتوقع لمشاريع الصندوق «الخضراء» المؤهلة تتمثل في توليد 427 ميغاواط كهربائي من الطاقة المتجددة، وتجنب انبعاثات تعادل 5.1 مليون طن مكافئ ثاني أكسيد الكربون، ومعالجة 4 ملايين متر مكعب من مياه الصرف الصحي.

ويهدف صندوق الاستثمارات العامة إلى أن يصبح لاعباً نشطاً في أسواق الديون العالمية، ويدعم تطوير سوق محلية نشطة، حيث يمكنه الاستفادة من أي سيولة قصيرة، أو طويلة الأجل مع مجموعة واسعة من الأدوات.

الاستراتيجية التمويلية

كما أن برنامج أسواق رأس المال في صندوق الاستثمارات العامة يسعى إلى زيادة تطوير استراتيجيته التمويلية، وقدراته التنفيذية على مستوى «السيادي» السعودي، وشركات المحفظة، وتمكين المشاركة في أسواق الدين العالمية، والمحلية.

كما ستدعم توسيع قدرة صندوق الاستثمارات العامة على زيادة الديون، لاستخدامها مصدر تمويل للاستثمارات، بما يتماشى مع استراتيجية التمويل في «السيادي»، وغرس الانضباط في إدارة التدفق النقدي، وتحسين عوائد حقوق الملكية للصندوق، وشركات محفظته.

وسيمكّن إصدار السندات الخضراء الصندوق من الوصول إلى شريحة أكبر من المستثمرين الذين يركزون على مبادئ الحوكمة البيئية، والاجتماعية، والمؤسّسية في عملية صنع القرار الاستثماري، وسيتيح للمستثمرين تنويع محفظتهم من خلال الاستثمارات الخضراء؛ ممّا سيُسهم في تسريع وتيرة الاستثمارات الخضراء على مستوى العالم.

التغير المناخي

واتخذ الصندوق خطوات مهمة فيما يتعلق بالحوكمة، والسياسات للمساهمة في تحقيق الاستدامة، حيث يعد «السيادي» أحد الأعضاء المؤسّسين لمجموعة العمل الدولية «كوكب واحد» لصناديق الثروة السيادية، وهي منصة دولية تُعنى بتسريع الجهود في تضمين مكافحة التغير المناخي في القرارات، والفرص الاستثمارية لإدارة الأصول.

وبصفته صندوقاً استثمارياً فإن صندوق الاستثمارات العامة يعمل من خلال الاستحواذ على حصص في الشركات التي تناسب مهمته، مثل «أكوا باور»، و«لوسِد»، وقد أسّس الشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير (سرك)، الرائدة في مجال إدارة النفايات وإعادة التدوير، ويدير الشركة الوطنية لخدمات كفاءة الطاقة (ترشيد)، ويدعم الصندوق أيضاً تأسيس سوق الكربون الطوعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ لتعزيز مكانة المملكة لتكون من الدول الأكثر كفاءة في استخدام الطاقة.

وسيموّل إصدار السندات الخضراء مشاريع ملموسة على أرض الواقع، مما سيُسهم في تسريع وتيرة التحول الأخضر، وتحقيق الأهداف الرئيسة للمملكة للوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2060، وتوليد 50 في المائة من الطاقة الكهربائية المستهلكة من مصادر طاقة متجددة بحلول عام 2030، والذي يمثل خطوة مهمة ضمن برنامج الطاقة المتجددة الذي ينفذه الصندوق عبر تطوير 70 في المائة من قدرة توليد الطاقة المتجددة.


تباين الأسواق الآسيوية بعد قفزة قياسية لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500»

متعاملون قرب شاشات تعرض مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار مقابل الوون ببنك «هانا» في سيول بكوريا الجنوبية (أ.ب)
متعاملون قرب شاشات تعرض مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار مقابل الوون ببنك «هانا» في سيول بكوريا الجنوبية (أ.ب)
TT

تباين الأسواق الآسيوية بعد قفزة قياسية لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500»

متعاملون قرب شاشات تعرض مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار مقابل الوون ببنك «هانا» في سيول بكوريا الجنوبية (أ.ب)
متعاملون قرب شاشات تعرض مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار مقابل الوون ببنك «هانا» في سيول بكوريا الجنوبية (أ.ب)

جاءت تحركات الأسواق الآسيوية متباينة، عقب إغلاق مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» القياسي عند أعلى مستوى له على الإطلاق، إثر تقرير أفاد بأن الاقتصاد الأميركي سجل نمواً سنوياً قوياً بلغ 4.3 في المائة خلال الفترة الممتدة من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول) الماضيين، متجاوزاً التوقعات.

وأظهر التقدير الأولي الصادر عن الحكومة الأميركية لنمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث استمرار الضغوط التضخمية، في حين كشف تقرير منفصل عن تراجع إضافي في ثقة المستهلكين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وكان الاقتصاد الأميركي قد سجل نمواً سنوياً قدره 3.8 في المائة خلال الفترة من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران) الماضيين، وفق «رويترز».

وسادت تعاملات محدودة في الأسواق الآسيوية، مع استعداد كثير من الأسواق العالمية للإغلاق يوم الخميس بمناسبة موسم عطلة أعياد الميلاد. كما من المقرر أن تغلق الأسواق الأميركية أبوابها مبكراً يوم الأربعاء عشية العيد، على أن تظل مغلقة طيلة فترة العطلة.

وفي طوكيو، تراجع مؤشر «نيكي 225» بنسبة 0.1 في المائة ليصل إلى 50.344.10 نقطة، كما انخفض مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية بنسبة 0.2 في المائة إلى 4.108.62 نقطة.

أما في الأسواق الصينية، فقد ارتفع مؤشر «هانغ سينغ» في هونغ كونغ بنسبة 0.2 في المائة مسجلاً 25.818.93 نقطة، كما صعد مؤشر «شنغهاي» المركب بنسبة طفيفة بلغت 0.5 في المائة ليصل إلى 3.940.95 نقطة.

وفي أستراليا، انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز - مؤشر أستراليا 200» 0.4 في المائة ليصل إلى 8.762.70 نقطة، علماً بأن أسواق هونغ كونغ وأستراليا أغلقت أبوابها مبكراً بمناسبة عشية موسم أعياد الميلاد.

كما ارتفع مؤشر «تايكس» في تايوان بنسبة 0.2 في المائة، وصعد أيضاً مؤشر «سينسكس» في الهند بنسبة طفيفة تقل عن 0.1 في المائة.

وفي أسواق السلع، واصل الذهب والفضة مكاسبهما بعد بلوغهما مستويات قياسية خلال الأسبوع، مدعومَين بتصاعد التوترات الجيوسياسية. وارتفع سعر الذهب بنسبة 0.3 في المائة خلال وقت مبكر من تعاملات الأربعاء ليصل إلى 4.525.20 دولار للأونصة، مضيفاً إلى مكاسب تجاوزت 70 في المائة منذ بداية العام، فيما ارتفعت الفضة بنسبة 1.6 في المائة.

وتراجعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بشكل طفيف في التعاملات المبكرة ليوم الأربعاء.

وكانت «وول ستريت» قد أغلقت تعاملات يوم الثلاثاء على ارتفاع؛ إذ دفعت المكاسب القوية لأسهم شركات التكنولوجيا مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» للصعود بنسبة 0.5 في المائة، رغم تراجع غالبية الأسهم المدرجة فيه، ليغلق عند 6.909.79 نقطة. كما ارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.2 في المائة إلى 48.442.41 نقطة، وصعد مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.6 في المائة ليصل إلى 23.561.84 نقطة.

وسجل سهم «إنفيديا» ارتفاعاً بنسبة 3 في المائة، فيما صعد سهم «ألفابت»، الشركة الأم لـ«غوغل»، بنسبة 1.5 في المائة.

وفي قطاع الرعاية الصحية، قفز سهم «نوفو نورديسك» بنسبة 7.3 في المائة بعد موافقة الجهات التنظيمية الأميركية على نسخة فموية من دواء «ويغوفي» لإنقاص الوزن، ليصبح أول علاج يؤخذ يومياً عن طريق الفم لمكافحة السمنة.

وأظهر أحدث تحديث حكومي أن التضخم لا يزال أعلى من المستوى الذي يستهدفه «بنك الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي)»؛ إذ ارتفع «مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي»، وهو المقياس المفضل لـ«البنك المركزي الأميركي»، إلى معدل سنوي بلغ 2.8 في المائة خلال الربع الأخير، مقارنة بـ2.1 في المائة خلال الربع الثاني.

ومن المنتظر أن تصدر وزارة العمل الأميركية في وقت لاحق يوم الأربعاء بياناتها الأسبوعية بشأن طلبات إعانات البطالة، التي تُعدّ مؤشراً مهماً على وتيرة تسريح العمال في الولايات المتحدة.

ويتوقع المستثمرون أن يُبقي «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المقرر خلال يناير (كانون الثاني) المقبل، في ظل مؤشرات على ارتفاع التضخم وتراجع ثقة المستهلكين القلقين من استمرار ضغوط الأسعار. كما أظهرت البيانات الأخيرة تباطؤاً في سوق العمل وتراجعاً في مبيعات التجزئة.


انتعاش الين يدفع «نيكي» لأول خسارة في 4 جلسات رغم مكاسب الرقائق

مشاة بأحد شوارع العاصمة اليابانية طوكيو يمرون أمام شاشة إلكترونية تعرض حركة الأسهم (أ.ب)
مشاة بأحد شوارع العاصمة اليابانية طوكيو يمرون أمام شاشة إلكترونية تعرض حركة الأسهم (أ.ب)
TT

انتعاش الين يدفع «نيكي» لأول خسارة في 4 جلسات رغم مكاسب الرقائق

مشاة بأحد شوارع العاصمة اليابانية طوكيو يمرون أمام شاشة إلكترونية تعرض حركة الأسهم (أ.ب)
مشاة بأحد شوارع العاصمة اليابانية طوكيو يمرون أمام شاشة إلكترونية تعرض حركة الأسهم (أ.ب)

تراجعت الأسهم اليابانية، يوم الأربعاء، تحت وطأة ارتفاع الين، مما أدى لتسجيل مؤشر نيكي أول خسارة له في أربع جلسات تداول، على الرغم من المكاسب القوية التي حققتها أسهم شركات الرقائق. وأنهى مؤشر نيكي، الذي يضم شركات التكنولوجيا، بشكل رئيسي، اليوم، منخفضاً بنسبة 0.1 في المائة عند 50.344.10 نقطة، متراجعاً عن مكاسبه السابقة. وانخفض مؤشر توبكس، الأوسع نطاقاً، بنسبة 0.5 في المائة إلى 3.407.37 نقطة. ويؤدي ارتفاع الين إلى تقليص قيمة مبيعات الأسهم الخارجية لعدد من شركات التصدير اليابانية الكبرى، مع تسجيل شركات صناعة السيارات أداء ضعيفاً بشكل ملحوظ، خلال اليوم. وانخفض سهم تويوتا بنسبة 1.8 في المائة، وخسر سهم سوبارو 1.2 في المائة. كما تراجعت أسهم عملاقي الإلكترونيات سوني ونينتندو بنسبتيْ 1.9 في المائة و0.8 في المائة على التوالي. وكانت الشركات المالية من أبرز الخاسرين، إذ تراجعت عن بعض المكاسب الكبيرة التي أعقبت قرار بنك اليابان برفع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى لها منذ ثلاثة عقود، يوم الجمعة. وتسهم أسعار الفائدة المرتفعة في تعزيز أرباح الإقراض وحيازات الدخل الثابت. وخسرت شركات التأمين 1.6 في المائة كمجموعة، بينما انخفض سهم البنوك بنسبة 1 في المائة. وتراجع مؤشر نيكي، رغم الدعم الكبير الذي قدمته شركة أدفانتست، الشركة المصنِّعة لمُعدات أشباه الموصّلات ذات الوزن الكبير في المؤشر، والتي أضافت 127 نقطة إلى المؤشر بارتفاعٍ قدره 2.5 في المائة. كما ارتفع سهم شركة طوكيو إلكترون بنسبة 0.7 في المائة، بينما قفز سهم مُنافستها الصغرى، شركة سكرين هولدينغز، بنسبة 10 في المائة، ليصبح بذلك الرابح الأكبر في مؤشر نيكي، وذلك بعد أن رفعت «مورغان ستانلي إم يو إف جي سيكيوريتيز» السعر المستهدف للسهم. وتلقت أسهم شركات أشباه الموصلات دعماً من مكاسب نظيراتها في «وول ستريت»، خلال الليلة السابقة، حيث ارتفع مؤشر فيلادلفيا إس إي لأشباه الموصلات بنسبة 0.5 في المائة مسجلاً رابع جلسة متتالية من المكاسب. وسجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مستوى قياسياً جديداً. وقال واتارو أكياما، الاستراتيجي في «نومورا سيكيوريتيز»: «تتحرك أسهم شركات أشباه الموصلات اليابانية على خُطى نظيراتها الأميركية، مما يدعم السوق بشكل عام، ويُعد تفوق أداء مؤشر نيكي على نظيره توبكس دليلاً على ذلك... لكن مع انخفاض حجم التداول بسبب العطلات في معظم الأسواق الخارجية مع نهاية الأسبوع، من غير المرجح حدوث تحركات كبيرة بالأسهم اليابانية»، على حد قوله.

المخاوف تؤثر على السندات

من جانبها، انخفضت سندات الحكومة اليابانية طويلة الأجل، للغاية، يوم الأربعاء، مما دفع عوائدها لمستوى قياسي، وسط ازدياد المخاوف بشأن حزمة التحفيز الحكومية المموَّلة بالديون. وارتفع عائد سندات الحكومة اليابانية لأجَل 30 عاماً بمقدار 2.5 نقطة أساس ليصل إلى 3.45 في المائة، متجاوزاً الرقم القياسي السابق المسجل في وقت سابق من هذا الأسبوع. كما ارتفع عائد سندات الحكومة اليابانية لأجل 40 عاماً بمقدار 1.5 نقطة أساس، ليصل إلى 3.715 في المائة. وشهدت عوائد السندات طويلة الأجل ارتفاعاً حاداً منذ أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط تكهنات حول حجم حزمة التحفيز المموَّلة بالديون التي أعلنتها رئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي، بينما ارتفعت عوائد السندات قصيرة الأجل بعد أن أشار بنك اليابان إلى استعداده لمواصلة رفع أسعار الفائدة. وأعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية، يوم الأربعاء، أن اليابان تستعد لإصدار سندات حكومية جديدة بقيمة تقارب 29.6 تريليون ين (189.55 مليار دولار) لميزانية السنة المالية 2026. وأكدت تاكايتشي، في مقابلة مع صحيفة «نيكاي» نُشرت يوم الثلاثاء، أن خطتها المالية «الاستباقية» لا تتضمن إصدار سندات غير مسؤولة أو تخفيضات ضريبية. وانخفض عائد السندات القياسية لأجَل 10 سنوات، الذي تجاوز، الأسبوع الماضي، مستوى 2 في المائة، لأول مرة منذ 26 عاماً، بعد رفع بنك اليابان سعر الفائدة بمقدار 1.5 نقطة أساسية ليصل إلى 2.025 في المائة. وكتب نورياتسو تانجي، كبير استراتيجيي السندات في «ميزوهو للأوراق المالية»، في مذكرة: «منذ اجتماع السياسة النقدية لبنك اليابان في ديسمبر (كانون الأول)، يبدو أن التوجه نحو تثبيت عوائد السندات لأجَل 10 سنوات في نطاق 2 في المائة يتسارع».