تراجعت الأسهم الأوروبية، يوم الجمعة، مُواصلة موجة البيع بعد انخفاض «وول ستريت» الليلة الماضية وسط قلق المتداولين بشأن تقييمات أسهم التكنولوجيا.
وقدمت بيانات الوظائف الأميركية صورةً متباينة، مما زاد حالة عدم اليقين لدى المستثمرين وخفّض الآمال في أن يقوم «الاحتياطي الفيدرالي» بخفض أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام، وفق «رويترز».
وقاد تراجع أسهم التكنولوجيا في «وول ستريت» إلى انخفاض حاد يوم الخميس، إذ لم يكن تقرير أرباح شركة صناعة الرقائق «إنفيديا»، الذي جاء أفضل من التوقعات، كافياً لطمأنة السوق بشأن فقاعة الذكاء الاصطناعي. واستمرَّ التراجع خلال التداولات الآسيوية يوم الجمعة، حيث تخلص المستثمرون من الأصول الأكثر خطورة. وفي الساعة 10:07 بتوقيت غرينتش، انخفض مؤشر «إم إس سي آي» للأسهم العالمية بنسبة 0.5 في المائة، ويتجه لتسجيل انخفاض أسبوعي بنسبة 3.2 في المائة، وهو أكبر انخفاض له منذ مارس (آذار) الماضي.
وانخفض مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 1 في المائة، بينما هبط مؤشر «فوتسي 100» اللندني بنسبة 0.6 في المائة.
تحركات «مخالفة للتوقعات»
في ظل الضغوط الناتجة عن التباطؤ الاقتصادي الأوسع، سجَّلت أسهم شركات الدفاع الأوروبية أدنى مستوياتها منذ أوائل سبتمبر (أيلول)، بعد أن صرّح رئيس أوكرانيا باستعداده للعمل على خطة مدعومة من الولايات المتحدة لإنهاء الحرب.
وأظهرت بيانات الوظائف الأميركية، الصادرة يوم الخميس، نمو التوظيف في سبتمبر، بينما بلغ معدل البطالة أعلى مستوى له منذ 4 سنوات.
ووصف هاني رضا، مدير المحفظة الاستثمارية في «باينبريدغ إنفستمنت»، رد فعل السوق على بيانات الوظائف وأرباح «إنفيديا» بأنه «مخالف للتوقعات». وقال: «يعود السبب في المقام الأول إلى التمركز المفرط وحساسية المستثمرين المبالغ فيها تجاه الحديث عن فقاعة الذكاء الاصطناعي، والتي أعتقد أنها مبالغ فيها»، مضيفاً أن بعض قطاعات السوق تتعرَّض لضغوط مبررة، لكن الأساسيات لا تدعم هذا الانخفاض.
وأضاف رضا: «ربما كانت (إنفيديا) بمثابة صراف آلي يوم الخميس – يبيع الناس ما في وسعهم لجني الأرباح أو لتغطية خسائر المضاربة في أماكن أخرى».
وواصلت الأسواق العالمية الوصول إلى مستويات قياسية؛ بسبب جنون الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، إلا أن بعض المشاركين أصبحوا قلقين من خطر عدم ترجمة الإنفاق الضخم إلى نتائج ملموسة. وأوضح سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة «ألفابت»، أن أي شركة لن تكون بمنأى عن التأثر في حال انهيار طفرة الذكاء الاصطناعي.
لكن آخرين ما زالوا يتوقعون مزيداً من المكاسب المدفوعة بالذكاء الاصطناعي. وقال مارك هيفيل، كبير مسؤولي الاستثمار في بنك «يو بي إس»، في مذكرة شهرية: «الذكاء الاصطناعي لا يزال محركاً رئيسياً لأسواق الأسهم. نتوقع أن يدفع ارتفاع الإنفاق الرأسمالي وتسارع تبني الذكاء الاصطناعي الأسهم المرتبطة به للارتفاع خلال العام المقبل».
ارتفاع الين بعد تدخل لفظي
وصرح وزير المالية الياباني، ساتسوكي كاتاياما، بأن التدخل في سعر صرف الين وارد، في أقوى تصريحات له حتى الآن بشأن العملة التي انخفضت بنحو 6 في المائة منذ انتخاب رئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي. ولقي الين بعض الدعم بعد هذه التصريحات، ليصل سعره إلى 156.55 مقابل الدولار، بعد أن سجَّل أدنى مستوى في 10 أشهر عند 157.9 يوم الخميس. كما وافق مجلس الوزراء الياباني على حزمة تحفيز اقتصادي بقيمة نحو 135 مليار دولار.
واستقر اليورو عند 1.1516 دولار، بينما بقي مؤشر الدولار عند 100.23، متجهاً نحو تحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 0.8 في المائة.
وانخفضت عوائد سندات منطقة اليورو، حيث تراجع عائد السندات الألمانية القياسية لأجل 10 سنوات 5 نقاط أساس ليصل إلى 2.6726 في المائة، بعد أن سجل أعلى مستوى له في 6 أسابيع.
