الصين تتوعد بالرد على خطة ترمب فرض رسوم 100 %

في تصعيد متجدد بين بكين وواشنطن يهدد التجارة العالمية

العَلَمان الصيني والأميركي (رويترز)
العَلَمان الصيني والأميركي (رويترز)
TT

الصين تتوعد بالرد على خطة ترمب فرض رسوم 100 %

العَلَمان الصيني والأميركي (رويترز)
العَلَمان الصيني والأميركي (رويترز)

توعدت الصين بإجراءات مضادة «حازمة»؛ رداً على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لفرض رسوم جمركية إضافية تصل إلى 100 في المائة على الصادرات الصينية، محملةً الولايات المتحدة مسؤولية التدهور السريع في العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم.

يأتي التصعيد الأخير في ظل حرب تجارية متفاقمة بين البلدين، حيث أعلن ترمب، يوم الجمعة الماضي، نيته فرض ضوابط تصدير «واسعة النطاق» على «كل منتَج تقريباً يصنعونه»، بما في ذلك «جميع البرامج الحاسوبية الحيوية»، بالإضافة إلى الرسوم الجديدة، على أن تدخل هذه الإجراءات حيز التنفيذ، في أو قبل 1 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

بكين: «لا نريد القتال لكننا لا نخشاه»

وفي بيانٍ شديد اللهجة صدر يوم الأحد، قالت وزارة التجارة الصينية إن الولايات المتحدة «قدَّمت، بشكل مستمر، سلسلة من القيود الجديدة ضد الصين»، بما في ذلك وضع شركات صينية على القائمة السوداء للتجارة، منذ محادثات التجارة التي عُقدت في مدريد، الشهر الماضي.

وأكدت الوزارة موقفها الثابت بالقول: «إن موقف الصين بشأن حروب الرسوم الجمركية متسق: نحن لا نريد القتال، لكننا لسنا خائفين منه». وأضافت أن «التهديد بفرض تعريفات جمركية مرتفعة في كل منعطف ليس هو الطريقة الصحيحة للتعامل مع الصين»، محذرةً من أنه «إذا أصرت الولايات المتحدة على مسارها، فستتخذ الصين بحَزمٍ الإجراءات المقابلة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة». ودعت الوزارة واشنطن إلى حل الخلافات عبر المفاوضات، بدلاً من التهديدات.

سفينة في محطة الحاويات بميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ شرق الصين (أ.ف.ب)

تبادل الإجراءات التصعيدية

جاء تهديد ترمب بعد أن كثّفت الصين إجراءاتها التجارية المضادة، خلال اليومين الماضيين، والتي شملت توسيع ضوابط التصدير على المعادن النادرة والتقنيات ذات الصلة، بالإضافة إلى المُعدات والمواد اللازمة لصناعة البطاريات. كما أطلقت بكين تحقيقاً لمكافحة الاحتكار ضد شركة صناعة الرقائق الأميركية «كوالكوم»، وفرضت رسوماً على السفن المملوكة لأميركيين، التي ترسو في الموانئ الصينية، رداً على رسوم مماثلة فرضتها واشنطن.

وأثارت ضوابط التصدير الصينية الجديدة، خاصة فيما يتعلق بالمعادن النادرة التي تُستخدم في مجموعة واسعة من المنتجات المدنية والعسكرية، من محركات الطائرات إلى الإلكترونيات الاستهلاكية، مخاوف من اضطرابات واسعة النطاق في سلاسل الإمداد العالمية. وتُسيطر الصين على ما يقرب من 70 في المائة من تعدين المعادن النادرة العالمية، ونحو 90 في المائة من معالجتها. ورغم ذلك، قالت بكين، يوم الأحد، إن تأثير هذه الخطوة على سلاسل الإمداد سيكون «محدوداً للغاية»، وأن التطبيقات للاستخدام المدني التي تتوافق مع اللوائح ستجري الموافقة عليها.

شكوك حول قمة محتملة بين شي وترمب

هذا التبادل للتهديدات والإجراءات يهدد بإنهاء الهدنة التجارية، التي جرى التوصل إليها في جنيف، في شهر مايو (أيار) الماضي، والتي جاءت بعد أن وصلت الرسوم الجمركية المتبادلة إلى مستويات تجاوزت 100 في المائة، خلال أبريل (نيسان). كما ألقت هذه التوترات ظلالاً من الشك على اجتماع متوقَّع بين ترمب والرئيس الصيني شي جينبينغ في كوريا الجنوبية، حيث كان من المفترض أن تكون الإجراءات الصينية الأخيرة استراتيجية للضغط قبل هذه القمة. ورغم أن ترمب شكّك في إمكانية انعقاد اللقاء في البداية، لكنه أشار لاحقاً إلى أنهما «سيلتقيان على الأرجح».

وتتبادل بكين وواشنطن الاتهامات بانتهاك روح الهدنة التجارية بفرض قيود جديدة على التجارة. ويأتي التلويح بفرض رسوم بنسبة 100 في المائة ليرفع احتمالية حرب تعريفات شاملة، حيث سبق أن ضرب ترمب بكين بتعريفات بلغت 145 في المائة، وردَّ شي بفرض رسوم بنسبة 125 في المائة على البضائع الأميركية.


مقالات ذات صلة

ميران: من المناسب الآن خفض الفائدة نصف نقطة مئوية في ديسمبر

الاقتصاد ميران يتحدث في النادي الاقتصادي بنيويورك في سبتمبر (رويترز)

ميران: من المناسب الآن خفض الفائدة نصف نقطة مئوية في ديسمبر

قال محافظ الاحتياطي الفيدرالي، ستيفن ميران، الاثنين، إنه ينبغي على «الاحتياطي الفيدرالي» خفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية في ديسمبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداول يعمل في «وول ستريت» وخلفه شاشة تعرض مؤشرات الأسهم (رويترز)

«يو بي إس» تتوقع صعود «ستاندرد آند بورز 500» إلى 7500 نقطة

توقّعت شركة «يو بي إس غلوبال ريسيرش»، يوم الاثنين، أن يستمر الانتعاش الذي تشهده «وول ستريت»، والمحفَّز بموجة الذكاء الاصطناعي، حتى عام 2026.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
الاقتصاد ماري دالي رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو (أرشيفية - رويترز)

رئيسة «فيدرالي سان فرانسيسكو» تؤكد ضرورة الانفتاح على مزيد من خفض الفائدة

قالت ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، يوم الاثنين، إن تباطؤ نمو الرواتب في الولايات المتحدة يُعزى على الأرجح إلى ضعف الطلب على العمال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداولون يعملون في «بورصة نيويورك» (أ.ب)

«العقود الآجلة» الأميركية ترتفع مع بوادر إنهاء الإغلاق الحكومي القياسي

ارتفعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الاثنين، مع ظهور بوادر تقدم في واشنطن لإنهاء الإغلاق الحكومي الأميركي القياسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد هاسيت يتحدث إلى الصحافيين خارج البيت الأبيض في واشنطن العاصمة - في 31 أكتوبر (أ.ف.ب)

مستشار البيت الأبيض: الناتج المحلي سلبي بالربع الرابع إذا استمر الإغلاق

قال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، كيفن هاسيت، في مقابلة بُثّت يوم الأحد، إن نمو الاقتصاد الأميركي في الربع الأخير من العام قد يكون سلبياً في حال استمرار…

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«إعلان الرياض» يرسم خريطة طريق لسنوات من الازدهار السياحي

من الاجتماع الوزاري لأعضاء «منظمة الأمم المتحدة للسياحة»... (الشرق الأوسط)
من الاجتماع الوزاري لأعضاء «منظمة الأمم المتحدة للسياحة»... (الشرق الأوسط)
TT

«إعلان الرياض» يرسم خريطة طريق لسنوات من الازدهار السياحي

من الاجتماع الوزاري لأعضاء «منظمة الأمم المتحدة للسياحة»... (الشرق الأوسط)
من الاجتماع الوزاري لأعضاء «منظمة الأمم المتحدة للسياحة»... (الشرق الأوسط)

في لحظة تاريخية تتزامن مع الذكرى الـ50 لتأسيسها، أصبحت العاصمة السعودية الرياض المنصة العالمية التي أطلقت منها «منظمة الأمم المتحدة للسياحة» رؤيتها للمستقبل.

وتُوّجت الدورة الـ26 للجمعية العامة، في الفترة بين 7 و11 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، تحت شعار «السياحة المدعومة بالذكاء الاصطناعي... إعادة تعريف المستقبل»، بإقرار «إعلان الرياض بشأن مستقبل السياحة».

يُمثّل هذا الإعلان، الذي وُصف بأنه أحد أكبر الإعلانات تأثيراً واستشرافاً للمستقبل في تاريخ المنظمة، الأساس الفعلي للسنوات المقبلة، حيث يُرسي مساراً واضحاً لنمو القطاع العالمي ومرونته.

ولأول مرة، جمع «إعلان الرياض» 8 تحديات سياحية عالمية في إطار عمل واحد متماسك وقابل للتنفيذ، مقدماً خريطة طريق موحدة للحكومات والقطاع والمؤسسات في جميع أنحاء العالم.

وقد جمعت الدورة الـ26 وزراء وصناع قرار ومبتكرين من أكثر من 160 دولة، وركزت على مبادرات دولية مثل «الميثاق العالمي لأخلاقيات السياحة»، وبرنامج «كوكب واحد» للسياحة المستدامة.

وصودق خلال الدورة على تعيين الإماراتية شيخة ناصر النويس أمينةً عامة للمنظمة للفترة من 2026 إلى 2029، لتصبح بذلك أول امرأة وأول مواطنة خليجية تتولى هذا المنصب الأممي. ويُعدّ هذا التعيين محطة بارزة تتوّج أعمال الدورة التي انطلقت من الرياض.

الوزير أحمد الخطيب في مؤتمر صحافي (الشرق الأوسط)

«الاجتماع الأكبر»

وقال وزير السياحة السعودي، أحمد الخطيب، لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع «الجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية» هو الأكبر.

وأضاف أن أجندة الأعمال «كانت مهمة جداً، حيث أُقِرَّ مقترح (الجنوب للجنوب). كما أُقرت زيادة المساهمة من الدول الأعضاء باثنين في المائة، واختير مقر الاجتماع المقبل، وأُكّدت ترشيحات الدول الأعضاء في المجالس التنفيذية بالأقاليم الخمسة، وكذلك أُكدّ بالإجماع على (بيان الرياض)».

وأضاف: «الخبر الأهم كان اختيار أول رئيسة للمنظمة في تاريخ المنظمة؛ شيخة ناصر النويس، لقيادة المنظمة خلال الفترة من 2026 إلى 2029».

وتابع الخطيب أنه «من الملاحظ في اجتماع (الجمعية) أن جميع القرارات جرت في أجواء إيجابية جداً، وهذا يؤكد على قدرة الدولة المستضيفة؛ المملكة، على التنسيق والعمل المشترك خلال الأشهر الماضية مع الدول الأعضاء؛ لضمان السماع من الدول جميعها والنظر في تصويتها وضمان تنفيذ مقترحاتها».

وقال: «تم خلال اجتماعنا أمس واليوم تأكيد كل القرارات المرفوعة لاجتماع الجمعية».

وبشأن «بيان الرياض»، أوضح الخطيب أنه يعدّ «خريطة الطريق للمنظمة خلال الفترة المقبلة، وستعمل الدول الأعضاء من خلال المجلس التنفيذي مع الأمين العام بدءاً من 2026 على ضمان تنفيذ (بيان الرياض) الذي يؤكد أهمية الاستدامة، والربط الجوي، وجذب الاستثمارات، وتطوير وتدريب الكفاءات».

وأوضح أن السعودية رفعت مستهدفاتها لعدد السياحة في عام 2030 من 100 مليون سائح إلى 150 مليوناً، بعدما وصلت إلى هدفها قبل الموعد المستهدف؛ 50 مليوناً من الخارج، و100 مليون من الداخل. وتوقع أن تكون السعودية من الدول العشر الكبرى التي تستقطب سياحاً في المرحلة المقبلة.

من جهتها، قالت النويس لـ«الشرق الأوسط» إن أبرز الأولويات التي ستركز عليها في المرحلة المقبلة «النمو المستدام والمسؤول، والتحول الرقمي، والسياحة الذكية، والشمول الاقتصادي، والتمكين المحلي، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز الربط الجوي، والشفافية، والحوكمة الأخلاقية».

الاجتماع الوزاري لأعضاء «منظمة الأمم المتحدة للسياحة»... (الشرق الأوسط)

محاور «إعلان الرياض»

جاء «إعلان الرياض» بوصفه وثيقة صاغتها الدول الأعضاء ولمصلحتها عبر مشاورات مكثفة، «ليرسخ السياحة العالمية في مبادئ المرونة، والشمول، والاستدامة، والقدرة التنافسية طويلة الأجل».

ويعود جزء من جذور هذا الإعلان إلى طلب رسمي من حكومة المملكة بتاريخ 22 أبريل (نيسان) 2025، طالبت فيه بدعم المجلس التنفيذي لتحقيق 3 مخرجات رئيسية: إطار عالمي لقياس الذكاء الاصطناعي، وإرشادات لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والإعلان الوزاري لتحديد مبادئ التبني الأخلاقي والمشترك للتقنية.

مؤتمر صحافي خلال اجتماعات الدورة الـ26 للجمعية العامة للمنظمة الأممية (الشرق الأوسط)

وبموجب الإعلان، أقرّ الوزراء المسؤولون عن السياحة بأن الذكاء الاصطناعي يمثّل نقطة تحول في تاريخ السياحة؛ إذ يُعيد تعريف كيفية سفر الناس وتطور الوجهات وازدهار المجتمعات.

وحدد «إعلان الرياض» 10 مبادئ يجب على الدول الأعضاء التزامها، تماشياً وأهداف «التنمية المستدامة 2030»، من أبرزها:

  • الاستدامة والمناخ: التحرك فوراً لتحقيق الاستدامة ووضعها في صميم التنمية السياحية، ومعالجة ضغوط المناخ.

  • التحول الرقمي: تسريع التحول الرقمي والاستثمار في البنية التحتية، مع دعم التكامل المسؤول للتقنيات الناشئة.

  • المرونة والحوكمة: تعزيز مرونة القطاع عبر الاستثمار في البنية التحتية المتكيفة، ودعم ممارسات قوية لحوكمة البيانات؛ لضمان الخصوصية والأمن السيبراني.

  • القيمة والعمل: معالجة نقص القوى العاملة وسد فجوات المهارات، ودعم النماذج التي تضمن توزيعاً أفضل عدالة للقيمة عبر المجتمعات المحلية

  • الاتفاقية القانونية: دعوة منظمة الأمم المتحدة للسياحة لصياغة «اتفاقية بشأن مستقبل السياحة» لترسيخ هذه المبادئ قانوناً.

بالإضافة إلى المبادئ العشرة، وجه «الإعلان» الأمين العام للمنظمة بإطلاق مهام تنفيذية فورية، أبرزها إعداد إطار عالمي أو مؤشر للنضج للذكاء الاصطناعي والسياحة لتقييم استعداد الدول، وإعداد تقرير فني بشأن مسودة الاتفاقية المستقبلية للسياحة في غضون 12 شهراً.


ميران: من المناسب الآن خفض الفائدة نصف نقطة مئوية في ديسمبر

ميران يتحدث في النادي الاقتصادي بنيويورك في سبتمبر (رويترز)
ميران يتحدث في النادي الاقتصادي بنيويورك في سبتمبر (رويترز)
TT

ميران: من المناسب الآن خفض الفائدة نصف نقطة مئوية في ديسمبر

ميران يتحدث في النادي الاقتصادي بنيويورك في سبتمبر (رويترز)
ميران يتحدث في النادي الاقتصادي بنيويورك في سبتمبر (رويترز)

قال محافظ «الاحتياطي الفيدرالي»، ستيفن ميران، الاثنين، إنه ينبغي على الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية في ديسمبر (كانون الأول) نظراً إلى ضعف سوق العمل وانخفاض التضخم، معتبراً خفضها بمقدار ربع نقطة مئوية إجراءً «أدنى» مناسباً من وجهة نظره.

وصرح ميران لشبكة «سي إن بي سي»: «لدينا بيانات تضخم جديدة أفضل من المتوقع؛ ما يجعل من المعقول أن نصبح أكثر حذراً بشكل تدريجي مقارنةً باجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في سبتمبر (أيلول)»، عندما رأى صانع السياسة المتوسط ​​أن 3 تخفيضات في أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية ستكون مناسبة بحلول نهاية العام.

خفّض «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في كل من سبتمبر وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه أشار إلى أن معدل البطالة يتجه نحو الارتفاع؛ «لأن السياسة النقدية شديدة التشدد، ولذلك من الضروري علينا تعديل السياسة النقدية، ومواصلة تخفيضها لمنع هذا التقييد على الاقتصاد من رفع معدل البطالة أكثر».


مصر تدعو المستثمرين من دول مجلس التعاون الخليجي إلى ضخ مزيد من الاستثمارات

رئيس مجلس الوزراء المصري يجلس بجانب وزراء من الدول العربية خلال فعاليات منتدى التجارة والاستثمار المصري - الخليجي بالقاهرة (مجلس الوزراء المصري)
رئيس مجلس الوزراء المصري يجلس بجانب وزراء من الدول العربية خلال فعاليات منتدى التجارة والاستثمار المصري - الخليجي بالقاهرة (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر تدعو المستثمرين من دول مجلس التعاون الخليجي إلى ضخ مزيد من الاستثمارات

رئيس مجلس الوزراء المصري يجلس بجانب وزراء من الدول العربية خلال فعاليات منتدى التجارة والاستثمار المصري - الخليجي بالقاهرة (مجلس الوزراء المصري)
رئيس مجلس الوزراء المصري يجلس بجانب وزراء من الدول العربية خلال فعاليات منتدى التجارة والاستثمار المصري - الخليجي بالقاهرة (مجلس الوزراء المصري)

قال رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، إن دول مجلس التعاون الخليجي من أهم شركاء مصر على الصعيدين التجاري والاستثماري، مُعرباً عن التطلع إلى إعطاء دفعة قوية للعلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين الجانبين لتستمر دُول الخليج العربية الشريك الاقتصادي والتجاري الأول لمصر.

وأضاف مدبولي، خلال فعاليات منتدى التجارة والاستثمار المصري الخليجي، الذي تستضيفه القاهرة يومي الاثنين والثلاثاء تحت عنوان «خريطة طريق نحو تعزيز التعاون الاقتصادي المصري الخليجي»: «لا شك في أن انعقاد مُنتدى التجارة والاستثمار المصري الخليجي اليوم يعكس الثقة المتبادلة في الأداء الاقتصادي للجانبين المصري والخليجي، كما أن انعقاده يُؤكد الاهتمام المشترك بالفرص الهائلة المتاحة والإمكانات الواعدة، التي يُمكن الاستفادة منها والبناء عليها لتعزيز أواصر العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الجانبين».

وأشار مدبولي، إلى كثير من الحوافز التي أعلنتها الحكومة، لجذب الاستثمار الأجنبي، خصوصاً الخليجي، واتخاذ خطوات إصلاحية على صعيد السياستين المالية والنقدية، بجانب وضع سقف للاستثمارات العامة وتطبيق سعر صرف مرن، «وهو ما أسهم في تحقيق الاستقرار على صعيد سوق النقد الأجنبية، وتوازن ميزان المدفوعات، وازدياد تدفقات الاستثمار الأجنبي».

وخلال كلمته، دعا رئيس الوزراء المستثمرين ورجال الأعمال من دول مجلس التعاون الخليجي إلى ضخ مزيد من الاستثمارات في مصر، لا سيما في القطاعات ذات الأولوية للجانبين بما يحقق المنفعة المشتركة، مُؤكداً الثقة في أهمية ومحورية دور القطاع الخاص في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين مصر ودول الخليج العربية الشقيقة، كون ذلك المحرك الرئيسي للتنمية الاقتصادية.

مدبولي بجانب كبار الشخصيات في منتدى التجارة والاستثمار المصري - الخليجي (مجلس الوزراء المصري)

وقال الدكتور مصطفى مدبولي: «في إطار إيمان الحكومة المصرية بالدور الفاعل للقطاع الخاص في مسيرة التنمية الاقتصادية، تم اتخاذ كثير من الإجراءات لتمكينه من خلال تنفيذ إصلاحات هيكلية واسعة انعكست بشكل كبير على المؤشرات الاقتصادية، حيث سجل الاقتصاد المصري معدلات نمو بلغت 4.4 في المائة خلال العام المالي 2024 - 2025 مقابل 2.4 في المائة خلال العام المالي 2023 - 2024، مدفوعاً بقطاعات الصناعة، والسياحة، والزراعة والأمن الغذائي، والطاقة، والنقل واللوجيستيات، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهي القطاعات التي تمثل ركيزة أساسية لبناء اقتصاد قوي ومستدام، وتعد نواة للتكامل الصناعي المرجو بين الجانبين المصري والخليجي».

حضر المنتدى جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وماجد عبد الله القصبي، وزير التجارة بالمملكة العربية السعودية، وخليفة عبد الله العجيل، وزير التجارة والصناعة بدولة الكويت، والشيخ فيصل عبد الله الرواس، رئيس اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي، وأحمد الوكيل، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، وبمشاركة عدد من السفراء وكبار المسؤولين الاقتصاديين والتجاريين من دول الخليج الشقيقة، ومجموعة من رجال الأعمال من الجانبين المصري والخليجي.

تنوع الاستثمارات

من جانبه، أكد حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، أن العلاقات الاقتصادية بين مصر ودول الخليج العربي أصبحت خلال السنوات الأخيرة نموذجاً للشراكة القائمة على الثقة والرؤية المشتركة.

وقال الخطيب إن حجم التجارة البينية بين مصر ودول الخليج بلغ ما يقرب من 14 مليار دولار عام 2024، مقارنة بـ9 مليارات دولار عام 2020، وقفزت تدفقات الاستثمارات الخليجية في مصر إلى نحو 41 مليار دولار في 2023 - 2024، لتمثل الحصة الأكبر من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتترجمها مشروعات كبرى، مثل رأس الحكمة بالشراكة مع دولة الإمارات، وعلم الروم مع دولة قطر، إلى جانب توسع الاستثمارات السعودية والكويتية والبحرينية في قطاعات الصناعة والطاقة والخدمات المالية والعقارية.

وزير الاستثمار المصري يلقي كلمته بالمنتدى (مجلس الوزراء المصري)

وأوضح الوزير أن «مصر مهدت الطريق خلال الأعوام الماضية لبناء اقتصاد أكثر قدرة على المنافسة، حيث تم تنفيذ أضخم تطوير للبنية التحتية في تاريخها الحديث، يشمل كلاً من شبكة طرق وموانٍ ومطارات ومدن جديدة ومناطق صناعية واقتصادية... وهذا التطوير يجعل من مصر محوراً طبيعياً للتجارة والاستثمار بين أوروبا وأفريقيا وآسيا».

وأشار الخطيب إلى استهداف خفض التضخم واستعادة الانضباط النقدي، وهو ما أدى إلى تراجع معدل التضخم من 33 في المائة في مارس (آذار) 2024 إلى نحو 11.6 في المائة في يونيو (حزيران) 2025، كما ارتفع الاحتياطي النقدي إلى 50 مليار دولار، وتحول صافي الأصول الأجنبية إلى فائض تجاوز 10 مليارات دولار.

وفي السياسة التجارية، أفاد الخطيب بأنه تم اعتماد نهج أكثر انفتاحاً على الأسواق العالمية، وتنفيذ حزمة إصلاحات أسهمت في خفض زمن وتكلفة الإفراج الجمركي بنسبة 65 في المائة، مع استهداف الوصول إلى نسبة 90 في المائة بنهاية العام، ليصبح متوسط زمن الإفراج يومين فقط، كما تم إلغاء كثير من العوائق غير الجمركية، مما وفّر على الاقتصاد المصري أكثر من مليار ونصف المليار دولار خلال العام الحالي.

وقال الخطيب إن مصر تتمتع اليوم بتكلفة إنتاج تنافسية وقاعدة بشرية ضخمة تضم أكثر من 31 مليون عامل ومهندس وفني، وبنية تحتية متطورة وبها موقع استراتيجي فريد، ما يجعلها مركزاً مثالياً لتوطين الصناعات الخليجية والعربية، مضيفاً أن الدولة تستهدف في المرحلة المقبلة إقامة صناعات مشتركة مصرية خليجية تخدم المنطقة بأكملها، وتشمل الطاقة الجديدة والمتجددة والصناعات الغذائية والهندسية والخدمات اللوجيستية، بما يعزز التكامل الإنتاجي، واندماج الاقتصادات العربية في سلاسل الإمداد العالمية، واستغلال الفرص في ظل اقتصاد عالمي مضطرب وصراعات جيوسياسية متلاحقة، وتحويل التعاون الاقتصادي إلى شراكة إنتاجية مستدامة تخدم مصالح شعوب مصر ودول الخليج الشقيقة.