أكبر صفقة مصرفية منذ عقد: «إتش إس بي سي» يعرض شراء «هانغ سنغ» بـ13.6 مليار دولار

شعار بنك «إتش إس بي سي» على مقره الرئيسي في الحي المالي المركزي في هونغ كونغ (رويترز)
شعار بنك «إتش إس بي سي» على مقره الرئيسي في الحي المالي المركزي في هونغ كونغ (رويترز)
TT

أكبر صفقة مصرفية منذ عقد: «إتش إس بي سي» يعرض شراء «هانغ سنغ» بـ13.6 مليار دولار

شعار بنك «إتش إس بي سي» على مقره الرئيسي في الحي المالي المركزي في هونغ كونغ (رويترز)
شعار بنك «إتش إس بي سي» على مقره الرئيسي في الحي المالي المركزي في هونغ كونغ (رويترز)

أعلن بنك «إتش إس بي سي»، يوم الخميس، عن خطته للاستحواذ الكامل على بنكه التابع في هونغ كونغ «هانغ سنغ بنك»، في صفقة تقدر قيمتها بـ106.1 مليار دولار هونغ كونغ (13.63 مليار دولار أميركي).

تأتي هذه الخطوة بعد تعرض البنك التابع لانتقادات بسبب أدائه وتزايد تعرضه لأسواق العقارات المتعثرة في هونغ كونغ والبر الرئيسي الصيني.

وقدم «إتش إس بي سي» عرضاً لشراء الـ36.5 في المائة من الأسهم التي لا يمتلكها بالفعل في «هانغ سنغ بنك» بسعر 155 دولار هونغ كونغ للسهم الواحد، ما يمنح «هانغ سنغ» تقييماً إجمالياً يبلغ 37 مليار دولار أميركي. يمثل هذا العرض علاوة بنسبة 30.3 في المائة على سعر إغلاق سهم «هانغ سنغ بنك»، يوم الأربعاء.

وعلى الفور، قفز سهم «هانغ سنغ بنك» بنسبة 26.3 في المائة في تداولات منتصف اليوم، لكنه ظل عند 150.3 دولار هونغ كونغ، أي أقل من سعر العرض المقدم. في المقابل، تراجع سهم «إتش إس بي سي» المُدرج في هونغ كونغ بنسبة 6.2 في المائة، متجاوزاً الانخفاض الطفيف الذي سجله مؤشر هانغ سنغ القياسي.

مقر بنك هانغ سنغ وقد فُقدت ألواحه الزجاجية بعد إعصار نيسات في الحي المالي المركزي بهونغ كونغ (رويترز)

مبررات «إتش إس بي سي»

تُعد هذه الصفقة أكبر عملية استحواذ مصرفي في هونغ كونغ منذ أكثر من عقد، وتحديداً منذ استحواذ بنك «أو سي بي سي» على بنك «وينغ هانغ» في عام 2014.

وفي تعليق على الصفقة، أكد الرئيس التنفيذي لـ«إتش إس بي سي»، جورج الحديري، أن هذه الخطوة تُمثل «استثماراً متوسطاً إلى طويل الأجل» في بنك محلي رائد يتمتع بمركز مالي قوي ونسب سيولة ورسملة جيدة جداً. كما أشار إلى أن العرض، الذي سيحافظ على العلامة التجارية المستقلة لـ«هانغ سنغ بنك»، يُمثل استثماراً كبيراً في اقتصاد هونغ كونغ، مؤكداً ثقة «إتش إس بي سي» في مستقبلها كمركز مالي عالمي.

ورغم أن «إتش إس بي سي» قام بسلسلة من التخارجات من أسواق أوروبية وأميركية وآسيوية بعد تولي الحديري قيادة البنك، إلا أن هونغ كونغ برزت كقسم مستقل ومحوري في إعادة الهيكلة العالمية. وأشار الحديري إلى توقعات بـ«مزيد من التبسيط والترشيد» داخل «هانغ سنغ»، والسعي لمواءمة البنكين في مجالات تصنيع المنتجات والشبكات الدولية.

تأثير الصفقة على رأسمال «إتش إس بي سي»

أفاد «إتش إس بي سي» بأن عملية الخصخصة ستؤدي إلى تأثير سلبي بنحو 125 نقطة أساس على نسبة رأس المال المشترك من المستوى الأول (CET1)، التي بلغت 14.6 في المائة في نهاية يونيو (حزيران) الماضي.

ولتعويض هذا التأثير، أكد الحديري أن البنك سيوقف برامج إعادة شراء الأسهم لمدة ثلاثة أرباع تقريباً، متوقعاً استعادة نسبة CET1 إلى النطاق التشغيلي المستهدف (14.0 في المائة إلى 14.5 في المائة) من خلال التوليد العضوي لرأس المال. كما أشار «إتش إس بي سي» إلى أن سعر العرض المعلن هو نهائي وغير قابل للمراجعة.

تدهور القروض العقارية كخلفية للصفقة

تأتي خطوة الخصخصة في وقت يواجه فيه «هانغ سنغ بنك» ضغوطاً مالية متصاعدة. فقد سجل البنك ارتفاعاً في القروض المتعثرة على مدى السنوات القليلة الماضية نتيجة تعرضه المرتفع نسبياً لأسواق العقارات في هونغ كونغ والبر الرئيسي الصيني.

وارتفعت القروض المتعثرة في «هانغ سنغ بنك» إلى 6.7 في المائة من إجمالي قروضه الإجمالية حتى يونيو 2025، ارتفاعاً حاداً من 2.8 في المائة بنهاية عام 2023.

وعند سؤاله عما إذا كانت الخصخصة هي محاولة لإنقاذ البنك التابع نظراً لتفاقم محفظة قروضه، نفى الحديري ذلك بشدة، مؤكداً أنها «ليست حالة إنقاذ على الإطلاق». وأضاف أن البنك ينظر إلى المشكلة على أنها «دورة ائتمانية قصيرة الأجل تتم تسويتها جزئياً وتطبيعها»، مع بقاء نظرته إيجابية للقطاع على المديين المتوسط والطويل.

من جانبها، أكدت هيئة النقد في هونغ كونغ أنها كانت في حوار مع البنكين بشأن الاقتراح، مشيرة إلى أنها تأخذ في الاعتبار مبرر «إتش إس بي سي» بأن الصفقة تمثل استثماراً كبيراً في اقتصاد هونغ كونغ.


مقالات ذات صلة

الأرجنتين تتفاوض مع بنوك للحصول على قرض بقيمة 7 مليارات دولار

الاقتصاد الواجهة القديمة للبنك المركزي الأرجنتيني بعد ترميمها في بوينس آيرس  (رويترز)

الأرجنتين تتفاوض مع بنوك للحصول على قرض بقيمة 7 مليارات دولار

أعلن وزير الاقتصاد الأرجنتيني لويس كابوتو، يوم الأربعاء، أن بلاده تجري مفاوضات مع بنوك للحصول على قرض يصل إلى 7 مليارات دولار.

«الشرق الأوسط» (بوينس آيرس )
الاقتصاد أشخاص يمرون بجوار بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

«بنك إنجلترا» يخفض متطلبات رأس المال لأول مرة منذ الأزمة المالية

خفض «بنك إنجلترا»، الثلاثاء، متطلبات رأس المال التي يتعين على البنوك الاحتفاظ بها، في أول خفض لمتطلبات رأس المال منذ الأزمة المالية العالمية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص رئيس الحكومة اللبناني مجتمعاً مع رئيس وأعضاء جمعية مصارف لبنان (رئاسة الحكومة)

خاص الحكومة اللبنانية تنجز قريباً مشروع قانون «الفجوة» المالية

بلغ مشروع قانون استرداد الودائع مرحلة الصياغة القانونية النهائية بعد جولات طويلة من النقاشات داخل اللجنة الوزارية، التي يرأسها نوّاف سلام.

علي زين الدين (بيروت)
الاقتصاد مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

«المركزي الأوروبي» يحث بنوك اليورو على تعزيز سيولتها لمواجهة ضغوط الدولار

دعا البنك المركزي الأوروبي، يوم الأربعاء، المقرضين في منطقة اليورو الذين لديهم تعاملات كبيرة بالدولار، إلى تعزيز سيولتهم ورفع احتياطياتهم الرأسمالية.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد شعار بنك يو بي إس السويسري في زيوريخ (رويترز)

«يو بي إس» يواجه خسائر محتملة في صناديق الائتمان بسبب إفلاس «فيرست براندز»

ذكرت صحيفة «هاندلسبلات» الألمانية، يوم الأربعاء، نقلاً عن مصادر، أن «يو بي إس» قد يضطر إلى خفض قيمة صناديق الائتمان التي تديرها وحدة صندوق التحوط «أوكونور».

«الشرق الأوسط» (زيوريخ )

الولايات المتحدة تعلن تعليق بعض عقوباتها على شركة نفط روسية

لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
TT

الولايات المتحدة تعلن تعليق بعض عقوباتها على شركة نفط روسية

لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)

أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، تعليق بعض العقوبات التي فرضتها على شركة النفط الروسية العملاقة «لوك أويل»، للسماح لمحطات الوقود في خارج روسيا بمواصلة العمل.

وأكدت وزارة الخزانة الأميركية أن التعامل مع هذه المحطات مجاز به «لتفادي معاقبة» زبائنها ومورّديها، وبشرط ألا يتم تحويل العائدات إلى روسيا. يسري هذا الإعفاء حتى 29 أبريل (نيسان) 2026، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وكانت الولايات المتحدة أضافت في أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، أكبر شركتين لإنتاج النفط في روسيا، «لوك أويل» و«روسنفت»، إلى اللائحة السوداء للكيانات الخاضعة للعقوبات، وهو سجل تتابعه العديد من الدول والشركات.

وتواجه الشركات التي تتعامل مع كيانات روسية، خطر التعرض لعقوبات ثانوية، وهو ما قد يمنعها من التعامل مع البنوك والتجار وشركات النقل والتأمين الأميركية التي تشكل العمود الفقري لسوق السلع الأساسية.

ويأتي إعلان وزارة الخزانة بعد يومين من اجتماع في موسكو بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف، في إطار مساعٍ تجريها واشنطن للتوصل إلى تسوية للحرب في أوكرانيا.


وزير المالية اللبناني: الظرف الصعب لا يسمح بفرض ضرائب بناءً على طلب «صندوق النقد»

جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
TT

وزير المالية اللبناني: الظرف الصعب لا يسمح بفرض ضرائب بناءً على طلب «صندوق النقد»

جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)

كشف وزير المالية اللبناني، ياسين جابر، عن تفاصيل جديدة تتعلق بطلبات «صندوق النقد الدولي»، مؤكداً أن «الصندوق» طلب من لبنان تحقيق فائض في الموازنة العامة إلى جانب فرض مزيد من الضرائب.

وشدد جابر، وفق ما جاء في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية عقب اجتماع مجلس الوزراء، على أن وزارة المالية «لا نية لديها» لتلبية هذه المطالب؛ «تحديداً في هذا التوقيت»، عادّاً أن «الظرف صعب» وأنه لا يتحمل زيادة الأعباء على المواطنين.

وعلى صعيد آخر، قدّم وزير المالية لمحة إيجابية عن الوضع المالي العام في لبنان، وقال إن «الوضع المالي مستقر، وليس هناك عجز، وبدأنا تحقيق الفائض بالليرة اللبنانية».


إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
TT

إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)

انخفض إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز بنسبة 6 في المائة في أول يومين من شهر ديسمبر (كانون الأول)، وفقاً لما ذكره مصدر في قطاع النفط والغاز يوم الخميس، وذلك عقب هجوم أوكراني بطائرة مسيّرة على منشأة تحميل تابعة لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين في البحر الأسود.

وكان خط أنابيب بحر قزوين، الذي ينقل أكثر من 80 في المائة من صادرات كازاخستان النفطية، ويتعامل مع أكثر من 1 في المائة من الإمدادات العالمية، قد علق عملياته يوم السبت بعد تعرض مرساة في المحطة الواقعة بالقرب من ميناء نوفوروسيسك الروسي لأضرار.

واستأنف لاحقاً عمليات الإمداد باستخدام مرساة واحدة (SPM) بدلاً من المرساتين اللتين يستخدمهما عادةً. وتعمل وحدة ثالثة، قيد الصيانة حالياً والتي بدأت قبل الإضرابات، كوحدة احتياطية. وانخفض إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز في أول يومين من ديسمبر إلى 1.9 مليون برميل يومياً، مقارنةً بمتوسط ​​الإنتاج في نوفمبر (تشرين الثاني)، وفقاً للمصدر وحسابات «رويترز».

ويُظهر انخفاض إنتاج النفط تأثير هجوم طائرة من دون طيار تابعة لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين على كازاخستان؛ العضو في «أوبك بلس»، والتي صدّرت نحو 68.6 مليون طن من النفط العام الماضي، وتحتل المرتبة الثانية عشرة بين أكبر منتجي النفط في العالم.

وينقل خط أنابيب بحر قزوين، الذي يبلغ طوله 1500 كيلومتر (930 ميلاً)، النفط الخام من حقول تنجيز وكاراتشاغاناك وكاشاغان في كازاخستان إلى محطة يوزنايا أوزيرييفكا في نوفوروسيسك. والموردون الرئيسيون هم حقول في كازاخستان، كما تحصل على النفط الخام من منتجين روس.

وصرح نائب وزير الطاقة الكازاخستاني، يرلان أكبروف، يوم الخميس، بأن إحدى مراسي شركة النفط والغاز الكازاخستانية (CPC) في محطة البحر الأسود تعمل بكامل طاقتها، ولا توجد أي قيود على نقل النفط.

وأفادت خمسة مصادر في قطاع الطاقة لـ«رويترز» يوم الأربعاء بأن كازاخستان ستُحوّل المزيد من النفط الخام عبر خط أنابيب «باكو-تبليسي-جيهان» في ديسمبر (كانون الأول) بسبب انخفاض طاقة خط أنابيب بحر قزوين.

كما يُصدر المنتجون الكازاخستانيون النفط الخام إلى مينائي نوفوروسيسك وأوست-لوغا الروسيين تحت علامة «كيبكو» التجارية، وإلى ألمانيا عبر خط أنابيب دروجبا، لكن هذه المسارات تُقدّم هوامش ربح أقل، وتعتمد على طاقة شركة «ترانسنفت» الروسية لتشغيل خطوط الأنابيب.

خيارات إعادة توجيه النفط من كازاخستان، وهي دولة غير ساحلية، محدودة نظراً لضغط شبكة خطوط الأنابيب الروسية بعد هجمات متكررة بطائرات من دون طيار على مصافيها ومنشآت التصدير.

وقدّر مصدر آخر في قطاع الطاقة فقدان طاقة تحميل خط أنابيب بحر قزوين عند استخدام خط أنابيب واحد فقط بـ900 ألف طن أسبوعياً.