انتكاسة مبكرة لترمب في جهوده للسيطرة على «الاحتياطي الفيدرالي»

حكم قضائي يمنعه من إقالة ليزا كوك من مجلس المحافظين

الرئيس الأميركي دونالد ترمب وعضوة مجلس الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب وعضوة مجلس الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك (أ.ف.ب)
TT

انتكاسة مبكرة لترمب في جهوده للسيطرة على «الاحتياطي الفيدرالي»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب وعضوة مجلس الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب وعضوة مجلس الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك (أ.ف.ب)

منعت قاضية فيدرالية أميركية الرئيس دونالد ترمب موقتاً من إقالة ليزا كوك من مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، في انتصار قضائي مبكر، ولكن غير نهائي لمسعاها من أجل البقاء في هذا المنصب.

وحظيت هذه القضية باهتمام كبير في واشنطن، حيث باتت استقلالية «الاحتياطي الفيدرالي» على المحك بعدما تحرك ترمب لإقالة كوك الشهر الماضي، بادعاء أنها متورطة في احتيال عقاري قبل توليها منصبها. وتنفي كوك ارتكاب أي مخالفات، ورفعت دعوى قضائية لمنع ترمب من إقالتها.

ويُجيز القانون للرئيس الأميركي إقالة أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي «لسبب وجيه»، وهي عبارة لطالما فُهمت على أنها تعني عدم الكفاءة أو الإهمال في الواجب أو سوء التصرف -لكن التفاصيل لم تُختبر في المحكمة قط. غير أن هذا الحكم الذي أصدرته القاضية جيا كوب يمثل ضربة لجهود إدارة ترمب لفرض سيطرة أكبر على البنك المركزي الذي يحظى تقليدياً باستقلالية، بما في ذلك تحديد أسعار الفائدة. ولطالما سعى الكونغرس إلى عزل «الاحتياطي الفيدرالي» عن السياسة اليومية.

• معيار «السبب»

من شبه المؤكد أن الرئيس ترمب، الذي يطالب بخفض أسعار الفائدة، سيسعى إلى استئناف الحكم بعد هذه الانتكاسة القانونية المبكرة. ويمكن لهذا النزاع أن يصل في نهاية المطاف إلى المحكمة العليا الأميركية، التي أيَّدت حتى الآن عدداً كبيراً من قرارات ترمب، مع أنها أقرت أيضاً بأن هيكل «الاحتياطي الفيدرالي» يختلف عن الهيئات الأخرى التي يُفترض أن تعمل بشكل مستقل عن البيت الأبيض.

وأوضح ترمب أكثر من مرة رغبته في أن يكون البنك المركزي أكثر تجاوباً مع أجندته السياسية، داعياً إلى تخفيضات حادة في أسعار الفائدة لتخفيف تكلفة تمويل العجز المتضخم، ومقترحاً مرشحين يُنظر إليهم على أنهم موالون. وأعلن ترمب الشهر الماضي أنه سيحظى قريباً بأكثرية في مجلس الاحتياطي الفيدرالي المكون من سبعة أعضاء، وهو تحول يمكن أن يمنحه سيطرة أكبر عليه وسلطة تعيين بدلاء لرؤساء الفروع الإقليمية الـ12 لـ«الاحتياطي الفيدرالي»، الذين يسهمون أيضاً في وضع السياسات.

وكتبت القاضية الفيدرالية جيا كوب، أن كوك قدمت أدلة قوية على أن إقالتها من مجلس الاحتياطي الفيدرالي انتهكت القانون. وخلصت إلى أنه في هذه المرحلة التمهيدية، فإن كوك قدمت دليلاً قاطعاً على أن إقالتها نُفِّذت في انتهاك لبند «السبب» في قانون «الاحتياط الفيدرالي»، موضحةً أن معيار «السبب» الذي وضعه «الاحتياطي الفيدرالي» للإقالة ينطبق فقط على سلوك وأداء المحافظ في أثناء توليه منصبه، وليس على أفعاله قبل توليه المنصب. ورجحت أيضاً أن تكون إقالة كوك قد انتهكت حقوقها في الإجراءات القانونية الواجبة، إذ لم تُتح لها فرصة تلقي إشعار بالادعاءات الموجهة إليها أو الرد قبل إقالتها.

• اجتماع مجلس المحافظين

من المقرر أن يجتمع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل. ويرجَّح أن تشارك كوك في الاجتماع بسبب هذا الحكم. ويتوقع محللون أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة.

وأشاد وكيل الدفاع عن كوك، المحامي آبي لويل، بالأمر القضائي. وقال في بيان: «يُقرّ هذا الحكم ويؤكد مجدداً أهمية حماية استقلال (الاحتياطي الفيدرالي) من التدخل السياسي غير القانوني»، مضيفاً أن «السماح للرئيس بإقالة المحافظة كوك بشكل غير قانوني بناءً على ادعاءات غامضة وغير مثبتة من شأنه أن يُعرض استقرار نظامنا المالي للخطر ويقوض سيادة القانون».

في المقابل، قال الناطق باسم البيت الأبيض كوش ديساي إن ترمب أقال ليزا كوك بشكل قانوني لسبب وجيه «نظراً إلى ادعاءات موثوقة عن الاحتيال في الرهن العقاري». وإذ أشار إلى أن الإدارة ستستأنف الحكم، أضاف أنه «لن يكون هذا الحكم هو القول الفصل في هذه المسألة، وستواصل إدارة ترمب العمل على استعادة المساءلة والثقة في (الاحتياطي الفيدرالي)».ويفيد مراقبو «الاحتياطي الفيدرالي» بأنه إذا كان بإمكان الرؤساء تعريف «السبب» كيفما شاءوا، فإن الحماية القانونية التي يوفرها البنك المركزي لن توفر ضمانات حقيقية تُذكر.

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن الخبير الاقتصادي لدى «بلومبرغ إيكونوميكس» ومعهد «بيترسون ديفيد ويلكوكس»، الذي أشرف سابقاً على أبحاث مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أنه «إذا سُمح للرئيس بتحديد معيار السبب من جانب واحد، فإن مظهر حماية التوظيف... سيتحول سراباً». وأضاف: «عملياً، عند هذه النقطة، سيتحول محافظو (الاحتياطي الفيدرالي) إلى موظفين في السلطة التنفيذية حسب رغبتهم».

واتهمت إدارة ترمب كوك بالإدلاء بتصريحات كاذبة في شأن طلبات الرهن العقاري المقدمة عام 2021 والمتعلقة بمنزل في ميشيغان وشقة في جورجيا. وجاءت هذه الطلبات قبل أن يرشحها الرئيس جو بايدن لعضوية «الاحتياطي الفيدرالي».

ولم تردّ كوك على هذه الادعاءات تحديداً، لكنّ وكلاء الدفاع عنها أشاروا في أوراق المحكمة إلى أنها ربما «أخطأت في تسمية» منازلها، وأصروا على أنها لم ترتكب أي احتيال. وفتحت وزارة العدل تحقيقاً جنائياً بشأن احتيال عقاري، في تصعيد حاد لجهود إدارة ترمب لإقالتها من مجلس الإدارة. وأصدر المحققون في الأيام الأخيرة مذكرات استدعاء كجزء من التحقيق.


مقالات ذات صلة

«عدم اليقين» يقود إلى انخفاض حاد في قروض البنوك الصينية الجديدة

الاقتصاد زوار لجناح «وي بنك» في معرض الصين الدولي لخدمات التجارة بالعاصمة بكين (رويترز)

«عدم اليقين» يقود إلى انخفاض حاد في قروض البنوك الصينية الجديدة

انخفضت القروض الجديدة من البنوك الصينية بشكل حاد في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق، مخالفةً توقعات السوق، وسط استمرار ضعف الطلب على الائتمان

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد شعار شركة «بايدو» الصينية (رويترز)

«بايدو» الصينية تكشف عن منتجات ذكاء اصطناعي فائقة

كشفت «بايدو» الصينية يوم الخميس عن نوعين جديدين من أشباه الموصلات للذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد سيدة تمر أمام متجر للإلكترونيات في مدينة شنغهاي الصينية (إ.ب.أ)

«الطاقة الجديدة» تدعم البورصة الصينية قبل بيانات مهمة

ارتفعت الأسهم الصينية قليلاً، يوم الخميس، مدفوعةً بمكاسب أسهم قطاع الطاقة الجديدة، بينما يترقب المستثمرون بيانات اقتصادية رئيسية يوم الجمعة.

الاقتصاد لوح فولاذي متوهج يُنقل في مصنع «ثيسن كروب ستيل» بألمانيا (رويترز)

إنتاج منطقة اليورو الصناعي ينمو بشكل ضعيف في سبتمبر

سجَّل الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو زيادة شهرية بنسبة 0.2 في المائة في سبتمبر (أيلول).

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد أوراق نقدية من اليورو (رويترز)

عوائد السندات الألمانية ترتفع وسط توقعات اقتصادية متقلبة

صعدت عوائد السندات الألمانية يوم الخميس بعد انخفاضها الطفيف في اليوم السابق، في ظل إبقاء البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة دون تغيير.

«الشرق الأوسط» (لندن)

وكالة الطاقة الدولية تتراجع… ورؤية السعودية تنتصر لواقع النفط

وزر الطاقة السعودي مشاركاً في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار»... (الشرق الأوسط)
وزر الطاقة السعودي مشاركاً في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار»... (الشرق الأوسط)
TT

وكالة الطاقة الدولية تتراجع… ورؤية السعودية تنتصر لواقع النفط

وزر الطاقة السعودي مشاركاً في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار»... (الشرق الأوسط)
وزر الطاقة السعودي مشاركاً في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار»... (الشرق الأوسط)

بعد أربع سنوات من الجدل، أعلنت وكالة الطاقة الدولية تراجعاً محورياً عن توقعاتها المتشددة بشأن ذروة النفط، لتؤكد بذلك صحة التحذيرات المتكررة التي أطلقها وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، الذي سبق أن وصف سيناريو الوكالة حول الحياد الكربوني بـ«سيناريو لالا لاند».

فالوكالة أقرت في تقريرها الأخير بأن الطلب العالمي على النفط والغاز يمكن أن يواصل النمو حتى عام 2050، وأن العالم يسير بخطى أبطأ بكثير نحو تحول الطاقة. هذا التقرير شكّل تحوّلاً جديداً في نبرة وكالة الطاقة الدولية التي كانت قد قالت في سبتمبر (أيلول) الماضي، إن ثمة حاجة إلى استثمارات بمليارات الدولارات في مشاريع جديدة للنفط والغاز، وذلك بعد أن تعرّضت سابقاً لانتقادات حادّة عندما اعتبرت أن مثل هذه الاستثمارات تتعارض مع أهداف المناخ، مما دفع مشرّعين جمهوريين إلى مهاجمة الوكالة والمطالبة بوقف تمويلها.

منذ عام 2021، اتخذ الأمير عبد العزيز بن سلمان موقفاً ثابتاً ومتحدياً لتقرير وكالة الطاقة الدولية المطالب بوقف الاستثمارات الجديدة في النفط والغاز. ووصف الوزير هذا السيناريو حينها بأنه «استكمال لسيناريو فيلم لالا لاند» لكونه بعيداً تماماً عن الواقع ولا يستند إلى بيانات حقيقية، محذراً من أن الترويج لهذا «المسار غير الواقعي» سيؤدي حتماً إلى انزلاق العالم إلى أزمة طاقة. وقال للصحافيين في الأول من يونيو (حزيران) 2021 بعد اجتماع وزراء «أوبك بلس»: «أُعبّر عن رأيي بأن هذا جزء ثانٍ لفيلم (لا لا لاند). لماذا عليّ أن آخذه على محمل الجد؟».

ظل وزير الطاقة السعودي متمسكاً برأيه، مؤكداً في عديد من المناسبات أن «الهيدروكربونات موجودة لتبقى»، وأن المملكة ماضية في زيادة طاقتها الإنتاجية، معتبراً أن التحالف الموثوق والفعال، وهو «أوبك بلس»، هو الضامن الرئيسي لاستقرار الأسواق، وليست التكهنات.

وزير الطاقة السعودي خلال اجتماع سابق لـ«أوبك» في فيينا (رويترز)

مبادرات استراتيجية

لم يقتصر موقف الأمير عبد العزيز بن سلمان على وصف سيناريو الحياد الكربوني لوكالة الطاقة الدولية بـ«لالا لاند» فحسب، بل عزَّز رؤيته الواقعية لأسواق الطاقة بمجموعة من المواقف والمبادرات الاستراتيجية التي أكدت ضرورة استمرارية النفط والغاز. فقد أكد مراراً وتكراراً أن دعوات وكالة الطاقة الدولية إلى وقف الاستثمارات الجديدة في النفط والغاز مبنية على التفكير الحالم، مشدداً على أن تطبيق هذه المطالب كان سيؤدي حتماً إلى زعزعة استقرار الأسواق العالمية على نحو خطير وإلى تهديد أمن الطاقة، مشيراً إلى أن مثل هذه السياسات تتجاهل الواقع العملي لنمو الطلب على النفط.

كما انتقد وزير الطاقة السعودي بحدة توجه وكالة الطاقة الدولية، متهماً إياها بالتحول من كونها محللاً حيادياً للطاقة يعتمد على البيانات والحقائق إلى «داعية سياسي» يروِّج لأجندة معينة. وأكد أن هذا التحول هو السبب وراء فشل توقعات الوكالة المتكررة بشأن «ذروة الطلب»، ودعاها إلى العودة إلى الأساسيات التحليلية الموثوقة.

ورغم الضغوط المتنامية للحد من الوقود الأحفوري، وتوقعات الوكالة بوصول الطلب إلى الذروة، أصر عبد العزيز بن سلمان على المضيّ قدماً في خطط السعودية لزيادة طاقتها الإنتاجية من النفط الخام. وقد عبّر عن هذه الاستراتيجية بمقولته الشهيرة إن «الهيدروكربونات موجودة لتبقى» في عام 2023، مشدداً على أن المملكة تهدف إلى أن تكون مورداً عالمياً للطاقة بأقل التكاليف وبجميع أشكالها، بما في ذلك الهيدروجين والطاقات المتجددة، دون التخلي عن مواردها النفطية.

ويضاف إلى كل ذلك أن وزير الطاقة أكد مراراً المسؤولية الحقيقية لتحالف «أوبك بلس» كونه التنظيم الموثوق والفعال الذي يعمل لضمان استقرار الأسواق العالمية وتلبية الطلب الحقيقي للمستهلكين، وليس للتكهنات أو الأهداف الآيديولوجية. ورأى أن التحالف، بقراراته المدروسة، أصبح «ضامناً رئيسياً» لاستقرار أسعار الطاقة، مؤكداً أن القرارات يجب أن تستند إلى حقائق العرض والطلب لا إلى مسارات «غير واقعية».

الناصر يُحذر من نقص الاستثمارات

في سياق متصل بتأكيد الحاجة إلى الاستثمار، كانت تحذيرات الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية»، أمين الناصر، حاضرة بقوة. إذ حذّر من أزمة وشيكة في إمدادات النفط العالمية، ربطاً بينها وبين تراجع الاستثمارات في عمليات الاستكشاف والإنتاج على مدى السنوات العشر الماضية. وأكد أن حجم الإنفاق الحالي على الاستكشاف منخفض للغاية، في وقت يستمر فيه الطلب العالمي على النفط في النمو، محذراً من أن العالم يواجه أزمة إمدادات إذا لم يُستأنف الاستثمار بشكل جدي.

الرئيس التنفيذي لـ«أرامكو» خلال مشاركته في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» بالرياض (أ.ف.ب)

جاء رد منظمة «أوبك» مرحِّباً بتراجع وكالة الطاقة الدولية عن توقعاتها السابقة، وعدّته «مصالحة مع الواقع»، وتأكيداً للرؤية طويلة الأمد التي تتبناها «أوبك». وأكدت أن «هوس الذروة» قد أعاق التحليل السليم ووضع سياسات فعالة في الماضي.

كما أكدت أن هذا التراجع هو المرة الأولى منذ سنوات عديدة التي تعترف فيها الوكالة بأن النفط والغاز «يمكن أن يلعبا دوراً كبيراً في مسارات الطاقة المستقبلية المتطورة»، خصوصاً في سيناريو «السياسات الحالية» الذي أظهر نمو الطلب حتى عام 2050.

كان الأمين العام لمنظمة «أوبك»، هيثم الغيص، قد انتقد وكالة الطاقة الدولية مراراً، قائلاً إنها تروّج لـ«خطابٍ معادٍ للنفط».

الأمين العام لمنظمة «أوبك» هيثم الغيص (أ.ف.ب)

موقف واشنطن

تعرضت الوكالة لضغوط من الولايات المتحدة على خلفية تحولها نحو التركيز على سياسات الطاقة النظيفة، في الوقت الذي يدعو فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب الشركات الأميركية لزيادة التوسع في إنتاج النفط والغاز. في ظل إدارة جو بايدن، توقعت الوكالة أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى ذروته هذا العقد، وقالت إنه لا حاجة إلى مزيد من الاستثمار، وهو ما أثار حفيظة واشنطن بشدة.

وقد وجّه وزير الطاقة الأميركي، كريس رايت، انتقادات حادة إلى توقعات الوكالة بـ«ذروة النفط» قبل عام 2030، واصفاً إياها بأنها «هراء مطلق». وبلغ التهديد ذروته عندما أعلن رايت في يوليو (تموز) الماضي أنه يتعين على الولايات المتحدة فعل أحد أمرين: «إما أن نصلح طريقة عمل وكالة الطاقة الدولية، وإما أن ننسحب»، مفضلاً خيار الإصلاح.

يحمل هذا التهديد وزناً كبيراً، حيث تعد الولايات المتحدة أكبر مساهم في ميزانية الوكالة (بنحو 18 في المائة)، وقد أيَّد هذا الموقف مشرّعون جمهوريون طالبوا بوقف تمويلها.

وزير الطاقة الأميركي خلال زيارته السعودية وإلى جانبه الأمير عبد العزيز بن سلمان (الشرق الأوسط)

كما وجّه رايت اتهاماً أخلاقياً للوكالة، مشيراً إلى أن توقعاتها بوقف الاستثمار في النفط والغاز تجعلها تتبنى موقفاً يجحف بحق المليارات من البشر في الدول النامية.

وأوضح كبير مستشاري وزير الطاقة السعودي سابقاً، الدكتور محمد الصبان، لـ«الشرق الأوسط»، أن تراجع وكالة الطاقة الدولية عن تقاريرها السابقة، وللمرة الأولى، جاء بعد تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقطع حصة واشنطن المالية في الوكالة والانسحاب منها، بعد أن ادّعت أن ذروة الطلب على النفط ستكون في عام 2030، وهو ما أربك الأسواق وأدى إلى انخفاض الاستثمارات في استكشاف مزيد من النفط، والتنبؤ بأزمة عرض عالمي من النفط.

وقال الصبان إن وكالة الطاقة تراجعت وذكرت أن الطلب العالمي على النفط سيستمر لما يقل عن 25 عاماً قادمة، مشيراً إلى أن «المملكة كانت أول من نبّه إلى خطورة مقولة الوكالة على أمن الطاقة، وقاطعت السعودية و(أوبك بلس) الاعتماد على أرقام الوكالة ضمن المصادر المعتمد عليها».

كانت «أوبك» قد أعلنت في عام 2022 التوقف عن استخدام بيانات وكالة الطاقة الدولية لتقييم التزام الدول الأعضاء بحصص الإنتاج. وأبدلت بها شركتي الاستشارات «وود ماكنزي» و«ريستاد إنرجي» كمصادر ثانوية لتقييم مستويات إنتاج النفط الخام للدول الأعضاء.

وأضاف الصبان: «هذا مختصر النقاش حول لعبة الوكالة السياسية ومحاولة تمريرها، بل طالبت (أرامكو) السعودية، وشركات نفط دولية بالتوقف عن استكشاف وإنتاج مزيد من النفط».

وذكر أن الرياض كانت أول من طالبت بعدم الوثوق بالأرقام الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية، كونها تعي الطبيعة السياسية في تقاريرها، وقال إن وزير الطاقة، الأمير عبد العزيز بن سلمان، كان حريصاً في كل مرة على إيصال رسائل مضمونها «أن الوكالة غير موثوقة ولا يمكن الاعتماد عليها، والمملكة طالبت الدول الأعضاء بعدم الاعتماد على هذه التقارير».

تقرير الوكالة

في تقديراتها السنوية لآفاق الطاقة العالمية التي نُشرت يوم الأربعاء، توقعت وكالة الطاقة الدولية في ظل سيناريو السياسات الحالية أن يصل الطلب على النفط إلى 113 مليون برميل يومياً بحلول منتصف القرن بزيادة نحو 13 في المائة عن استهلاك عام 2024. وتوقعت أن يرتفع الطلب العالمي على الطاقة بمقدار 90 إكساغول بحلول عام 2035، بزيادة 15 في المائة عن المستويات الحالية.

وأشار التقرير إلى ارتفاع قرارات الاستثمار النهائية في مشاريع الغاز الطبيعي المسال الجديدة خلال عام 2025. وستبدأ عمليات لنحو 300 مليار متر مكعب من الطاقة التصديرية السنوية الجديدة للغاز الطبيعي المسال بحلول عام 2030 بما يمثل زيادة بواقع 50 في المائة في الإمدادات المتاحة.

شعار وكالة الطاقة الدولية في باريس (رويترز)

وفي ظل سيناريو السياسات الحالية، ستنمو السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال من نحو 560 مليار متر مكعب في عام 2024 إلى 880 مليار متر مكعب في عام 2035 وإلى 1020 مليار متر مكعب في عام 2050، مدفوعة بارتفاع الطلب في قطاع الطاقة الذي يغذيه نمو مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي.

وذكر التقرير أنه من المتوقع أن يصل الاستثمار العالمي في مراكز البيانات إلى 580 مليار دولار في عام 2025، وأشار إلى أنه إذا تحقق ذلك فإنه سيتجاوز مبلغ 540 مليار دولار الذي يتم إنفاقه سنوياً على إمدادات النفط على مستوى العالم.

في الختام، يمثل تغيير وكالة الطاقة نهاية لحقبة «هوس الذروة» وبداية لنهج تحليلي جديد يأمل قطاع الطاقة أن يكون أكثر استناداً إلى حقائق السوق واحتياجات التنمية العالمية.


«عدم اليقين» يقود إلى انخفاض حاد في قروض البنوك الصينية الجديدة

زوار لجناح «وي بنك» في معرض الصين الدولي لخدمات التجارة بالعاصمة بكين (رويترز)
زوار لجناح «وي بنك» في معرض الصين الدولي لخدمات التجارة بالعاصمة بكين (رويترز)
TT

«عدم اليقين» يقود إلى انخفاض حاد في قروض البنوك الصينية الجديدة

زوار لجناح «وي بنك» في معرض الصين الدولي لخدمات التجارة بالعاصمة بكين (رويترز)
زوار لجناح «وي بنك» في معرض الصين الدولي لخدمات التجارة بالعاصمة بكين (رويترز)

انخفضت القروض الجديدة من البنوك الصينية بشكل حاد في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق، مخالفةً توقعات السوق، وسط استمرار ضعف الطلب على الائتمان.

وأفادت حسابات «رويترز»، المستندة إلى بيانات بنك الشعب الصيني (المركزي) يوم الخميس، بأن البنوك منحت 220 مليار يوان (30.89 مليار دولار) قروضاً جديدة الشهر الماضي، بانخفاض عن 1.29 تريليون يوان في سبتمبر (أيلول) الماضي.

وكان المحللون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا أن تصل قروض أكتوبر إلى 500 مليار يوان، وهو ما يطابق المستويات المسجلة قبل عام، مع تلاشي العوامل الموسمية التي أسهمت في تعزيز أرقام سبتمبر.

ولا يقدم البنك المركزي الصيني بيانات شهرية... لكن «رويترز» حسبت رقم أكتوبر بناءً على بيانات البنك المركزي للفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أكتوبر، مقارنةً برقم يناير إلى سبتمبر.

وتخشى الشركات والأسر الصينية من تحمل المزيد من الديون بسبب حالة عدم اليقين الاقتصادي، والركود المطول في قطاع العقارات، وعدم اليقين الناجم عن التوترات التجارية بين بكين وواشنطن. وارتفعت القروض القائمة بنسبة 6.5 في المائة مقارنة بالعام السابق، وهو مستوى منخفض قياسي. وكان الاقتصاديون يتوقعون نمواً بنسبة 6.6 في المائة، وهي وتيرة سبتمبر نفسها.

وأعلن بنك الشعب الصيني أن إجمالي القروض الجديدة باليوان بلغ 14.97 تريليون يوان للأشهر العشرة الأولى من هذا العام.

وانكمشت قروض الأسر، بما في ذلك الرهن العقاري، بمقدار 360.4 مليار يوان في أكتوبر، مقابل زيادة قدرها 389 مليار يوان في سبتمبر، بينما انخفضت قروض الشركات إلى 350 مليار يوان من 1.22 تريليون يوان، وفقاً لحسابات «رويترز» المستندة إلى بيانات البنك المركزي.

كما انكمش نشاط المصانع في الصين للشهر السابع على التوالي في أكتوبر، متأثراً بانخفاض طلبات التصدير الجديدة. وأشار المحللون إلى أن فوائد الأداة المالية الحكومية القائمة على السياسات، والبالغة 500 مليار يوان، والهادفة إلى تعزيز الاستثمار، لم تتحقق بعد.

وفي حين توصلت الصين والولايات المتحدة إلى تمديد هدنة تجارية في أواخر أكتوبر، قال المحللون إن تخفيضات الرسوم الجمركية لن تُقدم سوى دفعة هامشية للاقتصاد الصيني، وإن استمرار الخلافات الاقتصادية والتجارية بين القوتين العظميين أمر لا مفر منه.

وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي الواسع (M2) نما بنسبة 8.2 في المائة في أكتوبر مقارنة بالعام السابق، وهو الأبطأ منذ مايو (أيار)، ولكنه أعلى من توقعات المحللين البالغة 8.1 في المائة في استطلاع أجرته «رويترز». وأظهرت بيانات بنك الشعب الصيني أن المعروض النقدي الأضيق (M1) ارتفع بنسبة 6.2 في المائة على أساس سنوي، مقارنة بـ7.2 في المائة في سبتمبر.

وارتفع إجمالي التمويل الاجتماعي القائم (TSF)، وهو مقياس واسع للائتمان والسيولة في الاقتصاد، بنسبة 8.5 في المائة على أساس سنوي في أكتوبر، متباطئاً من 8.7 في المائة في الشهر السابق، ومسجلاً أدنى مستوى له في سبعة أشهر.

ويشمل تمويل القطاع الخاص أشكالاً من التمويل خارج الميزانية العمومية خارج نظام الإقراض المصرفي التقليدي، مثل الاكتتابات العامة الأولية، والقروض من شركات الائتمان، ومبيعات السندات... بينما بدأ إصدار السندات الحكومية في التراجع بعد بداية قوية لهذا العام.

استقالة مفاجئة

وفي سياق منفصل، أفادت مصادر مطلعة بأن وو تشينغ، رئيس هيئة تنظيم الأوراق المالية الصينية، طلب الموافقة على استقالته، فيما يُعدّ خروجاً مفاجئاً وغير متوقع لرئيس هيئة تنظيمية عُيّن العام الماضي لتحقيق استقرار أسواق الأسهم في البلاد.

وأضافت المصادر أن وو، الذي عُيّن رئيساً لهيئة تنظيم الأوراق المالية الصينية (CSRC) في فبراير (شباط) 2024، أبلغ السلطات المعنية بنيته ترك منصبه لأسباب صحية. ولم يُعرف على الفور ما إذا كانت استقالته قد قُبلت، ومتى سيغادر المنصب، وهو أحد أهم المناصب التنظيمية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وهيئة تنظيم الأوراق المالية الصينية هي وكالة حكومية تخضع مباشرة لسلطة مجلس الدولة (مجلس الوزراء الصيني). وتولى وو، الملقب بـ«جزار السماسرة»، رئاستها بعد حملة قمع طالت شركات الأوراق المالية خلال فترة تنظيمية سابقة. كما جاء ذلك في وقت كانت فيه أسواق الأسهم الصينية تقترب من أضعف مستوياتها في خمس سنوات.

وجاء تعيينه بعد الإقالة المفاجئة لسلفه يي هويمان وسط اضطرابات السوق في أوائل عام 2024. وصرحت هيئة مكافحة الفساد الصينية في سبتمبر الماضي بأن يي يخضع للتحقيق ويُشتبه في ارتكابه انتهاكات خطيرة للانضباط والقانون.

وبعد تولي وو رئاسة هيئة تنظيم الأوراق المالية الصينية، طُرِحت سلسلة من التدخلات السوقية والإجراءات الداعمة، تلتها خطوات في مجال السيولة والحوكمة أسهمت في تحسين معنويات المستثمرين، حيث استأنف المستثمرون العالميون أيضاً شراء الأسهم الصينية المدرجة في بورصتي هونغ كونغ وأوفشور هونغ كونغ.


«بايدو» الصينية تكشف عن منتجات ذكاء اصطناعي فائقة

شعار شركة «بايدو» الصينية (رويترز)
شعار شركة «بايدو» الصينية (رويترز)
TT

«بايدو» الصينية تكشف عن منتجات ذكاء اصطناعي فائقة

شعار شركة «بايدو» الصينية (رويترز)
شعار شركة «بايدو» الصينية (رويترز)

كشفت «بايدو» الصينية يوم الخميس عن نوعين جديدين من أشباه الموصلات للذكاء الاصطناعي، مؤكدةً أن هذه المنتجات قادرة على تزويد الشركات الصينية بقوة حوسبة قوية، ومنخفضة التكلفة، وخاضعة للتحكم المحلي. وأدى تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين إلى فرض قيود على صادرات رقاقات الذكاء الاصطناعي الأميركية المتقدمة إلى الشركات الصينية، مما دفع الكثيرين إلى تطوير معالجاتهم الخاصة، أو البحث عن بدائل محلية.

وأعلنت الشركة في مؤتمر «بايدو» العالمي السنوي للتكنولوجيا أن رقاقة M100، وهي رقاقة تركز على الاستدلال، من المقرر إطلاقها في أوائل عام 2026. أما رقاقة M300، القادرة على التدريب والاستدلال، فمن المقرر إطلاقها في أوائل عام 2027.

ويبني التدريب نماذج الذكاء الاصطناعي من خلال تعلم الأنماط من مجموعات بيانات ضخمة، بينما يستخدم الاستدلال هذه النماذج للتنبؤ، ومعالجة طلبات المستخدمين. وأعلنت شركة «بايدو»، التي تُطوّر رقائق خاصة بها منذ عام 2011، عن منتجين يُسمّيان «العقد الفائقة». وتستفيد هذه المنتجات من قدرات شبكية متقدمة، حيث تربط رقائق متعددة، وتسعى إلى تعويض محدودية أداء كل رقاقة. وقد أصدرت «هواوي» منتجاً مشابهاً يُسمى «كلاود ماتريكس 384»، ويتألف من 384 رقاقة من طراز «أسند 910 سي»، والتي يعتبرها مراقبو الصناعة أقوى من رقاقة GB200 NVL72 من شركة «إنفيديا»، وهي إحدى أكثر منتجات الشركة الأميركية تطوراً على مستوى النظام.

كما أعلنت «هواوي» في سبتمبر (أيلول) أنها ستطلق منتجات «العقد الفائقة» الأكثر قوة في السنوات المقبلة. وسيتوافر معالج «بايدو تيانشي 256»، والذي سيتألف من 256 رقاقة من طراز P800، في النصف الأول من العام المقبل. وسيتم إطلاق إصدار آخر مُحسّن يستخدم 512 رقاقة من هذه الرقاقات في النصف الثاني. وكشفت الشركة أيضاً عن إصدار جديد من نموذجها اللغوي الكبير «إرني»، والذي قالت إنه يتميز ليس فقط بمعالجة النصوص، بل أيضاً بتحليل الصور، والفيديو.

نمو قوي

في سياق منفصل، أعلنت «تينسنت»، أكبر شركة صينية لوسائل التواصل الاجتماعي والألعاب، يوم الخميس، عن نمو في إيراداتها بنسبة 15 في المائة في الربع الثالث، حيث استفادت من الطلب القوي على الألعاب، وتوسع خدماتها القائمة على الذكاء الاصطناعي. وحققت شركة التكنولوجيا، التي تتخذ من شنتشن مقراً لها، إيرادات بلغت 192.9 مليار يوان (27.08 مليار دولار) للأشهر الثلاثة المنتهية في 30 سبتمبر، متجاوزةً متوسط تقديرات المحللين البالغة 188.9 مليار يوان التي جمعتها بورصة لندن للأوراق المالية. وارتفعت إيرادات الألعاب بنسبة 15 في المائة لتصل إلى 42.8 مليار يوان محلياً، وبنسبة 43 في المائة لتصل إلى 20.8 مليار يوان عالمياً.

ويعزى هذا النمو إلى ألعاب مثل «شرف الملوك» و«حارس السلام النخبة»، بالإضافة إلى ألعاب أحدث مثل «قوة دلتا». وارتفعت إيرادات الإعلانات بنسبة 21 في المائة لتصل إلى 36.2 مليار يوان، مدعومةً بالذكاء الاصطناعي الذي حسّن القدرة على الاستهداف.

وبلغ صافي الربح 63.1 مليار يوان، مقارنةً بمتوسط تقديرات المحللين البالغ 57.3 مليار يوان، وفقاً لبيانات بورصة لندن. وتعمل «تينسنت» على زيادة استثماراتها في الذكاء الاصطناعي، إلى جانب شركات منافسة مثل «علي بابا»، بالإضافة إلى شركتي التكنولوجيا الأميركيتين الرائدتين «مايكروسوفت» و«غوغل». وصرحت الشركة بأنها تتوقع أن يصل الإنفاق الرأسمالي المُركز على الذكاء الاصطناعي إلى «معدلات منخفضة جداً» كنسبة مئوية من الإيرادات في عام 2025. وبلغ إجمالي الإنفاق الرأسمالي في الربع الثالث 13 مليار يوان، مُقابل 19.1 مليار يوان في الربع السابق.

ويأتي استثمار «تينسنت» في الذكاء الاصطناعي في ظل تصاعد التوترات التكنولوجية بين الصين والولايات المتحدة، حيث تُصعّب قيود التصدير الأميركية على الشركات الصينية شراء شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة من موردين أجانب مثل «إنفيديا». وكانت «تينسنت» قد صرحت سابقاً بأن مخزونها من شرائح الذكاء الاصطناعي سيحميها من الإجراءات التجارية الأميركية، وأن هناك شرائح بديلة متوفرة محلياً.

وقامت «تينسنت» بدمج الذكاء الاصطناعي عبر منصاتها هذا العام. فقد دمجت نموذج شركة «ديب سيك» الناشئة في تطبيق «وي تشات»، وهو تطبيقها الفائق الذي يستخدمه أكثر من مليار شخص في الصين للمراسلة، والدفع. كما أطلقت الشركة «يوانباو»، وهو روبوت دردشة على غرار «تشات جي بي تي»، ويُصنف من بين أشهر مساعدي الذكاء الاصطناعي في الصين، إلى جانب «دوباو» من «بايت دانس».

كما تعمل «تينسنت» على تطوير قدرات ذكاء اصطناعي خاصة بها. فقد كشفت النقاب عن مُولّد النصوص إلى الصور «هونيوان إيمدج 3.0» في سبتمبر، وأطلقت خدمات تُحوّل النصوص والصور إلى صور ثلاثية الأبعاد.