قادت السعودية أعمال الاجتماع التنفيذي لرؤساء الهيئات التنظيمية، لمناقشة دورها في تشكيل أنظمة رقمية مرنة، وذلك ضمن أعمال الندوة العالمية لمنظمي الاتصالات المقامة حالياً في الرياض، برئاسة نائب وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، محافظ هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية المكلف، المهندس هيثم العوهلي.
وكان فريق العمل العربي للتحضير لمؤتمر المندوبين المفوضين، التابع لجامعة الدول العربية، برئاسة السعودية قد اجتمع، الأحد، بهدف توحيد الجهود وتوافق وجهات النظر ومناقشة القرارات والتوجهات المشتركة، وذلك بالتزامن مع الإعلان عن بدء الأعمال التحضيرية للندوة العالمية لمنظمي الاتصالات التي تستضيفها العاصمة الرياض.
وأكد العوهلي خلال الاجتماع، مساعي المملكة بالتعاون مع الجهات التنظيمية حول العالم إلى بناء منظومة رقمية أكثر ابتكاراً وتعاوناً، والعمل على تحويل التنظيم إلى وسيلة فاعلة لتمكين المجتمعات، وتعزيز الشفافية، وتسريع تبنِّي التقنيات الناشئة، وتعميق التواصل الإقليمي والدولي، وذلك عبر وضع أدلة إرشادية لأفضل الممارسات التنظيمية.
برئاسة معالي المحافظ @halohali، المملكة تقود أعمال الاجتماع التنفيذي لرؤساء الهيئات التنظيمية، لمناقشة دورها في تشكيل أنظمة رقمية مرنة، وذلك ضمن أعمال الندوة العالمية لمنظمي الاتصالات (GSR25).#ITUGSR pic.twitter.com/aTo0qowCYF
— هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية (@CST_KSA) September 1, 2025
وضمن أعمال الندوة، استضافت المملكة أيضاً، أعمال اجتماع شبكة التنظيم الرقمي، بمشاركة قادة الجمعيات التنظيمية الإقليمية، والتي تشكل منصة فريدة للجهات التنظيمية لتبادل الخبرات والمعارف حول المبادرات النوعية بهدف تسريع التحول الرقمي المستدام.
الفرص الاستثمارية
من جهة أخرى، شهدت فعاليات المعرض المصاحب للندوة، مشاركة عدد من الخبراء الدوليين، في إحدى الجلسات لتسليط الضوء على أهمية تعزيز الحوار والبناء للاستفادة من الدبلوماسية التقنية، وتعزيز التعاون في تطوير وتنفيذ السياسات الرقمية.
وقال أستاذ الدبلوماسية الرقمية في «أوكسفورد»، البروفيسور كونيليو بيولا: «ستكون لدينا في المستقبل فجوة رقمية كبيرة بين دول العالم؛ ما يستدعي التعامل معها مبكراً وبحذر شديد، ومحاولة تعزيز مبدأ الثقة لدى الجميع بتوظيف الدبلوماسية الرقمية، خصوصاً عند استخدام البيانات والتعامل مع التقنيات الحديثة والمتسارعة».
بدورها، أوضحت الأمين العام للمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، فاطمة الشيخ، أن الاتفاقيات الدبلوماسية الرقمية تعد فرصة للدول من أجل الانضمام إلى مبادرات متنوعة، تؤدي لإيجاد الحلول الابتكارية ومواجهة التعقيدات الناشئة عن تبنِّي التقنيات الحديثة، وتعزيز وصول الخدمات والحلول الرقمية للجميع.
أما الرئيس التنفيذي لمجلس «سامينا» للاتصالات، بوكار بار، فأكد أن الدبلوماسية الرقمية أداة استراتيجية لبناء الثقة وتوحيد الجهود الدولية، وتسهم في صناعة مستقبل أكثر شمولية وتشاركية، كما تعزز دور القطاع الخاص عبر مشاركته في هندسة التعاون الرقمي وخلق الفرص الاستثمارية وتبادلها.
التنظيم الرقمي
وناقشت جلسة أخرى تحت عنوان «دمج القيم والأخلاقيات في بناء التنظيمات»، سبل تعزيز القيم في التنظيم الرقمي، حيث أفاد مدير إدارة قياس الأثر التشريعي في وزارة الاقتصاد والتخطيط السعودية، عبد العزيز الميمان، أن وجود البيئة التنظيمية التجريبية قد يغير توجهات السوق من خلال تحفيز تبني التقنيات الناشئة لدى رواد الأعمال والمستثمرين؛ ما سيساعد الجهات التنظيمية على اتخاذ أدوارها، وفهم احتياجات المجتمع دون إعاقة التطور التقني أو نمو السوق.
من ناحيتها، ذكرت محلل السياسات للاقتصاد الرقمي، ريبيكا كينغ، أن بناء الأطر التنظيمية يختلف بين الدول، وأن المملكة استطاعت أن تكون مبتكرة في تبنيها تنظيمات للذكاء الاصطناعي، وخدمات تتكيف مع تلك الاختلافات؛ ما أدى لتقديم بيئة رقمية متطورة للمستهلك النهائي.
وأشارت المديرة العامة لمركز الثورة الصناعية الرابعة في السعودية التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، بسمة البحيران، إلى أن تحقيق التوازن بين المعايير الدولية والقيم الثقافية ومبادرات تطوير المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي ينعكس على الشباب، ويعزز القدرات الوطنية؛ ما يجعل هذه التقنية مساهماً في تقديم حلول عملية تعزز الشمولية، وتدعم المشاركة المجتمعية.
وانطلقت أعمال المعرض المصاحب للندوة العالمية لمنظمي الاتصالات الذي تنظمه هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، يوم الأحد، كمنصة لعرض المبادرات والابتكارات التنظيمية واستعراض التقنيات الناشئة، ومشاركة الرؤى المستقبلية التي تقدمها العديد من الجهات الحكومية والخاصة، ويستمر حتى 3 سبتمبر (أيلول)، بمركز الملك عبد العزيز للمؤتمرات بالعاصمة الرياض.

ويشارك في أعمال الندوة أكثر من 190 دولة، وبالشراكة مع الاتحاد الدولي للاتصالات، وتتضمن جلسات رفيعة المستوى تناقش محاور استراتيجية تشمل تعزيز التنظيم الرقمي التعاوني، ودعم الشمولية الرقمية، وبناء الثقة بالبيئة الرقمية، وحماية المستخدمين، وتطوير القدرات البشرية في التقنيات الناشئة، إضافة إلى تحديد أطر تنظيمية لمستقبل رقمي مبتكر ومستدام.
