السعودية وسوريا تبحثان تعزيز التعاون الاقتصادي وفتح آفاق استثمارية جديدة

جانب من اجتماع وزير الاقتصاد والصناعة السوري مع وزير التجارة السعودي (سانا)
جانب من اجتماع وزير الاقتصاد والصناعة السوري مع وزير التجارة السعودي (سانا)
TT

السعودية وسوريا تبحثان تعزيز التعاون الاقتصادي وفتح آفاق استثمارية جديدة

جانب من اجتماع وزير الاقتصاد والصناعة السوري مع وزير التجارة السعودي (سانا)
جانب من اجتماع وزير الاقتصاد والصناعة السوري مع وزير التجارة السعودي (سانا)

ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن وزير الاقتصاد والصناعة السوري الدكتور محمد الشعار بحث مع وزير التجارة السعودي الدكتور ماجد القصبي، سبُل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في الرياض، وتنمية الفرص الاستثمارية المتاحة، وفتح آفاق جديدة للتعاون.

يأتي ذلك امتداداً لتوجيهات الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، الرامية إلى تعميق وتطوير الشراكة بين البلدين، حيث يزور الرياض اليوم الاثنين وفد سوري برئاسة الشعار، وبمشاركة ممثلين عن القطاع الخاص من الجانبين، في إطار زيارة رسمية تعكس حرص البلدين على بناء جسور التعاون الاقتصادي وتعزيز التكامل الإقليمي.

وأكد الجانبان خلال اللقاء على أهمية تعزيز أواصر المحبة والترابط بين البلدين، والعمل المشترك لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، بحسب الوكالة العربية السورية للأنباء.

كما بحث الجانبان فتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات الصناعة والتجارة، بما يسهم في تعزيز الاستثمارات المشتركة وتنمية الاقتصادين السعودي والسوري على حد سواء.

وسيعقد الشعار الثلاثاء اجتماعاً مع وزير الاستثمار السعودي، المهندس خالد الفالح، ضمن برنامج «الطاولة المستديرة»، ويعقب ذلك لقاءٌ مع وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف، على أن يختتم الوفد لقاءاته المقررة ليوم غدٍ بزيارة إلى مقر صندوق الاستثمارات العامة، ولقاء محافظ الصندوق، وفق لـ«سانا».

يشار إلى أن هذه الزيارة تأتي استمراراً لمخرجات المنتدى الاستثماري السعودي-السوري الذي عقد الشهر الماضي برعاية الرئيس السوري أحمد الشرع، بمشاركة أكثر من 100 شركة سعودية و20 جهة حكومية من المملكة، حيث شملت الاتفاقيات الموقعة 47 مشروعاً استثمارياً في قطاعات حيوية، بإجمالي استثمارات يتجاوز 24 مليار ريال تشمل المجالات العقارية، والبنية التحتية، والمالية، والاتصالات وتقنية المعلومات، والطاقة، والصناعة، والسياحة، والتجارة والاستثمار، والصحة، وغيرها.

وتجسد هذه الزيارة حرص المملكة واهتمامها في تعزيز الشراكات الاقتصادية مع الدول الشقيقة في المنطقة، بما يعزز دورها الاستثماري العالمي ويدعم تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة و«رؤية 2030».


مقالات ذات صلة

«إكسون موبيل» ترفع توقعات أرباحها وإنتاجها النفطي حتى 2030

الاقتصاد شعار «إكسون موبيل» في «أديبك» بأبوظبي 3 نوفمبر 2025 (رويترز)

«إكسون موبيل» ترفع توقعات أرباحها وإنتاجها النفطي حتى 2030

أعلنت شركة «إكسون موبيل» يوم الثلاثاء، أنها تستهدف نمواً في الأرباح بقيمة 25 مليار دولار بين 2024 و2030، إضافةً إلى زيادة إنتاج النفط والغاز.

«الشرق الأوسط» (هيوستن )
الاقتصاد عامل بناء في موقع إنشاءات في ميونيخ (رويترز)

أيام العمل الإضافية تقود انتعاش الاقتصاد الألماني في 2026

من المتوقع أن يسجّل الاقتصاد الألماني انتعاشاً مدفوعاً بعوامل مرتبطة بالتقويم في عام 2026.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد محافظ بنك اليابان كازو أويدا في مؤتمر صحافي بمقر البنك وسط العاصمة طوكيو (رويترز)

بنك اليابان: ارتفاع أسعار الفائدة طويلة الأجل «سريع نوعاً ما»

قال محافظ بنك اليابان يوم الثلاثاء، إن البنك يعتزم زيادة شراء السندات الحكومية إذا ارتفعت أسعار الفائدة طويلة الأجل بشكل حاد.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد شعار شركة «مايكروسوفت» في مكاتبها بمدينة إيسي-ليه-مولينو قرب باريس (رويترز)

«مايكروسوفت» تضخ 5.4 مليار دولار في كندا لتعزيز الذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة «مايكروسوفت» يوم الثلاثاء، أنها ستستثمر أكثر من 7.5 مليار دولار كندي (ما يعادل 5.42 مليار دولار أميركي) في كندا خلال العامين المقبلين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد رئيس الوزراء الصيني ومديرو المؤسسات الدولية خلال اجتماع «1+10» في العاصمة بكين (أ.ف.ب)

الصين تحث شركاءها التجاريين على رفض الرسوم الجمركية

حثّ رئيس الوزراء الصيني، لي تشيانغ، يوم الثلاثاء، شركاء الصين التجاريين على رفض تصاعد الحمائية.

«الشرق الأوسط» (بكين)

«أمازون» تعلن استثماراً ضخماً بـ35 مليار دولار في الهند لتعزيز الذكاء الاصطناعي

شعار «أمازون» بالمقر الإداري في ميونيخ (د.ب.أ)
شعار «أمازون» بالمقر الإداري في ميونيخ (د.ب.أ)
TT

«أمازون» تعلن استثماراً ضخماً بـ35 مليار دولار في الهند لتعزيز الذكاء الاصطناعي

شعار «أمازون» بالمقر الإداري في ميونيخ (د.ب.أ)
شعار «أمازون» بالمقر الإداري في ميونيخ (د.ب.أ)

أعلنت شركة «أمازون» العالمية عن خططها لاستثمار ما يزيد على 35 مليار دولار في الهند حتى عام 2030، وذلك لتعزيز التوسع في جميع أعمالها، والتركيز بشكل خاص على 3 محاور استراتيجية: الرقمنة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، ونمو الصادرات الإلكترونية، وخلق فرص العمل.

ويأتي هذا الاستثمار الجديد ليرسخ التزام الشركة التي استثمرت بالفعل ما يقرب من 40 مليار دولار في البنية التحتية والتعويضات للموظفين في الهند حتى الآن، وفق بيان صادر عن «أمازون».

جاء هذا الإعلان خلال الدورة السادسة لـ«قمة سمبهاف» في نيودلهي؛ حيث كشف تقرير الأثر الاقتصادي، الصادر عن «كيستون استراتيجي»، أن «أمازون» باتت أكبر مستثمر أجنبي وممكِّن للصادرات في الهند.

الذكاء الاصطناعي محور التحول الرقمي

سيركز جزء كبير من الاستثمار الجديد على تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة السوق الهندية، بما يتوافق مع الأولويات الوطنية للهند. وتخطط «أمازون» لمبادرة شاملة تهدف إلى تمكين 15 مليون شركة صغيرة من الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى إطلاق برنامج لمحو أمية الذكاء الاصطناعي يستهدف 4 ملايين طالب بحلول عام 2030.

هذا التركيز يعكس طموح الشركة في دمقرطة الوصول إلى هذه التقنية للملايين من الهنود؛ حيث أشار أميت أغاروال، النائب الأول لرئيس الأسواق الناشئة في «أمازون»، إلى أنهم متحمسون للاستمرار في دورهم كعامل محفز لنمو الهند، من خلال دمقرطة الوصول إلى الذكاء الاصطناعي.

التزام بخلق الوظائف ودعم الصادرات

على صعيد خلق الوظائف، تخطط الشركة لتوليد مليون وظيفة إضافية (مباشرة وغير مباشرة وموسمية) بحلول عام 2030. وستنبع هذه الوظائف من التوسع في أعمال «أمازون»، وشبكة التوزيع والشحن والخدمات اللوجستية المتنامية التي تدعم في الوقت نفسه الصناعات الموازية، بما في ذلك التغليف والتصنيع والنقل. ومن شأن هذا الاستثمار أن يعزز الإنجازات السابقة للشركة التي دعمت بالفعل 2.8 مليون وظيفة في الهند عام 2024.

وفيما يتعلق بالتجارة، تهدف «أمازون» إلى مضاعفة الصادرات التراكمية التي تمكنها 4 مرات لتصل إلى 80 مليار دولار بحلول عام 2030، بناءً على نجاحها في تمكين 20 مليار دولار من الصادرات التراكمية، وخدمة أكثر من 12 مليون شركة صغيرة رقمياً حتى الآن.

هذه الاستثمارات في البنية التحتية المادية والرقمية، بما في ذلك مراكز التنفيذ وشبكات النقل ومراكز البيانات والبنية التحتية للدفع الرقمي، تأتي لتسريع التحول الرقمي، ودعم نمو الشركات الصغيرة في جميع أنحاء البلاد، بما يتماشى تماماً مع رؤية الهند المتمثلة في «الاعتماد على الذات» و«الهند المتقدمة».


الإنتاج الصناعي السعودي يسجل قفزة بـ8.9 % في أكتوبر مدعوماً بقطاع التعدين

مصنع تابع لـ«الشركة السعودية العالمية للبتروكيماويات- سبكيم» (الشركة)
مصنع تابع لـ«الشركة السعودية العالمية للبتروكيماويات- سبكيم» (الشركة)
TT

الإنتاج الصناعي السعودي يسجل قفزة بـ8.9 % في أكتوبر مدعوماً بقطاع التعدين

مصنع تابع لـ«الشركة السعودية العالمية للبتروكيماويات- سبكيم» (الشركة)
مصنع تابع لـ«الشركة السعودية العالمية للبتروكيماويات- سبكيم» (الشركة)

أعلنت الهيئة العامة للإحصاء عن نتائجها الأولية للرقم القياسي لكميات الإنتاج الصناعي لشهر أكتوبر (تشرين الأول) 2025، مشيرة إلى تحقيق المؤشر ارتفاعاً قوياً بنسبة 8.9 في المائة خلال الشهر، مقارنة بالشهر المماثل من العام السابق.

ويأتي هذا النمو مدعوماً بالأداء المتميز لأغلب الأنشطة الاقتصادية الرئيسية، وعلى رأسها نشاط التعدين واستغلال المحاجر، وقطاع الصناعة التحويلية، بالإضافة إلى ارتفاع أنشطة إمدادات الكهرباء والغاز والمياه والصرف الصحي.

وعلى أساس شهري، سجل المؤشر العام ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة مقارنة بشهر سبتمبر (أيلول) 2025.

قاطرة التعدين تقود النمو

قاد نشاط التعدين واستغلال المحاجر الذي يمثل وزناً كبيراً في المؤشر العام، موجة النمو، بتسجيله ارتفاعاً سنوياً ملحوظاً بلغت نسبته 11.5 في المائة خلال شهر أكتوبر. ويعود هذا الارتفاع بشكل رئيسي إلى الزيادة الكبيرة في مستوى الإنتاج النفطي بالمملكة؛ حيث وصل الإنتاج إلى 10 ملايين برميل يومياً في أكتوبر، مقابل 8.9 مليون برميل يومياً في أكتوبر من العام السابق.

وعلى الصعيد الشهري، واصل المؤشر الفرعي لنشاط التعدين واستغلال المحاجر تحقيق مكاسب طفيفة، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 0.4 في المائة، مقارنة بشهر سبتمبر 2025.

قفزة الصناعة التحويلية

سجل مؤشر الرقم القياسي الفرعي لنشاط الصناعة التحويلية ارتفاعاً سنوياً قوياً بنسبة 5.5 في المائة، وكان هذا الارتفاع مدعوماً بالزخم الناتج عن أنشطة صنع فحم الكوك والمنتجات النفطية المكررة التي ارتفعت بنسبة 8.0 في المائة، ونشاط صنع المواد الكيميائية والمنتجات الكيميائية الذي سجل نمواً بنسبة 8.1 في المائة على أساس سنوي. أما على مستوى الأداء الشهري، فقد ارتفع المؤشر الفرعي للصناعة التحويلية بنسبة 0.9 في المائة، مدعوماً بالارتفاع في النشاطين ذاتهما؛ حيث سجلت المواد الكيميائية زيادة شهرية بنسبة 2.7 في المائة، والمنتجات النفطية المكررة ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة.

على صعيد الأداء التفصيلي داخل قطاع الصناعة التحويلية، شهدت غالبية الأنشطة نمواً سنوياً، أبرزها صنع الورق ومنتجات الورق بارتفاع 5.6 في المائة، وصنع منتجات المعادن اللافلزية الأخرى بنسبة 4.4 في المائة. ومع ذلك، سجلت بعض الأنشطة تبايناً؛ حيث انخفض نشاط صنع الفلزات القاعدية بنسبة 6.3 في المائة على أساس سنوي، بينما سجل نشاط صنع المنتجات الغذائية انخفاضاً شهرياً حاداً بنسبة 4.9 في المائة، رغم تحقيقه نمواً سنوياً قدره 1.9 في المائة.

المياه والكهرباء تسجلان نمواً سنوياً قوياً

في مؤشرات المرافق والخدمات، سجل الرقم القياسي الفرعي لنشاط إمدادات الكهرباء والغاز والبخار وتكييف الهواء ارتفاعاً سنوياً بنسبة 5.1 في المائة، بينما سجل الرقم القياسي الفرعي لنشاط إمدادات المياه والصرف الصحي وأنشطة إدارة النفايات ومعالجتها ارتفاعاً قوياً بنسبة 8.5 في المائة، مقارنة بشهر أكتوبر من العام السابق. وعلى الرغم من الأداء السنوي القوي، شهد المؤشر الفرعي لنشاط إمدادات الكهرباء والغاز انخفاضاً على أساس شهري بنسبة 5.8 في المائة، في حين ارتفع المؤشر الفرعي لإمدادات المياه والصرف الصحي بنسبة 0.6 في المائة.

وبتحليل الأداء حسب طبيعة الأنشطة الاقتصادية، كان الارتفاع السنوي للمؤشر العام في أكتوبر مدفوعاً بشكل كبير بزيادة الإنتاج النفطي؛ حيث ارتفع مؤشر الرقم القياسي للأنشطة النفطية بنسبة 10.8 في المائة، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق.

كما سجل مؤشر الرقم القياسي للأنشطة غير النفطية ارتفاعاً سنوياً بنسبة 4.4 في المائة. وعند المقارنة على أساس شهري، ارتفع مؤشر الأنشطة النفطية بنسبة 0.6 في المائة، بينما سجل مؤشر الأنشطة غير النفطية انخفاضاً بنسبة 0.3 في المائة مقارنة بشهر سبتمبر.


«الفيدرالي» اليوم: توقعات بخفض 25 نقطة أساس... والرهان على «الخفض التشددي»

مبنى ويليام مكشيسني مارتن جونيور- جزء من مجلس محافظي «الاحتياطي الفيدرالي» (أ.ف.ب)
مبنى ويليام مكشيسني مارتن جونيور- جزء من مجلس محافظي «الاحتياطي الفيدرالي» (أ.ف.ب)
TT

«الفيدرالي» اليوم: توقعات بخفض 25 نقطة أساس... والرهان على «الخفض التشددي»

مبنى ويليام مكشيسني مارتن جونيور- جزء من مجلس محافظي «الاحتياطي الفيدرالي» (أ.ف.ب)
مبنى ويليام مكشيسني مارتن جونيور- جزء من مجلس محافظي «الاحتياطي الفيدرالي» (أ.ف.ب)

يستعد مجلس «الاحتياطي الفيدرالي»، يوم الأربعاء، لإصدار قراره بشأن أسعار الفائدة، وسط توقعات متزايدة باتجاهه إلى خفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس للمرة الثالثة هذا العام. ومع ذلك، من المتوقع أن يكون القرار منقسماً، وأن يرافقه تحذير «تشددي» للأسواق، بضرورة عدم توقع موجة مستمرة من التخفيضات.

«خفض تشددي»

بات مصطلح «خفض تشددي» الكلمة الأكثر تداولاً لوصف النتيجة المحتملة للاجتماع. ويشير هذا التعبير -حسب آلان بليندر- النائب السابق لرئيس «الفيدرالي»، لموقع «ياو فايناناس»، إلى أن التخفيض في سعر الفائدة قد يصاحبه تنويه صريح بعدم وجود نية لمواصلة التخفيضات في الاجتماعات اللاحقة.

ويتوقع محللون أن يؤكد رئيس «الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، في مؤتمره الصحافي، على تباين الآراء داخل اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، مشدداً على أن «الباب لم يُفتح على مصراعيه» لمزيد من التيسير النقدي.

ويراقب المستثمرون من كثب تحديث «مخطط النقاط» الذي يعكس توقعات الأعضاء لأسعار الفائدة المستقبلية، بالإضافة إلى التوقعات الاقتصادية للناتج المحلي الإجمالي، والتضخم، ومعدل البطالة.

رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول في مؤتمره الصحافي الأخير شهر أكتوبر الماضي (أ.ب)

انقسام حاد داخل لجنة السوق المفتوحة

تعكس التوقعات بقرار منقسم، الانقسام الحاد بين صانعي السياسة النقدية؛ إذ يقف أعضاء اللجنة على جبهتين رئيسيتين: فمن ناحية، يرى بعض المسؤولين مثل رئيسة «فيدرالي بوسطن»، سوزان كولينز، ورئيس «فيدرالي كانساس سيتي»، جيف شميد، أنه لا توجد حاجة قوية لخفض الفائدة، مستشهدَين بارتفاع التضخم الذي لا يزال أعلى بنقطة مئوية كاملة من هدف «الفيدرالي» البالغ 2 في المائة. كما أعرب رئيس «فيدرالي شيكاغو»، أوستن غولسبي، عن تحفظه بشأن «المبالغة» في تخفيضات أسعار الفائدة مبكراً.

ومن ناحية أخرى، كانت أبرز مؤشرات التخفيض: إشارة قوية من جون ويليامز، رئيس «فيدرالي نيويورك»، ونائب رئيس لجنة السوق المفتوحة، الذي لمح في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى دعمه لـ«تعديل إضافي في المدى القريب لسعر الفائدة المستهدف» لتقريب السياسة من المستوى «المحايد».

ويرى بعض المراقبين -ومنهم لوريتا ميستر، الرئيسة السابقة لـ«فيدرالي كليفلاند»، أن هذه الإشارة التي غالباً ما تأتي بتأييد باول، قد حسمت الأمر لصالح الخفض.

خفض الفائدة في أكتوبر الماضي

التضخم وسوق العمل: بيانات غير حاسمة

ويواجه «الاحتياطي الفيدرالي» صعوبة في اتخاذ قراره بسبب تأخر البيانات الرسمية الناجم عن الإغلاق الحكومي، إلا أن المؤشرات المتاحة ترسم صورة ضبابية للاقتصاد. فعلى صعيد التضخم، ظل مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (مقياس التضخم المفضل لدى «الفيدرالي») عند 2.8 في المائة في سبتمبر (أيلول)، وهو لا يزال أعلى بكثير من الهدف. ويشعر بليندر بالقلق من أن خفض أسعار الفائدة قد يزيد من خطر ترسيخ التضخم.

أما بالنسبة لسوق العمل، فقد أظهر تقرير الوظائف لشهر سبتمبر انتعاشاً في نمو الوظائف بزيادة 119 ألف وظيفة. وعلى الرغم من التقلبات الأخيرة، فإن «الكتاب البيج» للفيدرالي أظهر دلائل على ضعف في أوائل نوفمبر، بما في ذلك زيادة في التسريح وتجميد التوظيف.

توقعات متضاربة لعام 2026

ما سيحدث في عام 2026 يبقى غير مؤكد، وتتضارب التوقعات بين المحللين بعد قرار اليوم.؛ حيث يتوقع بعض المحللين 3 تخفيضات إضافية في الاجتماعات الثلاثة المقبلة، بناءً على توقعه لضعف سوق العمل وارتفاع معدل البطالة. في المقابل، ترى ميستر أنها ستأخذ نهجاً حذراً في عام 2026، مفضلة رؤية كيفية أداء الاقتصاد قبل أي تحرك، مشيرة إلى أن بعض الضعف في سوق العمل يرجع إلى عوامل هيكلية لا يمكن لخفض الفائدة علاجها.

ومن جهته، يتوقع أديتيا بهاف، الخبير الاقتصادي في «بنك أوف أميركا»، تخفيضين آخرين في يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) القادمين، ولكنه يربط ذلك بالتغيير المتوقع في قيادة «الاحتياطي الفيدرالي»، وليس بضرورة اقتصادية. وبغض النظر عن قرار اليوم، يترقب المستثمرون بشغف المؤتمر الصحافي لجيروم باول، بحثاً عن أي تلميحات حول مسار السياسة النقدية للعام المقبل، ولا سيما أن اللجنة ستكشف عن أحدث توقعاتها الفصلية لعام 2026.