توقيع 47 اتفاقية بقيمة 6.4 مليار دولار في «منتدى الاستثمار السوري السعودي 2025»

TT

توقيع 47 اتفاقية بقيمة 6.4 مليار دولار في «منتدى الاستثمار السوري السعودي 2025»

خلال افتتاح «منتدى الاستثمار السوري السعودي 2025» في دمشق (إكس)
خلال افتتاح «منتدى الاستثمار السوري السعودي 2025» في دمشق (إكس)

شهد «منتدى الاستثمار السوري السعودي 2025» توقيع 47 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة إجمالية نحو 24 مليار ريال (6.4 مليار دولار)، بينما أعلن وزير الاستثمار السعودين خالد الفالح، أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أمر بتأسيس مجلس أعمال سعودي - سوري مشترك، ليجسد بذلك قناعة الجانبين بالدور المحوري للقطاع الخاص في تحقيق الأهداف المشتركة.

جاء ذلك خلال افتتاح «منتدى الاستثمار السوري السعودي 2025»، المنعقد في دمشق بحضور الرئيس السوري أحمد الشرع، بمشاركة واسعة من ممثلي القطاعين العام والخاص في البلدين؛ بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية واستكشاف فرص التعاون الاستثماري المشترك.

الرئيس السوري أحمد الشرع مشاركاً في افتتاح «منتدى الاستثمار السوري السعودي 2025» (إكس)

وكانت العاصمة السورية استقبلت، يوم الأربعاء، وفداً يضم أكثر من 100 شركة من القطاع الخاص و20 جهة حكومية برئاسة وزير الاستثمار، وبناءً على توجيهات ولي العهد، وذلك لـ«تدشين عهد استثماري جديد بين المملكة وسوريا»، بحسب بيان صادر عن وزارة الاستثمار.

وفي كلمة له في افتتاح المنتدى، قال وزير الصناعة السوري نضال الشعار، إن زيارة الوفد السعودي تأتي في وقت بالغ الأهمية. وأكد أن العلاقات الأخوية والتاريخ المشترك بين سوريا والسعودية تُشكِّل أساساً متيناً لانطلاقة جديدة نحو شراكات استراتيجية فعالة، تُسهم في خدمة المصالح العليا للشعبين، وتفتح آفاقاً واسعة للاستثمار والتنمية والتكامل الاقتصادي. وأوضح أن الزيارة الحالية للوفد السعودي تجسِّد روح التعاون العربي، وتعزِّز قيم الأخوة والعمل المشترك، مشيراً إلى أن سوريا تنظر بتفاؤل كبير إلى ما تحمله المرحلة المقبلة من فرص واعدة في مختلف المجالات، لا سيما في ظل التحول الحقيقي الذي تشهده البلاد نحو البناء والنمو والازدهار. ولفت الوزير إلى التزام الحكومة السورية بتعزيز بيئة الاستثمار، وتوفير كل التسهيلات، والدعم اللازم للمستثمرين، مؤكداً على المضي قدماً في دعم هذا المسار لما فيه من تحقيق للمصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة للشعبَين والبلدَين.

مجلس أعمال سعودي – سوري

من جهته، أعلن الفالح أنه في خطوة تعكس حرص المملكة على تطوير الاستثمارات في سوريا، أمر ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بتأسيس مجلس أعمال سعودي – سوري بشكل عاجل، على أن تكون عضوية ورئاسة هذا المجلس على أعلى المستويات من رجال وقادة الأعمال، ليكون بذلك القطاع الخاص السعودي الشريك الأول لسوريا في هذه المرحلة.

وأوضح أنه تم اختيار محمد بن عبد الله أبو نيان ليقود هذا المجلس، ومعه رجال أعمال، و«نتطلع في المرحلة المقبلة أن يكون لهذا المجلس دور كبير في تحقيق كل ما نصبو إليه».

وزير الاستثمار السعودي متحدثاً في افتتاح «منتدى الاستثمار السوري السعودي 2025» (إكس)

وبيَّن أن العلاقات بين المملكة وسوريا ليست وليدة اللحظة، بل هي ممتدة وراسخة منذ أزمنة بعيدة، مشيراً إلى أن المنتدى الاستثماري المنعقد حالياً لا يهدف إلى بناء جسور جديدة بقدر ما هو تعبير عن روابط متجذرة اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً.

مجالات حيوية

وأوضح الفالح أن بلاد الشام وجزيرة العرب شكَّلتا عبر العصور محورَين حيويَّين في منظومة التجارة العالمية، عبر طرق الحرير والبخور والبهارات الممتدة من شرق العالم إلى غربه، مضيفاً أن المملكة وسوريا ظلّتا على مدى العقود الماضية وجهين لعملة اقتصادية واجتماعية وسياسية واحدة، إذ شكّلت سوريا مركزاً مفضلاً للأسر السعودية التي امتهنت التجارة عبر الأجيال.

ونوّه الوزير بأن الزيارة الحالية تعبّر عن حرص المملكة على تطوير علاقاتها مع سوريا، لا سيما في شقيها الاقتصادي والاستثماري، حيث يشهد المنتدى حضور أكثر من 20 جهة حكومية، إلى جانب أكثر من 100 شركة رائدة من القطاع الخاص، منها شركات دولية لها استثمارات ممتدة عبر القارات.

وأكد أن هذه الشركات بصدد الدخول إلى السوق السورية في مجالات حيوية تشمل الطاقة، والصناعة، والبنية التحتية، والعقارات، والخدمات المالية، والصحة، والزراعة، والاتصالات وتقنية المعلومات، والمقاولات، والتعليم، وغيرها.

وأشار الفالح إلى أن السعودية فتحت المجال للقطاع الخاص لزيارة سوريا واستكشاف الفرص الاستثمارية، مبيناً أن كثيراً من المستثمرين السعوديين باتوا يبادرون فعلياً في هذا الاتجاه دون الحاجة إلى توجيه مباشر، ومؤكداً دعم الحكومة لهم وتمكينهم.

توقيع اتفاقات

وفي السياق ذاته، أعلن الفالح توقيع اتفاقات - خلال المنتدى - في قطاع البنية التحتية والتطوير العقاري بقيمة تتجاوز 11 مليار ريال (2.9 مليار دولار)، من بينها إنشاء 3 مصانع جديدة للأسمنت في سوريا بتمويل سعودي؛ تهدف إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي وتأمين المواد الأساسية للبناء.

كما أشار إلى انطلاق تعاون مهم في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات بين وزارة الاتصالات السورية وشركات سعودية كبرى، منها «إس تي سي» و«علم» وغيرهما؛ بهدف تطوير البنية الرقمية، وتعزيز الأمن السيبراني، وبناء أنظمة متقدمة في الذكاء الاصطناعي والبرمجة، وإنشاء أكاديميات تعليمية متخصصة. وتُقدَّر قيمة الاتفاقات في هذا القطاع بنحو 4 مليارات ريال (1.06 مليار دولار).

وفي قطاع الزراعة، أشار الفالح إلى أن سوريا تمتلك إمكانات واعدة، مؤكداً تطلع السعودية للعمل مع الجانب السوري على تطوير مشروعات مشتركة في الزراعة الحديثة، وإنتاج الحبوب والمنتجات العضوية، وسلاسل الإمداد الغذائي، إلى جانب تبادل المعرفة والتقنيات الزراعية، وإقامة مزارع نموذجية وصناعات تحويلية.

أما في قطاع الخدمات المالية، فأوضح الوزير أن المنتدى سيشهد توقيع مذكرة تفاهم بين «مجموعة تداول السعودية» – التي تدير أكبر سوق مالية في الشرق الأوسط – وسوق دمشق للأوراق المالية؛ بهدف تعزيز التعاون في مجالات التقنية المالية، والإدراج المزدوج، وتبادل البيانات، وإطلاق صناديق استثمارية جديدة، ما يُشكّل حافزاً قوياً لجذب رؤوس الأموال نحو السوق السورية.

ولفت إلى أن شركة «بيت الأباء» ستوقع اتفاقية لبناء مشروع عقاري في حمص يتكلف مليارات سعودية عدة.

بعد انتهاء توقيع الاتفاقات (إكس)

تكامل اقتصادي

ولفت وزير الاستثمار السعودي إلى أن قيمة الاستثمارات المباشرة للمستثمرين السوريين في المملكة بلغت نحو 10 مليارات ريال (2.66 مليار دولار)، في دلالة واضحة على التكامل الاقتصادي القائم، والتوجه نحو شراكة استراتيجية تُعزز المصالح المتبادلة بين البلدين.

كما أشاد الفالح بالخطوات الجريئة والإيجابية التي اتخذتها الحكومة السورية لتحسين مناخ الاستثمار، وفي مقدمتها تعديل قانون الاستثمار بتاريخ 24 يونيو (حزيران) من العام الحالي، والذي منح المستثمرين مزيداً من الضمانات والحوافز، وعزز مستويات الشفافية، وأسهم في تسهيل الإجراءات الاستثمارية، ما يهيئ بيئة أكثر جاذبية للاستثمار المحلي والأجنبي.

وأشاد بـ«الإنهاء العاجل لاتفاقية حماية الاستثمار بين السعودية وسوريا، التي ستدخل حيز النفاذ قريباً بسرعة استثنائية».

وختم وزير الاستثمار كلمته بالتأكيد على أن مسيرة التكامل والتعاون التي «نشهد انطلاقتها اليوم، ليست سوى بداية لمستقبل واعد بالخير والنماء والازدهار للبلدين»، وذلك في مختلف المجالات والقطاعات، مشدداً على أن هذه الانطلاقة تحظى بتوجيه ودعم كبيرَين من قيادتَي البلدين. وأعرب عن تطلعه إلى مزيد من هذه الخطوات النوعية والاستثمارات الواعدة في المستقبل القريب.

وبعد هاتين الكلمتين، جرى توقيع الاتفاقات وتبعها عرض للفرص الاستثمارية في سوريا.


مقالات ذات صلة

ألمانيا تدرس إعادة النظر في السياسة التجارية مع الصين

الاقتصاد الحي المالي في فرانكفورت (رويترز)

ألمانيا تدرس إعادة النظر في السياسة التجارية مع الصين

تعتزم الحكومة الائتلافية في ألمانيا مراجعة سياساتها التجارية تجاه الصين، التي تتضمن الطاقة وواردات المواد الخام والاستثمارات الصينية في البنية التحتية الحيوية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
خاص رئيس البنك الآسيوي للتنمية نيكولاي بودغوزوف خلال لقائه مع خالد باوزير وكيل وزارة المالية السعودية على هامش مبادرة مستقبل الاستثمار (حساب بودغوزوف على لينكدإن)

خاص البنك الآسيوي للتنمية لتعزيز الاستثمار الخليجي - الأوراسي

يتطلع الرئيس التنفيذي للبنك الآسيوي للتنمية نيكولاي بودغوزوف إلى بناء الشراكات الاقتصادية وتعزيز ممر الاستثمار الخليجي - الأوراسي.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد ترمب مع وزيري خارجية الكونغو الديمقراطية ورواندا عقب الإعلان عن اتفاق سلام مبدئي في سبتمبر2025 (رويترز)

اتفاق اقتصادي مبدئي بين الكونغو ورواندا في واشنطن

قالت الكونغو ورواندا إنهما توصلتا إلى اتفاق اقتصادي في واشنطن، في وقت يسعى فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتنفيذ اتفاق سلام، وتحفيز الاستثمار الغربي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص الرئيس التنفيذي المكلف في شركة «سوق الكربون الطوعي» فادي سعادة (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 00:49

خاص «سوق الكربون الطوعي» السعودية بين العمالقة: شراكات دولية ترسم مسار الحياد الصفري

أعلنت شركة «سوق الكربون الطوعي» الإقليمية، التي أسسها «صندوق الاستثمارات العامة» و«مجموعة تداول السعودية»، إبرام سلسلة من الاتفاقيات الاستراتيجية الجديدة.

زينب علي (الرياض )
الاقتصاد عدد من المباني السكنية في العاصمة الرياض (واس)

«ستاندرد آند بورز»: الأصول العقارية السعودية تتجاوز 7.5 مليار دولار نهاية 2024

أظهر تقرير صادر عن «ستاندرد آند بورز غلوبال» أن الأصول العقارية السعودية تجاوزت 7.5 مليار دولار بنهاية عام 2024.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الإغلاق الحكومي «يخفي» بيانات التضخم... ويضع قرار «الفيدرالي» على المحك

مبنى مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

الإغلاق الحكومي «يخفي» بيانات التضخم... ويضع قرار «الفيدرالي» على المحك

مبنى مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

أدى الإغلاق المستمر للحكومة الأميركية إلى حجب تقارير اقتصادية شهرية حاسمة، بما في ذلك تقريرا الوظائف، ومؤشر أسعار المستهلك الرئيسي الذي كان مقرراً صدوره الأسبوع المقبل. هذا الضباب الكثيف في البيانات يضع «الاحتياطي الفيدرالي»، المنقسم أصلاً، في موقف حرج، مما يطيل أمد الجدل حول ضرورة خفض آخر لأسعار الفائدة في اجتماع ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

مع عدم توفر الأرقام الرسمية التي تُعلم صانعي السياسات بمسار التضخم وسوق العمل، يزداد حذر مسؤولي «الفيدرالي»، وتتراجع التأكيدات بشأن خفض الفائدة المتوقع في الأسواق.

غياب التقارير يعمّق الأزمة

كان مكتب إحصاءات العمل يستعد للإعلان عن مؤشر أسعار المستهلك لشهر أكتوبر (تشرين الأول) يوم الخميس، إلا أن الإغلاق الحكومي لم يؤخر موعد إصداره فحسب، بل أوقف أيضاً عمليات جمع البيانات الميدانية. ونتيجة لذلك، فمن المرجح بشكل متزايد أن يتخلى المكتب عن إصدار تقرير مؤشر أسعار المستهلك لشهر أكتوبر بالكامل، مما يحرم «الاحتياطي الفيدرالي» من بيانات التضخم الرئيسية. وتفاقم هذا النقص يوم الجمعة، الذي سجَّل الشهر الثاني دون تقرير رسمي للوظائف. ورغم اعتماد «الفيدرالي» على بيانات القطاع الخاص لسد فراغ سوق العمل جزئياً، فإن بدائل بيانات التضخم الحكومية الرسمية تظل أكثر محدودية وأصعب منالاً.

سائقو السيارات ينتظرون في طوابير للحصول على سلال طعام مجانية بمناسبة عيد الشكر خلال فعالية واسعة النطاق لتقديم وجبات ديك رومي من السيارة في ظل إغلاق الحكومة الفيدرالية (أ.ف.ب)

انقسام «الفيدرالي» يزداد

إذا كان عدم اليقين بشأن خفض الفائدة في ديسمبر قد ظهر بوضوح في تصريحات سابقة لرئيس «الفيدرالي»، جيروم باول، الذي وصف النقاش داخل البنك بـ«الخلاف القوي في وجهات النظر»، فإن غياب البيانات زاد هذا الانقسام عمقاً.

مسؤولو «الفيدرالي» حالياً «مشتتون» في تواصلهم، وفقاً لما كتبه أندرو برينر، نائب رئيس «نات أليانس للأوراق المالية»، الذي يرى أن الرسائل الصادرة من الفيدرالي «مربكة»، وفق موقع «إنفستوبيديا». وفي هذا السياق، عبَّر رئيس فرع شيكاغو أوستن غولسبي عن قلقه، قائلاً: «عندما يكون الجو ضبابياً، فلنتوخَّ الحذر ونبطئ قليلاً». وأشار إلى أن نقص البيانات «يجعلني أكثر قلقاً» بشأن خفض معدل الفائدة قريباً، خصوصاً أن بيانات التضخم الرسمية يصعب تعويضها.

على الجانب الآخر، يواصل المحافظ ستيفن ميران الذي خلف المحافظة أدريانا كوغلر، التي قدمت استقالتها بشكل مفاجئ في أغسطس (آب) الماضي، الضغط من أجل اتخاذ إجراء أسرع، عادّاً أن الإبقاء على أسعار فائدة أعلى من اللازم يُشكِّل «مخاطر غير ضرورية» على سوق العمل.

وبدورها، أكدت رئيسة فرع كليفلاند بيث هاماك أن التضخم لا يزال فوق هدف «الفيدرالي»، البالغ 2 في المائة، محذِّرة من أن «أكبر نقص» في تفويض «الفيدرالي» المزدوج لا يزال في جانب التضخم، ودعت إلى «عدم تقديم مزيد من الدعم» للاقتصاد القوي حالياً.

رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند بيث هاماك تتحدث أمام النادي الاقتصادي في نيويورك (رويترز)

الانخفاض متوقع... لكن غير مضمون

رغم التردد الظاهر في تصريحات المسؤولين، فإن أسواق المال لا تزال ترجح خفضاً لأسعار الفائدة في ديسمبر. فبينما يرى محللو «بلومبرغ إيكونوميكس» أن الأرقام التي كان من المتوقع صدورها كانت لتسمح بخفض الفائدة، فإنهم يعترفون بأنه من غير المرجح جمع ومعالجة بيانات أكتوبر ونوفمبر (تشرين الثاني) قبل اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.

في ظل هذا المشهد، يتجه «الفيدرالي» نحو اعتماد نهج «الاجتماع تلو الآخر». فقد أعلن المحافظ فيليب جيفرسون أنه يتمسّك بهذا المبدأ، مشيراً إلى أن هذا «النهج أكثر حكمة بشكل خاص لأنه من غير الواضح كمية البيانات الرسمية التي ستكون لدينا قبل اجتماع ديسمبر». وبينما يحافظ مسؤولو «الفيدرالي» على «عقل متفتح» بشأن قرار ديسمبر، يترقب المستثمرون سلسلة من الظهور العلني للمسؤولين هذا الأسبوع؛ بحثاً عن أي إشارات واضحة وسط هذا الضباب الاقتصادي.


سوق الأسهم السعودية تتراجع 1 % في التداولات المبكرة

مستثمران يراقبان تحركات سهم «أرامكو» في السوق السعودية (رويترز)
مستثمران يراقبان تحركات سهم «أرامكو» في السوق السعودية (رويترز)
TT

سوق الأسهم السعودية تتراجع 1 % في التداولات المبكرة

مستثمران يراقبان تحركات سهم «أرامكو» في السوق السعودية (رويترز)
مستثمران يراقبان تحركات سهم «أرامكو» في السوق السعودية (رويترز)

تراجع مؤشر سوق الأسهم السعودية في التداولات المبكرة لجلسة الأحد بنسبة 1 في المائة، وبمقدار 113.86 نقطة، إلى مستوى 11188.49 نقطة، وبسيولة بلغت قيمتها مليار ريال (266.6 مليون دولار).

وتراجع سهم «أرامكو» الأثقل وزناً في المؤشر بنسبة 0.77 في المائة، إلى 25.64 ريال.

وفي القطاع المصرفي، تراجع سهما «الراجحي» و«الأول» بنسبتَي 0.49 و0.44 في المائة، إلى 102.1 و31.94 ريال على التوالي.

كما انخفض سهم «سابك» بمعدل 1.29 في المائة، إلى 57.25 ريال.

في المقابل، تصدر سهم «صدق» ارتفاعات السوق بنسبة 8.3 في المائة، إلى 19.8 ريال، يليه سهم «رتال» بنسبة 5.3 في المائة، إلى 11.91 ريال.


دفعة «عطلة أكتوبر» تدفع أسعار المستهلك في الصين للنمو بشكل غير متوقع

أشخاص يتسوّقون في سوق رطب في شنغهاي بالصين (رويترز)
أشخاص يتسوّقون في سوق رطب في شنغهاي بالصين (رويترز)
TT

دفعة «عطلة أكتوبر» تدفع أسعار المستهلك في الصين للنمو بشكل غير متوقع

أشخاص يتسوّقون في سوق رطب في شنغهاي بالصين (رويترز)
أشخاص يتسوّقون في سوق رطب في شنغهاي بالصين (رويترز)

تراجعت ضغوط الانكماش في الصين في أكتوبر (تشرين الأول)، وعادت أسعار المستهلكين إلى المنطقة الإيجابية في معظم هذا العام، بدعم من الطلب خلال موسم العطلات، في حين تراجعت أيضاً الانخفاضات في أسعار الجملة.

وأظهرت بيانات المكتب الوطني للإحصاء الصيني، الصادرة يوم الأحد، أن مؤشر أسعار المستهلك لشهر أكتوبر بلغ 0.2 في المائة، مقارنةً بتوقعات المحللين التي أشارت إلى صفر نمو، أو استقرار النمو على أساس سنوي. وكانت قراءة أكتوبر هي الأقوى هذا العام، وأول نمو إيجابي في أسعار المستهلك منذ يونيو (حزيران).

وارتفع التضخم الأساسي (الذي يستثني أسعار الغذاء والوقود المتقلبة) بنسبة 1.2 في المائة على أساس سنوي في أكتوبر، متسارعاً من زيادة 1 في المائة في سبتمبر (أيلول)، ووصل إلى أعلى مستوى له في 20 شهراً.

كما ارتفع مؤشر أسعار المستهلك على أساس شهري بنسبة 0.2 في المائة، مقارنةً بتوقعات المحللين التي أشارت إلى صفر نمو.

وانخفضت أسعار المواد الغذائية، التي كانت تُشكِّل عبئاً على مؤشر أسعار المستهلك في البلاد، بنسبة 2.9 في المائة على أساس سنوي. ومع ذلك، ارتفعت الأسعار بنسبة 0.2 في المائة مقارنة بالشهر السابق.

امرأة ترتدي زياً صينياً تقليدياً تلتقط صوراً في بلدة ووتشين بمدينة تونغشيانغ (رويترز)

وتشير أرقام أسعار أكتوبر إلى أن جهود الحكومة للحدِّ من المنافسة المفرطة قد ساعدت في استقرار الأسعار، إلا أن ضعف الطلب المحلي والتوترات الجيوسياسية لا تزالان تُلقيان بظلالهما على آفاق الأعمال.

وقال شو تيانتشن، كبير الاقتصاديين في وحدة الاستخبارات الاقتصادية: «يظل الطلب ضعيفاً، لكن الانتعاش في مؤشر أسعار المستهلكين يشير إلى أن سياسات جانب العرض تؤتي ثمارها، وأن توازن العرض والطلب في كثير من الصناعات يتحسّن». وأضاف: «الاتجاه المستقبلي للتضخم سيعتمد على مدى تعزيز سياسات جانب الطلب».

في حين قال تشيوي تشانغ، الرئيس وكبير الاقتصاديين في «بينبوينت لإدارة الأصول»: «من السابق لأوانه استنتاج أن الانكماش قد انتهى. نحتاج إلى الانتظار لبضعة أشهر أخرى من البيانات للحُكم على ما إذا كانت ديناميكية الانكماش قد تغيّرت بشكل جوهري».

من جهته، قال دونغ ليغوان، كبير الإحصائيين في قسم المناطق الحضرية بالمكتب الوطني للإحصاء، في بيان: «في أكتوبر، استمرّت السياسات الرامية إلى توسيع الطلب المحلي في إحداث تأثيرها، إلى جانب الدعم من عطلة اليوم الوطني، ومهرجان منتصف الخريف».

مؤشر أسعار المنتجين

وتراجع مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 2.1 في المائة في أكتوبر مقارنة بالعام السابق، مقابل توقعات بانخفاض بنسبة 2.2 في المائة في استطلاع أجرته «رويترز» لخبراء الاقتصاد. وظلَّ المؤشر سلبياً منذ أكتوبر 2022، وكان قد انخفض بنسبة 2.3 في المائة في سبتمبر.

وقال ليغوان إن إدارة القدرات الإنتاجية في الصناعات الرئيسية قد ضيّقت من انخفاض أسعار المنتجين على أساس سنوي. فقد تضيق انخفاض الأسعار في تعدين وغسل الفحم بمقدار 1.2 نقطة مئوية، وفي تصنيع معدات الطاقة الشمسية (الكهرضوئية) والبطاريات والسيارات بمقدار 1.4 و 1.3 و0.7 نقطة مئوية على التوالي.

شخصان يرميان الحجارة في بحيرة بحديقة شوقانغ ببكين (إ.ب.أ)

استمرار الضغوط الانكماشية

تباطأ نمو الاقتصاد الصيني إلى أضعف مستوى له في عام خلال الرُّبع الثالث، وظلَّ معدل بطالة الشباب مرتفعاً على الرغم من تراجعه في سبتمبر.

وامتنع صانعو السياسات عن تبني حزمة تحفيز قوية هذا العام، حيث أبقى البنك المركزي على أسعار الفائدة ثابتة لمدة 5 أشهر، ويعود ذلك جزئياً إلى مرونة الصادرات بعد هدنة تجارية مع الولايات المتحدة.

ومؤخراً، كشفت الصين عن بعض إجراءات الدعم المالي وشبه المالي، لكن المحللين لا يزالون منقسمين حول ما إذا كان البنك المركزي سيطبق مزيداً من إجراءات التيسير، مثل خفض أسعار الفائدة، بحلول نهاية العام.

وفي الشهر الماضي، قال المخطط الحكومي الصيني إن مبلغ 500 مليار يوان (70 مليار دولار) من الأدوات المالية الجديدة القائمة على السياسات قد تم تخصيصه بالكامل، كما خصصت الصين 200 مليار يوان من السندات الحكومية المحلية الخاصة لدعم الاستثمار في بعض المقاطعات.

ويشير استطلاع أجرته «رويترز» في أكتوبر إلى أن تضخم أسعار المستهلكين في الصين سيظل ثابتاً هذا العام، وهو أقل بكثير من هدف الحكومة البالغ نحو 2 في المائة.

التوجه المستقبلي للاقتصاد الصيني

تتجه الصين نحو تحقيق هدف الحكومة لنمو يبلغ نحو 5 في المائة هذا العام، لكن انكماش أسعار المنتجين، إلى جانب نشاط المصانع الهادئ، والانكماش المتوقع في الصادرات في أكتوبر، أمور تشير إلى تراجع زخم النمو.

وأشار القادة الصينيون إلى تحول أكبر نحو دعم الاستهلاك خلال السنوات الـ5 المقبلة، حيث كشف ضيق مجال الاستثمار والتوترات التجارية عن نقاط ضعف، على الرغم من أن الإجراءات قد تستغرق وقتاً طويلاً لتحقيق نتائج.