العقود الآجلة الأميركية ترتفع مع ترقب رد إيران وهدوء النفط

متداول يعمل في بورصة نيويورك (رويترز)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

العقود الآجلة الأميركية ترتفع مع ترقب رد إيران وهدوء النفط

متداول يعمل في بورصة نيويورك (رويترز)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (رويترز)

ارتفعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية يوم الاثنين، مدعومةً بتراجع أسعار النفط عن مكاسبها الحادة وسط ترقب المستثمرين للرد الإيراني المحتمل على الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية خلال عطلة نهاية الأسبوع، في تصعيد يُنذر بمزيد من التوترات الجيوسياسية.

وسجّلت العقود الآجلة لمؤشر «داو جونز» ارتفاعاً بنسبة 0.09 في المائة، ومؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.23 في المائة، ومؤشر «ناسداك 100» بنسبة 0.28 في المائة بحلول الساعة 05:15 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

وبينما لامست أسعار النفط ذروتها في خمسة أشهر وسط تصاعد المخاوف من إغلاق محتمل لمضيق هرمز -أحد أهم ممرات الطاقة العالمية- استقرت العقود الآجلة لخام برنت عند نحو 77.06 دولار للبرميل عند الساعة 05:49 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة.

جاء هذا الهدوء النسبي في أسعار الطاقة ليعزز أسهم شركات النفط والدفاع. فقد ارتفعت أسهم «شيفرون» بنسبة 0.8 في المائة، و«إكسون موبيل» 1.1 في المائة. كما صعدت أسهم شركات الصناعات الدفاعية، إذ ارتفعت «لوكهيد مارتن» 0.8 في المائة، و«آر تي إكس كوربوريشن» 0.9 في المائة، و«نورثروب غرومان» 1.2 في المائة.

وقال ريتشارد هانتر، رئيس الأسواق في «إنتراكتيف إنفستور»، في مذكرة: «المزاج العام في الأسواق يتسم بالتوتر، لا الصدمة، بينما يترقب المستثمرون تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط».

وتُضاف هذه التوترات الجيوسياسية إلى ضغوط تضخمية قائمة، لا سيما مع تقلب أسعار النفط وتداعيات التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب، قبل انتهاء فترة التهدئة البالغة 90 يوماً.

وفي أسواق الأسهم الفردية، ارتفعت أسهم «تسلا» بنسبة 1.6 في المائة، بعدما أطلقت الشركة أول تجربة لسيارات أجرة ذاتية القيادة في ولاية تكساس، حيث نقلت ركاباً من دون سائقين مقابل أجرة لأول مرة.

في المقابل، تراجعت أسهم شركات الطيران، حيث سجلت «دلتا إيرلاينز»، و«ساوث ويست»، و«يونايتد»، و«أميركان إيرلاينز» خسائر تراوحت بين 0.3 في المائة و0.8 في المائة.

يأتي هذا الأداء بعد موجة صعود قوية للأسهم في الشهر الماضي دفعت المؤشرات نحو مستويات قياسية، إلا أن الزخم الاستثماري تراجع تحت وطأة التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل. ولا يزال مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» منخفضاً بنحو 3 في المائة عن ذروته التاريخية.

ويترقب المستثمرون هذا الأسبوع صدور بيانات أولية لمؤشر مديري المشتريات لشهر يونيو (حزيران)، وبيانات مبيعات المنازل القائمة لشهر مايو (أيار) في وقت لاحق من اليوم.

كما يترقب المتابعون تصريحات مرتقبة اليوم لعدد من مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي»، من بينهم كريستوفر والر، وأوستن غولسبي، وماري دالي.


مقالات ذات صلة

رسوم ترمب تربك الأسواق العالمية ومخاوف من تصاعد التضخم وتقلبات جديدة

الاقتصاد حاوية محملة على سفينة شحن أثناء رسوها بميناء هاي فونغ في فيتنام التي وقعت مؤخراً اتفاقية مع الولايات المتحدة (رويترز)

رسوم ترمب تربك الأسواق العالمية ومخاوف من تصاعد التضخم وتقلبات جديدة

تتسارع التطورات في المشهد التجاري العالمي، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن خطة لإعادة فرض الرسوم الجمركية الأساسية بنسبة 10% على الواردات.

مساعد الزياني (الرياض)
الاقتصاد شاشة تعرض شعار شركة «غولدمان ساكس» على أرضية بورصة نيويورك (رويترز)

«غولدمان ساكس» يخفّض توقعاته لعوائد السندات الأميركية

خفّض بنك الاستثمار الأميركي «غولدمان ساكس» توقعاته لعوائد سندات الخزانة الأميركية، مشيراً إلى احتمال قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد دونالد ترمب يلوح بيده خلال احتفالية «تحية لأميركا» في أرض المعارض بولاية أيوا (أ.ف.ب)

واشنطن تبدأ الجمعة تحديد رسوم جمركية للدول عبر رسائل رسمية

قال الرئيس دونالد ترمب إن واشنطن ستبدأ يوم الجمعة في إرسال رسائل إلى الدول تحدد فيها معدلات الرسوم الجمركية التي ستُطبّق على وارداتها إلى الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد أشخاص يتناولون الطعام في مطعم بمدينة نيويورك (رويترز)

قطاع الخدمات الأميركي ينتعش في يونيو

شهد نشاط قطاع الخدمات الأميركي انتعاشاً في يونيو بدعم من ارتفاع الطلبات، غير أن التوظيف تراجع، للمرة الثالثة، خلال العام.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداول يعمل في بورصة نيويورك (رويترز)

«وول ستريت» ترتفع لمستويات قياسية مع بيانات وظائف أقوى من التوقعات

صعدت الأسهم الأميركية بشكل ملحوظ، الخميس، مسجلة مستويات قياسية جديدة، بعد أن أظهرت تقارير أن سوق العمل في الولايات المتحدة أقوى مما كانت تتوقع «وول ستريت».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«بريكس» ترى واقعاً جديداً متعدد الأقطاب هي تمثله... وترمب يهددها

قمة مجموعة «بريكس» بحضور رؤساء دول وحكومات في ريو دي جانيرو البرازيل الاثنين (أ.ب)
قمة مجموعة «بريكس» بحضور رؤساء دول وحكومات في ريو دي جانيرو البرازيل الاثنين (أ.ب)
TT

«بريكس» ترى واقعاً جديداً متعدد الأقطاب هي تمثله... وترمب يهددها

قمة مجموعة «بريكس» بحضور رؤساء دول وحكومات في ريو دي جانيرو البرازيل الاثنين (أ.ب)
قمة مجموعة «بريكس» بحضور رؤساء دول وحكومات في ريو دي جانيرو البرازيل الاثنين (أ.ب)

صرحت «بريكس» لأول مرة وبشكل علني، بأن سياسة القطب الواحد في العالم انتهت، وأنها ستحل محل القطب الثاني.

وفي تصريحات للرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، خلال فعاليات القمة الـ17 لمجموعة «بريكس»، في ريو دي جانيرو، سلطت الضوء على فشل الحروب التي قادتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، أكد: «إذا لم تعكس إدارة الشؤون الدولية الواقع الجديد متعدد الأقطاب في القرن الحادي والعشرين فإن الأمر متروك لمجموعة (بريكس) للمساعدة في تحديثها».

وأبدت أكثر من 30 دولة اهتمامها بالمشاركة في «بريكس» بالعضوية الكاملة أو الشراكة.

لكنّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قال إن بلاده ستفرض رسوماً جمركية إضافية بنسبة 10 في المائة على أي دولة تتبنى سياسات مجموعة بريكس «المعادية لأميركا».

وفي ظل الانقسامات التي تعاني منها تكتلات اقتصادية مثل مجموعة الدول السبع ومجموعة العشرين، ونهج الرئيس ترمب «أميركا أولاً»، تُقدم مجموعة «بريكس» نفسها على أنها ملاذ للدبلوماسية متعددة الأطراف في خضم الصراعات العنيفة والحروب التجارية.

وخلال كلمته الافتتاحية لقمة «بريكس»، شبَّه رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، التجمع بحركة عدم الانحياز خلال الحرب الباردة وهي مجموعة من الدول النامية التي رفضت الانضمام رسمياً إلى أيٍّ من طرفي النظام العالمي المنقسم.

رؤساء الدول المشاركين بقمة «بريكس» في البرازيل (أ.ف.ب)

وقال لولا لزعماء المجموعة: «بريكس هي وريثة حركة عدم الانحياز... وفي ظل المخاطر التي تحيق بالتعددية، أصبحت استقلاليتنا مهددة مرة أخرى».

وفي بيان مشترك صدر مساء الأحد، حذرت «بريكس» من أن زيادة الرسوم الجمركية تهدد التجارة العالمية، مواصلةً بذلك انتقادها المبطن سياسات ترمب المتعلقة بالرسوم الجمركية.

وبعد ساعات، حذر ترمب من أنه سيعاقب الدول التي تسعى لأن تحذو حذو المجموعة.

وقال ترمب في منشور على «تروث سوشيال»: «أي دولة تنحاز إلى سياسات (بريكس) المعادية لأميركا ستُفرض عليها رسوم جمركية إضافية بنسبة عشرة في المائة. لن تكون هناك أي استثناءات لهذه السياسات. شكراً لانتباهكم لهذا الأمر!».

وأشار لولا في تصريحات أدلى بها، السبت، إلى أن دول «بريكس» تمثل الآن ما يزيد على نصف سكان العالم و40 في المائة من الناتج الاقتصادي العالمي، محذراً في الوقت نفسه من ازدياد سياسات الحماية التجارية.

وفي أول قمة لها عام 2009، ضمت مجموعة «بريكس» البرازيل وروسيا والهند والصين، قبل أن تنضم إليها جنوب أفريقيا لاحقاً. وفي العام الماضي ضمَّت مصر وإثيوبيا وإندونيسيا وإيران والإمارات كأعضاء.

نفوذ وتعقيدات متزايدة

وأضاف توسع «بريكس» ثقلاً للمجموعة التي تطمح إلى التحدث باسم الدول النامية في نصف الكرة الجنوبي، مما عزَّز الدعوات لإصلاح مؤسسات عالمية مثل مجلس الأمن وصندوق النقد الدولي.

وبدأ زعماء مجموعة «بريكس» للدول النامية قمة في البرازيل الأحد، استمرت حتى الاثنين.

وعبَّرت «بريكس» عن دعمها لانضمام إثيوبيا وإيران إلى منظمة التجارة العالمية التي دعتها المجموعة إلى استعادة قدرتها على حل النزاعات التجارية سريعاً.

وأيَّد القادة في البيان خططاً لتجريب مبادرة «ضمانات (بريكس) متعددة الأطراف» في بنك التنمية الجديد التابع للمجموعة بهدف خفض تكاليف التمويل وتعزيز الاستثمار في الدول الأعضاء. وكانت «رويترز» أول من أورد هذا الخبر الأسبوع الماضي.

وفي بيان منفصل عقب مناقشة الذكاء الاصطناعي، دعا الزعماء إلى توفير الحماية من الاستخدام غير المصرح به للذكاء الاصطناعي لتجنب الجمع المفرط للبيانات والسماح بآليات عادلة للرواتب والأجور.

حضور سعودي

نيابةً عن الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وصل الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية، الاثنين، إلى مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية؛ ليرأس وفد المملكة في القمة السابعة عشرة لمجموعة «بريكس» 2025، وذلك بصفتها دولة مدعوّة للانضمام إلى المجموعة.

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الروسي سيرغي لافروف خلال حضورهما قمة «بريكس»... (أ.ف.ب)

وشارك وزير الخارجية في أعمال اليوم الثاني من الاجتماع، الذي حضرته الدول الشريكة والدول المدعوة من الرئاسة والمنظمات الدولية، وناقش جهود التنمية الدولية، بما فيها قضايا المناخ ومحاربة تفشي الأوبئة والأمراض.

انطلقت القمة الـ17، الأحد وتستمر الاثنين، على مستوى القادة لدول «بريكس»، التي تضم حالياً 11 دولة، بعد توسعها الأخير، في ريو دي جانيرو بالبرازيل.

تأتي أهمية القمة في عالمٍ يزداد فيه الانقسام، وسط اضطرابات اقتصادية ضربت سلاسل التوريد العالمية، جراء رسوم جمركية أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي حذَّر «بريكس»، بشكلٍ علني، من تبنّي عُملة موحدة والتخلي عن الدولار.