الأسواق الخليجية تستهل جلساتها على تراجع وسط تصاعد الصراع الإقليمي

رجل يراقب شاشة التداول في «بورصة الكويت»... (أ.ف.ب)
رجل يراقب شاشة التداول في «بورصة الكويت»... (أ.ف.ب)
TT

الأسواق الخليجية تستهل جلساتها على تراجع وسط تصاعد الصراع الإقليمي

رجل يراقب شاشة التداول في «بورصة الكويت»... (أ.ف.ب)
رجل يراقب شاشة التداول في «بورصة الكويت»... (أ.ف.ب)

تراجعت مؤشرات الأسواق الخليجية الكبرى في تعاملات يوم الخميس، وسط حالة من الحذر والترقب في أوساط المستثمرين، على وقع التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، ومخاوف من انخراط الولايات المتحدة في النزاع القائم.

وجاءت هذه التراجعات عقب قصف إسرائيلي استهدف منشأة نووية إيرانية، وردّ إيراني تمثل في إطلاق صواريخ طالت مستشفى داخل الأراضي الإسرائيلية. وترافق ذلك مع حالة من الغموض بشأن موقف الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بشأن إمكانية انضمام واشنطن إلى الهجمات الهادفة إلى ضرب البنية النووية الإيرانية.

وفي السوق السعودية، تراجع المؤشر العام بنسبة 0.2 في المائة، متأثراً بهبوط سهم «مصرف الراجحي» بـ0.4 في المائة، وسهم «أرامكو» بنسبة 0.6 في المائة، وسط توقعات بتسجيل المؤشر أكبر خسارة أسبوعية له منذ أكثر من شهرين.

في المقابل، خالف سهم شركة «طيران ناس» الاتجاه العام، مرتفعاً بنسبة 3 في المائة ليصل إلى 79.60 ريال، بعد تراجعه بأكثر من 3 في المائة خلال أولى جلساته يوم الأربعاء.

ويُعد الاكتتاب في «طيران ناس» أول طرح عام أولي لشركة طيران خليجية منذ نحو عقدين، وجرى تسعير السهم عند الحد الأعلى للنطاق البالغ 80 ريالاً.

وفي دبي، تراجع المؤشر الرئيس بنسبة 1.3 في المائة، بضغط من هبوط سهم «إعمار العقارية» بـ2.4 في المائة، وسهم «بنك دبي الإسلامي» باثنين في المائة، بينما سجل سهم «العربية للطيران» انخفاضاً بنحو 1.6 في المائة.

أما في أبوظبي، فسجل المؤشر تراجعاً طفيفاً بلغ 0.1 في المائة، عقب قرار «مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)» تثبيت أسعار الفائدة، مع التلميح إلى إمكانية خفضها مرتين خلال العام الحالي، وهي قرارات تؤثر بشكل مباشر على السياسة النقدية في دول الخليج المرتبطة عملاتها بالدولار الأميركي.

وفي قطر، تراجع المؤشر العام بنسبة 0.8 في المائة، متأثراً بانخفاض سهم «مصرف قطر الإسلامي» بنسبة 1.6 في المائة.


مقالات ذات صلة

الأسهم الأوروبية ترتفع بدعم من نتائج أرباح الشركات

الاقتصاد رسم بياني لمؤشر أسعار الأسهم الألمانية «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)

الأسهم الأوروبية ترتفع بدعم من نتائج أرباح الشركات

ارتفعت الأسهم الأوروبية يوم الجمعة، متجهة نحو تحقيق مكاسب أسبوعية محدودة، مع تركيز المستثمرين على نتائج أرباح الشركات بحثًا عن دلائل على تأثير الرسوم الجمركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متداولون أمام شاشة تعرض مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار مقابل الوون في مقر بنك هانا بسيول (أ.ب)

ارتفاع الأسهم الآسيوية بدعم من «وول ستريت» وأرباح شركات التكنولوجيا

ارتفعت معظم الأسواق الآسيوية يوم الجمعة، مقتفية أثر «وول ستريت» التي سجلت مستويات قياسية جديدة، بعد صدور بيانات اقتصادية قوية.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
الاقتصاد متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)

«وول ستريت» تستقر قرب مستويات قياسية

استقرت «وول ستريت» قرب أعلى مستوياتها الخميس مدعومة بتحديثات اقتصادية فاقت التوقعات وسط تقارير أرباح متباينة لشركات أميركية كبرى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد رسم بياني لمؤشر أسعار الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)

الأسهم الأوروبية ترتفع بعد 4 جلسات من الخسائر

ارتفعت الأسهم الأوروبية يوم الخميس بعد أربع جلسات متتالية من الخسائر، مدفوعة بنتائج فصلية قوية من شركة «إيه بي بي» السويسرية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رجل يحمل حزمة عملات من الدولار الأميركي واليوان الصيني في محل صرافة في العاصمة الإندونيسية جاكارتا (أ.ف.ب)

الصين تُطلق أول صندوق نقدي لليوان الرقمي المستقر في العالم

أطلقت شركة إدارة أصول صينية كبرى أول صندوق نقدي مُرمّز باليوان في العالم

«الشرق الأوسط» (بكين)

«نحن بمفردنا»... أفريقيا تبحث عن حلول لمواجهة تبعات الرسوم الجمركية

وامكيلي ميني الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (حسابه عبر منصة إكس)
وامكيلي ميني الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (حسابه عبر منصة إكس)
TT

«نحن بمفردنا»... أفريقيا تبحث عن حلول لمواجهة تبعات الرسوم الجمركية

وامكيلي ميني الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (حسابه عبر منصة إكس)
وامكيلي ميني الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (حسابه عبر منصة إكس)

يضغط قادة أفارقة لتسريع تنفيذ اتفاق على مستوى القارة لتعزيز التجارة، مع تزايد المخاوف بشأن تبعات الرسوم الجمركية الأميركية، بما في ذلك فرض رسوم بنسب تصل إلى 50 في المائة، مثل تلك المفروضة على ليسوتو، مما يهدد بالقضاء على قطاعات بأكملها ويؤثر سلباً على النمو الاقتصادي.

وصدقت 49 دولة وأطلقت رسمياً التجارة في 2021 بموجب اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية لتوحيد شعوب دول القارة البالغ عددهم نحو 1.4 مليار نسمة في سوق موحدة.

لكن تحقق الاتفاقية على أرض الواقع اتسم بالبطء، ولا تستخدم هذا الإطار للتبادل التجاري سوى أقل من نصف الدول الأعضاء، وفقاً لوكالة «رويترز».

وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية يمكن أن تزيد من صادرات أفريقيا بين دولها بنسبة 81 في المائة.

ووفقاً لبيانات البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسيم بنك)، زادت التجارة البينية الأفريقية بنسبة 12.4 في المائة العام الماضي لتصل إلى 208 مليارات دولار، ويشير مؤيدون لتلك الفكرة إلى تلك الزيادة باعتبارها من المؤشرات المبكرة على النجاح.

وقال وامكيلي ميني، الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، لوكالة «رويترز»: «علينا تسريع وتيرة تأسيس أنظمة سلسلة القيمة الخاصة بنا. ما نشهده حالياً من تسليح للسياسة التجارية وسياسة الاستثمار والنزعة القومية، أمر غير مسبوق وله تأثير سلبي بالغ على النظام التجاري متعدد الأطراف».

وأضاف: «الدرس المستفاد هو... نحن بمفردنا كقارة».

ووضعت عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) العلاقات التجارية في محور اهتمام صناع السياسات في أنحاء العالم؛ إذ يمكن لدوامة سياسات الرسوم الجمركية العقابية التي لا تنتهي أن تقلب سياسات عولمة قائمة منذ عقود رأساً على عقب، وتعيد تشكيل مسارات تدفق الأموال والسلع.

ويعقد مسؤولون ماليون من دول مجموعة العشرين اجتماعاً في دربان هذا الأسبوع، تحت رئاسة جنوب أفريقيا، وتتصدر ملفات التجارة جدول الأعمال.

ورغم الحاجة الملحة لتعزيز التجارة داخل قارة أفريقيا، فإن تسريع وتيرة تحقيق هذا الهدف تقابلها العديد من التحديات.

ويبلغ إجمالي الناتج المحلي الإجمالي لكل دول الاتحاد الأفريقي مجتمعة نحو ثلاثة تريليونات دولار، وهو ما لا يزيد كثيراً عن حجم الاقتصاد الفرنسي منفرداً. وفرنسا من الأعضاء في مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى.

وقال ميني إن 24 دولة تتبادل التجارة في الوقت الحالي رسمياً في إطار منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، بما في ذلك جنوب أفريقيا ونيجيريا.

وقالت رحيمة باركر، من «أكسفورد إيكونوميكس»، إن تنفيذ الاتفاق تفاوت من دولة لأخرى؛ لأن عوامل مثل ضعف الحوكمة تقوض فاعلية الإجراءات، كما تضيف التجارة غير الرسمية تعقيدات للأمر.

وتابعت قائلة: «هذه العوائق واضحة بشكل خاص في الاقتصادات الأصغر جنوبي الصحراء الكبرى، وهي أكثر هشاشة في مواجهة الصدمات الخارجية، وغالباً ما تفتقر إلى القدرات الإدارية والمالية».

وأشار ميني إلى أن أكبر عقبة تواجه التجارة بين دول أفريقيا هي الافتقار للبنية التحتية المناسبة.

وتشمل العقبات والعوائق الأخرى التأخيرات على الحدود والإجراءات الورقية الروتينية المعقدة التي تتطلبها التجارة البينية.

كما أن مسألة عملة التداول أيضاً تشكل معضلة؛ إذ تنفذ نحو ثلثي المدفوعات في أكثر من 40 عملة أفريقية من خلال تحويلات دولارية. ودعا «أفريكسيم بنك» إلى التحول بعيداً عن الدولار بسبب تقلبات العملة وارتفاع الرسوم.