«وول ستريت» تتراجع بفعل تباين توقعات التجزئة وضغوط العوائد

متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

«وول ستريت» تتراجع بفعل تباين توقعات التجزئة وضغوط العوائد

متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)

تراجعت الأسهم الأميركية، الأربعاء، بعدما أصدرت كبرى شركات التجزئة في البلاد توقعات أرباح متباينة، وسط حالة من عدم اليقين المتزايد الناجم عن الحرب التجارية التي يقودها الرئيس دونالد ترمب.

وانخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.6 في المائة في التعاملات الصباحية، متجهاً لتسجيل ثاني تراجع له على التوالي بعد أن أنهى سلسلة مكاسب دامت ستة أيام. كما تراجع مؤشر «داو جونز» الصناعي بـ338 نقطة (0.8 في المائة)، بينما هبط مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.6 في المائة بحلول الساعة 9:35 صباحاً بالتوقيت الشرقي، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

وجاء هذا التراجع وسط ضغوط إضافية من ارتفاع عوائد سندات الخزانة، حيث أثارت مخاوف من أن التخفيضات الضريبية الكبرى الجاري بحثها في واشنطن قد ترفع الدين العام الأميركي بمليارات الدولارات؛ ما دفع العوائد إلى الارتفاع، وبالتالي زاد الضغط على الاستثمارات المالية.

وسجلت أسهم شركة «تارغت» هبوطاً حاداً بلغ 7.1 في المائة، بعد أن أعلنت عن أرباح وإيرادات أقل من توقعات المحللين في بداية العام. وعزت الشركة ذلك جزئياً إلى مقاطعة بعض العملاء، مشيرة إلى أنها قلَّصت مبادرات التنوع والمساواة والشمول في وقت سابق من العام بعد انتقادات من البيت الأبيض ونشطاء محافظين؛ ما أدى إلى ردود فعل واسعة.

وزاد القلق في «وول ستريت» بعد أن خفّضت «تارغت» أيضاً توقعاتها لأرباح العام بالكامل؛ ما أثار مزيداً من الشكوك بشأن مستقبل أرباح التجزئة.

في المقابل، شهد سهم «لووز» تقلبات بين مكاسب وخسائر طفيفة بعد أن أعلنت الشركة عن أرباح فصلية فاقت التوقعات. وأكدت شركة التجزئة المتخصصة في تحسين المنازل التزامها بتوقعات المبيعات والأرباح السنوية، رغم «الرياح المعاكسة في سوق الإسكان وعدم اليقين على المدى القصير»، بحسب الرئيس التنفيذي مارفن إليسون. وانخفض سهم الشركة مؤخراً بنسبة 0.3 في المائة.

وأشارت شركات عدة في الآونة الأخيرة إلى أن الرسوم الجمركية وعدم اليقين الاقتصادي يجعلان من الصعب التنبؤ بمستقبل الأعمال. وقالت شركات مثل «وول مارت» إنها قد تضطر إلى رفع الأسعار لتعويض تكاليف الرسوم الجمركية المفروضة بموجب سياسة ترمب.

ورغم الخسائر الأخيرة، كانت الأسهم الأميركية قد استعادت مؤخراً معظم خسائرها التي تكبدتها مطلع العام، بعد أن أجّل ترمب بعض الرسوم أو خفّضها، وسط آمال في التوصل إلى اتفاقات تجارية طويلة الأمد. ويعول المستثمرون على إنهاء الحرب التجارية وخفض دائم في التعريفات الجمركية.

وفي سوق السندات، ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.53 في المائة، مقارنة بـ4.48 في المائة في نهاية جلسة الثلاثاء، و4.01 في المائة فقط في بداية الشهر الماضي. وتُعدُّ هذه القفزة في العائدات إشارة على زيادة الضغوط التمويلية، لا سيما مع ارتفاع مستويات الاقتراض الحكومي وتراجع مشتريات البنوك المركزية، مثل الاحتياطي الفيدرالي، من السندات.

وكانت وكالة «موديز» آخر وكالات التصنيف الائتماني الكبرى التي خفّضت تصنيف الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، محذّرة من أن الدين الوطني يتجه إلى مستويات غير قابلة للاستدامة.

وقال محللو «بنك أوف أميركا» في تقرير: «رغم أن خفض التصنيف لا يُحدث تأثيراً مباشراً في حد ذاته، فإنه بمثابة جرس إنذار للمستثمرين الذين تجاهلوا المخاطر المالية الكامنة».

وفي الأسواق العالمية، ساد أداء متباين عبر البورصات الأوروبية والآسيوية، حيث ارتفع مؤشر «فوتسي 100» في لندن بنسبة 0.1 في المائة بعد صدور تقرير أظهر ارتفاع التضخم في المملكة المتحدة لأعلى مستوى له خلال أكثر من عام في أبريل (نيسان)، بينما تراجع مؤشر «نيكي 225» في طوكيو بنسبة 0.6 في المائة بفعل تباطؤ صادرات اليابان المتأثرة بالرسوم الجمركية.


مقالات ذات صلة

رسوم ترمب تربك الأسواق العالمية ومخاوف من تصاعد التضخم وتقلبات جديدة

الاقتصاد حاوية محملة على سفينة شحن أثناء رسوها بميناء هاي فونغ في فيتنام التي وقعت مؤخراً اتفاقية مع الولايات المتحدة (رويترز)

رسوم ترمب تربك الأسواق العالمية ومخاوف من تصاعد التضخم وتقلبات جديدة

تتسارع التطورات في المشهد التجاري العالمي، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن خطة لإعادة فرض الرسوم الجمركية الأساسية بنسبة 10% على الواردات.

مساعد الزياني (الرياض)
الاقتصاد شاشة تعرض شعار شركة «غولدمان ساكس» على أرضية بورصة نيويورك (رويترز)

«غولدمان ساكس» يخفّض توقعاته لعوائد السندات الأميركية

خفّض بنك الاستثمار الأميركي «غولدمان ساكس» توقعاته لعوائد سندات الخزانة الأميركية، مشيراً إلى احتمال قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد دونالد ترمب يلوح بيده خلال احتفالية «تحية لأميركا» في أرض المعارض بولاية أيوا (أ.ف.ب)

واشنطن تبدأ الجمعة تحديد رسوم جمركية للدول عبر رسائل رسمية

قال الرئيس دونالد ترمب إن واشنطن ستبدأ يوم الجمعة في إرسال رسائل إلى الدول تحدد فيها معدلات الرسوم الجمركية التي ستُطبّق على وارداتها إلى الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد أشخاص يتناولون الطعام في مطعم بمدينة نيويورك (رويترز)

قطاع الخدمات الأميركي ينتعش في يونيو

شهد نشاط قطاع الخدمات الأميركي انتعاشاً في يونيو بدعم من ارتفاع الطلبات، غير أن التوظيف تراجع، للمرة الثالثة، خلال العام.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداول يعمل في بورصة نيويورك (رويترز)

«وول ستريت» ترتفع لمستويات قياسية مع بيانات وظائف أقوى من التوقعات

صعدت الأسهم الأميركية بشكل ملحوظ، الخميس، مسجلة مستويات قياسية جديدة، بعد أن أظهرت تقارير أن سوق العمل في الولايات المتحدة أقوى مما كانت تتوقع «وول ستريت».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الذهب يستقر وسط طلب الملاذات الآمنة بعد مقترحات ترمب الجمركية

سبائك الذهب بغرفة صناديق الودائع الآمنة في «برو أوروم» بميونيخ (رويترز)
سبائك الذهب بغرفة صناديق الودائع الآمنة في «برو أوروم» بميونيخ (رويترز)
TT

الذهب يستقر وسط طلب الملاذات الآمنة بعد مقترحات ترمب الجمركية

سبائك الذهب بغرفة صناديق الودائع الآمنة في «برو أوروم» بميونيخ (رويترز)
سبائك الذهب بغرفة صناديق الودائع الآمنة في «برو أوروم» بميونيخ (رويترز)

استقرت أسعار الذهب يوم الثلاثاء، مدعومة بالطلب على الملاذات الآمنة في أعقاب المقترحات الجديدة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بشأن فرض تعريفات جمركية إضافية على شركاء تجاريين رئيسيين، بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية، في حين كبحت مكاسب عوائد سندات الخزانة الأميركية أي زخم صعودي إضافي للمعدن النفيس.

وتراجع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.1 في المائة إلى 3331.85 دولار للأوقية، بحلول الساعة 06:12 بتوقيت غرينيتش، في حين استقرت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة عند 3341.80 دولار، وفق «رويترز».

وكان ترمب قد بدأ يوم الاثنين، بإخطار شركاء الولايات المتحدة التجاريين بأن الرسوم الجمركية المرتفعة ستدخل حيز التنفيذ في 1 أغسطس (آب)، في خطوة تُعدّ مرحلة جديدة في الحرب التجارية التي أطلقها في وقت سابق من هذا العام. وشملت الإجراءات فرض رسوم بنسبة 25 في المائة على سلع مستوردة من اليابان وكوريا الجنوبية.

وأكد ترمب أن الموعد النهائي في 1 أغسطس هو «موعد حاسم»، لكنه أشار إلى إمكانية تمديده في حال قدمت الدول المعنية مقترحات تفاوضية مقبولة.

وكان قد تم وضع سقف مؤقت للرسوم المتبادلة عند 10 في المائة حتى 9 يوليو (تموز) لإفساح المجال للمفاوضات، لكن الاتفاقيات التي أُبرمت حتى الآن اقتصرت على بريطانيا وفيتنام.

وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق لدى شركة «كيه سي إم تريد»: «يبدو أن المتداولين لم يتأثروا كثيراً بخطابات ترمب حول الرسوم الجمركية، ومع بقاء الطلب على الملاذ الآمن محدوداً في هذه المرحلة، لا يزال الذهب بانتظار محفز صعودي فعلي».

وأضاف ووترر أن ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية، إلى جانب مرونة الأسواق الآسيوية في التعامل مع تطورات الملف الجمركي، يُقيّدان أي ارتفاع محتمل في أسعار الذهب الفوري.

وفي السياق ذاته، استقر العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بالقرب من أعلى مستوياته في أسبوعين. ويُشار إلى أن العوائد المرتفعة تزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، كونه لا يدرّ عائداً.

في المقابل، وجهت الصين تحذيراً لإدارة ترمب من إعادة تأجيج التوترات التجارية عبر فرض رسوم جديدة على وارداتها الشهر المقبل، وهددت بالرد على الدول التي تعقد اتفاقيات مع واشنطن لاستبعاد بكين من سلاسل التوريد العالمية.

وقد أثارت تعريفات ترمب الجمركية مخاوف من تصاعد التضخم، ما يزيد من تعقيد مهمة مجلس الاحتياطي الفيدرالي في تحديد مسار أسعار الفائدة المستقبلية.

ومن المتوقع أن يوفر محضر اجتماع الفيدرالي لشهر يونيو (حزيران)، والمقرر صدوره يوم الأربعاء، مؤشرات إضافية حول توجهات السياسة النقدية المقبلة للبنك المركزي الأميركي.

أما في أسواق المعادن النفيسة الأخرى، فقد استقرت الفضة الفورية عند 36.75 دولار للأوقية، وتراجع البلاتين بنسبة 0.1 في المائة إلى 1368.93 دولار، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 0.2 في المائة ليصل إلى 1112.88 دولار.