أكدت الرئيسة التنفيذية لـ«المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)»، جمانا الراشد، أن العصر الرقمي الذي نعيشه اليوم يوفّر بيئة مثالية لصناعة المحتوى، بفضل الترابط الرقمي والتقنيات الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، الذي يتيح للمؤسسات الإعلامية فهم جمهورها وتفضيلاته بشكل أعمق.
وشددت الراشد خلال كلمة لها في ملتقى «فورتشن» للسيدات الأقوى، على أن امتلاك استراتيجية إعلامية واضحة، إلى جانب الاستثمار المستمر في رفع المهارات والتدريب، يُعدّان من الضروريات لتمكين الصحافيين من مواكبة التحديات المتسارعة.
وأضافت أن تقلص مدى الانتباه لدى الجمهور لا يعني تقليل أهمية المحتوى أو التنازل عن النزاهة التحريرية، بل يتطلب تكيّفاً مع سلوك الجمهور المتغيّر والمنصات التي يفضل استهلاك المحتوى من خلالها.
ولفتت الراشد إلى أن التحدي الحقيقي لا يكمن في منافسة الأدوات الرقمية الجديدة، بل في تبنيها ضمن الاستراتيجية الأساسية للمؤسسات الإعلامية، موضحةً أنه «إذا أصبحت هذه الأدوات جزءاً من استراتيجيتك، فلن تعود مضطراً للتنافس معها، بل تكون جزءاً منها».
وأشارت إلى أن منطقة الشرق الأوسط تضم شريحة شبابية واسعة، إذ إن غالبية السكان دون سن الثلاثين، وهم جيل رقمي يعيش على الإنترنت ويستهلك المحتوى عبر الشاشات.
وأكدت أن هذا الجمهور لا يرغب في محتوى مُجدول، بل يريده في الزمان والمكان المناسبين، ما يستدعي تقديم المحتوى بالأشكال والمنصات التي اعتاد عليها. واعتبرت أن استراتيجية المحتوى التي كانت تعتمد سابقاً على نموذج موحّد وإعادة تدوير المواد لم تعد صالحة، مشيرة إلى أهمية إنتاج محتوى أصلي ومخصص لكل منصة، مع الاستفادة من أدوات التحليل الفوري لقياس الأداء.
وفيما يخص التعامل مع الذكاء الاصطناعي، نبهت الراشد إلى ضرورة الالتزام بالمبادئ الصحافية الأساسية، مثل التحقق من صحة المعلومات من مصدرين على الأقل، وعدم الاكتفاء بتتبع ما يتم تداوله على المنصات الرقمية. لكنها في الوقت ذاته أكدت أن الجمهور بات يميل للرجوع إلى المصادر التقليدية والموثوقة للتحقق من الأخبار، خصوصاً في أوقات الأحداث الكبرى والطارئة.
ودعت الراشد وسائل الإعلام إلى استثمار هذه اللحظة لإبراز دورها المحوري في نقل الحقيقة ومواكبة القضايا، مع الحفاظ على النزاهة والمهنية، وقالت: «نحن لا نعيد اختراع العجلة، بل نخلق مصادر جديدة للإيرادات». وأوضحت أن «SRMG» عملت على تنويع مصادر دخلها من خلال تأسيس شركة للفعاليات، ليست فقط لربحية هذا القطاع، بل لتعزيز الحضور التفاعلي لعلامتها القوية التي تضم أكثر من 30 مطبوعة.
كما تطرّقت الراشد إلى تأسيس «SRMG Labs»، الذراع الإبداعية للمجموعة، التي تسهم في تقديم محتوى مخصص وعالي الجودة للعملاء، بالاعتماد على البيانات والتحليلات المستمدة من منصات المجموعة، بما يسهم في تعزيز العائدات وزيادة الربحية.
واختتمت كلمتها بالإشارة إلى أن المجموعة، رغم ريادتها السابقة في العديد من المبادرات الإعلامية مثل إطلاق أول مجلة نسائية وأول مواقع إلكترونية، دخلت التحول الرقمي قبل أكثر من أربع سنوات. وأوضحت أن لدى المجموعة استراتيجية تحول رقمي شاملة، انطلقت من إنتاج محتوى رقمي أصيل للجمهور الرقمي، وهو ما مهّد لتبني الذكاء الاصطناعي والاستفادة منه بشكل فعّال اليوم.