النفط يواصل مكاسبه مع فرض عقوبات إضافية على إيران

خزانات تخزين خط أنابيب كولونيال في غرينزبورو بكارولاينا الشمالية (رويترز)
خزانات تخزين خط أنابيب كولونيال في غرينزبورو بكارولاينا الشمالية (رويترز)
TT

النفط يواصل مكاسبه مع فرض عقوبات إضافية على إيران

خزانات تخزين خط أنابيب كولونيال في غرينزبورو بكارولاينا الشمالية (رويترز)
خزانات تخزين خط أنابيب كولونيال في غرينزبورو بكارولاينا الشمالية (رويترز)

واصلت أسعار النفط مكاسبها، يوم الخميس، على خلفية احتمال انخفاض المعروض بعد أن فرضت واشنطن عقوبات إضافية لكبح تجارة النفط الإيراني، وتعهد بعض منتجي «أوبك» بخفض الإنتاج بشكل أكبر لتعويض تجاوز ضخ النفط للحصص المتفق عليها.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 55 سنتاً، أو 0.8 في المائة، لتصل إلى 66.40 دولار للبرميل بحلول الساعة 03:21 بتوقيت غرينتش، وبلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 63.13 دولار للبرميل، بزيادة 66 سنتاً، أو 1.1 في المائة.

واستقر كلا الخامين القياسيين على ارتفاع بنسبة 2 في المائة يوم الأربعاء، مسجلَين أعلى مستوياتهما منذ 3 أبريل (نيسان)، وهما في طريقهما لتحقيق أول ارتفاع أسبوعي لهما في ثلاثة أسابيع. ويصادف يوم الخميس آخر يوم تسوية في الأسبوع قبل عطلتي الجمعة العظيمة وعيد الفصح.

وقال توني سيكامور، محلل السوق لدى «آي جي»: «أعتقد أن هذا الارتفاع يعود إلى عاملين: تغطية مراكز البيع، وضعف الدولار الذي يجعل شراء النفط الخام أرخص، والضغط الأميركي على إيران». وأضاف أن خام غرب تكساس الوسيط قد يرتفع مجدداً إلى ما بين 65 و67 دولاراً للبرميل، لكنه قد يواجه صعوبات في تحقيق المزيد من المكاسب.

وأضاف سيكامور: «إذا افترضنا أن النمو الأميركي سيستقر في أحسن الأحوال خلال الربعين المقبلين، وأن الناتج المحلي الإجمالي الصيني سيتباطأ إلى نطاق يتراوح بين 3 في المائة و4 في المائة، فهذا ليس جيداً للنفط الخام».

وفرضت إدارة الرئيس دونالد ترمب عقوبات جديدة تستهدف صادرات النفط الإيرانية يوم الأربعاء، بما في ذلك عقوبات على مصفاة نفط صينية، مما زاد الضغط على طهران وسط محادثات بشأن البرنامج النووي المتصاعد للبلاد. كما أعلنت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) يوم الأربعاء أنها تلقّت خططاً مُحدثة للعراق وكازاخستان ودول أخرى لإجراء المزيد من تخفيضات الإنتاج لتعويض تجاوز الإنتاج للحصص المقررة.

وقال مايكل مكارثي، الرئيس التنفيذي لمنصة الاستثمار الإلكترونية «مومو»: «من المؤكد أن هذه العوامل قد أثرت على المعنويات - قد يُجادل البعض بأن الإنتاج الإيراني ليس كبيراً وأن حصص (أوبك) تجاوزت الحد المسموح به في كثير من الأحيان، لكن كلا العاملين أسهم في تعزيز النبرة التفاؤلية».

وأضاف أن السحب الكبير من مخزونات البنزين والمقطرات الأميركية، وزيادة أقل من المتوقع في مخزونات النفط الخام الأسبوعية، عززت الأسواق أيضاً.

وأضاف مكارثي: «يعود جزء كبير من ضغوط البيع الأخيرة في أسواق النفط العالمية إلى مخاوف من تدفق وشيك للنفط الأميركي، لكن انخفاض مصافي التكرير يشير إلى احتمال ظهور اختناقات في الإمدادات».

مع ذلك، خفضت «أوبك» ووكالة الطاقة الدولية وبنوك عدة، منها «غولدمان ساكس» و«جي بي مورغان»، توقعاتها بشأن أسعار النفط ونمو الطلب هذا الأسبوع؛ حيث أدت الرسوم الجمركية الأميركية وردود الفعل الانتقامية من دول أخرى إلى اضطراب التجارة العالمية.

وقالت منظمة التجارة العالمية إنها تتوقع انخفاض تجارة السلع بنسبة 0.2 في المائة هذا العام، بانخفاض عن توقعاتها في أكتوبر (تشرين الأول) بنمو قدره 3.0 في المائة.


مقالات ذات صلة

البرازيل تدعم البحث عن النفط قرب مصب نهر الأمازون

الاقتصاد جانب من غابة على نهر كومبو بالقرب من مدينة بيليم بولاية بارا بوابة نهر الأمازون في البرازيل (أ.ب)

البرازيل تدعم البحث عن النفط قرب مصب نهر الأمازون

أكد وزير المالية البرازيلي، فرناندو حداد، ضرورة المضي قدماً في البحث عن احتياطات نفطية محتملة قرب مصب نهر الأمازون.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو)
أوروبا وزير خارجية إستونيا مارغوس تساخنا (رويترز)

وزير خارجية إستونيا: روسيا تحتجز ناقلة نفط يونانية

قال وزير خارجية إستونيا، الأحد، إن روسيا احتجزت ناقلة يونانية، على الرغم من استخدامها طريقاً بحرياً تم الاتفاق عليه مسبقاً بين روسيا وفنلندا وإستونيا.

«الشرق الأوسط» (تالين)
الاقتصاد جانب من توقيع اتفاقية للاستكشاف والإنتاج بين سلطنة عمان وشركة «أوكسيدنتال بتروليوم» (وكالة الأنباء العمانية)

عُمان تمدد اتفاقية للاستكشاف والإنتاج مع «أوكسيدنتال بتروليوم» الأميركية

قالت وزارة الطاقة والمعادن بسلطنة عمان، إنها عدّلت ومددت اتفاقية للاستكشاف والإنتاج في منطقة الامتياز «53» مع شركة «أوكسيدنتال بتروليوم» الأميركية حتى عام 2050.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
الاقتصاد حاملة نفطية في ميناء بمقاطعة بريتش كولومبيا في كندا (رويترز)

مكاسب أسبوعية للنفط رغم ضغوط توقعات زيادة المعروض

ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف يوم الجمعة، متجهة نحو تحقيق مكاسب أسبوعية للأسبوع الثاني على التوالي

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد خزانات تخزين النفط الخام في مركز كوشينغ النفطي في كوشينغ بأوكلاهوما (رويترز)

النفط يتراجع وسط توقعات باتفاق نووي أميركي - إيراني

انخفضت أسعار النفط بنحو دولار واحد في التعاملات المُبكِّرة، يوم الخميس، وسط توقعات باتفاق نووي أميركي - إيراني محتمل.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

بعد خفض تصنيف الولايات المتحدة... هل تواجه الأسواق صدمة جديدة الاثنين؟

شاشة تعرض مخططاً للتداول في بورصة نيويورك (رويترز)
شاشة تعرض مخططاً للتداول في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

بعد خفض تصنيف الولايات المتحدة... هل تواجه الأسواق صدمة جديدة الاثنين؟

شاشة تعرض مخططاً للتداول في بورصة نيويورك (رويترز)
شاشة تعرض مخططاً للتداول في بورصة نيويورك (رويترز)

يواجه المستثمرون بدايةً مضطربةً أخرى لأسبوع التداول، على الرغم من أن القلق المتزايد بشأن الدين الأميركي، وليس الرسوم الجمركية، هو ما يُرجّح أن يُولّد التقلبات هذه المرة.

ويعاد فتح الأسواق المالية في آسيا يوم الاثنين بعد أن أعلنت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني مساء الجمعة أنها ستُجرّد الحكومة الأميركية من تصنيفها الائتماني الأعلى؛ ما أدى إلى انخفاض تصنيفها من «إيه إيه إيه» إلى «إيه إيه 1». وألقت الشركة باللوم على الرؤساء المتعاقبين والمشرّعين في الكونغرس في عجز الموازنة المتضخم الذي قالت إنه لا يُظهر أي مؤشرات تُذكر على تقليصه.

ويُنذر خفض التصنيف بتعزيز مخاوف «وول ستريت» المتزايدة بشأن سوق السندات السيادية الأميركية، في وقت يُناقش الكونغرس المزيد من التخفيضات الضريبية غير المُموَّلة، ويبدو أن الاقتصاد مُتجه نحو التباطؤ مع قيام الرئيس دونالد ترمب بقلب الشراكات التجارية الراسخة رأساً على عقب، وإعادة التفاوض على الصفقات التجارية.

وفي إشارة محتملة لما سيحدث يوم الاثنين، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.49 في المائة في تداولات محدودة يوم الجمعة، وانخفض صندوق متداول في البورصة يتتبع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.6 في المائة بعد إغلاق السوق، وفق «بلومبرغ».

وقال ماكس جوكمان، نائب رئيس قسم الاستثمار في شركة «فرانكلين تمبلتون» لحلول الاستثمار: «إن خفض تصنيف سندات الخزانة ليس مفاجئاً في ظل سخاء مالي متواصل وغير مموّل، ومن المتوقع أن يتسارع». وأضاف: «ستستمر تكاليف خدمة الدين في الارتفاع تدريجياً مع بدء كبار المستثمرين، سواء كانوا سياديين أو مؤسسين، في استبدال بسندات الخزانة تدريجياً أصول ملاذ آمن أخرى. وهذا، للأسف، يمكن أن يؤدي إلى دوامة هبوطية خطيرة تُفاقم انخفاض عوائد الأسهم الأميركية، ويزيد من الضغط الهبوطي على الدولار الأميركي، ويُقلل من جاذبية الأسهم الأميركية».

وقال بنك «ويلز فارغو» لعملائه في تقرير إنه يتوقع «ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية لعشر سنوات و30 عاماً بمقدار 5-10 نقاط أساس إضافية استجابةً لخفض تصنيف (موديز)».

وستكون زيادة عائد سندات الخزانة الأميركية لثلاثين عاماً بمقدار 10 نقاط أساس كافية لرفعه فوق 5 في المائة، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، ويقترب من ذروته في ذلك العام، عندما وصلت أسعار الفائدة إلى مستويات غير مسبوقة منذ منتصف عام 2007.