المكسيك والبرازيل تتعهدان تعزيز التعاون في مواجهة سياسات ترمب

الرئيسة المكسيكية كلوديا شاينباوم والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في حديث هامس على هامش قمة إقليمية عقدت في هندوراس (إ.ب.أ)
الرئيسة المكسيكية كلوديا شاينباوم والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في حديث هامس على هامش قمة إقليمية عقدت في هندوراس (إ.ب.أ)
TT
20

المكسيك والبرازيل تتعهدان تعزيز التعاون في مواجهة سياسات ترمب

الرئيسة المكسيكية كلوديا شاينباوم والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في حديث هامس على هامش قمة إقليمية عقدت في هندوراس (إ.ب.أ)
الرئيسة المكسيكية كلوديا شاينباوم والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في حديث هامس على هامش قمة إقليمية عقدت في هندوراس (إ.ب.أ)

أعلن رئيسا المكسيك والبرازيل، الأربعاء، اعتزامهما تعزيز العلاقات التجارية بين بلديهما، وهما أكبر اقتصادين في أميركا اللاتينية، في خطوة تهدف إلى تشكيل ثقل موازن للتقلبات التي تشهدها السياسة التجارية للرئيس الأميركي دونالد ترمب، والتي أدت إلى اضطرابات في الأسواق العالمية.

وجاء لقاء الرئيسة المكسيكية كلوديا شاينباوم والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا على هامش قمة إقليمية عقدت في هندوراس، حيث ناقش القادة سبل الرد على الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب، إضافة إلى التصعيد في عمليات الترحيل القسري، وقضايا أخرى.

وقال لولا عبر منصة إكس «قررنا تعزيز العلاقات بين بلدينا من خلال تشجيع الاجتماعات المنتظمة بين حكومتينا وقطاعات الأعمال في كل من البرازيل والمكسيك». وشهد اجتماع قادة الدول الإحدى عشرة وممثلي عشرين دولة من أميركا اللاتينية والكاريبي، في إطار تكتل يعرف باسم مجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي (سيلاك)، دعوة لتجاوز الخلافات في ظل التوترات العالمية.

وقالت شاينباوم خلال القمة «اليوم، أكثر من أي وقت مضى، هو وقت مناسب للاعتراف بأن أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي تحتاجان إلى الوحدة والتضامن». وعلق ترمب أمس الأربعاء الرسوم الجمركية الإضافية لمدة 90 يوما على معظم الدول باستثناء الصين، التي فرضت عليها تعريفات جديدة بنسبة 125%، في تصعيد جديد للحرب التجارية بين البلدين.


مقالات ذات صلة

الجمهوريون يسقطون مشروع قانون لوقف رسوم ترمب الجمركية

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يحمل أمراً تنفيذياً موقعاً بعد إلقائه كلمة حول الرسوم الجمركية  في البيت الأبيض بواشنطن (أ.ف.ب)

الجمهوريون يسقطون مشروع قانون لوقف رسوم ترمب الجمركية

 صوّت الجمهوريون في مجلس الشيوخ بفارق ضئيل، أمس (الأربعاء)، ضد مشروع قانون قدمه الديمقراطيون كان من شأنه أن يمنع فرض رسوم جمركية عالمية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ألعاب مصنعة في الصين معروضة للبيع لدى متجد وول مارت في كاليفورنيا (إ.ب.أ)

إدارة ترمب تضغط بشأن الرسوم الجمركية... وبكين «غير مستعجلة»

أفادت وسيلة إعلام رسمية صينية الخميس أنّه خلافا لادّعاءات الرئيس الأميركي دونالد ترمب فإنّ واشنطن، وليس بكين، هي «المستعجلة» للتفاوض بشأن الرسوم الجمركية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​  وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال اجتماع لإدارة الرئيس دونالد ترمب في البيت الأبيض الأربعاء (إ.ب.أ)

روبيو: نبحث «بجدّ» عن دول ثالثة لترحيل مهاجرين إليها... من بينها ليبيا

أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأربعاء أنّ الولايات المتّحدة تبحث عن دول أخرى، على غرار السلفادور، لكي ترحّل إليها مهاجرين غير شرعيين من دول ثالثة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ نائبة الرئيس الأميركي السابقة كامالا هاريس (أرشيفية - أ.ب)

كامالا هاريس تستعد لمهاجمة ترمب وسط تكهنات حول مستقبلها السياسي

تعتزم نائبة الرئيس الأميركي السابقة كامالا هاريس إلقاء خطاب بارز توجه فيه انتقادات حادة للرئيس دونالد ترمب، وسط تكهنات حول ما إذا كانت ستخوض حملة رئاسية جديدة.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب في المكتب البيضاوي (إ.ب.أ)

ترمب: رئيس الوزراء الكندي سيزور الولايات المتحدة الأسبوع المقبل

أعلن دونالد ترمب، الأربعاء، أن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني الذي فاز أخيراً في الانتخابات التشريعية سيزور البيت الأبيض «الأسبوع المقبل أو قبل ذلك»، في ظل…

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

صندوق النقد الدولي: تصاعد عدم اليقين العالمي يهدد آفاق النمو بالشرق الأوسط

تصاعد الدخان عقب غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ب)
تصاعد الدخان عقب غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ب)
TT
20

صندوق النقد الدولي: تصاعد عدم اليقين العالمي يهدد آفاق النمو بالشرق الأوسط

تصاعد الدخان عقب غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ب)
تصاعد الدخان عقب غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ب)

أشار صندوق النقد الدولي إلى أن تصاعد عدم اليقين العالمي يهدد آفاق النمو في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، محذراً من مخاطر عودة الصراعات واستمرار تصاعد أجواء عدم اليقين العالمي التي تؤدي إلى خسائر كبيرة في الناتج المحلي للمنطقة.

وقال الصندوق، في تقريره الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعنوان «رسم مسار عبر الضباب»، إن تعافي الاقتصاد العالمي من سلسلة الصدمات السلبية التي شهدتها السنوات الأخيرة بات أكثر هشاشة وتعرضاً لمخاطر متصاعدة. فالتوترات الجيوسياسية المتزايدة، واشتداد النزاعات التجارية، وضعف التعاون الدولي، كلها عوامل تعزز مناخاً استثنائياً من عدم اليقين، يؤثر سلباً على الآفاق الاقتصادية العالمية، في ظل توقعات بتباطؤ النمو وتفاقم الاختلالات الاقتصادية بشكل يتجاوز التقديرات السابقة الصادرة في عدد أكتوبر (تشرين الأول) 2024 من تقرير آفاق الاقتصاد الإقليمي لمنطقتي الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

رافعة لتحميل حاوية على متن سفينة راسية في محطة حاويات ريد هوك في نيويورك (أ.ف.ب)
رافعة لتحميل حاوية على متن سفينة راسية في محطة حاويات ريد هوك في نيويورك (أ.ف.ب)

ووفق التقرير، فإن الارتفاع الحاد في مستويات عدم اليقين الاقتصادي العالمي، الذي بدأ في مطلع عام 2025، بدأ يترك أثره الواضح على اقتصادات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكذلك على منطقة القوقاز وآسيا الوسطى، من خلال انخفاض أسعار الطاقة وتشديد الأوضاع المالية الخارجية. وتلعب العوامل الخارجية دوراً محورياً في تغذية مشاعر عدم اليقين محلياً، مما يؤدي إلى تفاقم مصادر القلق الإقليمي، مثل الصراعات الجارية، ومظاهر عدم الاستقرار السياسي، والتعرض للمخاطر المناخية المتزايدة.

تباطؤ النمو وتباين الأداء

في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يُقدّر أن النمو قد تباطأ خلال عام 2024. فقد تأثرت اقتصادات الدول المستوردة للنفط بالصراعات الإقليمية، بينما تمكنت الدول المصدّرة من الصمود أمام بيئة اقتصادية معقدة وغير مستقرة، بدعم من جهود التنويع الاقتصادي، رغم انخفاض النشاط النفطي نتيجة تمديد التخفيضات الطوعية للإنتاج من قبل تحالف «أوبك بلس».

وعلى الرغم من التوقعات بتحسّن النمو في عامي 2025 و2026، فإن الوتيرة المتوقعة ستكون أبطأ بكثير مما كان يُرجّح في توقعات أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك بسبب تداعيات تصاعد التوترات التجارية، وارتفاع مستويات عدم اليقين، والاستعادة التدريجية لإنتاج النفط في ظل استمرار التخفيضات، إلى جانب تشديد العقوبات على إيران، وتبعات الصراعات، وتباطؤ تنفيذ الإصلاحات الهيكلية في بعض البلدان. ومن المتوقع أن يتواصل انخفاض معدلات التضخم تدريجياً على المدى المتوسط، مع بقائه مرتفعاً نسبياً في عدد محدود من الحالات.

أداء قوي مؤقت في القوقاز وآسيا الوسطى

أما اقتصادات منطقة القوقاز وآسيا الوسطى، فقد سجلت نمواً قوياً في عام 2024، متجاوزاً توقعات أكتوبر، مدفوعاً بآثار غير متوقعة وطويلة الأمد لحرب روسيا في أوكرانيا على الطلب المحلي. غير أن هذه التأثيرات يُتوقع أن تتلاشى تدريجياً خلال السنوات المقبلة، بالتزامن مع استقرار إنتاج الهيدروكربونات وتراجع التحفيز المالي، مما سيؤدي إلى تباطؤ النمو في المنطقة. ومع ذلك، فقد بدأ التضخم يتجه نحو الانخفاض في معظم هذه الاقتصادات، ويُتوقع أن يظل ضمن المستويات المستهدفة على المدى المتوسط.

المخاطر تميل نحو الجانب السلبي

لا يزال ميزان المخاطر يميل إلى الاتجاه السلبي، لا سيما في ظل مخاطر التطورات السلبية الرئيسية في عودة الصراعات واستمرار تصاعد أجواء عدم اليقين العالمي. وتشمل هذه المخاطر تغيّرات في الرسوم الجمركية، واختلالات تجارية قد تُضعف الطلب الداخلي والخارجي، وتشديد الأوضاع المالية، وضغوطاً إضافية على القطاع النفطي.

ويوضح تحليل الصندوق أن الارتفاعات الحادة في مستويات عدم اليقين، الناتجة عن الصدمات العالمية، تقترن بخسائر كبيرة ودائمة في الناتج، قد تصل إلى 4.5 في المائة دون المسار المتوقع خلال عامين، في كل من منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والقوقاز وآسيا الوسطى.

أحد عناصر قوات الأمن السورية في منطقة قرب العاصمة السورية دمشق (أ.ف.ب)
أحد عناصر قوات الأمن السورية في منطقة قرب العاصمة السورية دمشق (أ.ف.ب)

رغم ذلك، يظل هناك هامش لاحتمالات إيجابية؛ إذ إن التوصل إلى تسوية سريعة ومستدامة للصراعات، وتسريع وتيرة الإصلاحات الهيكلية، قد يؤديان إلى تحسين الآفاق الاقتصادية على نحو يفوق التوقعات في المديين القريب والمتوسط، وفق التقرير.

موازنة الاستقرار والنمو

في ظل هذا المناخ المرتفع من عدم اليقين، يواجه صناع السياسات تحدياً مزدوجاً يتمثل في التخفيف من المخاطر قصيرة الأجل، مع إعادة بناء الهوامش الوقائية وتعزيز إمكانات النمو على المدى المتوسط. وتكتسب أولويات استدامة المالية العامة، واستقرار الأسعار، أهمية خاصة لمواجهة أي صدمات سلبية جديدة في النمو أو في الأوضاع المالية.

ويؤكد التقرير ضرورة تجنب تقديم دعم مالي عام مكلف وغير مستدام للقطاعات المتضررة من السياسات الحمائية، والتركيز بدلاً من ذلك على تسريع الإصلاحات الهيكلية لتعزيز القدرة التنافسية، واستقطاب الاستثمار الأجنبي، خاصة في القطاعات غير الاستخراجية. كما يشدد على أهمية تنويع العلاقات التجارية والاقتصادية بعيداً عن الشركاء التقليديين، وتعميق التكامل الإقليمي لزيادة مرونة الاقتصادات أمام الصدمات الخارجية.

فلسطينيون يسيرون وسط الغبار خلال عاصفة رملية في مدينة غزة (د.ب.أ)
فلسطينيون يسيرون وسط الغبار خلال عاصفة رملية في مدينة غزة (د.ب.أ)

وفي الوقت ذاته، يُعد تعزيز الحوكمة والمؤسسات عاملاً حاسماً في تمكين الاقتصادات من الاستجابة بفاعلية لحالة عدم اليقين المتزايدة. وفي البلدان المتأثرة بالصراعات، يُعد إصلاح الحوكمة شرطاً أساسياً لإعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار، كما أن بلورة أشكال جديدة من التعاون الإقليمي والدولي ستُعد ضرورية لتلبية الاحتياجات التمويلية الهائلة، وتقديم الدعم الإنساني، في ظل تراجع التمويل الخارجي والمساعدات الدولية.