تصاعد الحرب التجارية يُعيد الزخم إلى الذهب ويصعد 3 %

سبائك ذهبية (رويترز)
سبائك ذهبية (رويترز)
TT

تصاعد الحرب التجارية يُعيد الزخم إلى الذهب ويصعد 3 %

سبائك ذهبية (رويترز)
سبائك ذهبية (رويترز)

ارتفعت أسعار الذهب نحو 3 في المائة، الأربعاء، مع تراجع الدولار بعد دخول الرسوم الجمركية الضخمة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الصين حيز التنفيذ، ورد بكين برسوم عقابية مضادة، وهو ما دفع المتعاملين إلى اللجوء إلى الذهب بصفته ملاذاً آمناً مع تصاعد الحرب التجارية العالمية ومخاوف الركود.

وبحلول الساعة 12:38 بتوقيت غرينتش، صعد الذهب في المعاملات الفورية 3.4 في المائة إلى 3071.50 دولار للأوقية (الأونصة).

وتراجع الدولار يجعل الذهب المسعر به أرخص بالنسبة إلى حائزي العملات الأخرى.

ورفع ترمب الرسوم الجمركية على الواردات من الصين إلى 104 في المائة، وردت بكين برسوم عقابية تصل إلى 84 في المائة مع تخفيض عملتها، واتهم ترمب الصين بالتلاعب باليوان لتعويض أثر الرسوم، وسط تعهد صيني بعدم الرضوخ و«القتال حتى النهاية».

ودخلت الرسوم الجمركية الخاصة بكل بلد حيز التنفيذ في الساعة 04:01 بتوقيت غرينتش، كما كان مقرراً.

ويرى محلل أول في شركة «أكتيف تريدس» للوساطة المالية، ريكاردو إيفانجليستا، لـ«الشرق الأوسط»، أن مكاسب المعدن الأصفر الثمين «جاءت مدفوعة بتزايد الاضطرابات في أسواق الأسهم، مما أدى إلى تراجع شهية المخاطرة وتحول المستثمرين نحو الملاذات الآمنة... العامل الآخر الذي خدم الذهب هو ضعف الدولار الأميركي الذي شهدناه خلال الليل، وهو ما عزّز أسعار الذهب نظراً إلى العلاقة العكسية بينهما».

وأوضح إيفانجليستا، أنه «من غير المرجح أن تهدأ تقلبات السوق في المدى القريب، خاصة مع تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، التي قد تمتد لتشمل دولاً أخرى لم ترد بعد على الرسوم الأميركية أحادية الجانب، لذا من الصعب التنبؤ بحلول أو نتائج واضحة... إنها منطقة مجهولة المعالم، والمتداولون يتفاعلون بسرعة مع كل تطور جديد يشكّل المزاج العام في الأسواق».

أضاف: «في ظل هذا المشهد، ومع تزايد الضغوط على الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خشية حدوث ركود اقتصادي -حيث يُتوقع الآن تنفيذ أربعة تخفيضات بمقدار ربع نقطة مئوية في أسعار الفائدة- من المرجح أن تزداد جاذبية الذهب بصفته ملاذاً آمناً».

ومن الناحية الفنية، قال إيفانجليستا: «تجاوز مستوى المقاومة المهم عند نحو 3.055 دولار، يمهد الطريق للتحرك نحو مستوى 3.100 دولار للأوقية».

ووصل سعر الذهب إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3167.57 دولار للأوقية في الثالث من أبريل (نيسان).

وحدّ من مكاسب الذهب، الذي لا يدر عائداً، عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات التي بلغت أعلى مستوى لها في أكثر من شهر.

وتترقّب الأسواق محضر أحدث اجتماع للسياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي)، الذي من المتوقع صدوره في وقت لاحق من اليوم، وكذلك بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة غداً الخميس.


مقالات ذات صلة

البنوك المركزية تزيد احتياطات الذهب على حساب الدولار

الاقتصاد سبائك وعملات ذهبية في غرفة صناديق الأمانات في «دار الذهب» بميونيخ (رويترز)

البنوك المركزية تزيد احتياطات الذهب على حساب الدولار

أظهر استطلاع أجراه «مجلس الذهب العالمي» أن البنوك المركزية حول العالم تتوقَّع زيادة احتياطاتها من الذهب كنسبة مئوية من احتياطاتها، خلال السنوات الخمس المقبلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية مكدسة بغرفة صناديق الأمانات في دار الذهب «برو أوروم» في ميونيخ (رويترز)

الذهب يرتفع مع دعوة ترمب لإخلاء طهران وتزايد الطلب على الملاذات الآمنة

انتعش الذهب يوم الثلاثاء مع تزايد حالة عدم اليقين الجيوسياسي الناجمة عن القتال الإسرائيلي الإيراني، ودعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإخلاء طهران.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تحليل إخباري الدخان يتصاعد من منشأة لتخزين النفط يبدو أنها تعرضت لضربة إسرائيلية يوم السبت (أ.ب)

تحليل إخباري التصعيد بين إسرائيل وإيران: ما مصير أسواق الذهب والنفط؟

أدخل الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران أسواق الطاقة والمعادن الثمينة إلى قلب المواجهة، دافعاً بأسعار النفط نحو الارتفاع وعزز مكانة الذهب بصفته أبرز ملاذ آمن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص متداولو العملات في بنك «كي إي بي هانا» بسيول يراقبون مؤشر كوسبي وسعر صرف الدولار مقابل الوون (أ.ب)

خاص الأسواق تحت ضغط التصعيد الإيراني الإسرائيلي... والذهب يتصدر الملاذات الآمنة

شهدت الأسواق المالية العالمية خلال الأسبوع الماضي تقلبات حادة نتيجة التصعيد العسكري المتواصل بين إسرائيل وإيران.

مساعد الزياني (الرياض)
الاقتصاد سبائك وعملات ذهبية داخل غرفة صناديق الأمانات في «دار الذهب» بميونيخ الألمانية (رويترز)

الذهب يقترب من أعلى مستوى في شهرين مع تصاعد الصراع الإسرائيلي الإيراني

ارتفع الذهب للجلسة الرابعة على التوالي، ليصل إلى أعلى مستوى له في شهرين، يوم الاثنين، مع تصاعد الاشتباكات بين إسرائيل وإيران نهاية الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)

السعودية تترشح لعضوية مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات

وفد السعودية خلال أعمال الدورة الحالية لمجلس الاتحاد الدولي للاتصالات بمدينة جنيف (واس)
وفد السعودية خلال أعمال الدورة الحالية لمجلس الاتحاد الدولي للاتصالات بمدينة جنيف (واس)
TT

السعودية تترشح لعضوية مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات

وفد السعودية خلال أعمال الدورة الحالية لمجلس الاتحاد الدولي للاتصالات بمدينة جنيف (واس)
وفد السعودية خلال أعمال الدورة الحالية لمجلس الاتحاد الدولي للاتصالات بمدينة جنيف (واس)

أعلنت السعودية ترشّحها للاستمرار في عضوية مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات، وذلك خلال أعمال دورته الحالية المنعقدة بمدينة جنيف السويسرية، ما يؤكد على دورها الريادي الداعم لقطاع الاتصالات والتقنية دولياً.

وأكد المهندس هيثم العوهلي محافظ «هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية» السعودية المكلف، في كلمة بلاده أمام المجلس، التزامها العميق تجاه التعاون الدولي لردم الفجوة الرقمية، مشيراً إلى أهمية مضاعفة وتيرة الجهود العالمية في ربط غير المتصلين، ومواجهة تحديات العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي.

وأوضح العوهلي أن العالم اليوم يربط نحو 200 مليون شخص سنوياً، وبناءً على هذا المعدل سيستغرق ربط 2.6 مليار إنسان أكثر من 13 عاماً، وهو ما يتطلب نهجاً مبتكراً لتسريع وتيرة الربط، وتقليص المدة إلى أقل من النصف.

وأضاف محافظ الهيئة أن السعودية تفخر بكونها من الدول الرائدة التي تقلّصت فيها الفجوة الرقمية في الربط إلى أقل من 1%، منوهاً بأنها سخّرت التقنية لبناء نماذج ذكية ومبتكرة في التعليم، والصحة، والطاقة، والخدمات الحكومية.

من أعمال الدورة الحالية لمجلس الاتحاد الدولي للاتصالات بمدينة جنيف (واس)

وأبان العوهلي أن السعودية أطلقت بالشراكة مع الاتحاد إطار جاهزية الذكاء الاصطناعي، والذي يجب أن يكون شاملاً، ويضع الإنسان في مركز الاهتمام، مع التركيز على تمكين الشباب والمرأة.

وتابع: «الحل يوجد اليوم بين أيدينا من خلال التعاون لبناء نموذج قائم على الابتكار والشراكة لمضاعفة وتيرة الربط، وتقليص الوقت المطلوب لسد الفجوة الرقمية إلى أقل من النصف؛ ما يعني ربط العالم غير المتصل خلال 5 سنوات أو أقل»، لافتاً إلى أن «الفرق ليس في الزمن فقط، بل في اغتنام الفرص وتحقيق الشمولية والرفاه الاقتصادي والاجتماعي، لا سيما للدول النامية».

وتطرق المحافظ إلى أن السعودية ضاعفت أعداد المواهب الرقمية من 150 ألفاً في 2018 إلى أكثر من 380 ألفاً عام 2024، ورفعت نسبة مشاركة المرأة في القطاع من 7% إلى 35%، متجاوزة المتوسط العالمي ومتوسط مجموعة العشرين

وبيّن أن السعودية تبنَّت نهج التنظيم الرقمي المبتكر، ما مكّنها من تحقيق المرتبة الثانية في مجموعة العشرين في مؤشر التنظيم الرقمي الصادر عن الاتحاد، وأطلقت برامج دولية لرفع النضج الرقمي التنظيمي في أكثر من 100 دولة، تأكيداً على أن الأطر التنظيمية المرنة والداعمة للابتكار التي تمثل ركيزة لتحقيق التحول الرقمي الشامل.

يضم مجلس إدارة الاتحاد الدولي للاتصالات 48 دولة بينها السعودية (واس)

وأكد العوهلي أن كل ما تحقق من منجزات رقمية ومبادرات ابتكارية جاء بدعم وتمكين من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، مشدداً على أن السعودية ستواصل تسخير إمكاناتها وخبراتها لدعم مسيرة الاتحاد والمجتمع الدولي في بناء مستقبل رقمي مستدام.

وفي سياق التعاون المستمر مع الاتحاد، تستضيف السعودية الندوة العالمية لمنظمي الاتصالات (GSR) خلال الفترة بين 31 أغسطس (آب) و3 سبتمبر (أيلول) 2025 في مدينة الرياض، تحت شعار: «التنظيم من أجل التنمية الرقمية المستدامة».

ودعا المحافظ الدول الأعضاء للمشاركة في هذا الحدث المهم، الذي يجسد الشراكة الفعالة بين السعودية والاتحاد، ويؤكد حرص المملكة على بناء أطر تنظيمية داعمة للابتكار والاستثمار والوصول الشامل.

يشار إلى أن مجلس إدارة الاتحاد يضم 48 دولة بينها السعودية، وذلك من أصل 194 دولة عضواً في الاتحاد، ويسيّر المجلس بتسيير أعمال الاتحاد في الفترات التي تقع بين مؤتمرات المندوبين المفوضين.

ويتولى المجلس مهمة توجيه أعمال الاتحاد ومتابعة تنفيذ سياساته وميزانيته، مع اعتماد الخطط التشغيلية والمالية، ومراقبة البرامج، وتقديم التوصيات بشأن السياسات العامة لتطوير القطاع؛ ما يجعله أداة محورية لضمان كفاءة واستمرارية العمل.