تايوان تأمل اتفاقاً سريعاً مع واشنطن لحل أزمة الرسوم بعد صدمة الأسواق

متظاهر يرفع علمي تايوان والولايات المتحدة (أرشيفية - رويترز)
متظاهر يرفع علمي تايوان والولايات المتحدة (أرشيفية - رويترز)
TT
20

تايوان تأمل اتفاقاً سريعاً مع واشنطن لحل أزمة الرسوم بعد صدمة الأسواق

متظاهر يرفع علمي تايوان والولايات المتحدة (أرشيفية - رويترز)
متظاهر يرفع علمي تايوان والولايات المتحدة (أرشيفية - رويترز)

أعربت تايوان، الأربعاء، عن أملها في التوصل إلى اتفاق سريع مع الولايات المتحدة لحل أزمة الرسوم الجمركية، مؤكدةً أنها باشرت اتصالات مع واشنطن لمناقشة هذه المسألة الحساسة.

وجاءت هذه التحركات بعد فرض الولايات المتحدة، بقرار من الرئيس دونالد ترمب، رسوماً جمركية بنسبة 32 في المائة على صادرات تايوانية، ما دفع تايبيه إلى عرض إلغاء الرسوم بشكل كامل، إلى جانب زيادة الاستثمارات، ورفع حجم المشتريات من السوق الأميركية. وأكدت تايوان أنها لن تتخذ إجراءات انتقامية، وفق «رويترز».

وفي تصريح للصحافيين داخل البرلمان، أوضحت تساي مينغ ين، المديرة العامة لمكتب الأمن القومي التايواني، أن الحكومة تسعى إلى حلول عملية بدلاً من الرد بالمثل. وقالت: «الرئيس لاي تشينغ تي وجَّه المسؤولين لبدء اتصالات استراتيجية مع الولايات المتحدة».

وأضافت تساي أن تايوان استخدمت، في نهاية الأسبوع الماضي، قنوات تواصل مباشرة مع واشنطن لتوضيح موقفها بشأن الرسوم الجمركية، مشيرة إلى أن المقترحات المقدمة تشمل تعزيز التعاون التجاري دون الخوض في تفاصيل دقيقة.

وأشارت إلى أن الرئيس لاي عقد عدداً من الاجتماعات مع كبار المسؤولين لمناقشة رد شامل، يشمل زيادة الاستثمارات والمشتريات داخل السوق الأميركية، بهدف دعم المفاوضات.

وتابعت: «نعتقد أنه من خلال هذا التحضير الموسَّع، وإذا وافقت الولايات المتحدة على الدخول في عملية تفاوض مشتركة، فبإمكان الطرفين التوصل سريعاً إلى اتفاق يدفع بالمفاوضات إلى الأمام».

صدمة للأسواق المالية

وكان للرسوم الجمركية أثر سلبي مباشر على السوق المالية التايوانية؛ حيث أعلنت الحكومة مساء الثلاثاء عن تفعيل صندوق استقرار الأسهم بقيمة 15 مليار دولار أميركي، بهدف دعم السوق واستعادة ثقة المستثمرين.

ورغم هذه الخطوة، أغلق مؤشر الأسهم الرئيسي يوم الأربعاء على تراجع حاد بنسبة 5.8 في المائة، وهو أدنى مستوى يسجله منذ قرابة 15 شهراً، مواصلاً سلسلة خسائر فادحة استمرت لثلاث جلسات متتالية.

وشهدت أسهم كبرى الشركات التايوانية تراجعاً ملحوظاً، إذ هبطت أسهم «تي إس إم سي»، أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم، بنسبة 3.8 في المائة، في حين خسرت أسهم «فوكسكون»، المورّد الرئيسي لشركة «أبل»، الحد الأقصى اليومي البالغ 10 في المائة.

تجدر الإشارة إلى أن قطاع أشباه الموصلات لا يزال مستثنى حتى الآن من الرسوم الجمركية الجديدة.


مقالات ذات صلة

شركات التأمين اليابانية تتجه لخفض حيازاتها من السندات

الاقتصاد رجل على دراجة نارية في أحد شوارع العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

شركات التأمين اليابانية تتجه لخفض حيازاتها من السندات

أعلن كثير من شركات التأمين على الحياة الكبرى باليابان عزم خفض الحيازات من سندات الحكومة اليابانية في إطار تحولها نحو استبدال الديون

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد بورصة إسطنبول (أ.ب)

توقيف 12 شخصاً بتهمة التلاعب في بورصة إسطنبول

قررت النيابة العامة في إسطنبول توقيف 12 شخصاً من أصل 15 متهماً بالتورط في التلاعب في بورصة إسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد وزير الاقتصاد الياباني ريوسي أكازاوا يتحدث مع الصحافيين قبل مغادرة العاصمة طوكيو متجهاً إلى واشنطن (أ.ف.ب)

التصنيع الياباني ضحية لرسوم ترمب

انخفض إنتاج المصانع اليابانية أكثر من المتوقع في مارس متأثراً بتراجع قطاع السيارات وهو القطاع الرئيس بالبلاد

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد مقر مصرف لبنان المركزي في بيروت (رويترز)

مصرف لبنان المركزي: سنقترح مسوّدة أولى لخطة إعادة هيكلة المصارف

أعلن مصرف لبنان أنه سيقوم باقتراح المسوّدة الأولى لخطة إعادة هيكلة المصارف، والتي ستكون لاحقاً موضوع نقاشات ومراجعات من صندوق النقد الدولي ورئاسة الحكومة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد عمال ينقلون صناديق في منطقة تجارية بالعاصمة الصينية بكين (إ.ب.أ)

رسوم ترمب الجمركية تضرب نشاط المصانع الصينية

انكمش نشاط المصانع في الصين بأسرع وتيرة في 16 شهراً في أبريل، ما يُبقي على الدعوات لمزيد من التحفيز قائمة.

«الشرق الأوسط» (بكين)

وزير السياحة المصري: الاستقرار وثقة السائح مفتاحا نمو القطاع

وزير السياحة المصري: نعمل على تعزيز التكامل العربي في السياحة البينية
0 seconds of 1 minute, 45 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:45
01:45
 
TT
20

وزير السياحة المصري: الاستقرار وثقة السائح مفتاحا نمو القطاع

شريف فتحي وزير السياحة والآثار في مصر في الجناح المصري المشارك في سوق السفر العربي في دبي (الشرق الأوسط)
شريف فتحي وزير السياحة والآثار في مصر في الجناح المصري المشارك في سوق السفر العربي في دبي (الشرق الأوسط)

أكد وزير السياحة والآثار في مصر، شريف فتحي، أن الاستقرار السياسي في البلاد، وثقة السائح المتراكمة عبر عقود طويلة، ركيزتان أساسيتان في استمرار نمو القطاع السياحي، رغم التحديات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة.

وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش مشاركته في «سوق السفر العربي» في دبي إن مصر لطالما استعادت عافيتها السياحية سريعاً بعد الأزمات، ما يعكس متانة الوجهة، وثقة الأسواق العالمية في المقصد المصري.

وأوضح أن هذا النمو لم يكن مصادفة، بل نتيجة عمل مؤسسي طويل الأمد تقوده الدولة، مدعوماً ببرامج تسويقية متطورة، واستثمارات متزايدة في البنية التحتية، والخدمات الفندقية.

وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي (الشرق الأوسط)
وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي (الشرق الأوسط)

المنافسة الخليجية... تكامل لا تعارض

وحول المنافسة المتزايدة بين الوجهات السياحية في المنطقة، شدد فتحي على أن التنافس في السياحة العربية «صحي وضروري»، لكنه لا يلغي فرص التكامل.

وكشف عن لقاء جمعه مؤخراً بوزيرة السياحة البحرينية، تم خلاله الاتفاق على بحث إطلاق برامج سياحية مشتركة بين البلدين، بما يتيح للمسافرين العرب والأجانب زيارة وجهات متعددة ضمن حزمة واحدة.

وقال فتحي: «لدينا أيضاً تعاون مع السعودية، وقطر، والأردن، ونؤمن بأن السائح يمكن أن يستفيد من تنسيق عربي مشترك، بحيث تتكامل التجارب السياحية، وتُبنى على نقاط القوة لكل بلد».

وأضاف أن هذه المبادرات، وإن لم تحقق أرقاماً ضخمة مباشرة، فإنها تعزز من قيمة التجربة السياحية، وتفتح آفاقاً جديدة للسوق.

شريف فتحي وزير السياحة والآثار في مصر في الجناح المصري المشارك في سوق السفر العربي في دبي (الشرق الأوسط)
شريف فتحي وزير السياحة والآثار في مصر في الجناح المصري المشارك في سوق السفر العربي في دبي (الشرق الأوسط)

تنوع في المنتج السياحي

وتطرق وزير السياحة والآثار المصري عن رؤية الوزارة التي تركز على استثمار الميزة التنافسية الكبرى لمصر، والمتمثلة في تنوع أنماط السياحة، وقال: «لدينا منتج سياحي متفرد، يجمع بين التاريخ الفرعوني، والآثار القبطية والإسلامية، والسياحة الشاطئية والصحراوية، والواحات، والمنتجعات العالمية في شرم الشيخ والغردقة والساحل الشمالي».

وأشار إلى أن الوزارة أطلقت حملات تسويقية حديثة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، استهدفت أسواقاً أوروبية، وحققت أكثر من 100 مليون مشاهدة خلال أيام، مما ساهم في رفع معدلات الاهتمام بمصر على أنها وجهة متنوعة، وآمنة.

جانب من الجناح المصري في سوق السفر العربي (الشرق الأوسط)
جانب من الجناح المصري في سوق السفر العربي (الشرق الأوسط)

تمكين القطاع الخاص

وأكد فتحي أن الوزارة تعمل على تمكين القطاع الخاص، بوصفه المحرك الأساسي لصناعة السياحة، وأضاف: «نحن لا ندير رحلات السائحين، بل نهيئ البيئة التنافسية، ونرفع من جودة الخدمات»، لافتاً إلى أن مصر تشهد تطوراً مستمراً في مستوى الخدمات، من المطارات إلى الفنادق، والمزارات، نافياً أن تكون معدلات الازدحام مشكلة مقارنةً بدول سياحية أخرى.

كما أشار إلى أن عام 2025 يتوقع أن يشهد نمواً في أعداد السياح بنسبة تصل إلى 8 في المائة، بعدما سجل الربع الأول نمواً بنسبة 25 في المائة، واعتبر أن استمرار هذا الزخم ممكن في حال الحفاظ على الاستقرار، وتحسين القدرة الشرائية العالمية.

مشاركة سوق السفر العربي

وفي ختام حديثه، تطرق فتحي إلى مشاركة مصر بجناح ضخم في «سوق السفر العربي»، معتبراً أن الحضور المصري في هذه التظاهرة السياحية الكبرى يعكس الاهتمام الرسمي بالأسواق الخليجية، والعربية.

وقال: «الجناح يمتد على مساحة 800 متر مربع، ويضم 77 عارضاً، إلى جانب شركات كبرى لها أجنحة منفصلة. التصميم هذا العام يعكس التجديد، ويضم تقنيات الواقع الافتراضي، وأقساماً لعرض المقتنيات الأثرية».

وأضاف أن المشاركة ليست فقط للترويج، بل أيضاً لتعزيز الشراكات مع الأسواق الخليجية التي تُعد امتداداً طبيعياً للسياحة المصرية، وقال: «نحن لا نتعامل مع السائح الخليجي كزائر، بل كأحد أهل الدار».