رئيس «جيه بي مورغان»: الحرب التجارية تهدد النمو الأميركي وتغذي التضخم

جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورغان خلال قمة «اختيار فرنسا» السابعة بقصر فرساي مايو 2024 (رويترز)
جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورغان خلال قمة «اختيار فرنسا» السابعة بقصر فرساي مايو 2024 (رويترز)
TT
20

رئيس «جيه بي مورغان»: الحرب التجارية تهدد النمو الأميركي وتغذي التضخم

جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورغان خلال قمة «اختيار فرنسا» السابعة بقصر فرساي مايو 2024 (رويترز)
جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورغان خلال قمة «اختيار فرنسا» السابعة بقصر فرساي مايو 2024 (رويترز)

حذَّر جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورغان، المستثمرين من أن الاضطرابات الناتجة عن الرسوم الجمركية الأميركية والحرب التجارية العالمية قد تؤدي إلى تباطؤ النمو في أكبر اقتصاد بالعالم وتزيد من التضخم، وربما تؤدي إلى تداعيات سلبية طويلة الأمد.

وفي رسالته السنوية للمساهمين، التي نُشرت يوم الاثنين، بعد التراجعات الحادة في الأسواق العالمية، الأسبوع الماضي، والتي أدت إلى فقدان تريليونات الدولارات، أعرب ديمون عن قلقه بشأن كيفية تأثير الرسوم الجمركية على التحالفات الاقتصادية طويلة الأمد للولايات المتحدة، وفق «رويترز».

كما أعرب المستثمر الملياردير بيل أكمان، الذي دعّم حملة دونالد ترمب الرئاسية، عن انتقاده الرسوم الجمركية، قائلاً إن الرئيس الأميركي يفقد ثقة القادة في عالم الأعمال، ويجب عليه تعليق حربه التجارية.

وأضاف ديمون، الذي يدير أكبر بنك أميركي منذ 19 عاماً، قائلاً: «من المرجح أن نرى نتائج تضخمية... سواء أكانت قائمة الرسوم الجمركية ستؤدي إلى ركود أم لا يبقى موضوعاً قيد النقاش، لكنها ستؤدي إلى تباطؤ النمو».

ورفع خبراء الاقتصاد في «جيه بي مورغان» من احتمالات حدوث ركود في الولايات المتحدة والعالم إلى 60 في المائة، من 40 في المائة، بعد أن كشف ترمب عن فرض أكبر الحواجز التجارية منذ أكثر من 100 عام، الأسبوع الماضي.

كما أشار ديمون إلى إمكانية حدوث رد فعل من دول أخرى، وقال إن الرسوم الجمركية قد تؤثر على الثقة الاقتصادية، والاستثمارات، وتدفقات رأس المال، وأرباح الشركات، والدولار. وأضاف: «كلما جرى حل هذه القضية بسرعة، كان ذلك أفضل؛ لأن بعض الآثار السلبية تتراكم مع مرور الوقت ويصعب عكسها».

ديمون، الذي يتدخل عادةً في السياسات الحكومية، وكان قد جرت استشارته من قِبل المسؤولين في أوقات الأزمات، أكد أن الرسوم الجمركية تثير أيضاً تساؤلات حول اتجاه أسعار الفائدة. وبينما انخفضت الفائدة مؤخراً بسبب ضعف الدولار، فإن احتمالية تباطؤ النمو وتراجع شهية المخاطرة قد تؤدي إلى زيادة الفائدة، مشيراً إلى الركود التضخمي في السبعينات.

وأوضح ديمون أن التوقعات لنمو أميركي معتدل، والمعروف بهبوط ناعم، قد تتعرض أيضاً للخطر. وأضاف: «ندخل هذه الفترة من عدم اليقين بأسعار عالية للأسهم والديون، حتى بعد الانخفاض الأخير... ولا تزال الأسواق تُسعِّر الأصول على افتراض أننا سنواصل الهبوط الناعم. لكنني لستُ متأكداً من ذلك».


مقالات ذات صلة

«المركزي الروسي» يبقي الفائدة عند 21% مع تراجع التضخم

الاقتصاد العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)

«المركزي الروسي» يبقي الفائدة عند 21% مع تراجع التضخم

أبقى البنك المركزي الروسي سعر الفائدة الرئيسي عند 21 في المائة يوم الجمعة، في وقت بدأ فيه التضخم في التراجع.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد بنك سويسرا الوطني في برن (رويترز)

«المركزي السويسري» يحذر من تأثير التوترات التجارية العالمية على النمو

قال رئيس البنك الوطني السويسري، مارتن شليغل يوم الجمعة، بأن التحديات الاقتصادية العالمية المتزايدة ستؤثر على الأرجح على النمو الاقتصادي في سويسرا.

«الشرق الأوسط» (برن)
الاقتصاد امرأة تتسوق في متجر «سيلفريدجز» بشارع أكسفورد (أرشيفية - رويترز)

مبيعات التجزئة البريطانية تسجل أفضل أداء منذ 2021

أفاد تجار التجزئة البريطانيون بتحقيق أفضل بداية سنوية لهم منذ عام 2021، في تطور قد يشكِّل دفعةً مؤقتةً للاقتصاد، وسط ضغوط متزايدة ناجمة عن ارتفاع الفواتير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية كثير من سكان إسطنبول يمضون ليلتهم في العراء خوفاً من العودة إلى منازلهم (أ.ب)

كابوس زلزال الـ13 ثانية يخيم «نفسياً» على سكان إسطنبول وقلق من المقبل

لا يزال آلاف من سكان إسطنبول يعيشون حالة الرعب من كابوس الـ13 ثانية للزلزال القوي الذي ضرب المدينة الكبرى بالبلاد، وبلغت شدته 6.2 على مقياس ريختر.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد د. جهاد أزعور يتحدث على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدولي في واشنطن (من موقع الصندوق على «إكس»)

صندوق النقد يتوقع نمو الاقتصاد المصري 4.3% العام المقبل

قال مدير الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، جهاد أزعور، إن معدل النمو المتوقع للاقتصاد المصري سيصل إلى 3.8 في المائة في السنة المالية الحالية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رئيس «طيران الإمارات»: متفائل بمستقبل القطاع... وفتح الأجواء السورية يُعزز آفاق الحركة الجوية

الشيخ أحمد بن سعيد خلال المؤتمر الصحافي في معرض «سوق السفر العربي» (إ.ب.أ)
الشيخ أحمد بن سعيد خلال المؤتمر الصحافي في معرض «سوق السفر العربي» (إ.ب.أ)
TT
20

رئيس «طيران الإمارات»: متفائل بمستقبل القطاع... وفتح الأجواء السورية يُعزز آفاق الحركة الجوية

الشيخ أحمد بن سعيد خلال المؤتمر الصحافي في معرض «سوق السفر العربي» (إ.ب.أ)
الشيخ أحمد بن سعيد خلال المؤتمر الصحافي في معرض «سوق السفر العربي» (إ.ب.أ)

شدَّد الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى والرئيس التنفيذي لـ«طيران الإمارات» والمجموعة، عن تفاؤله بمستقبل قطاع الطيران خلال عام 2025 وما بعده، مؤكداً أن التحديات العالمية مستمرة، لكنها لن توقف خطط التوسع والنمو، في إشارة إلى تأثير التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وأشار الشيخ أحمد بن سعيد إلى أن فتح المجال الجوي السوري أمام الحركة الجوية يُمثل خطوة إيجابية ستُسهم في تحسين مسارات الرحلات، وتقليل مدة التشغيل لشركات الطيران، ومنها «طيران الإمارات».

وفي تصريحات صحافية على هامش فعاليات معرض «سوق السفر العربي»، قال الشيخ أحمد بن سعيد إن العالم لن يخلو من التحديات، مشيراً إلى التغيرات السياسية والأحداث العالمية مثلما حدث مؤخراً في إسبانيا والبرتغال وفرنسا من انقطاع الكهرباء، ما يفرض على الشركات اتخاذ إجراءات احترازية للتعامل مع المتغيرات.

وأضاف: «أنا متفائل عموماً بمستقبل القطاع خلال 2025 و2026، رغم التحديات. التعامل مع التعريفات أو الأوضاع التشغيلية يجب أن يكون مبنياً على تطورات واقعية وليس على توقعات مبكرة، ونحن دائماً نعمل بخطط مدروسة للتعامل مع أي مستجدات».

خطط تسليمات الطائرات

وأكد الرئيس الأعلى والرئيس التنفيذي لـ«طيران الإمارات» أن الشركة تسلّمت بالفعل 4 طائرات من طراز «إيرباص A350»، مشيراً إلى أن الشركة تُخطط لتسلم بين 15 و18 طائرة من الطراز نفسه بحلول نهاية العام الحالي.

وقال: «الوجهات المخصصة لهذه الطائرات قد أُعلن عنها، والخطة التوسعية تستهدف رفع عدد المقاعد في الدرجة السياحية الخاصة بشكل كبير. وحالياً، نخطط لرفع الطاقة الاستيعابية في هذه الدرجة من مليوني مقعد إلى 4 ملايين بحلول 2026»، موضحاً أن الولايات المتحدة الأميركية تستحوذ على الحصة الأكبر من المقاعد، تليها أستراليا ونيوزيلندا وأوروبا وعدد من الوجهات الأخرى.

توقيع طلبيات جديدة في معرض الطيران

وحول احتمالية إعلان «طيران الإمارات» عن طلبات طائرات جديدة خلال المعرض، قال: «من الممكن ذلك، ولكن القرار يعتمد على ظروف السوق. نحن في تواصل دائم مع المصنعين، ولن نتوقف عن دراسة الخيارات المتاحة».

فتح الأجواء السورية

وعن وجهة نظره في فتح المجال الجوي السوري والحركة بين الإمارات وسوريا، قال الشيخ أحمد بن سعيد: «القرار اتُّخذ بين حكومة البلدين، ولكن تفعيل الرحلات يعتمد على استكمال الاستعدادات المتعلقة بسلامة وأمن المطارات، وأيضاً بتأمين التغطية التأمينية المطلوبة»، مؤكداً أن فتح الأجواء سيوفر وقتاً وتكلفة على شركات الطيران، ما سيسهم في تحسين كفاءة التشغيل.

شراء طائرات «بوينغ» المخصصة للصين

وعن إمكانية شراء طائرات «بوينغ» كانت مخصصة للصين، أوضح الشيخ أحمد أن المسألة ليست بالسهولة المتوقعة؛ نظراً لأن تجهيزات الطائرات مصممة خصيصاً للسوق الصينية، ما يتطلب تعديلات مكلفة. وأضاف: «في هذه الحالة، قد يكون من الأفضل شراء طائرات جديدة بدلاً من تحمل تكلفة إعادة تجهيز الطائرات».

نتائج مالية إيجابية

وكشف الرئيس الأعلى والرئيس التنفيذي لـ«طيران الإمارات» والمجموعة أن نتائج السنة المالية المنتهية ستكون أفضل من العام السابق مع تحقيق نمو مزدوج في الأرباح، مشيراً إلى أن الظروف ساعدت في ذلك، خصوصاً من ناحية انخفاض أسعار الوقود وتحسن أداء الشحن الجوي.

وأوضح أن «طيران الإمارات» تتعامل بشكل يومي مع تقلبات أسعار الصرف، عبر فريق متخصص من القسم المالي، عاداً المرونة في التعامل مع هذه التغيرات ضرورية للحفاظ على استقرار العمليات.

وفيما يتعلّق بالشراكات التي وقعتها المجموعة، قال الشيخ أحمد: «كثير من الاتفاقات التجارية التي أبرمت مؤخراً كان لها أثر إيجابي على تنوع الوجهات وخدمة المسافرين، وننظر دائماً إلى هذه الشراكات بوصفها جزءاً من خطتنا لدعم نمو الشبكة».

تحديات تسليمات الطائرات وتأثيرها على الخطط

وحول التأخير في تسليم الطائرات، خصوصاً لطيران «فلاي دبي»، أشار إلى أن الشركة تتوقع تسلم نحو 12 طائرة جديدة بنهاية العام الحالي، مشدداً على أهمية استمرار تسلم الطائرات الجديدة لدعم خطط التوسع المستقبلي.

وفي ختام تصريحاته، أكد أن مراجعة خطط الأساطيل تتم بشكل مستمر وفقاً لاحتياجات السوق والتطورات الاقتصادية، مع الحفاظ على خطط تحديث وصيانة الطائرات لضمان كفاءة العمليات واستمرارية النمو.