بريطانيا تأمل في إلغاء الرسوم الجمركية الأميركية من خلال اتفاق اقتصادي

وزير الأعمال البريطاني جوناثان رينولدز في داونينغ ستريت (رويترز)
وزير الأعمال البريطاني جوناثان رينولدز في داونينغ ستريت (رويترز)
TT
20

بريطانيا تأمل في إلغاء الرسوم الجمركية الأميركية من خلال اتفاق اقتصادي

وزير الأعمال البريطاني جوناثان رينولدز في داونينغ ستريت (رويترز)
وزير الأعمال البريطاني جوناثان رينولدز في داونينغ ستريت (رويترز)

قال وزير الأعمال البريطاني، جوناثان رينولدز، يوم الثلاثاء، إن بريطانيا لا تزال تأمل في إلغاء أي رسوم جمركية فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب قريباً، إذا تمكن الجانبان من الاتفاق على إطار عام لشراكة اقتصادية جديدة.

وكانت بريطانيا قد سعت إلى تجنب خطة ترمب العالمية للرسوم الجمركية، من خلال عرضها تعزيز التعاون مع واشنطن في مجالات مثل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. لكن وزير الأعمال البريطاني، جوناثان رينولدز، قال إن ترمب يبدو الآن راغباً في فرض رسوم جمركية على كل دولة قبل مناقشة الإعفاءات الفردية. وأعرب عن أمله في إلغاء هذه الرسوم، المقرر الإعلان عنها يوم الأربعاء، بمجرد اتفاق الجانبين على الشروط. وقال لـ«بي بي سي»: «أعتقد أن إطار الاتفاق جاهز بالتأكيد. يمكننا توقيع بنود الاتفاقية، ثم مناقشة التفاصيل خلال إطار زمني محدد يرضي الولايات المتحدة مستقبلاً. إن استعداد الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق مع الدول هو قرار يعود للولايات المتحدة، لكنني أعتقد أن العمل الذي قمنا به جعل ذلك ممكناً».

ووصف رئيس الوزراء كير ستارمر المحادثات، بأنها «متقدمة جداً».

وعلى عكس الاتحاد الأوروبي والاقتصادات الكبرى الأخرى، لم ترد بريطانيا على الرسوم الجمركية الأميركية. وأشار رينولدز مجدداً إلى أن لندن ستحاول تجنب التصعيد، قائلاً إن الشركات البريطانية تدعم «نهجها الهادئ».

لمسة خفيفة

كجزء من الاتفاق، درست الحكومة تخفيف تأثير ضريبة الخدمات الرقمية على شركات التكنولوجيا، حيث ادعى ترمب أنها تمييزية ضد الشركات الأميركية.

كما اعتمدت بريطانيا لمسة خفيفة على تنظيم الذكاء الاصطناعي، وهو أكثر انسجاماً مع الولايات المتحدة منه مع الاتحاد الأوروبي، وهي سياسة مصممة لجذب استثمارات شركات التكنولوجيا الكبرى والمستثمرين الدوليين.

تُعدّ بريطانيا ثالث أكبر سوق للذكاء الاصطناعي عالمياً، بعد الولايات المتحدة والصين فقط. وهي موطن لشركات مثل DeepMind، المملوكة لشركة «غوغل»، وBenevolentAI.

لكن رينولدز صرّح بوجود خطوط حمراء في المفاوضات، مُسلّطاً الضوء على «مجالات حساسة» لن تُناقش، مثل معايير الغذاء.

وأضاف رينولدز أن لدى بريطانيا فرصة أكبر من الدول الأخرى للحصول على إعفاء، وأنه لا يزال متفائلاً بأن يُفضي الاتفاق إلى إسقاط الرسوم الجمركية في غضون أسابيع أو أشهر، قائلاً: «هذا سيكون هدفي».

وأفادت رئاسة الوزراء البريطانية بأن ستارمر وترمب ناقشا يوم الأحد «المفاوضات البناءة»، نحو ما وصفاه باتفاقية ازدهار اقتصادي بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

وعندما سُئل ستارمر من قِبل «سكاي نيوز» عما إذا كان يشعر بأن الولايات المتحدة تُخدعه، قال يوم الثلاثاء إن البلدين حليفان مقربان للغاية، وسيظلان كذلك.

وتأثرت الأسواق العالمية بخطة ترمب، التي أثارت مخاوف من تباطؤ اقتصادي. وقال ترمب إن الرسوم الجمركية ضرورية لتقليص عجز تجارة السلع العالمي البالغ 1.2 تريليون دولار. وقال رينولدز إنه من غير الممكن تحديد إطار زمني لإمكانية حدوث أي تراجع، لكنه حذّر من أن لندن ستضطر إلى النظر في فرض رسوم جمركية انتقامية إذا طال أمد ذلك. وأضاف: «كلما طال أمد عدم وجود حل محتمل لهذه المسألة، كلما اضطررنا إلى إعادة النظر في موقفنا».


مقالات ذات صلة

انكماش متزايد بقطاع التصنيع الأميركي خلال أبريل

الاقتصاد الروبوتات المستقلة تجمّع سيارة من طراز «إكس» في منشأة تصنيع «بي إم دبليو» بولاية كارولينا الجنوبية (رويترز)

انكماش متزايد بقطاع التصنيع الأميركي خلال أبريل

انكمش قطاع التصنيع الأميركي بشكل أكبر في أبريل (نيسان) الماضي، مع استمرار تأثير الرسوم الجمركية على السلع المستوردة، مما فاقم الضغوط على سلاسل التوريد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد عمال مصنع يشغلون مكابس آلية في شركة «أبيبا كندا» (رويترز)

انكماش حاد للتصنيع الكندي في أبريل بسبب ضبابية التجارة الأميركية

انكمش نشاط قطاع التصنيع في كندا خلال شهر أبريل (نيسان) بأسرع وتيرة منذ الموجة الأولى لجائحة «كوفيد - 19»، في ظل حالة عدم اليقين التي تكتنف السياسات التجارية.

«الشرق الأوسط» (تورونتو )
الاقتصاد أشخاص يصطفون أمام مركز التوظيف في كنتاكي للحصول على إعانات البطالة (أرشيفية - رويترز)

ارتفاع طلبات إعانة البطالة الأميركية أكثر من المتوقع

ارتفع عدد الأميركيين المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة أكثر من المتوقع خلال الأسبوع الماضي، في إشارة محتملة إلى تصاعد عمليات تسريح العمال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد عمال يُسوّون خليطاً مصبوباً في مصنع «آيس ستون» لأسطح الزجاج المعاد تدويره بنيويورك (رويترز)

تباطؤ في تسريح العمالة بأميركا خلال أبريل

تراجعت عمليات تسريح العمالة المُعلنة من قبل أصحاب العمل الأميركيين خلال أبريل إلا أن الشركات واصلت ترددها في تعزيز التوظيف وسط غموض يكتنف التوقعات

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شعارات «أمازون» و«أبل» و«فيسبوك» و«غوغل» في صورة مركبة (رويترز)

الذكاء الاصطناعي ينعش أرباح عمالقة التكنولوجيا رغم تحديات الرسوم

تتباين حظوظ الشركات التكنولوجية الكبرى في مشهد الأعمال سريع التغير، حيث يُغذّي الطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي النمو في مجالات الإعلانات السحابية، والرقمية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«السيادي» السعودي يجمع 1.25 مليار دولار من صكوك دولية


مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (رويترز)
مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (رويترز)
TT
20

«السيادي» السعودي يجمع 1.25 مليار دولار من صكوك دولية


مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (رويترز)
مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (رويترز)

أعلن «صندوق الاستثمارات العامة» إتمام تسعير طرحه لصكوك بقيمة 1.25 مليار دولار (ما يعادل 4.7 مليار ريال تقريباً)، وسيتم توجيه عائدات الطرح المقوّم بالدولار لأغراض الصندوق العامة.

ووفق بيان صادر عن «السيادي» السعودي، تجاوزت نسبة التغطية 6.5 ضعف إجمالي الإصدار، في حين وصل المجموع الكلي لطلبات الاكتتاب إلى أكثر من 9 مليارات دولار (ما يعادل 33.7 مليار ريال تقريباً).

ويبلغ أجل الصكوك في هذا الطرح سبع سنوات، وستُدرج في سوق الأوراق المالية الدولية في بورصة لندن ضمن برنامج الصكوك الدولية لـ«صندوق الاستثمارات العامة».

وذكرت «رويترز» أن «صندوق الاستثمارات العامة» تمكن من خفض توجيه السعر إلى 110 نقاط أساس فوق سندات الخزانة الأميركية من 140 نقطة أساس.

وقال مدير الأسواق العامة في الإدارة العامة للتمويل الاستثماري العالمي في الصندوق، أحمد الربيعان، إن «هذا الطلب المرتفع من قبل المستثمرين الدوليين على طرح الصكوك الجديد، يعكس قوة التصنيف الائتماني لـ(صندوق الاستثمارات العامة)، ودوره الأساسي كمحرك للتحول الاقتصادي في المملكة. يشكّل الطرح استمراراً لاستراتيجية الصندوق التمويلية القوية والمتنوعة التي تحظى بدعم كبير من المستثمرين الدوليين».

وتشمل استراتيجية «صندوق الاستثمارات العامة» التمويلية طويلة الأجل مجموعة متنوعة من الأدوات التمويلية، بما في ذلك برنامجا الصكوك والسندات، إلى جانب تمويل بهيكلية المرابحة وتسهيلات ائتمانية دوّارة.

وكانت آخر مرة استغل فيها «صندوق الاستثمارات العامة» أسواق الديون في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث جمع 4 مليارات دولار من صفقة مكونة من شريحتين.

ويحمل الصندوق تصنيفاً ائتمانياً عند الفئة «إيه إيه 3» مع نظرة مستقبلية «مستقرة» من وكالة التصنيف الائتماني العالمية «موديز»، كما يحمل تصنيفاً من فئة «إيه +» من وكالة «فيتش» مع نظرة «مستقرة».