الروبية قرب أدنى مستوياتها منذ 1998... و«المركزي الإندونيسي» يتأهب لدعمها

موظف بمكتب صرافة يُسلّم أوراقاً نقدية إندونيسية لعميل في جاكرتا (أرشيفية-رويترز)
موظف بمكتب صرافة يُسلّم أوراقاً نقدية إندونيسية لعميل في جاكرتا (أرشيفية-رويترز)
TT
20

الروبية قرب أدنى مستوياتها منذ 1998... و«المركزي الإندونيسي» يتأهب لدعمها

موظف بمكتب صرافة يُسلّم أوراقاً نقدية إندونيسية لعميل في جاكرتا (أرشيفية-رويترز)
موظف بمكتب صرافة يُسلّم أوراقاً نقدية إندونيسية لعميل في جاكرتا (أرشيفية-رويترز)

أعلن البنك المركزي الإندونيسي استعداده للتدخل لدعم الروبية الإندونيسية، التي استقرت، يوم الأربعاء، قرب أدنى مستوياتها منذ عام 1998، رغم تأكيد المسؤولين أن معنويات السوق إيجابية، وأن الأسس الاقتصادية قوية.

وأوضح فترا جوسديمان، مدير إدارة الأصول النقدية والأوراق المالية ببنك إندونيسيا، أن معنويات الأسواق المحلية للأسهم والسندات وسوق الصرف الأجنبي تبدو إيجابية، وفق «رويترز».

وفيما يتعلق بالتدخل، لم يُصرح جوسديمان بما إذا كان البنك المركزي قد تدخّل، يوم الأربعاء، لكنه أكد أن بنك إندونيسيا يراقب السوق من كثب، وهو مستعد للتدخل لحماية قيمة الروبية، إذا لزم الأمر.

كانت الروبية قد تراجعت، يوم الثلاثاء، إلى ما يزيد عن 16600 روبية للدولار، مسجلة أدنى مستوياتها منذ الأزمة المالية الآسيوية في عام 1998.

وبحلول الساعة 07:38 (بتوقيت غرينتش)، يوم الأربعاء، بلغ سعر صرف الروبية الإندونيسية 16585 روبية للدولار، وفقاً للبيانات الصادرة عن بورصة لندن للأوراق المالية.

من جهته، قال سوليكين جوهرو، رئيس قسم السياسات الاحترازية الكلية ببنك إندونيسيا، إن الاقتصاد الإندونيسي لا يزال يتمتع بمرونة قوية، مشيراً إلى نمو اقتصادي يقارب 5 في المائة، وانخفاض معدل التضخم، وسهولة إدارة القروض الأجنبية. وأضاف: «نحن في وضع جيد في الأساس»، مؤكداً أن إندونيسيا، الآن، «أكثر مرونة بكثير»، مقارنةً بما كانت عليه خلال الأزمة المالية الآسيوية في 1998.

وخسرت الروبية 3 في المائة من قيمتها مقابل الدولار، هذا العام، مما جعلها أسوأ العملات الآسيوية أداءً، مما دفع البنك المركزي إلى التدخل في السوق بانتظام؛ لكبح جماح الانخفاضات.

وفي تصريح منفصل، أكد كبير وزراء الاقتصاد الإندونيسي، إيرلانغا هارتارتو، أن الأسس الاقتصادية للبلاد لا تزال قوية، رغم تراجع قيمة الروبية.


مقالات ذات صلة

​بكين تتحدى منطق واشنطن التصعيدي... بأدوات القوة الصامتة

الاقتصاد علمان أميركي وصيني أمام ورقتي دولار ويوان تحمل كل منهما صورة بنجامين فرنكلين وماو تسي تونغ (رويترز)

​بكين تتحدى منطق واشنطن التصعيدي... بأدوات القوة الصامتة

منذ أن أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترمب شرارة الحرب التجارية ضد الصين في عام 2018 شهد العالم تصاعداً مستمراً في التوترات الاقتصادية بين أكبر قوتين اقتصاديتين

هدى علاء الدين (بيروت)
الاقتصاد أوراق نقدية من اليوان الصيني والدولار الأميركي (د.ب.أ)

التوتر التجاري يعيد اليوان إلى مستويات «الأزمة المالية العالمية»

انخفض اليوان الصيني يوم الخميس، إلى أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ الأزمة المالية العالمية أواخر 2007.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد شخص يعرض دولارات أميركية في متجر لصرف العملات في مانيلا بالفلبين (رويترز)

الدولار يتراجع أمام معظم العملات بعد قرار ترمب المفاجئ بتعليق الرسوم

انخفض الدولار مقابل كل من عملات الملاذ الآمن والعملات عالية المخاطر مع محاولة المتعاملين تحديد مواقعهم بعد الإعلان المفاجئ للرئيس الأميركي بتعليق الرسوم

«الشرق الأوسط» (طوكيو - لندن )
الاقتصاد عملات ورقية من الدولار الأميركي واليوان الصيني (أ.ف.ب)

ترمب يتهم الصين بالتلاعب بعملتها لتعويض أثر الرسوم

اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الصين بالتلاعب بعملتها، لتعويض أثر الرسوم الجمركية الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن-بكين)
الاقتصاد أوراق نقدية من فئة 100 دولار أميركي (رويترز)

مخاوف الرسوم الأميركية تُضعف الدولار

انخفض الدولار بشكل حاد أمام العملات الآمنة واليورو، وسط قلق المستثمرين بشأن التأثير الاقتصادي للرسوم الجمركية الأميركية، التي أثارت مخاوف في أسواق الأسهم.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

لماذا ترتفع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية؟

سبائك ذهبية معروضة لدى أحد تجار الذهب بالحي الصيني في بانكوك (أ.ف.ب)
سبائك ذهبية معروضة لدى أحد تجار الذهب بالحي الصيني في بانكوك (أ.ف.ب)
TT
20

لماذا ترتفع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية؟

سبائك ذهبية معروضة لدى أحد تجار الذهب بالحي الصيني في بانكوك (أ.ف.ب)
سبائك ذهبية معروضة لدى أحد تجار الذهب بالحي الصيني في بانكوك (أ.ف.ب)

أدت الاضطرابات التجارية التي نجمت عن تعريفات جمركية باهظة فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إلى ارتفاع قياسي لأسعار الذهب الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه ملاذ استثماري آمن.

وسجّل المعدن الثمين، الجمعة، أعلى مستوى له على الإطلاق في التداولات ببلوغه 3227.51 دولار للأونصة، وقد حقّق منذ بداية العام مكاسب تخطّت نسبتها 20 في المائة.

فلماذا يقبل المستثمرون بقوة على الذهب عندما تتّسم الظروف الاقتصادية بالصعوبة؟

مع بلوغ أسعار المعدن الثمين مستويات قياسية، شرحت «وكالة الصحافة الفرنسية» سبب بقائه ملاذاً استثمارياً موثوقاً به.

مكاسب إضافية

يقول كبير خبراء شؤون المعادن في منصة التداول «كينيسيس ماني»، فرانك واتسون، في تصريح للوكالة الفرنسية: «إلى الآن ما تزال سبائك المعدن الثمين معفاة من التعريفات الجمركية الأميركية، قد يكون ذلك مردّه عدم اعتبارها منتجات صناعية أساسية».

ترمي التعريفات التي فرضها ترمب إلى دعم الإنتاج الأميركي وتقليص العجز في الميزان التجاري للولايات المتحدة، وهو ما لن يحقّقه فرض رسوم ضريبية على الذهب.

بعد ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية في مطلع أبريل (نيسان) حين أطلق ترمب تعريفاته المتبادلة، باع مستثمرون المعدن للحصول على السيولة اللازمة في خضم تدهور للبورصات.

هذا الأمر أضعف الذهب لفترة وجيزة، ثم عاد ليقفز بعدها. مذّاك لم تسجل أسعار المعدن أي تراجع مع إعلان ترمب على نحو مفاجئ تعليق الرسوم الأميركية على عشرات من البلاد، في خطوة استثنى منها الصين.

تراجع الدولار

تراجعت العملة الأميركية بقوة مقابل منافساتها بعد فرض ترمب رسومه، ما عزّز جاذبية الذهب.

يقول واتسون إن الذهب «من الأصول المهمة لإدارة المخاطر التي تحتفظ بها كيانات على غرار المصارف المركزية والمؤسسات المالية والمستثمرين الأفراد».

الأسواق قلقة إزاء ما قد تحمله حرب تجارية شاملة من تداعيات على النمو، وتراهن على إعلان الاحتياطي الفيدرالي (المصرف المركزي الأميركي) خفضاً إضافياً لمعدلات الفائدة لدعم أنشطة أكبر اقتصاد في العالم.

وذلك على الرغم من أن الرسوم قد تؤدي إلى ارتفاع جديد للتضخم، وهو ما من شأنه عادة أن يدفع المصارف المركزية إلى رفع أسعار الفائدة.

تزيد توقعات كهذه بشأن تكاليف الاقتراض، الضغوط على الدولار وكذلك على السندات الحكومية الأميركية التي بدأت تفقد بعضاً من الجاذبية التي تتمتّع بها بوصفها ملاذاً آمناً.

أصل نادر وملموس

مما يعزز مكاسب الذهب هو أنه من الأصول النادرة والمادية. ففي حين أن غالبية الناس لن يمتلكوا سبيكة ذهب، فإن بإمكانهم اقتناء مجوهرات ذهبية.

يقول واضع الاستراتيجيات في مجلس الذهب العالمي جون رايدل إن «الناس يريدون أصلاً ملموساً يمكنهم اقتناؤه».

ويوضح رايدل، في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية» أن الذهب أثبت أنه من الأصول التي يسعى مستثمرون ومدّخرون لاقتنائه عند فقدان الثقة بالحكومات والمصارف، حتى وإن كان استثمارهم هذا بحد ذاته لا يعود عليهم بأرباح أو فوائد.

ويلفت واتسون إلى أن «الذهب هو (معدن) نادر جداً ولا يتآكل»، ما يجعله الأعلى قيمة على صعيد التخزين الطويل الأمد.

مساعي المصارف المركزية

يعد الذهب من الأصول التي تسعى إليها المصارف المركزية، مما يسهم في ارتفاع أسعاره من جراء ملء الخزائن بالسبائك تحوّطاً للأزمات، وفي استقرار أسعار العملات واستخدامه ضمانة للقروض والتعاملات.

في عام 2024 عزّزت المصارف المركزية حول العالم احتياطياتها من الذهب بأكثر من ألف طن للعام الثالث على التوالي، وفق مجلس الذهب العالمي.

ووفق تشارلي موريس، المحلل في مجموعة الأبحاث الاستثمارية «بايت تري»، فإن «هذه الخطوة جاءت بسبب غزو أوكرانيا والمصادرة اللاحقة لاحتياطيات روسية».

بعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، تم تجميد احتياطيات عملات أجنبية يملكها المركزي الروسي خارج روسيا بموجب عقوبات دولية.

وفاقمت الحرب في أوكرانيا، ومن بعدها النزاع في غزة، حال انعدام اليقين على المستوى الجيوسياسي، ما زاد من جاذبية الذهب.