«المركزي الروسي» يُبقي الفائدة عند 21 % مع احتمال رفعها مستقبلاً

مقر البنك المركزي الروسي في موسكو (رويترز)
مقر البنك المركزي الروسي في موسكو (رويترز)
TT

«المركزي الروسي» يُبقي الفائدة عند 21 % مع احتمال رفعها مستقبلاً

مقر البنك المركزي الروسي في موسكو (رويترز)
مقر البنك المركزي الروسي في موسكو (رويترز)

أبقى البنك المركزي الروسي على سعر الفائدة الرئيسي عند 21 في المائة يوم الجمعة، متماشياً مع التوقعات، مع الإشارة إلى إمكانية رفع الفائدة مجدداً مستقبلاً، رغم انخفاض الضغوط التضخمية التي لا تزال مرتفعة.

وفي بيان رسمي، أوضح البنك: «يُقدِّر بنك روسيا أن تشديد الأوضاع النقدية المحقق يُوفر الأساس الضروري لإعادة التضخم إلى المستوى المستهدف بحلول عام 2026». وأضاف: «إذا لم يكن تباطؤ التضخم كافياً لضمان تحقيق الهدف المنشود، فإن البنك سيأخذ في الاعتبار احتمال رفع سعر الفائدة الرئيسي».

وكان جميع المحللين الـ29 الذين شاركوا في استطلاع أجرته «رويترز» هذا الأسبوع قد توقَّعوا أن يُبقي البنك المركزي سعر الفائدة دون تغيير، لمنح الاقتصاد مزيداً من الوقت للتكيف مع سياسته النقدية المتشددة.

يُذكر أن البنك المركزي رفع سعر الفائدة إلى 21 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو أعلى مستوى له منذ أوائل القرن الحادي والعشرين، وذلك في إطار جهوده لكبح التضخم، الذي لا يزال يُشكِّل التحدي الاقتصادي الأكبر لروسيا.

وفي سياق متصل، حثَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المسؤولين الاقتصاديين على تجنب تجميد الاقتصاد «كما لو كان في غرفة علاج بالتبريد» بسياساتهم النقدية المتشددة. وجاءت تصريحات بوتين خلال لقائه كبار رجال الأعمال الروس، الذين أعربوا مراراً عن معارضتهم السياسات النقدية الصارمة، عادّين أنها تُعوق الاستثمار وتحد من النمو الاقتصادي.

ويتوقَّع البنك المركزي أن يتباطأ النمو الاقتصادي إلى ما بين 1 في المائة و2 في المائة في عام 2025، انخفاضاً من 4.1 في المائة في عام 2024، نتيجةً مباشرةً لسياسته النقدية، في حين تتوقَّع الحكومة نمواً بنسبة 2.5 في المائة خلال العام ذاته.

وعلى الرغم من تباطؤ التضخم الأسبوعي، الذي يُعدّ أحد المؤشرات الرئيسة التي يراقبها البنك المركزي، وانخفاض معدل التضخم السنوي بشكل طفيف، فإنه لا يزال يتجاوز 10 في المائة، متخطياً بكثير المستهدف الرسمي للبنك عند 4 في المائة. في الوقت نفسه، وصلت توقعات التضخم لدى الأسر الروسية للعام المقبل إلى أدنى مستوياتها منذ أغسطس (آب) 2024، مما يعكس بعض التحسُّن في ثقة المستهلكين.

من ناحية أخرى، أسهم ارتفاع الروبل الروسي، الذي سجَّل مكاسب تصل إلى 28 في المائة منذ بداية العام، في الحد من التضخم من خلال تقليل تكاليف السلع المستوردة، مدفوعاً بتوقعات بتخفيف التوترات بين روسيا والولايات المتحدة، وإمكانية التوصُّل إلى تسوية سلمية في أوكرانيا.

وأشار البنك المركزي إلى أن «نمو الأسعار خلال فبراير (شباط) وأوائل مارس (آذار) كان مقيداً جزئياً بارتفاع قيمة الروبل منذ بداية العام»، مضيفاً أن «تخفيف حدة التوترات الجيوسياسية قد يكون له تأثير انكماشي إضافي على التضخم».


مقالات ذات صلة

أرباح البنوك الروسية تتراجع 17% في الربع الأول

الاقتصاد شعار بنك «في تي بي» يظهر عبر نافذة في موسكو (أرشيفية - رويترز)

أرباح البنوك الروسية تتراجع 17% في الربع الأول

تراجعت صافي أرباح البنوك الروسية بنسبة 17 في المائة خلال الربع الأول من عام 2025، لتبلغ 744 مليار روبل (9.17 مليار دولار)، وفقاً لبيانات صادرة عن البنك المركزي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد جيروم باول رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي يتحدث خلال حدث نظمه «نادي الاقتصاد» بشيكاغو في أبريل 2025 (أ.ب)

فيليروي من «المركزي الأوروبي»: باول «نموذج يُحتذى به» في استقلالية السياسة النقدية

وصف فرنسوا فيليروي، صانع السياسات في البنك المركزي الأوروبي، رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، جيروم باول، بأنه «نموذج يُحتذى به» في إدارة البنك المركزي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

رسوم ترمب تُربك السياسات النقدية وتُجبر البنوك المركزية على إعادة التموضع

تسببت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في اضطرابات واسعة بالمشهد الاقتصادي العالمي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا جانب من اجتماع «المركزي» في مقره ببنغازي مع حكومة حمّاد (الحكومة)

«المركزي» لتفكيك تعقيدات الإنفاق «المزدوج» بين حكومتي ليبيا

في لقاءين متتابعين ما بين مقري المصرف في طرابلس وبنغازي، أجرى «المركزي الليبي» مباحثات مع رئيسي الحكومتين الدبيبة، وحمّاد، تمحورت حول ضرورة ترشيد الإنفاق.

جمال جوهر (القاهرة)
الاقتصاد مؤيدون لإمام أوغلو واصلوا الاحتجاجات على اعتقاله في إسطنبول ليل الأربعاء - الخميس (د.ب.أ)

«المركزي التركي» يرفع الفائدة إلى 46 % مدفوعاً بأزمة اعتقال إمام أوغلو

تخلى البنك المركزي التركي عن دورة تيسير نقدي استمرت 3 أشهر وعاد إلى تشديد سياسته، رافعاً سعر الفائدة إلى 46 في المائة بسبب أزمة اعتقال أكرم إمام أوغلو

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

مشروعات جازان تنتظر استثمارات القطاع الخاص بمعايير محددة

منطقة جازان (واس)
منطقة جازان (واس)
TT

مشروعات جازان تنتظر استثمارات القطاع الخاص بمعايير محددة

منطقة جازان (واس)
منطقة جازان (واس)

علمت «الشرق الأوسط» أن المكتب الاستراتيجي لتطوير منطقة جازان، الواقعة جنوب السعودية، يعمل حالياً على إرساء أرضية مشتركة تنطلق منها جميع الأعمال في المشروعات التنموية بإلزام القطاع الخاص بمعايير محددة، بما يعزز الأدوار ويرفع من كفاءة الأداء في تلبية احتياجات المنطقة، وكفاءة الإنفاق، وتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد، ومعالجة أي تحديات قد تؤثر في تحقيق الأهداف التنموية. إضافة إلى تمكينها من التصدي بفاعلية أكبر للقضايا الحرجة، وفق نهج تكاملي يرسخ التنمية الشاملة والمستدامة، ويعزز كفاءة العمل المؤسسي لخدمة المدينة.

والمكتب الاستراتيجي لتطوير منطقة جازان هو أحد المكاتب الاستراتيجية التي أطلقها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، عام 2021 التي تشمل أيضاً مناطق الباحة، والجوف، بهدف تعظيم الاستفادة من المميزات النسبية والتنافسية لكل منطقة، وتطوير بيئتها الاستثمارية لتكون جاذبة للاستثمار بالشراكة مع القطاع الخاص.

وطبقاً للمعلومات، وجّه المكتب الاستراتيجي لتطوير منطقة جازان القطاع الخاص بضرورة الالتزام باتخاذ ما يلزم لضمان تنفيذ إطار تفعيل ومتابعة التنمية وفق ما أقرته اللجنة الإشرافية، وأيضاً تطبيق حوكمة المشروعات الاستراتيجية والمتميزة.

التطوير الشامل

ويرجع هذا التوجيه إلى قرار مجلس الوزراء القاضي بالموافقة على الترتيبات التنظيمية للمكتب الاستراتيجي لتطوير منطقة جازان، الذي نصت مادته الثالثة على الآتي: «يهدف المكتب إلى التخطيط والتطوير الشامل في المجالات العمرانية، والسكانية، والاقتصادية، والتنموية، والاجتماعية، والثقافية والبيئية، والنقل، والبنية الأساسية، والبنية التحتية الرقمية، وإلى توفير احتياجات المنطقة من الخدمات والمرافق العامة، وانطلاقاً مما تضمنته المادة ذاتها من مهام واختصاصات موكلة إلى المكتب الاستراتيجي».

وحددت المهام الموكلة إليه في رسم السياسات العامة لتطوير المنطقة وتنميتها، وإعداد الخطط والدراسات والمخططات الاستراتيجية الشاملة للمنطقة وبرامجها التنفيذية، والإشراف المباشر على تخطيط البرامج والمشروعات الاستراتيجية وتصميمها وتنفيذها، وما يتصل بها من أعمال التشغيل والصيانة، وأيضاً مراجعة خطط التنمية والبرامج والمشروعات ذات الصلة بعمل المكتب التي تعدها الأجهزة الحكومية والهيئات والمؤسسات العامة في المنطقة، بما يضمن تحقيق التنمية المتوازنة في المنطقة.

البنية التحتية

ومن ضمن الاختصاصات كذلك متابعة تخطيط مشروعات البنية الأساسية بالتنسيق مع الأجهزة المعنية، وترتيب أولويات تنفيذ البرامج والمشروعات بما يتفق مع خطط التنمية، ومتابعة تنفيذ البرامج والمشروعات، واتخاذ ما يلزم لضمان تنفيذها، بالتنسيق مع الأجهزة المعنية وتطبيق مؤشرات تحسين وقياس كفاية الأداء الحضري عليها في ضوء أهداف خطط التنمية المعتمدة، إلى جانب تنسيق وتنظيم الجهود بين الأجهزة ذات الصلة بتطوير المنطقة وتنميتها.

وأشار المكتب إلى المادة الرابعة من الترتيبات التنظيمية التي حددت اختصاصات اللجنة الإشرافية ومنها إقرار الخطط والدراسات والمخططات الاستراتيجية الشاملة للمنطقة وبرامجها التنفيذية، والبرامج والمشروعات المتعلقة باختصاصات ومهمات المكتب، وأيضاً خطط التنمية والبرامج والمشروعات ذات الصلة بعمل المكتب التي تعدها الأجهزة الحكومية والهيئات والمؤسسات العامة.

وأكد المكتب أن التزام القطاع الخاص بتنفيذ هذه القرارات سيسهم في توحيد الجهود بين مختلف الجهات ذات العلاقة وتعزيز التنسيق فيما بينها، وإرساء أرضية مشتركة تنطلق منها جميع أعمالها.