تباين في الأسواق الآسيوية ترقباً لقرار «الفيدرالي»

من داحل بورصة طوكيو (رويترز)
من داحل بورصة طوكيو (رويترز)
TT
20

تباين في الأسواق الآسيوية ترقباً لقرار «الفيدرالي»

من داحل بورصة طوكيو (رويترز)
من داحل بورصة طوكيو (رويترز)

شهدت الأسهم الآسيوية تبايناً، يوم الأربعاء، في ظل ترقّب المستثمرين قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة.

وأعلنت اليابان تحقيق فائض تجاري في فبراير (شباط)، مع ارتفاع الصادرات بأكثر من 11 في المائة، حيث سارع المصنّعون إلى تجاوز تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب. في الوقت نفسه، قرّر البنك المركزي الياباني الإبقاء على سعر الفائدة المرجعي دون تغيير عند 0.5 في المائة، كما كان متوقعاً، في خطوة تتماشى مع توقعات الأسواق بشأن تثبيت الفائدة أيضاً من قِبل الاحتياطي الفيدرالي، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

حركة الأسواق الآسيوية والعملات

أنهى مؤشر «نيكي 225» الياباني تعاملاته على تراجع بنسبة 0.3 في المائة، مغلقاً عند 37,751.88 نقطة، في حين ارتفع مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بنسبة 0.1 في المائة، ليصل إلى 24,770.21 نقطة. وعلى العكس، انخفض مؤشر «شنغهاي» المركب بنسبة 0.1 في المائة، ليصل إلى 3,426.43 نقطة. أما في أستراليا فقد تراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز/ إيه إس إكس 200» نسبة 0.4 في المائة ليصل إلى 7,828.30 نقطة. كما حقّق مؤشر «كوسبي» الكوري الجنوبي مكاسب بنسبة 0.6 في المائة مسجلًا 2,628.62 نقطة.

وفي أسواق العملات، ارتفع الدولار الأميركي أمام الين الياباني، ليصل إلى 149.61 ين مقارنة بـ149.28 ين في اليوم السابق، في حين سجّل اليورو انخفاضاً طفيفاً أمام الدولار، متراجعاً إلى 1.0926 دولار مقارنة بـ1.0944 دولار. يُعد تراجع قيمة الين سلاحاً ذا حدَيْن؛ فمن جهة، يضعف القوة الشرائية داخل اليابان، لكنه من جهة أخرى يعزّز أرباح المصدرين اليابانيين عند تحويل إيراداتهم الخارجية إلى الين.

ترقب قرارات «الفيدرالي» وتأثيرها في الأسواق

ينتظر المستثمرون ما سيكشف عنه «الاحتياطي الفيدرالي» بعد اجتماعه؛ إذ ستتم مراقبة توقعاته بشأن أسعار الفائدة والتضخم ومسار الاقتصاد الأميركي. وفي الوقت الحالي، يتوقع المتداولون في «وول ستريت» أن يخفّض «الفيدرالي» أسعار الفائدة مرتَيْن أو ثلاث مرات بحلول نهاية عام 2025.

وشهدت الأسواق الأميركية تراجعاً، يوم الثلاثاء، حيث انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 1.1 في المائة، ليصل إلى 5,614.66 نقطة، في حين خسر مؤشر «داو جونز» الصناعي 0.6 في المائة ليصل إلى 41,581.31 نقطة، في حين تراجع مؤشر «ناسداك» المُركب بنسبة 1.7 في المائة، ليصل إلى 17,504.12 نقطة.

وتأثرت بعض الشركات الكبرى بشكل واضح؛ حيث تراجعت أسهم «تسلا» بنسبة 5.3 في المائة بسبب انخفاض المبيعات، بالإضافة إلى المخاوف المتزايدة بشأن سياسات رئيسها التنفيذي، إيلون ماسك. كما هبطت أسهم «ألفابت»، الشركة الأم لـ«غوغل»، بنسبة 2.2 في المائة، بعد إعلانها صفقة استحواذ ضخمة على شركة الأمن السيبراني «ويز» بقيمة 32 مليار دولار، في أكبر عملية استحواذ في تاريخ الشركة الممتد لـ 26 عاماً.

ضغوط على أسهم التكنولوجيا

واصلت شركات التكنولوجيا الكبرى خسائرها، إذ هبطت أسهم «إنفيديا» بنسبة 3.3 في المائة بعد حدث «إيه آي وودستوك»، في حين تراجعت أسهم «سوبر مايكرو كمبيوتر» بنسبة 9.6 في المائة، وتراجعت أسهم «بالانتير تكنولوجيز» بنسبة 4 في المائة. ويعكس هذا الانخفاض المخاوف المتزايدة بشأن تقييمات هذه الأسهم بعد فترة من المكاسب القوية التي قادتها موجة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي.

الرسوم الجمركية وتعقيدات قرارات «الفيدرالي»

مع استمرار ترمب في إعلان رسوم جمركية جديدة، تزايدت المخاوف من أن تؤدّي هذه السياسات إلى تقليص إنفاق الأسر والشركات الأميركية، مما قد يُلقي بظلاله على الاقتصاد.

ويضع هذا «الفيدرالي» أمام معضلة معقّدة؛ إذ إن خفض أسعار الفائدة قد يساعد في دعم الاقتصاد، لكنه في المقابل قد يغذّي ارتفاع التضخم، وهو أمر بدأ المستهلكون الأميركيون بالفعل الاستعداد له، خصوصاً في ظل التأثير المتوقع للرسوم الجمركية الجديدة.


مقالات ذات صلة

صناديق الأسهم العالمية تجتذب 35.4 مليار دولار في أسبوع

الاقتصاد متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ ب)

صناديق الأسهم العالمية تجتذب 35.4 مليار دولار في أسبوع

اجتذبت صناديق الأسهم العالمية تدفقات كبيرة خلال الأسبوع المنتهي في 26 مارس (آذار)، مستفيدةً من موجة تفاؤل أولية بأن إدارة ترمب ستطبق الرسوم بشكل انتقائي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (أ.ب)

«وول ستريت» تترقب بحذر إعلان ترمب عن الرسوم الجمركية

قد يُبدد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب المقرر في الثاني من أبريل بشأن سياسة التعريفات الجمركية حالة الضبابية التي خيمت على الأسواق المالية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد متداولو الأسهم في بورصة فرانكفورت (أ.ب)

الأسهم الأوروبية تُنهي الأسبوع على خسائر بفعل مخاوف الحرب التجارية

اختتمت الأسهم الأوروبية تعاملاتها يوم الجمعة على انخفاض، لتواصل تراجعها في ظل تصاعد المخاوف بشأن التداعيات الاقتصادية العالمية للحرب التجارية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد امرأة تمر بجانب لوحة إلكترونية تعرض مؤشر «نيكي 225» في بورصة طوكيو (أ ف ب)

مخاوف الحرب التجارية تدفع الأسهم الآسيوية إلى الانخفاض

انخفضت الأسهم الآسيوية يوم الجمعة، مدفوعةً بعمليات بيع مكثفة في كوريا الجنوبية واليابان، حيث أثارت أحدث الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد أحد المستثمرين يراقب شاشة الأسهم  في السوق المالية السعودية (أ.ف.ب)

السوق السعودية تسجل أعلى إغلاق في رمضان وتنهي تداولات الشهر مرتفعة

سجل مؤشر السوق السعودية أعلى مستوياته في شهر رمضان، وأغلق مرتفعاً في آخر جلسة قبل توقف التعاملات لإجازة العيد حتى 6 أبريل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

اتفاق تجاري أميركي هندي في الأفق من دون مؤشرات إلى إعفاء جمركي

أشخاص يسيرون في سوق مزدحمة بالأحياء القديمة - دلهي بالهند (رويترز)
أشخاص يسيرون في سوق مزدحمة بالأحياء القديمة - دلهي بالهند (رويترز)
TT
20

اتفاق تجاري أميركي هندي في الأفق من دون مؤشرات إلى إعفاء جمركي

أشخاص يسيرون في سوق مزدحمة بالأحياء القديمة - دلهي بالهند (رويترز)
أشخاص يسيرون في سوق مزدحمة بالأحياء القديمة - دلهي بالهند (رويترز)

اتفقت الهند والولايات المتحدة على إنجاز الشريحة الأولى من اتفاق تجاري بينهما هذه السنة، من غير أن ترد أي مؤشرات إلى احتمال إعفاء المنتجات الهندية المستوردة من الرسوم الجمركية الأميركية.

وأجرى البلدان هذا الأسبوع في نيودلهي محادثات حول المسائل التجارية، قبل بضعة أيام من دخول الرسوم الجمركية المشددة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب حيز التنفيذ في الثاني من أبريل (نيسان)، ومن ضمنها رسوم على المنتجات الهندية.

وتعتمد الهند سياسات حمائية وتسجل فائضاً في ميزانها التجاري مع الولايات المتحدة، مما يجعلها عرضة لتدابير قد تفرضها عليها إدارة ترمب.

كما أن الهند معنية بالرسوم الجمركية بنسبة 25 في المائة التي تعتزم واشنطن فرضها على الدول التي تشتري النفط من فنزويلا.

وأعلنت وزارة التجارة الهندية في بيان مساء السبت أن ممثلي البلدين «توصلا بصورة عامة إلى توافق حول المراحل المقبلة للتوصل إلى اتفاق تجاري ثنائي ذي فائدة متبادلة ويشمل عدة قطاعات، مع هدف إنجاز الشريحة الأولى منه بحلول خريف 2025».

وتابع البيان أن البلدين بحثا «تكثيف التعاون الثنائي في مجالات ذات أولوية، ولا سيما تسهيل الوصول إلى السوق وخفض الحواجز الجمركية وغير الجمركية، وتعزيز دمج سلاسل الإمداد».

لكن البيان لم يذكر أي إجراء ملموس فيما يتعلق بالرسوم الجمركية الأميركية التي تدخل حيز التنفيذ الثلاثاء.

وأوردت وكالة «إنديا رايتينغز أند ريسيرتش» للتصنيف الائتماني أن هذه الرسوم قد تطال ما يصل إلى 7.3 مليار دولار من الصادرات الهندية إلى الولايات المتحدة خلال السنة المالية المقبلة.

وأبدت القوة الاقتصادية الخامسة في العالم، بوادر حسن نية تجاه واشنطن في الأسابيع الأخيرة، ولا سيما من خلال خفض الرسوم على بعض المنتجات الأميركية مثل الدراجات النارية الفاخرة وويسكي البوربون.

وأفادت بعض وسائل الإعلام الهندية أن الحكومة قد تعرض إلغاء رسوم مفروضة على الخدمات عبر الإنترنت مثل الدعايات، أو الحد من الرسوم الجمركية على السيارات والإلكترونيات والخدمات الطبية.

وبعدما وصف ترمب الهند بأنها «من الدول التي تفرض أعلى رسوم جمركية في العالم»، ألمح إلى أن «الأمر سيسير على ما يرام» مع نيودلهي.