قالت 4 مصادر مطلعة إن روسيا تستخدم العملات المشفرة في تجارتها النفطية مع الصين والهند؛ للالتفاف على العقوبات الغربية.
ولم يسبق أن أشارت تقارير إلى استخدام روسيا العملات المشفرة في تجارة النفط، رغم أنها تشجع علناً على استخدامها، وسنَّت قانوناً الصيف الماضي، يسمح بالدفع بالعملات الرقمية في التجارة الدولية.
وذكرت المصادر أن بعض شركات النفط الروسية تستخدم البتكوين والإيثر والعملات المستقرة مثل «تيثر» لتسهيل تحويل اليوان الصيني والروبية الهندية إلى الروبل الروسي، مضيفة أن هذا جزء صغير لكنه متنامٍ من إجمالي تجارة النفط الروسية، الذي بلغ 192 مليار دولار العام الماضي وفقاً لـ«وكالة الطاقة الدولية». ورفضت كل المصادر الكشف عن أسمائها لدى حديثها لـ«رويترز» نظراً لحساسية الأمر.
وساعدت العملات المشفرة بالفعل الدول الخاضعة للعقوبات الأميركية، مثل إيران وفنزويلا، على الحفاظ على دوران اقتصاداتها رغم تجنب استخدام الدولار، وهو العملة المفضَّلة في المعاملات بسوق النفط العالمية.
وجاء التحرك الروسي بعدما سارعت فنزويلا لاستخدام العملات الرقمية في صادرات النفط الخام والوقود عقب فرض الولايات المتحدة عقوبات عليها من جديد.
وقال مصدر خامس، وهو باحث في شركة تحقيقات تتعقب استخدام العملات المشفرة للالتفاف على العقوبات طلب عدم نشر اسمه أيضاً بسبب اتفاقية عدم الإفصاح، إن روسيا وضعت مجموعة متنوعة من الأنظمة وإن «تيثر» ليس إلا واحداً منها. ولم يرد البنك المركزي الروسي على طلب للتعليق. وكان قد قال العام الماضي إن تأخير السداد؛ بسبب العقوبات أصبح تحدياً كبيراً أمام الاقتصاد الروسي.
وذكر أحد المصادر الأربعة أن روسيا ستستمر على الأرجح في استخدام العملات المشفرة في تجارة النفط حتى في حالة رفع العقوبات وإمكانية استخدام الدولار مجدداً لأنها أداة سهلة تُسهم في تسريع العمليات.
وفي الأسواق، انتعشت أسعار النفط، يوم الجمعة، لتعوض بعض خسائرها التي تجاوزت 1 في المائة في الجلسة السابقة مدعومة بتضاؤل احتمالات إنهاء سريع للحرب في أوكرانيا.
وبحلول الساعة 04:06 بتوقيت غرينتش، ازدادت العقود الآجلة لخام برنت 46 سنتاً، أو 0.7 في المائة، لتصل إلى 70.34 دولار للبرميل، بعد أن انخفضت 1.5 في المائة في الجلسة السابقة.
وبلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 67.03 دولار للبرميل، بارتفاع 48 سنتاً، أو 0.7 في المائة، بعد أن أغلق منخفضاً 1.7 في المائة، الخميس.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الخميس، إن موسكو تدعم «من حيث المبدأ» الاقتراح الأميركي لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، لكنه طلب توضيحات وشروطاً بدا أنها تستبعد إنهاءً سريعاً للقتال.
وقال توني سيكامور، محلل الأسواق في «آي.جي»: «إن الدعم الروسي الفاتر لمقترح وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً مع أوكرانيا قد قلل من الثقة في وقف إطلاق النار على المدى القصير». وأضاف قائلاً: «هناك شعور بأن الولايات المتحدة لن ترفع العقوبات حتى تتفق على وقف إطلاق النار».
ومع ذلك، تتصاعد حرب التجارة العالمية التي هزت الأسواق المالية وأثارت مخاوف الركود، مع تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم الخميس بفرض رسوم جمركية بنسبة 200 في المائة على واردات النبيذ والمشروبات الكحولية الأخرى من أوروبا.
وحذَّرت «وكالة الطاقة الدولية»، يوم الخميس، من أن المعروض العالمي من النفط قد يتجاوز الطلب بنحو 600 ألف برميل يومياً هذا العام؛ بسبب النمو الذي تقوده الولايات المتحدة والطلب العالمي الأضعف من المتوقع.
وقالت الوكالة إن «ظروف الاقتصاد الكلي التي تدعم توقعاتنا للطلب على النفط تدهورت خلال الشهر الماضي مع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وكثير من الدول الأخرى»، مما دفعها إلى خفض تقديراتها لنمو الطلب للرُّبع الرابع من عام 2024 والرُّبع الأول من عام 2025.