معهد ألماني: رسوم الصلب والألمنيوم ستضر أميركا أكثر من أوروبا

لفائف من الحديد الصلب بأحد المصانع (رويترز)
لفائف من الحديد الصلب بأحد المصانع (رويترز)
TT
20

معهد ألماني: رسوم الصلب والألمنيوم ستضر أميركا أكثر من أوروبا

لفائف من الحديد الصلب بأحد المصانع (رويترز)
لفائف من الحديد الصلب بأحد المصانع (رويترز)

أشارت تقديرات معهد كيل للاقتصاد العالمي (آي إف دبليو كيل) الألماني، إلى أن الرسوم الجمركية الأميركية المزمع فرضها على واردات الصلب والألومنيوم ستؤثر سلباً في الاقتصاد الأميركي أكثر من تأثيرها في اقتصاد الاتحاد الأوروبي.

وأفاد المعهد، الواقع في مدينة كيل شمال ألمانيا، بأن هذه الرسوم ستؤدي على المدى القصير إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للاتحاد الأوروبي بنسبة ضئيلة تبلغ 0.02 في المائة فقط، وعزا المعهد ذلك إلى أن منتجات الصلب والألمنيوم التي ستتأثر بهذه الجمارك لا تشكِّل سوى نحو 5 في المائة من إجمالي الصادرات الأوروبية، منها جزء صغير فقط مخصص للولايات المتحدة.

أما بالنسبة للولايات المتحدة نفسها، فإن الضرر الاقتصادي سيكون أكبر على نحو ملحوظ، وفقاً لـ«معهد كيل». فمن المتوقع أن ترتفع الأسعار هناك بنسبة 0.41 في المائة، مما سيؤدي إلى زيادة معدل التضخم، كما توقَّع أن تنخفض الصادرات بنسبة 1.37 في المائة.

وتابع المعهد أنه نظراً لارتفاع تكاليف استيراد الصلب والألومنيوم بشكل كبير، ستزداد تكاليف الإنتاج لكثير من الشركات الصناعية الأميركية، وسيواجه العملاء ارتفاعاً في الأسعار، مما سيؤثر سلباً في القدرة التنافسية لهذه الشركات في الأسواق الخارجية.

من جانبه، أوضح يوليان هينتس، مدير الأبحاث في سياسات التجارة بالمعهد: «قد تبدو هذه الرسوم الجمركية بمثابة إجراء حمائي رمزي في إطار سياسة، (أميركا أولاً)، لكنها في النهاية ستضر بالمصالح الاقتصادية للولايات المتحدة».

ورأى هينتس أنه حتى لو لم تكن التأثيرات المباشرة لهذه السياسة الجمركية التي يتبعها الرئيس الأميركي دونالد ترمب ذات وزن كبير، فإن الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون مستعداً لاحتمال تصعيد الموقف.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أقرَّ في فبراير (شباط) الماضي فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على واردات الصلب والألمنيوم، مشدداً على أن هذه الرسوم ستطبق دون استثناء على جميع الدول. ومن المتوقع أن تدخل هذه الإجراءات حيز التنفيذ، الأربعاء.


مقالات ذات صلة

الرسوم الجمركية تفجّر أزمة بين إدارة ترمب و«أمازون»

الاقتصاد المتحدثة باسم البيت الأبيض تحمل مقالاً عن الرئيس التنفيذي لـ«أمازون» جيف بيزوس ينص على «شراكة مع ذراع دعائية صينية» (أ.ف.ب)

الرسوم الجمركية تفجّر أزمة بين إدارة ترمب و«أمازون»

نفت شركة «أمازون» تقريراً، نُشر الثلاثاء، يفيد بأنها تعتزم الكشف عن التكلفة التي ستُضيفها الرسوم الجمركية الأميركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب على منتجاتها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد أشخاص يتسوقون في متجر «ميسيز هيرالد سكوير» في نيويورك (رويترز)

ثقة المستهلك الأميركي تهبط لأدنى مستوى منذ 2020

تراجعت ثقة المستهلك الأميركي في مارس إلى أدنى مستوياتها خلال ما يقرب من خمس سنوات، وسط تصاعد المخاوف بشأن الرسوم الجمركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يتابع مستثمرون في قطر أسعار الأسهم على شاشة التداول ببورصة الدوحة (رويترز)

«نتائج الشركات» و«تخفيف التوترات» يرفعان بورصات الخليج... والسوق السعودية تتراجع

ارتفعت بورصات الخليج بدعم من «نتائج الشركات» و«تخفيف التوترات التجارية»، فيما تراجعت السوق السعودية بضغط من خسائر «أكوا باور» و«كيان» وعدد من الأسهم القيادية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد سكوت بيسنت يتحدث خلال الإحاطة اليومية في البيت الأبيض (أ.ف.ب)

بيسنت: الرسوم على الصين «غير مستدامة» وقد تكلّفها 10 ملايين وظيفة

قال وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، الثلاثاء، إن معدلات الرسوم الجمركية الحالية المفروضة على السلع الصينية «غير مستدامة بالنسبة للصين».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد محطة حاويات في مجمع ميناء لونغ بيتش - ميناء لوس أنجليس (رويترز)

اتساع حاد في عجز الميزان التجاري الأميركي للسلع خلال مارس

اتسع عجز الميزان التجاري الأميركي للسلع بشكل حاد في مارس (آذار)، حيث ارتفعت الواردات بشكل كبير، ما يعكس تأثير التجارة كعامل ضاغط على النمو الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رئيس «طيران الإمارات»: متفائل بمستقبل القطاع... وفتح الأجواء السورية يُعزز آفاق الحركة الجوية

الشيخ أحمد بن سعيد خلال المؤتمر الصحافي في معرض «سوق السفر العربي» (إ.ب.أ)
الشيخ أحمد بن سعيد خلال المؤتمر الصحافي في معرض «سوق السفر العربي» (إ.ب.أ)
TT
20

رئيس «طيران الإمارات»: متفائل بمستقبل القطاع... وفتح الأجواء السورية يُعزز آفاق الحركة الجوية

الشيخ أحمد بن سعيد خلال المؤتمر الصحافي في معرض «سوق السفر العربي» (إ.ب.أ)
الشيخ أحمد بن سعيد خلال المؤتمر الصحافي في معرض «سوق السفر العربي» (إ.ب.أ)

شدَّد الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى والرئيس التنفيذي لـ«طيران الإمارات» والمجموعة، عن تفاؤله بمستقبل قطاع الطيران خلال عام 2025 وما بعده، مؤكداً أن التحديات العالمية مستمرة، لكنها لن توقف خطط التوسع والنمو، في إشارة إلى تأثير التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وأشار الشيخ أحمد بن سعيد إلى أن فتح المجال الجوي السوري أمام الحركة الجوية يُمثل خطوة إيجابية ستُسهم في تحسين مسارات الرحلات، وتقليل مدة التشغيل لشركات الطيران، ومنها «طيران الإمارات».

وفي تصريحات صحافية على هامش فعاليات معرض «سوق السفر العربي»، قال الشيخ أحمد بن سعيد إن العالم لن يخلو من التحديات، مشيراً إلى التغيرات السياسية والأحداث العالمية مثلما حدث مؤخراً في إسبانيا والبرتغال وفرنسا من انقطاع الكهرباء، ما يفرض على الشركات اتخاذ إجراءات احترازية للتعامل مع المتغيرات.

وأضاف: «أنا متفائل عموماً بمستقبل القطاع خلال 2025 و2026، رغم التحديات. التعامل مع التعريفات أو الأوضاع التشغيلية يجب أن يكون مبنياً على تطورات واقعية وليس على توقعات مبكرة، ونحن دائماً نعمل بخطط مدروسة للتعامل مع أي مستجدات».

خطط تسليمات الطائرات

وأكد الرئيس الأعلى والرئيس التنفيذي لـ«طيران الإمارات» أن الشركة تسلّمت بالفعل 4 طائرات من طراز «إيرباص A350»، مشيراً إلى أن الشركة تُخطط لتسلم بين 15 و18 طائرة من الطراز نفسه بحلول نهاية العام الحالي.

وقال: «الوجهات المخصصة لهذه الطائرات قد أُعلن عنها، والخطة التوسعية تستهدف رفع عدد المقاعد في الدرجة السياحية الخاصة بشكل كبير. وحالياً، نخطط لرفع الطاقة الاستيعابية في هذه الدرجة من مليوني مقعد إلى 4 ملايين بحلول 2026»، موضحاً أن الولايات المتحدة الأميركية تستحوذ على الحصة الأكبر من المقاعد، تليها أستراليا ونيوزيلندا وأوروبا وعدد من الوجهات الأخرى.

توقيع طلبيات جديدة في معرض الطيران

وحول احتمالية إعلان «طيران الإمارات» عن طلبات طائرات جديدة خلال المعرض، قال: «من الممكن ذلك، ولكن القرار يعتمد على ظروف السوق. نحن في تواصل دائم مع المصنعين، ولن نتوقف عن دراسة الخيارات المتاحة».

فتح الأجواء السورية

وعن وجهة نظره في فتح المجال الجوي السوري والحركة بين الإمارات وسوريا، قال الشيخ أحمد بن سعيد: «القرار اتُّخذ بين حكومة البلدين، ولكن تفعيل الرحلات يعتمد على استكمال الاستعدادات المتعلقة بسلامة وأمن المطارات، وأيضاً بتأمين التغطية التأمينية المطلوبة»، مؤكداً أن فتح الأجواء سيوفر وقتاً وتكلفة على شركات الطيران، ما سيسهم في تحسين كفاءة التشغيل.

شراء طائرات «بوينغ» المخصصة للصين

وعن إمكانية شراء طائرات «بوينغ» كانت مخصصة للصين، أوضح الشيخ أحمد أن المسألة ليست بالسهولة المتوقعة؛ نظراً لأن تجهيزات الطائرات مصممة خصيصاً للسوق الصينية، ما يتطلب تعديلات مكلفة. وأضاف: «في هذه الحالة، قد يكون من الأفضل شراء طائرات جديدة بدلاً من تحمل تكلفة إعادة تجهيز الطائرات».

نتائج مالية إيجابية

وكشف الرئيس الأعلى والرئيس التنفيذي لـ«طيران الإمارات» والمجموعة أن نتائج السنة المالية المنتهية ستكون أفضل من العام السابق مع تحقيق نمو مزدوج في الأرباح، مشيراً إلى أن الظروف ساعدت في ذلك، خصوصاً من ناحية انخفاض أسعار الوقود وتحسن أداء الشحن الجوي.

وأوضح أن «طيران الإمارات» تتعامل بشكل يومي مع تقلبات أسعار الصرف، عبر فريق متخصص من القسم المالي، عاداً المرونة في التعامل مع هذه التغيرات ضرورية للحفاظ على استقرار العمليات.

وفيما يتعلّق بالشراكات التي وقعتها المجموعة، قال الشيخ أحمد: «كثير من الاتفاقات التجارية التي أبرمت مؤخراً كان لها أثر إيجابي على تنوع الوجهات وخدمة المسافرين، وننظر دائماً إلى هذه الشراكات بوصفها جزءاً من خطتنا لدعم نمو الشبكة».

تحديات تسليمات الطائرات وتأثيرها على الخطط

وحول التأخير في تسليم الطائرات، خصوصاً لطيران «فلاي دبي»، أشار إلى أن الشركة تتوقع تسلم نحو 12 طائرة جديدة بنهاية العام الحالي، مشدداً على أهمية استمرار تسلم الطائرات الجديدة لدعم خطط التوسع المستقبلي.

وفي ختام تصريحاته، أكد أن مراجعة خطط الأساطيل تتم بشكل مستمر وفقاً لاحتياجات السوق والتطورات الاقتصادية، مع الحفاظ على خطط تحديث وصيانة الطائرات لضمان كفاءة العمليات واستمرارية النمو.