اتساع حاد في عجز الميزان التجاري الأميركي للسلع خلال مارس

محطة حاويات في مجمع ميناء لونغ بيتش - ميناء لوس أنجليس (رويترز)
محطة حاويات في مجمع ميناء لونغ بيتش - ميناء لوس أنجليس (رويترز)
TT

اتساع حاد في عجز الميزان التجاري الأميركي للسلع خلال مارس

محطة حاويات في مجمع ميناء لونغ بيتش - ميناء لوس أنجليس (رويترز)
محطة حاويات في مجمع ميناء لونغ بيتش - ميناء لوس أنجليس (رويترز)

اتسع عجز الميزان التجاري الأميركي للسلع بشكل حاد في مارس (آذار)، حيث ارتفعت الواردات بشكل كبير؛ ما يعكس تأثير التجارة كعامل ضاغط على النمو الاقتصادي في الربع الأول.

وأعلن مكتب الإحصاء التابع لوزارة التجارة، يوم الثلاثاء، أن العجز في الميزان التجاري للسلع ارتفع بنسبة 9.6 في المائة ليصل إلى 162 مليار دولار، وفق «رويترز».

وشهدت واردات السلع زيادة كبيرة بلغت 16.3 مليار دولار لتصل إلى 342.7 مليار دولار، وهو ما يُحتمل أن يكون نتيجة لتسارع الشركات في استيراد السلع لتجنب الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس دونالد ترمب.

وحذر الاقتصاديون من أن هذه الزيادة في الواردات، التي دعمتها أيضاً واردات الذهب غير النقدية، قد تُفاقم بشكل كبير التباطؤ المتوقع في نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني من العام، حيث يتم خصم الواردات من الناتج المحلي الإجمالي.

وفي المقابل، ارتفعت صادرات السلع بمقدار 2.2 مليار دولار لتصل إلى 180.8 مليار دولار في مارس.

من المقرر أن تنشر الحكومة تقديراتها الأولية للناتج المحلي الإجمالي للربع الأول يوم الأربعاء، في توقيت يتزامن مع مرور 100 يوم على تولي ترمب منصبه. وتوقع استطلاع أجرته «رويترز» لآراء الاقتصاديين أن يبلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي 0.3 في المائة على أساس سنوي، وهو أبطأ معدل نمو منذ الربع الثاني من عام 2022.

وتشير التوقعات إلى أن المخاطر تميل نحو الانخفاض، حيث يتوقع بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.4 في المائة بعد تعديل بيانات واردات وصادرات الذهب.

إلى جانب تأثير زيادة الواردات، من المحتمل أن تؤثر حالة عدم اليقين الناجمة عن سياسة التعريفات الجمركية المتقلبة التي تتبعها إدارة ترمب، والتي دفعت الولايات المتحدة إلى حرب تجارية مدمرة مع الصين، سلباً على النمو في الربع الأخير.

وكان الاقتصاد قد نما بمعدل 2.4 في المائة في الربع الرابع.


مقالات ذات صلة

«وول ستريت» تهبط نحو 1 % بعد تهديد ترمب بالرسوم

الاقتصاد متداول يراقب مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

«وول ستريت» تهبط نحو 1 % بعد تهديد ترمب بالرسوم

انخفضت المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت»، الجمعة، عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب توصيته بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 % على واردات الاتحاد الأوروبي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد ترمب يحضر فعالية «لنجعل أميركا صحيّة مجدداً» في البيت الأبيض (أ.ب)

ترمب يهدد برسوم 50 % على واردات الاتحاد الأوروبي بدءاً من يونيو

هدَّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الجمعة، بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المائة على الواردات المقبلة من الاتحاد الأوروبي، اعتباراً من الأول من يونيو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد 
مبنى الكابيتول ليلاً (أ.ف.ب)

مشروع الضرائب الضخم لترمب يجتاز عقبة «النواب»

اجتاز مشروع قانون الضرائب، الضخم، الذي طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عقبة مجلس النواب، بعد أيام من الجدل بين مختلف فصائل حزبه الجمهوري، ممهداً الطريق لأول.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد عامل بمصنع شركة «كالدير براذرز» في تايلورز بساوث كارولاينا (رويترز)

نشاط الأعمال الأميركي يتحسن في مايو بدعم هدنة التجارة

شهد نشاط الأعمال في الولايات المتحدة تحسناً خلال مايو (أيار)، في ظل هدنة مؤقتة في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

محافظ الاحتياطي الفيدرالي: خفض الفائدة ممكن هذا العام مع استقرار الرسوم

أعرب كريستوفر والر محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الخميس عن اعتقاده بإمكانية خفض أسعار الفائدة لاحقاً هذا العام

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

ترمب يدفع باتجاه «نهضة نووية» في إنتاج أميركا من الطاقة

الرئيس ترمب خلال حديثه مع بعض المهندسين في موقع عمليات حفر في ولاية تكساس (أ.ف.ب)
الرئيس ترمب خلال حديثه مع بعض المهندسين في موقع عمليات حفر في ولاية تكساس (أ.ف.ب)
TT

ترمب يدفع باتجاه «نهضة نووية» في إنتاج أميركا من الطاقة

الرئيس ترمب خلال حديثه مع بعض المهندسين في موقع عمليات حفر في ولاية تكساس (أ.ف.ب)
الرئيس ترمب خلال حديثه مع بعض المهندسين في موقع عمليات حفر في ولاية تكساس (أ.ف.ب)

يهدف الرئيس الأميركي دونالد ترمب لدعم توسع هائل في إنتاج الطاقة النووية في الولايات المتحدة، فيما وصفه بـ«نهضة نووية»، بإصدار سلسلة من القرارات الجديدة.

وبحسب مسؤول أميركي بارز، فإن الهدف من ذلك هو زيادة كمية الكهرباء المولدة من الطاقة النووية بأربعة أمثال خلال الـ25 عاماً المقبلة.

وجاء في بيان أصدره البيت الأبيض: «تحت قيادة الرئيس ترمب، سوف تبدأ أميركا نهضة في مجال الطاقة النووية».

وقال مدير مكتب البيت الأبيض للعلوم والتكنولوجيا مايكل كراتسيوس: «نعمل من أجل استعادة قاعدة صناعية نووية أميركية قوية، وإعادة بناء سلسلة توريد آمنة وسيادية للوقود النووي، وقيادة العالم باتجاه مستقبل مدفوع بالطاقة النووية الأميركية».

وأضاف كراتسيوس: «هذه الأعمال مهمة للاستقلال الأميركي في مجال الطاقة، ومواصلة الهيمنة في (الذكاء الاصطناعي) وغيره من التكنولوجيات الناشئة».

ويبدو أن هدف زيادة قدرة المحطة النووية من نحو 100 غيغاواط الحالية إلى 400 غيغاواط بحلول 2050 ليس واقعياً بالوضع في الاعتبار الاستثمارات الضرورية والموافقات المطلوبة. وعلاوة على ذلك، ليس من الواضح من أين سيأتي هذا العدد الكبير للمستهلكين المتعطشين للطاقة لمثل هذا التوسيع الهائل في الإنتاج. لكن خططاً غير معلومة قد تكون في أفق الإدارة الأميركية.

وتهدف القرارات التي وقعها ترمب إلى تسهيل إنشاء محطات طاقة نووية جديدة بأحجام مختلفة وتسرع الموافقات الضرورية بشكل كبير، وتسهيل توفير الائتمان، ودعم الأبحاث الجديدة في تصميم المفاعلات.

كان ترمب قد أعلن «حالة طوارئ وطنية للطاقة» في بداية توليه منصبه، ليفتح المجال أمام السلطات الفيدرالية التي لم تخضع لاختبارات كافية لإبقاء محطات الوقود الأحفوري والطاقة النووية قيد التشغيل.

ويهدف ترمب إلى جعل الولايات المتحدة - أكبر منتج للنفط والغاز في العالم - «مهيمنة على الطاقة» من خلال التخلي عن جهود إدارة الرئيس السابق جو بايدن في مجال الطاقة النظيفة، والتي ألقى ترمب باللوم عليها في تأجيج التضخم.

ووفقاً لمركز برينان، الذي أجرى أبحاثاً حول سلطات الطوارئ، فإن القوانين تمنح الرئيس سلطة تعليق بعض اللوائح البيئية أو فرض قيود على صادرات النفط الخام.

وقال المركز إنه لم يعلن أي رئيس «حالة طوارئ وطنية للطاقة»، ولكن تم إعلان «حالات طوارئ الطاقة» الإقليمية في سبعينات القرن العشرين، عندما كان هناك نقص في الوقود الأحفوري... حينها، أعطى الرئيس جيمي كارتر حكّام الولايات سلطة تعليق بعض اللوائح البيئية نتيجة لذلك، لكنه حثهم على «التصرف بعناية واجبة» بسبب الآثار المترتبة على الصحة العامة، وتعليق بعض القواعد فقط «كملاذ أخير»، وفق ما أشارت إليه الإذاعة الوطنية الأميركية.

ووجد تقرير حديث صادر عن مجلس تنظيم الطاقة الوطني أن أكثر من نصف الولايات المتحدة قد تشهد انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي في العقد المقبل بسبب نقص القدرة على توليد الطاقة بشكل موثوق.

واستشهد التقرير بـ«تقاعد» محطات الطاقة المتوقع، إلى جانب زيادة الطلب على الكهرباء بنسبة 50 في المائة على مدى العقد المقبل، لخطر الموثوقية المتزايد. وقالت رئيسة لجنة الطاقة في مجلس الشيوخ شيلي مور كابيتو: «لا يمكن تلبية هذا الطلب» باستخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية فقط.

ويتمتع الرئيس الأميركي بسلطة بموجب قانون الإنتاج الدفاعي لتسريع الصناعات الأميركية في وقت الأزمات. وكان بايدن استشهد بقانون زمن الحرب في عام 2022 لتعزيز تقنيات الطاقة مثل الطاقة الشمسية ومضخات الحرارة ومكونات شبكة الطاقة.

كما تتمتع وزارة الطاقة بسلطة الطوارئ لإبقاء المصانع قيد التشغيل، والتي غالباً ما تستخدم مؤقتاً في أثناء الأحداث الجوية القاسية.