بنك اليابان: البيانات الأميركية السبب في تقلبات الأسواق الصيف الماضي

توقعات برفع الفائدة مرتين العام الجاري دفاعاً عن الين والاقتصاد

مشاة يعبرون طريقاً في وسط العاصمة اليابانية طوكيو ساعة الذروة (أ.ف.ب)
مشاة يعبرون طريقاً في وسط العاصمة اليابانية طوكيو ساعة الذروة (أ.ف.ب)
TT

بنك اليابان: البيانات الأميركية السبب في تقلبات الأسواق الصيف الماضي

مشاة يعبرون طريقاً في وسط العاصمة اليابانية طوكيو ساعة الذروة (أ.ف.ب)
مشاة يعبرون طريقاً في وسط العاصمة اليابانية طوكيو ساعة الذروة (أ.ف.ب)

قال محافظ بنك اليابان كازو أويدا يوم الثلاثاء إن التقلبات الحادة التي شهدتها أسواق العملات والأسهم في الصيف الماضي كانت ناجمة في الأساس عن قلق المستثمرين إزاء بيانات الوظائف الأميركية الضعيفة وخطر تباطؤ الاقتصاد الأميركي.

وقال أويدا أمام البرلمان: «نحن على علم بالانتقادات التي تقول إن موقفنا من السياسة النقدية لم يكن واضحاً بما فيه الكفاية، وكان ذلك جزءاً من سبب تقلب السوق».

وفي غضون ذلك، قال هيروشي واتانابي، المسؤول الياباني السابق عن إدارة العملة، يوم الثلاثاء، إن بنك اليابان قد يرفع أسعار الفائدة مرتين أخريين هذا العام إذا ظل التضخم حول المستويات الحالية، وهو ما سيساعد في منع الين من اختبار مستويات منخفضة جديدة.

وقال إن أي محاولة لدعم الين من خلال التدخل في العملة من غير المرجح أن تنجح، حيث إن مثل هذه العمليات فعالة فقط في ترويض التقلبات المفرطة في السوق. وأضاف في مقابلة مع «رويترز»: «من المستحيل توجيه الين إلى مستوى معين من خلال التدخل في العملة»، موضحاً: «فقط عندما تكون هناك تقلبات ضخمة يكون التدخل مفيداً».

وفي حين أن ضعف الين يعطي دفعة للصادرات، فإنه أصبح صداعاً لصناع السياسات اليابانيين لأنه يدفع تكاليف استيراد الوقود والأغذية إلى الارتفاع، مما يؤدي إلى تثبيط الاستهلاك.

وقال واتانابي، الذي يحتفظ باتصالات وثيقة مع صناع السياسات الحاليين، إنه إذا كان ضعف الين يدفع التضخم إلى الارتفاع، فإن هذا يبرر رفع سعر الفائدة لدى بنك اليابان من مستواه الحالي البالغ 0.5 في المائة، مشيراً إلى أن المزيد من رفع أسعار الفائدة من جانب بنك اليابان من شأنه أن يضيق إلى حد ما الفارق في أسعار الفائدة بين اليابان والولايات المتحدة، ويحافظ على الين في نطاق يتراوح بين 140 و150 ين للدولار.

وتابع واتانابي: «إذا ظل التضخم عند مستوياته الحالية عند نحو 3 في المائة، فسوف تكون هناك تساؤلات حول ما إذا كان الإبقاء على سعر الفائدة لدى بنك اليابان عند 0.5 في المائة أمراً مرغوباً فيه». وأضاف أن «هناك احتمالاً أن يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة مرتين أخريين هذا العام، بما يصل إلى 1 في المائة».

وقال واتانابي أيضاً إن الدولار، الذي كان يحوم حول نطاق ما بين 150 و160 يناً، «من المرجح أن يتحرك في نطاق ما بين 140 و150 يناً»، مع ميل المخاطر على آفاق الين إلى الارتفاع. واستقر الدولار عند 151.850 ين يوم الثلاثاء.

وفي العام الماضي، خرج بنك اليابان من برنامج تحفيز ضخم استمر لعقد من الزمان في مارس (آذار)، ورفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل إلى 0.25 في المائة في يوليو (تموز)، ثم رفع أسعار الفائدة مرة أخرى إلى 0.5 في المائة في يناير (كانون الثاني) من هذا العام.

ومع تجاوز التضخم لهدفه لما يقرب من ثلاث سنوات، أشار بنك اليابان إلى استعداده لرفع أسعار الفائدة أكثر إذا استمر الاقتصاد في التعافي المعتدل.

وأظهر مسح خاص أن أغلب خبراء الاقتصاد يتوقعون أن يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة مرة أخرى إلى 0.75 في المائة في النصف الثاني من هذا العام، مع توقع البعض رفعها مرتين وصولاً إلى مستوى واحد في المائة بحلول نهاية هذا العام.

وبعد خفض سعر الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس منذ سبتمبر (أيلول)، أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي) سعر الفائدة ثابتاً في يناير عند مستوى 4.25 - 4.50 في المائة. ومع ارتفاع التضخم، يراهن المتداولون على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سينتظر حتى سبتمبر المقبل قبل خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر.

وقال واتانابي إنه من غير المنطقي أن توجه البنوك المركزية السياسة مع وضع سعر فائدة نهائي محدد في الاعتبار، حيث تتقلب الظروف الاقتصادية والمستوى المرغوب فيه لأسعار الفائدة دائماً.

وواجهت حكومة اليابان والبنك المركزي ضغوطاً سياسية لمواجهة ضعف الين، وارتفاع تكلفة المعيشة لاحقاً، من خلال مزيج من التدخل بشراء الين ورفع أسعار الفائدة. وأنفقت طوكيو 5.53 تريليون ين (36 مليار دولار) للتدخل في سوق الصرف الأجنبي في يوليو الماضي لسحب الين من أدنى مستوياته في 38 عاماً قرب 162 مقابل الدولار. وفي ذلك الشهر، رفع بنك اليابان أسعار الفائدة إلى 0.5 في المائة.


مقالات ذات صلة

ألمانيا تنهي عقود التقشف... «البوندسرات» يوافق على خطة الإنفاق الضخمة

الاقتصاد جلسة للمجلس الاتحادي الألماني لمناقشة إصلاح قاعدة الديون وحزمة التمويل المستقبلية للدفاع والبنية التحتية وحماية المناخ (د.ب.أ)

ألمانيا تنهي عقود التقشف... «البوندسرات» يوافق على خطة الإنفاق الضخمة

وافق المجلس الاتحادي الألماني (البوندسرات) يوم الجمعة على خطة إنفاق ضخمة تهدف إلى إنعاش النمو في أكبر اقتصاد في أوروبا وتعزيز الجيش.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد شعار منظمة «أوبك» على مقرها في العاصمة النمساوية فيينا (رويترز)

النفط لثاني مكسب أسبوعي بعد عقوبات على إيران وخطة «أوبك بلس»

اتجهت أسعار النفط لتحقيق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي، بعد أن أدت عقوبات أميركية على إيران وخطة جديدة من تحالف أوبك بلس لزيادة الرهانات على تراجع الإمدادات

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شخص يحمل هاتفاً ذكياً وتظهر على شاشته تطبيقات ذكية صينية من بينها «ديب سيك» (د.ب.أ)

الصين تتطلع لإطلاق «مانوس»... الجيل التالي لـ«ديب سيك»

سجلت شركة «مانوس» الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي مساعدها الذكي الموجه للصين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مقر البنك المركزي الروسي في موسكو (رويترز)

«المركزي الروسي» يُبقي الفائدة عند 21 % مع احتمال رفعها مستقبلاً

أبقى البنك المركزي الروسي على سعر الفائدة الرئيسي عند 21 في المائة يوم الجمعة، متماشياً مع التوقعات، مع الإشارة إلى إمكانية رفع الفائدة مجدداً مستقبلاً.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

البنوك المركزية تتبنى الحذر وسط اضطرابات الاقتصاد العالمي

تتجه البنوك المركزية الكبرى في الأسواق المتقدمة إلى مزيد من الحذر بعد سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة، مع تصاعد حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي.

«الشرق الأوسط» (عواصم)

ألمانيا تنهي عقود التقشف... «البوندسرات» يوافق على خطة الإنفاق الضخمة

جلسة للمجلس الاتحادي الألماني لمناقشة إصلاح قاعدة الديون وحزمة التمويل المستقبلية للدفاع والبنية التحتية وحماية المناخ (د.ب.أ)
جلسة للمجلس الاتحادي الألماني لمناقشة إصلاح قاعدة الديون وحزمة التمويل المستقبلية للدفاع والبنية التحتية وحماية المناخ (د.ب.أ)
TT

ألمانيا تنهي عقود التقشف... «البوندسرات» يوافق على خطة الإنفاق الضخمة

جلسة للمجلس الاتحادي الألماني لمناقشة إصلاح قاعدة الديون وحزمة التمويل المستقبلية للدفاع والبنية التحتية وحماية المناخ (د.ب.أ)
جلسة للمجلس الاتحادي الألماني لمناقشة إصلاح قاعدة الديون وحزمة التمويل المستقبلية للدفاع والبنية التحتية وحماية المناخ (د.ب.أ)

وافق المجلس الاتحادي الألماني (البوندسرات) يوم الجمعة على خطة إنفاق ضخمة تهدف إلى إنعاش النمو في أكبر اقتصاد في أوروبا وتعزيز الجيش، متجاوزاً العقبة الأخيرة في مسار التحول السياسي التاريخي.

وتنهي التشريعات الجديدة عقوداً من المحافظة المالية في ألمانيا؛ إذ أنشأت صندوقاً بقيمة 500 مليار يورو (546 مليار دولار) لتمويل مشاريع البنية التحتية، مع تخفيف القواعد الصارمة للاقتراض للسماح بزيادة الإنفاق على الدفاع، وفق «رويترز».

ونجح الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي، اللذان يجريان محادثات ائتلافية بعد انتخابات الشهر الماضي، في تمرير الحزمة في البرلمان المنتهية ولايته لتجنب معارضة المشرعين من أقصى اليسار واليمين في «البوندستاغ» الجديد الذي يبدأ عمله في 25 مارس (آذار).

ودافع الزعيم المقبل، فريدريش مرتس، عن الجدول الزمني الضيق الذي أغضب الأحزاب المعارضة المتطرفة، بالإشارة إلى الوضع الجيوسياسي المتغير بسرعة.

ويخشى قادة الاتحاد الأوروبي من أن التحولات في السياسة الأميركية تحت إدارة الرئيس دونالد ترمب قد تعرض القارة لهجوم متزايد من روسيا والصين المتزايدتين قوة.

وقال ماركوس سويدير، رئيس وزراء بافاريا: «التهديد من الشرق، من موسكو، لا يزال قائماً، في حين أن الدعم من الغرب لم يعد كما اعتدنا عليه». وأضاف: «العلاقة مع الولايات المتحدة قد اهتزت عميقاً بالنسبة لي ولعديد من الآخرين. الألمان قلقون».

«خطة مارشال» الألمانية

تشكل هذه الإصلاحات تراجعاً كبيراً عن «قاعدة الديون» التي تم فرضها بعد الأزمة المالية العالمية في 2008، والتي تعرضت لانتقادات عديدة باعتبارها قديمة وتضع ألمانيا في قيد مالي.

وقال رئيس بلدية برلين، كاي فيغنر: «دعونا نكن صرحاء: ألمانيا قد أُهملت جزئياً على مر العقود». وأضاف: «لقد تم إدارة بنيتنا التحتية في السنوات الأخيرة أكثر من أن يتم تطويرها بشكل فعّال».

ووصف سويدير الحزمة بأنها «خطة مارشال»، في إشارة إلى المساعدات الاقتصادية الأميركية التي ساعدت في إنعاش الاقتصاد الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية.

ومع ذلك، يرى الاقتصاديون أن الأمر سيستغرق وقتاً قبل أن تبدأ التحفيزات في التأثير إيجابياً على الاقتصاد الذي انكمش على مدى عامين متتاليين.

وقال الاقتصادي في بنك «بيرنبرغ»، سالومون فيدلر: «ربما يستغرق الأمر حتى منتصف العام قبل أن تتمكن الحكومة الجديدة من تمرير موازنة عادية لعام 2025». وأضاف أنه لن يكون قبل وقت لاحق من هذا العام حتى يبدأ الإنفاق الجديد في التأثير بشكل فعلي.

انطلاقة قوية لمرتس؟

تمنح موافقة البرلمان على التشريعات مرتس الذي فاز حزبه في الانتخابات الشهر الماضي، انتصاراً كبيراً قبل أن يؤدي اليمين مستشاراً. ومع ذلك، فقد كلفه ذلك بعض الدعم؛ إذ وعد مرتس خلال حملته الانتخابية بعدم فتح صنابير الإنفاق بشكل فوري، ليعلن بعدها بفترة قصيرة عن تحول كبير في السياسة المالية.

واتهمه البعض، بما في ذلك داخل معسكره، بأنه خدع الناخبين. وأظهر استطلاع للرأي أجرته قناة «زد دي إف» يوم الجمعة أن 73 في المائة من المشاركين يشعرون بالخذلان منه، بما في ذلك 44 في المائة من ناخبي الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي.

وأظهر الاستطلاع أيضاً انخفاض دعم الحزب إلى 27 في المائة، في حين ارتفع دعم حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف إلى 22 في المائة.

وقال مرتس يوم الجمعة إنه يشعر بالقلق من هذه الاتهامات، لكنه فهمها إلى حدٍّ ما، مشيراً إلى أنه كان عليه أن يتصرف بسرعة بسبب التغيرات التي طرأت على السياسة الأميركية.

وأضاف في حدث في فرنكفورت: «أعلم أنني قد استنفدت مصداقيتي بشكل كبير، بما في ذلك مصداقيتي الشخصية».