«تي إس إم سي» التايوانية و«برودكوم» الأميركية تدرسان صفقات قد تؤدي إلى تقسيم «إنتل»

صورة أرشيفية لشعار «إنتل» على ملصق جهاز محمول في كوينز بنيويورك (رويترز)
صورة أرشيفية لشعار «إنتل» على ملصق جهاز محمول في كوينز بنيويورك (رويترز)
TT

«تي إس إم سي» التايوانية و«برودكوم» الأميركية تدرسان صفقات قد تؤدي إلى تقسيم «إنتل»

صورة أرشيفية لشعار «إنتل» على ملصق جهاز محمول في كوينز بنيويورك (رويترز)
صورة أرشيفية لشعار «إنتل» على ملصق جهاز محمول في كوينز بنيويورك (رويترز)

تدرس شركتا تايوان لصناعة أشباه الموصلات (تي إس إم سي) و«برودكوم»، وهما من أبرز المنافسين لشركة «إنتل»، صفقات محتملة قد تؤدي إلى تقسيم هذه الأيقونة الأميركية في صناعة الرقائق إلى قسمين، بحسب ما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» يوم السبت، نقلاً عن مصادر مطلعة.

وأشارت الصحيفة إلى أن «برودكوم» كانت تدرس بجدية إمكانية الاستحواذ على وحدة تصميم وتسويق الرقائق التابعة لشركة «إنتل». كما أوضحت أن الشركة ناقشت عرضاً محتملاً مع مستشاريها، لكنها لن تمضي قدماً إلا إذا وجدت شريكاً للاستحواذ على عمليات التصنيع الخاصة بـ«إنتل».

في المقابل، استعرضت «تي إس إم سي»، أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم، بشكل منفصل احتمال الاستحواذ على بعض أو جميع مصانع «إنتل»، ربما من خلال تحالف استثماري أو هيكل تنظيمي آخر. ومع ذلك، أكدت الصحيفة أن «برودكوم» و«تي إس إم سي» لا تعملان معاً في هذا السياق، وأن المناقشات التي جرت حتى الآن لا تزال في مراحلها الأولية وغير رسمية إلى حد كبير.

ووفقاً للتقرير، يقود الرئيس التنفيذي المؤقت لشركة «إنتل»، فرانك ياري، هذه المفاوضات مع الأطراف المعنية، بالتعاون مع مسؤولين في إدارة الرئيس دونالد ترمب، الذين أبدوا قلقهم بشأن مصير الشركة، نظراً لأهميتها الاستراتيجية للأمن القومي الأميركي. كما أوضح التقرير أن ياري يركز بالدرجة الأولى على تعظيم القيمة لمساهمي «إنتل».

أما فيما يتعلق بموقف البيت الأبيض، فقد أفاد مسؤول في الإدارة الأميركية يوم الجمعة، بأن إدارة ترمب قد لا تدعم فكرة إدارة كيان أجنبي لمصانع «إنتل» داخل الولايات المتحدة، خصوصاً بعد ورود تقارير تفيد بأن «تي إس إم سي» تدرس الاستحواذ على حصة مسيطرة في مصانع الشركة استجابةً لطلب من الرئيس ترمب. وأضاف المسؤول أن الإدارة تؤيد استثمارات الشركات الأجنبية في الولايات المتحدة، لكنها على الأرجح لن توافق على إدارة مصانع «إنتل» من قبل شركة أجنبية.

جدير بالذكر أن «إنتل» كانت من بين أكبر المستفيدين من الجهود الأميركية لتعزيز صناعة أشباه الموصلات محلياً، وهو المسار الذي قادته إدارة الرئيس السابق جو بايدن. ففي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أعلنت وزارة التجارة الأميركية عن منح حكومية بقيمة 7.86 مليار دولار لدعم الشركة.

وتتميز «إنتل» بكونها واحدة من الشركات القليلة التي تقوم بتصميم وتصنيع أشباه الموصلات معاً، بينما تتباهى «تي إس إم سي» بقيمة سوقية تفوق نظيرتها الأميركية بنحو 8 مرات. ومن بين أبرز عملائها شركات رائدة في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي، مثل «إنفيديا» و«إيه إم دي»، التي تعد منافساً شرساً لـ«إنتل» في أسواق أجهزة الكمبيوتر والخوادم.

وكان الرئيس التنفيذي السابق لـ«إنتل»، بات غيلسنعر، الذي أقصي من منصبه العام الماضي، قد وضع توقعات طموحة لقدرات الشركة في مجالات التصنيع والذكاء الاصطناعي، إلا أن «إنتل» أخفقت في تحقيق هذه التطلعات، مما أدى إلى خسارة كثير من عقود التصنيع. وقد تراجعت أسهم الشركة بنحو 60 في المائة خلال العام الماضي، نتيجة الجهود المكثفة لتعزيز قدراتها التصنيعية، وهو ما أثر سلباً على تدفقاتها النقدية، وأدى في النهاية إلى خفض نحو 15 في المائة من قوتها العاملة.


مقالات ذات صلة

السوق السعودية تواصل تراجعها... وسهم «أرامكو» في أدنى مستوياته منذ 5 سنوات

الاقتصاد مستثمران يراقبان شاشة التداول في السوق المالية السعودية (أ.ف.ب)

السوق السعودية تواصل تراجعها... وسهم «أرامكو» في أدنى مستوياته منذ 5 سنوات

أغلق مؤشر سوق الأسهم السعودية على انخفاض 0.70 في المائة وبفارق نحو 83 نقطة، ليقفل عند مستويات 11709 نقطة، وذلك بتأثير قطاع الطاقة الذي تراجع 2.06 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من «مطار الملك خالد الدولي» في السعودية (واس)

«أوليفر وايمان» تتوقع نمو أسطول الطائرات التجارية في الشرق الأوسط 5.1 % سنوياً

من المتوقع أن ينمو أسطول الطائرات التجارية في الشرق الأوسط بمعدل سنوي مركب قدره 5.1 في المائة خلال العقد المقبل، وهو ضعف المعدل المرجح للأسطول العالمي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شاشة تعرض نتائج مؤشر «سينسكس» على واجهة مبنى بورصة بومباي (رويترز)

المستثمرون يهاجرون من السوق الهندية لصالح الأسهم الصينية

يهجر المستثمرون العالميون سوق الأسهم الهندية؛ حيث يبيعون الأسهم بوتيرة قياسية لشراء الأسهم الصينية، في تحول كبير في حظوظ الشركات الآسيوية العملاقة.

«الشرق الأوسط» (بومباي - سنغافورة )
الاقتصاد جناح «سبكيم» بأحد المعارض (موقع الشركة الإلكتروني)

«سبكيم» السعودية للبتروكيماويات تُوقف إنتاج مصنع خلات الإيثيل

أعلنت شركة الصحراء العالمية للبتروكيماويات «سبكيم» السعودية، الأربعاء، صدور قرار مجلس الإدارة بإيقاف عمليات الإنتاج بمصنع خلات الإيثيل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد إحدى السفن التابعة لـ«البحري» (موقع الشركة الإلكتروني)

أسعار النقل العالمية ترفع أرباح «البحري» السعودية 34 % خلال 2024

ارتفع صافي ربح «الشركة الوطنية السعودية للنقل البحري»، التي تعمل في مجال الخدمات اللوجستية البحرية، بنسبة 34.4 في المائة تقريباً، خلال العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

نمو قوي للصادرات اليابانية قبل «جمارك ترمب»

سفينة شحن محملة بالحاويات في ميناء كاوازاكي بالقرب من العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
سفينة شحن محملة بالحاويات في ميناء كاوازاكي بالقرب من العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
TT

نمو قوي للصادرات اليابانية قبل «جمارك ترمب»

سفينة شحن محملة بالحاويات في ميناء كاوازاكي بالقرب من العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
سفينة شحن محملة بالحاويات في ميناء كاوازاكي بالقرب من العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

أعلنت اليابان، يوم الأربعاء، نمو صادراتها الشهر الماضي بنسبة 11.4 في المائة في حين تراجعت الواردات بنسبة بسيطة، لتحقق اليابان فائضاً تجارياً بعد شهرين متتاليين من العجز، في الوقت الذي تزداد فيه المخاوف من تداعيات الرسوم التي يقرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرضها على واردات بلاده.

وقالت وزارة المالية اليابانية إن النمو القوي للصادرات أسهم في تحقيق فائض تجاري خلال الشهر الماضي بعد شهرين من العجز. وسجلت اليابان في شهر فبراير (شباط) فائضاً بقيمة 584 مليار ين (3.9 مليار دولار)، مقابل عجز بقيمة 415 مليار ين في الشهر نفسه من العام الماضي.

كما زاد معدل نمو الصادرات في فبراير عن المعدل المسجل في يناير (كانون الثاني) وكان 7 في المائة سنوياً. ووصل إجمالي قيمة الصادرات اليابانية في الشهر الماضي إلى 9.19 تريليون ين (61 مليار دولار) في حين تراجعت الواردات بنسبة 0.7 في المائة إلى 8.61 تريليون ين (57 مليار دولار). وكانت الواردات قد زادت في يناير بنسبة 17 في المائة سنويا تقريبا.

وشهدت صادرات اليابان إلى الولايات المتحدة نمواً بنسبة 10.5 في المائة في فبراير، بينما انخفضت الواردات من الولايات المتحدة بنسبة 2.7 في المائة، مقارنة بالعام السابق، مسجلة فائضاً قدره 918.8 مليار ين (6.2 مليار دولار). كما زادت صادرات اليابان إلى دول آسيا الأخرى بنسبة 16 في المائة سنوياً، في حين تراجعت الصادرات إلى أوروبا بنسبة 4.5 في المائة. وشمل الجزء الأكبر من الزيادة في الصادرات منتجات الأغذية والآلات والسيارات. وتراجعت الواردات اليابانية من منطقة الشرق الأوسط نتيجة انخفاض أسعار النفط.

وشهدت صادرات اليابان ارتفاعاً حاداً خلال الأشهر الأخيرة؛ حيث سارعت الشركات إلى إرسال شحناتها إلى الخارج قبل بدء تطبيق رسوم ترمب الجمركية. وبدأت بالفعل الرسوم الجمركية الأميركية المرتفعة على الصلب والألمنيوم، لكن التهديد الأكبر للاقتصاد الياباني سيتمثل في الرسوم على السيارات، والمقرر أن تدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل. ويسعى المسؤولون اليابانيون إلى الحصول على إعفاء من إدارة ترمب لليابان، الشريك التجاري المهم والحليف للولايات المتحدة.

وحذّر رئيس رابطة يابانية في قطاع السيارات من أن بدء تطبيق الرسوم الجمركية على السيارات، التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في الثاني من أبريل (نيسان) المقبل، قد يُجبر شركات صناعة السيارات والموردين على إجراء تعديلات كبيرة على جداول إنتاجهم.

وصرح ماسانوري كاتاياما، رئيس رابطة مصنعي السيارات اليابانية (JAMA) ورئيس شركة إيسوزو موتورز لتصنيع الشاحنات، للصحافيين خلال مؤتمر صحافي يوم الأربعاء: «بالنسبة لنا، محاولة تجنب الرسوم الجمركية أمرٌ بديهي... ولكن إذا كان ذلك صعباً بسبب التوقيت، فإننا نرغب في البدء بمناقشة ما يمكن للقطاعين العام والخاص فعله للتعامل مع الوضع كأفضل خيار تالٍ، ونحن نناقش ذلك».

ومارست رابطة السيارات اليابانية ضغوطاً على الحكومة اليابانية بشأن تهديد ترمب بفرض رسوم جمركية؛ حيث طلبت من وزير التجارة الياباني قبل زيارته للولايات المتحدة هذا الشهر الضغط من أجل إعفاء اليابان من الرسوم الجمركية الوشيكة... لكن وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة يوجي موتو فشل في الحصول على أي ضمانات من واشنطن بإعفاء اليابان من أي من الرسوم الجمركية.

ورفع ترمب بالفعل الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم إلى 25 في المائة، اعتباراً من الأسبوع الماضي، دون أي استثناءات أو إعفاءات. ويمكن أن تدخل رسوم المركبات وقطع غيار السيارات حيز التنفيذ في 2 أبريل.

وتُعد الولايات المتحدة السوق الكبرى من حيث مبيعات السيارات لشركات «تويوتا» و«هوندا» و«نيسان»، التي تُصنّع جميعها بعضاً من أشهر طرازاتها الأميركية إما في كندا أو المكسيك. كما أن الشركات الأصغر مثل «سوبارو» و«مازدا» معرضة للخطر أيضاً.

وقال كاتاياما إن أي تعديلات تُجريها الشركات المصنعة على جداول إنتاجها نتيجة للرسوم الجمركية الأميركية من المرجح أن تختلف بين الشركات والمنتجات، دون الخوض في التفاصيل. وتُعدّ تصريحات كاتاياما أحدث مؤشر على التحديات التي تواجه شركات صناعة السيارات والموردين اليابانيين في التكيف مع الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة المحتملة.

واستجابة لذلك، قررت «هوندا» بالفعل إنتاج الجيل التالي من سيارتها سيفيك الهجينة في ولاية إنديانا الأميركية، بدلاً من المكسيك، لتجنب الرسوم الجمركية المحتملة على أحد أكثر طرازاتها مبيعاً، وفقاً لما ذكره أشخاص مطلعون على خططها لـ«رويترز» في وقت سابق من هذا الشهر.

وفي سياق منفصل يعكس تطلعات القطاع الصناعي، أظهرت بيانات مكتب الحكومة اليابانية الصادرة يوم الأربعاء استمرار تراجع قيمة الطلبيات على الآلات الأساسية في اليابان خلال شهر يناير الماضي.

وتراجعت الطلبيات بنسبة 3.5 في المائة شهرياً إلى 858 مليار ين (5.72 مليار دولار)، في حين كان المحللون يتوقعون تراجعها بنسبة 0.1 في المائة، مقابل تراجعها بنسبة 0.8 في المائة خلال ديسمبر (كانون الأول).

وعلى أساس سنوي، ارتفع الطلب على الآلات بنسبة 4.4 في المائة خلال يناير، في حين كان المحللون يتوقعون نموه بنسبة 6.9 في المائة، بعد نموه بنسبة 4.3 في المائة خلال الشهر السابق عليه.

وتتوقع الحكومة تراجع الطلب خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 2.2 في المائة مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي، ونموه بنسبة 0.5 في المائة سنوياً إلى 2.6 تريليون ين.

وزاد إجمالي قيمة الطلبيات التي أعلنتها أكبر 280 شركة تصنيع تعمل في اليابان بنسبة 9.8 في المائة شهرياً، وبنسبة 19.4 في المائة سنوياً خلال يناير إلى 3.27 تريليون ين.