بنوك «وول ستريت» تقترب من بيع 3 مليارات دولار من الديون المرتبطة بشراء إيلون ماسك لـ«تويتر»

العلاقات الوثيقة بين الملياردير الأميركي وترمب تثير اهتمام المستثمرين

شعار «تويتر» على هاتف محمول مع ظهور صفحة الرئيس ترمب في الخلفية (أ.ف.ب)
شعار «تويتر» على هاتف محمول مع ظهور صفحة الرئيس ترمب في الخلفية (أ.ف.ب)
TT
20

بنوك «وول ستريت» تقترب من بيع 3 مليارات دولار من الديون المرتبطة بشراء إيلون ماسك لـ«تويتر»

شعار «تويتر» على هاتف محمول مع ظهور صفحة الرئيس ترمب في الخلفية (أ.ف.ب)
شعار «تويتر» على هاتف محمول مع ظهور صفحة الرئيس ترمب في الخلفية (أ.ف.ب)

تقترب بنوك «وول ستريت» من بيع ما قيمته 3 مليارات دولار من القروض التي تدعم استحواذ إيلون ماسك على «تويتر»، مما يعني التخلص من جزء ضخم آخر من صفقة الديون التي ظلت في ميزانياتها العمومية لأكثر من عامين.

تأتي عملية التخلص الإضافية بعد أسبوع من نجاح المصرفيين بقيادة «مورغان ستانلي» في بيع 5.5 مليار دولار من الديون المرتبطة بصفقة الاستحواذ، والتي كانت مثقلة بهم في عام 2022 بعد أن تعثرت الأسواق وهروب المشترين إلى المخارج، وفقاً لصحيفة «فاينانشيال تايمز».

وتجاوزت طلبات البيع 5 مليارات دولار هذا الأسبوع، مما عزز ثقة البنوك في قدرتها على التخلص من الخصم الذي عرضته في البداية على الديون. وكان «مورغان ستانلي» يهدف الآن إلى تسعير القروض المضمونة، التي تدفع سعر فائدة ثابتاً بنسبة 9.5 في المائة دون خصم، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

وتُعد عملية البيع انقلاباً آخر للمقرضين السبعة الذين قدموا ما يقرب من 13 مليار دولار لتمويل عملية استحواذ ماسك البالغة قيمتها 44 مليار دولار، والتي شملت «بنك أوف أميركا» و«باركليز» و«ميزوهو» و«مو إف جي» و«سوسيتيه جنرال» و«بنك بي إن بي باريبا».

تنافس المقرضون في «وول ستريت» بشراسة في عام 2022 للفوز بدور في عملية الاستحواذ العدائية على «تويتر»، المعروفة الآن باسم «إكس». وكان أملهم توفير تمويل مؤقت لماسك قبل الاستفادة من صناديق الائتمان الكبرى للحصول على الأموال.

ومع ذلك، فإن اضطرابات السوق، بما في ذلك قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بقوة، ومحاولة ماسك الانسحاب من الصفقة، دقت ناقوس الخطر للمقرضين المحتملين.

عندما أُغلقت الصفقة، اضطر «مورغان ستانلي» والبنوك الستة الأخرى إلى توفير رأس المال بأنفسهم، مما أعاق قدرتهم على الاكتتاب في قروض أخرى، وتسبّب ذلك في خسائر مؤلمة حيث قاموا بشطب قيمة القروض.

ولكن انتخاب دونالد ترمب والعلاقات الوثيقة بين ماسك والرئيس قلبت مجرى الأمور لصالح البنوك. فقد انتعش اهتمام المستثمرين بالدين، وتعزز أكثر بحصة «إكس» في شركة ماسك الناشئة للذكاء الاصطناعي «إكس إيه آي».

وتغطي المبيعات هذا الشهر، بالإضافة إلى مليار دولار من الديون التي باعها المقرضون في يناير (كانون الثاني) لصناديق التحوط بما في ذلك «دياميتر كابيتال بارتنرز»، الغالبية العظمى من الديون التي أقرضتها البنوك لتمويل الصفقة.

وأضاف الأشخاص، أنه سيتبقى لديهم ما يقرب من 3 مليارات دولار من القروض المؤقتة غير المضمونة.

وقد ارتفعت قيمة القروض الآجلة التي بيعت سابقاً والتي بلغت 6.5 مليار دولار منذ بدء التداول، حيث غالباً ما كان الوسطاء في «وول ستريت» يبيعون الديون بأسعار تتراوح بين 99 سنتاً و100 سنت للدولار. وقد شجع ذلك مجموعة المقرضين السبعة عندما نظروا في تسعير القروض المضمونة هذا الأسبوع.


مقالات ذات صلة

منصة «إكس» تختبر خدمة «XChat» لمنافسة «واتساب»

تكنولوجيا إطلاق «XChat» أتي ضمن خطة ماسك لتحويل «X» إلى تطبيق شامل «سوبر آب» (إكس)

منصة «إكس» تختبر خدمة «XChat» لمنافسة «واتساب»

يُنظر إلى هذا التحول بوصفه خطوة جديدة في طريق تحويل منصة «X» إلى ما يُعرف بـ«السوبر آب» (Super App)

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
أوروبا رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا (رويترز)

معلومات كاذبة عن هجوم روسي بعد قرصنة حساب رئيس الوزراء التشيكي على «إكس»

تعرّض حساب رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا على منصة التواصل الاجتماعي «إكس» للقرصنة صباح اليوم.

«الشرق الأوسط» (براغ)
الاقتصاد شعار منصة التواصل الاجتماعي «إكس» يظهر إلى جانب الملياردير إيلون ماسك (أ.ف.ب)

«إكس إيه آي» تستحوذ على منصة «إكس»

استحوذت شركة «إكس إيه آي» التي يمتلكها إيلون ماسك، على منصة «إكس»، في صفقة تقدر قيمة موقع التواصل الاجتماعي عند 33 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا إيلون ماسك وشعار منصة «إكس» (رويترز)

ماسك يعلن استحواذ شركته للذكاء الاصطناعي على منصة «إكس»

أعلن إيلون ماسك، الجمعة، استحواذ شركته الناشئة للذكاء الاصطناعي «إكس إيه آي» على منصة «إكس» في صفقة تقدّر قيمة الأخيرة بنحو 33 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ شعار منصة «إكس» (رويترز)

تقرير: تعطل منصة «إكس» لدى آلاف المستخدمين في أميركا

أظهر موقع داون ديتيكتور الإلكتروني لتتبع الأعطال أن منصة «إكس» المملوكة لإيلون ماسك تعطلت لدى آلاف المستخدمين في الولايات المتحدة اليوم الخميس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

قصة تحول يقودها «السيادي» من الاعتماد على النفط إلى التنوع

ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز خلال اجتماع الإعلان عن استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة في 2021 (الشرق الأوسط)
ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز خلال اجتماع الإعلان عن استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة في 2021 (الشرق الأوسط)
TT
20

قصة تحول يقودها «السيادي» من الاعتماد على النفط إلى التنوع

ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز خلال اجتماع الإعلان عن استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة في 2021 (الشرق الأوسط)
ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز خلال اجتماع الإعلان عن استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة في 2021 (الشرق الأوسط)

قبل عقود، كانت مسيرة التنمية في السعودية تسير في ضوء الخطط الخمسية، محققة منجزات في مختلف المجالات. ومع التغيرات المتسارعة التي مر بها العالم والتطورات في الاستراتيجيات الاقتصادية والتنموية، أصبحت هذه الخطط تسير في مسار محدود الأثر، حيث كان النفط يشكل أكثر من 90 في المائة من الإيرادات الحكومية، مما يعني أن الاقتصاد وعجلة التنمية كانا يتأثران بشكل رئيسي بتقلبات أسعار أسواق النفط، الأمر الذي يؤثر على تحقيق الأهداف الوطنية والاستراتيجية.

وجاءت «رؤية 2030» التي أطلقها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، في عام 2016، لتضع خططها نحو بناء اقتصاد أكثر تنوع واستدامة، وتعزيز متانته وفق أحدث المعايير التي وصل إليها العالم، ومنها تفعيل دور صندوق الاستثمارات العامة وتمكين القطاع الخاص، وهكذا بدأت القصة الفعلية للتحول الاقتصادي الذي تشهده المملكة اليوم.

وبالخوض في تفاصيل هذا التحول، بدأت الحكومة في الإصلاحات لتفعل دور «صندوق الاستثمارات العامة» والقطاع الخاص، من خلال إعادة الهيكلة المستلهمة من الرؤية خلال التسع سنوات الماضية منذ انطلاقها، لتساهم في تحسين بيئة الأعمال وتسهيل الإجراءات وتعزيز الشفافية، إلى جانب تطوير الحوكمة وإعادة هيكلة «السيادي» السعودي، ليكون أكثر فاعلية في الاقتصاد بصفته محركاً رئيسياً.

نشأة صندوق الاستثمارات العامة

تأسس «صندوق الاستثمارات العامة» عام 1971، ومنذ ذلك الوقت كان مساهماً في تمويل المشروعات ذات الأهمية الاستراتيجية للمملكة، وعلى مدى العقود التالية دعم مسيرة التنمية. إلا أن دوره ظل محدوداً مقارنةً بإمكاناته، لتأتي «رؤية 2030» دافعة إلى تفعيل دوره الاقتصادي والتنموي، بإعادة هيكلته ليكون محركاً رئيسياً للنمو الاقتصادي. وبالتالي قام صندوق الاستثمارات العامة بالتركيز على استثمار قوته المالية في تطوير قطاعات استراتيجية وواعدة، مثل التعدين، والصناعة، والخدمات اللوجيستية، والتقنية، والثقافة، والسياحة، والترفيه، وغيرها. إذ قاد جهوداً لنمو الاقتصاد غير النفطي، بتأسيس الشركات وقيادة محفظة شاملة من المشروعات الكبرى، وهو ما أتاح للقطاع الخاص فرصاً ذات تنوع أكثر، بما يعزز من مشاركته الفاعلة في تحقيق النمو الاقتصادي، مستفيداً من الإصلاحات التي أزالت العقبات.

وعززت منجزات صندوق الاستثمارات العامة مكانته كأحد أكبر شركات إدارة الأصول وصناديق الثروة السيادية، إذ تصدرت العلامة التجارية قائمة الأعلى قيمة بين نظرائه، وفقاً لتقرير «براند فاينانس»، بقيمة 1.1 مليار دولار. كما حصل على جوائز عالمية ضمن مؤتمر الشرق الأوسط للسندات والقروض 2024.

ويأتي ذلك نتيجةً لأعمال واستثمارات الصندوق التي أثرت إيجاباً في إحداث حركة ونشاط اقتصادي واستثماري متنامي على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، بالإضافة إلى دوره الذي يدفع نحو مزيد من التقدم واكتشاف الفرص وتطويرها في قطاعات استراتيجية وواعدة، وتعظيم أثرها في دعم نمو الاقتصاد غير النفطي، وذلك عبر جذب الاستثمارات، وتعزيز التعاون والشراكات الدولية، بما يساهم في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.

تنوع الاستثمارات

وعقد الصندوق شراكات وتعاونات مع القطاع الخاص في العديد من المجالات، بهدف تمكين نموه وتوسعه وتعزيز فرصه الاستثمارية، من خلال محفظة استثماراته وشركاته، لا سيما المشروعات الكبرى، مثل نيوم، والقدية، والبحر الأحمر، وروشن، والدرعية، إذ ساهمت في دعم وتنمية المحتوى المحلي بشكل ملحوظ، عبر إشراك الشركات في جميع مراحل التنفيذ.

جزيرة شيبارة ضمن مشروعات البحر الأحمر (الشرق الأوسط)
جزيرة شيبارة ضمن مشروعات البحر الأحمر (الشرق الأوسط)

ويظهر الأثر في نمو المحتوى المحلي في مشروعات الصندوق بشكل متصاعد، إلى جانب الفرص التي يقدها عبر منصة القطاع الخاص، وبرامج التأهيل والتدريب للمقاولين والشركات الصغيرة والمتوسطة، في خطوة تسهم في تحقيق مستهدفات «رؤية 2030» لرفع مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي إلى 65 في المائة، وتوسيع دوره في التنمية الاقتصادية، ودعم الابتكار، وتعزيز تنافسية القطاعات المختلفة في المملكة.

وبفضل هذا التطوير، أصبحت أصول الصندوق التي تحت إدارته تنمو بوتيرة متسارعة، وتدفع نحو توفير العديد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، عبر تأسيس شركات في قطاعات استراتيجية متنوعة، ليتمكن من زيادة أصوله إلى 3.53 تريليون ريال (941 مليار دولار)، متجاوزاً مستهدف عام 2024 والبالغ 3.3 تريليون ريال (880 مليار دولار).

تحسين بيئة الأعمال

ولم يكن التحول الاقتصادي بطيئاً أو متردداً، بل كان سريعاً ومدروساً، إذ ارتفعت مستويات الحوكمة وتحسنت آليات اتخاذ القرار، وأصبحت الحكومة أكثر كفاءة واستجابة.

منطقة نيوم (الشرق الأوسط)
منطقة نيوم (الشرق الأوسط)

ومع هذا التحول المؤسسي، بدأت فرص النمو تظهر واحدة تلو الأخرى، ليس فقط في القطاعات التقليدية، بل في مجالات أخرى متعددة لم تكن ضمن خريطة الاقتصاد سابقاً. ونتيجةً لذلك، قفزت مساهمة الأنشطة غير النفطية منذ إطلاق الرؤية في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي إلى 51 في المائة، وهو ما يعد أعلى مستوى تاريخي لمساهمتها في الاقتصاد. وقد دفعت تلك الجهود إلى مشاركة أكبر للقطاع الخاص، واستثمارات عالمية ضخمة تتدفق إلى المملكة، مستفيدة من بيئة الأعمال التي تتميز عن غيرها بأن الفرص لا تتولد فقط، بل تتضاعف وتتشكل بسرعة مذهلة، مستندة على اقتصاد أثبت صلابته بتجاوزه التحديات التي أثرت على الاقتصاد العالمي وبطأت نموه.

منطقة الدرعية (الشرق الأوسط)
منطقة الدرعية (الشرق الأوسط)

وتعدُّ الحكومة السعودية «رؤية 2030» رحلة ممتدة لصناعة الفرص واستثمارها، وبناء اقتصاد متنوع ومزدهر، يحقق الشمولية والاستدامة ويوفر الممكنات لنمو جميع القطاعات.