فوز نوبوا يدعم سياسات ترمب في أميركا الجنوبية

إنجاز مهم للرئيس اليميني في انتخابات الإكوادور


نوبوا يؤدي القسم الرئاسي إثر فوزه الكبير والمفاجئ في الإكوادور (أ.ف.ب)
نوبوا يؤدي القسم الرئاسي إثر فوزه الكبير والمفاجئ في الإكوادور (أ.ف.ب)
TT

فوز نوبوا يدعم سياسات ترمب في أميركا الجنوبية


نوبوا يؤدي القسم الرئاسي إثر فوزه الكبير والمفاجئ في الإكوادور (أ.ف.ب)
نوبوا يؤدي القسم الرئاسي إثر فوزه الكبير والمفاجئ في الإكوادور (أ.ف.ب)

بعد حملة انتخابية محمومة وسط اضطرابات أمنية غير مسبوقة، استدعت تكليف الجيش التصدي لعصابات الاتجار بالمخدرات والمنظمات الإجرامية المسلحة، حقق الرئيس الإكوادوري دانيال نوبوا نصراً غير متوقع لينتزع ولاية رئاسية ثانية حتى عام 2029. نوبوا، الثري اليميني المتشدد، تغلب على منافسته اليسارية لويزا غونزاليس التي رفضت الاعتراف بفوزه، متهمة أجهزة الدولة بارتكاب «أبشع عملية تزوير انتخابية»، وطالبت بإعادة فرز الأصوات تحت رقابة محايدة. لكن نوبوا، الذي ينتمي إلى إحدى أغنى العائلات في الإكوادور، رد بالقول: «لم يعد هناك أي شك حول الفائز في الانتخابات!».

نوبوا يؤدي القسم الرئاسي الرئاسي إثر فوزه الكبير والمفاجئ في الإكوادور (آ ب)

المفاجأة الأكبر في شأن انتخابات الرئاسة الإكوادورية هي أنه قبل يوم الاقتراع كانت كل التوقعات تشير إلى فوز ساحق لليسار الذي حذّرت مرشحته من محاولات حثيثة يبذلها المرشح اليميني تحضيراً للطعن في النتائج التي ستعلن فوزها المؤكد، وسيرفض تسليم السلطة. إلا أن ما حصل كان العكس تماماً، عندما أعلن المجلس الانتخابي أن اليمين حقق فوزاً ساحقاً - بفارق 12 نقطة - على اليسار الذي ما زال يتزعّمه من خارج البلاد الرئيس الأسبق الدكتور رافايل كورّيا.

يندرج الفوز الذي حققه دانيال نوبوا بولاية ثانية، وهو ما زال دون الأربعين من العمر، ضمن سياق محلي وإقليمي خاص، يتسم بالعنف الذي تغرق فيه الإكوادور منذ أكثر من سنتين. وكان سبب التزايد الكبير في أعمال العنف التي روّعت المواطنين في جميع أنحاء البلاد، والاصطفاف الواضح للحكومة التي يقودها نوبوا في المعسكر الموالي للإدارة الأميركية الجديدة، والوعود بأن التحالف مع واشنطن هو المدخل إلى معالجة الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعاني منها الإكوادور.

تفويض للوكيل

لقد تولّى نوبوا الرئاسة منذ سنة ونيّف فقط، ليكمّل ولاية الرئيس السابق غيّرمو لاسّو - اليميني أيضاً - الذي اضطر إلى الاستقالة تحت وطأة الفضائح وعجزه عن ضبط الأوضاع الأمنية المتفاقمة. وعلى الأثر، كرّس نوبوا ما كان تبقّى من ولاية سلفه لتحضير فوزه في هذه الانتخابات الأخيرة التي كانت كل التوقعات تشير إلى تقدّم المرشحة اليسارية عليه بفارق كبير. وفي فبراير (شباط) الماضي تقدّم في الجولة الأولى على غونزاليس بفارق 17 ألف صوت.

تُجمع القراءات الأولى في نتائج هذه الانتخابات على أن العامل الأساسي في خطأ التوقعات والفارق الكبير الذي فاز به نوبوا على منافسته، كان مخاوف المواطنين من عودة اليسار إلى الحكم؛ وذلك بعد التجربة السابقة التي اتسمت بتفشي الفساد وقمع الحريات وتراجع الأداء الاقتصادي الذي فاقم الأزمة الاجتماعية وساعد على انتشار أعمال العنف.

ولكن كانت هناك عوامل أخرى، منها: إصرار الزعيم اليساري والرئيس الأسبق رافايل كورّيا على دعم نظام نيكولاس مادورو في فنزويلا التي هاجر نصف مليون من مواطنيها إلى الإكوادور، وهؤلاء يذكّرون سكان الإكوادوريين يومياً بحال العيش في فنزويلا. وإخفاق المرشحة اليسارية في حشد تأييد السكان الأصليين الذين يشكّلون قوة انتخابية وازنة تجنح تقليدياً إلى دعم مرشحي اليسار في الانتخابات المحلية والوطنية. وأيضاً - وفق تحليلات مراقبين لهزيمة المرشحة اليسارية - نجاح حملة نوبوا في استخدام شعارات «اللعب على حبال الكلام»، التي أثمرت نتائج لصالح الأحزاب اليمينية في بلدان أخرى من أميركا اللاتينية، مثل «إكوازويلا»... للدلالة على أن وصول اليسار إلى الحكم سيدفع الإكوادور إلى نظام على غرار القائم في فنزويلا.

أيضاً، نجح نوبوا في الحملة الواسعة التي أطلقها لاستقطاب الذين تجاوزوا سن الـ65، وهؤلاء ليسوا ملزمين بالاقتراع الإجباري في الإكوادور؛ ما رفع نسبة المشاركة إلى رقم قياسي بلغ 84 في المائة.

اليسار يواصل رفض النتيجة

في المقابل، لا تزال المعارضة اليسارية على موقفها الرافض للاعتراف بفوز نوبوا، مصرّة على إعادة الفرز بإشراف «منظمة البلدان الأميركية»، وهي تراهن في ذلك على قدرتها في تحشيد الشارع للاحتجاج والتهديد بالعصيان المدني.

بيد أن الفارق الكبير في الأصوات بين المرشحين، الذي يزيد على مليون صوت، يجعل من الصعب جداً على المعارضة اليسارية قلب المعادلة التي أسفرت عنها هذه الانتخابات. وهي وفق المحللين من شأنها تعزيز «الجبهة الترمبية» اليمينية المتشددة في أميركا اللاتينية إلى جانب الأرجنتين والسالفادور.

إذ إن هذا الفوز لليمين في الإكوادور يوسّع دائرة الدعم الأميركي اللاتيني لدونالد ترمب الذي يبني تحالفاته السياسية عادة على أساس العلاقات الشخصية، كتلك التي تربطه بالرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي ورئيس السالفادور نجيب بوكيلة، وطبعاً نوبوا... الذي يقيم أبوه في فلوريدا، حيث له مصالح مالية واقتصادية ضخمة.

وحقاً، شهدت الأسابيع القليلة المنصرمة سلسلة من اللقاءات والاتفاقات الثنائية والتطورات المعزّزة لهذا التحالف الإقليمي اليميني. وهو تحالف بدأت إدارة ترمب توليه اهتماماً متزايداً في أعقاب تعثّر خطواتها على الجبهات الأخرى وتنامي الاحتجاجات الداخلية على وقع تراجع ملحوظ في شعبية الرئيس الأميركي.

نشاط واشنطن المتزايد

... بدءاً من الأرجنتينومطلع الأسبوع الفائت، جاءت الزيارة التي قام بها وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إلى بوينس آيرس لترسخ التماهي العميق بين ترمب والرئيس الأرجنتيني ميلي، الذي منذ توليه الحكم نهاية عام 2023 زار الولايات المتحدة سبع مرات، ووضع نفسه في تصرّف الرئيس الأميركي «لتطبيق البرنامج الليبرالي الذي يحمله في أميركا والعالم»، على حد تعبيره. ولقد نوّه بيسنت بجهود الحكومة الأرجنتينية المتسارعة للتفاوض حول حزمة من التدابير التجارية المتبادلة مع الولايات المتحدة، وأعرب عن استعداد واشنطن لترسيخ موقع الأرجنتين شريكاً اقتصادياً تفضيلياً للولايات المتحدة.

ولكن إلى جانب التصريحات الرسمية التي تناولت تعزيز الشراكة بين البلدين، توقف الوزير الأميركي طويلاً عند «البُعد الآيديولوجي» للتعاون الأميركي - الأرجنتيني، مؤكداً «أن في صميم التيارين اللذين يقودهما ترمب وميلي اعتقاداً راسخاً بأن السلطة هي للشعب وحده وليس للبيروقراطيين وأجهزتهم، وأن تقديم الديمقراطية على البيروقراطية هو الباب إلى تحقيق النمو الاقتصادي والرخاء».

في المقابل، أعرب الرئيس الأرجنتيني ميلي عن عميق امتنانه للدعم الذي تقدمه واشنطن لبلاده لدى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والبنك الأميركي للتنمية من أجل إعادة جدوَلة الديون المستحقة التي تتجاوز 55 مليار دولار... ولا مؤشرات إلى أن الأرجنتين قادرة على سدادها في القريب المنظور. وشدّد ميلي على أن الأهم من التحوّل الجذري في العلاقات بين البلدين «القيم والمبادئ المشتركة التي يتقاسمها الطرفان، مثل الحياة والحرية والملكية الخاصة». وبعدما كرّر الزعيم الأرجنتيني اليميني حملته وانتقاداته المعهودة لليسار والاشتراكية، قال إنه «يتفهّم» قرار الإدارة الأميركية فرض زيادة بنسبة 10 في المائة على الرسوم الجمركية للصادرات الأرجنتينية وغيرها من بلدان المنطقة - باستثناء نيكاراغوا وفنزويلا - وذكر أن بلاده جاهزة لتوقيع اتفاقية تجارية مع واشنطن وفقاً للشروط الجديدة.

«الحليف» السالفادوري

وقبل أن ينهي بيسنت زيارته إلى الأرجنتين، التي وصفها ميلي بـ«المحطة التاريخية»، كان الرئيس ترمب يستقبل في «المكتب البيضاوي» رئيس السالفادور نجيب بوكيلة، الذي سبق له الإعراب مراراً عن إعجابه العميق بمضيفه. وجاء هذا اللقاء بعدما وضع بوكيلة في تصرّف الإدارة الأميركية الجديدة «معتقل الإرهاب»، وهو أضخم سجون العالم وأحدثها، و«درة التاج» في الحرب التي يشنّها بوكيلة منذ وصوله إلى السلطة ضد العصابات التي كانت تزرع الرعب في السالفادور، وتسيطر على مفاتيح حياتها الاقتصادية والسياسية.

وللعلم، كانت حكومة بوكيلة قد استقبلت أواسط الشهر الماضي في ذلك السجن أكثر من 250 مهاجراً طردتهم السلطات الأميركية بسبب انتمائهم إلى عصابات فنزويلية، لكن المحكمة الأميركية العليا أمرت لاحقاً بتسهيل عودة أحدهم، وهو سالفادوري طُرد بالخطأ. وحتى تاريخه ما زالت حكومة السالفادور تتجاهل هذا الطلب الذي تجاهلته أيضاً الإدارة الأميركية. بل، وأعرب بوكيلة في نهاية لقائه بترمب، أنه لن يعيد «إرهابياً إلى الولايات المتحدة».

ثم إنه، رغم الانتقادات الشديدة التي تتعرض لها سياسة بوكيلة العقابية في الكثير من وسائل الإعلام الكبرى ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان والوكالات الدولية، وفي طليعتها الأمم المتحدة، فإنها لقيت ترحيباً واسعاً عند الإدارة الأميركية، التي فتحت لرئيس السالفادور خطاً مباشراً للتواصل مع الرئيس ترمب، الذي أعرب – بدوره - عن «تقديره وإعجابه» لما يقوم به بوكيلة. وتابع: «أنتم مثلنا، تريدون القضاء على الجريمة والإرهاب، وسياستكم في هذا الصدد تكللت بنجاح باهر. أريد أن أقول لشعب السالفادور إن لهم رئيساً مذهلاً». وردّ بوكيلة بالقول: «نعرف أنكم تواجهون مشكلة مع الإرهاب والجريمة، ونحن بإمكاننا أن نساعد في ذلك. ثمة من يقول إننا اعتقلنا الآلاف، أما أنا فأقول إنّنا حرّرنا الملايين». فسارع ترمب إلى إبداء إعجابه الشديد بهذا التعبير، وطلب من بوكيلة أن يأذن له باستخدام هذا التشبيه.

ترمب والرئيس السالفادوري نجيب بوكيلة... حليفه الجديد في أميركا الوسطى (آ ب)

واشنطن تكافئ حلفائها

لكن التناغم بين الطرفين لم يقتصر على تبادل الإطراء والمدائح؛ إذ حصلت السالفادور مقابل تسهيلها تطبيق سياسة الهجرة التي وضعتها الإدارة الأميركية، على مساعدات مالية ضخمة من واشنطن، وعلى قرار من وزارة الخارجية الأميركية - سيفتح شهية الكثير من البلدان الأميركية اللاتينية - وهو رفع مستوى الضمانات الأمنية في السالفادور إلى أعلى الدرجات. وبذا تتجاوز السالفادور بلدان مثل فرنسا وبريطانيا وإيطاليا. وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في هذا المجال، إن زعامة بوكيلة كانت حاسمة في اتخاذ هذا القرار الذي يفتح أبواب سفر المواطنين الأميركيين إلى السالفادور على مصاريعها.

روبيو كان أيضاً أول الذين هنأوا نوبوا على إعادة انتخابه رئيساً للإكوادور ضد المرشحة اليسارية غونزاليس. وقال الوزير الأميركي (الكوبي الأصل)، الذي أصبح اللاتيني الأول الذي يتولى حقيبة الخارجية في الولايات المتحدة: «سنعمل معاً من أجل حماية بلدينا والمنطقة من المنظمات الإجرامية الخطرة، والتصدي لتدفق الهجرة غير الشرعية».

واشنطن تتعامل مع قيادات أميركا اللاتينية... وعينها على التوسّع الصيني

> بعد أيام قليلة من فوز نوبوا في الانتخابات الرئاسية الإكوادورية، توجّه إلى مسقط رأسه مدينة ميامي الأميركية، وقال إنه يتوقّع الحصول على مساعدات من الإدارة الأميركية لمواجهة أزمة العنف التي تزرع الرعب والفوضى في الإكوادور، وعلى دعم اقتصادي يساعد على معالجة مشكلة البطالة بين الشباب. وأيضاً، تحدّث نوبوا في حوار مع محطة «سي إن إن» الأميركية، عن إعجابه بسياسة الرئيس الأميركي الذي قال إنه سيلتقيه في الأسابيع المقبلة لتوقيع اتفاق للشراكة التجارية والتعاون الأمني بين بلديهما. في أي حال، يمكن القول، إنه خلافاً للتوقعات الأولى ورغم تعيين الرئيس الأميركي دونالد ترمب أميركياً لاتينياً في منصب وزير الخارجية، لم تتشدد السياسة الإقليمية للرئيس الأميركي في مواجهة القيادات التقدمية - أو اليسارية - في المنطقة، كالمكسيكية كلاوديا شاينباوم، والبرازيلي إيغناسيو لولا والكولومبي غوستافو بترو. إذ ما زال هؤلاء الرؤساء يحافظون على قدر من المودة في علاقاتهم مع واشنطن، ويبقون على مسافة حذرة من قراراتها. ولكن، بلا شك، تجهد إدارة ترمب لبناء تحالفات وطيدة مع الحكومات اليمينية التي تدور في فلكها العقائدي، أو تلك التي تشعر بحاسة ماسة للسير في ركبها. وبالتالي، يتوقّع مراقبون أن هذه الخطوات الأولى التي يشرف عليها ترمب مباشرة، والتي رسّخت أقدام إدارته في أميركا الوسطى عبر السالفادور، و«منطقة الآنديز» عبر الإكوادور، و«المخروط الجنوبي» عبر الأرجنتين، هي «منصة» لتحالفات أوسع يبدو الرئيس الأميركي اكثر اقتناعاً بضرورتها إذا ظلت سياساته على الجبهات الأخرى متعثرة. هنا يقول هؤلاء إن الانعطاف نحو المزيد من اهتمام واشنطن ببلدان القارة الأميركية، يأتي تجاوباً مع إصرار الأوساط الاقتصادية على ضرورة التصدي، بسرعة وحزم، للتوسّع الصيني في المنطقة الذي بات يهدد الهيمنة التقليدية للولايات المتحدة على حديقتها الخلفية. وتراقب هذه الأوساط، بقلق شديد منذ سنوات، تغلغل الصين الاقتصادي والتجاري، وتنامي استثماراتها الاستراتيجية في المواني والمطارات في بلدان مثل المكسيك، والبرازيل، والبيرو وبوليفيا. وهي تخشى أن تتحول هذه البلدان «حزاماً ضاغطاً» على الاقتصاد الأميركي الذي يواجه تحديات متعددة.


مقالات ذات صلة

«مواقف» ترمب «وتنازلاته» في ميزان السياسة

حصاد الأسبوع حقول الحرب في أوكرانيا (رويترز)

«مواقف» ترمب «وتنازلاته» في ميزان السياسة

تعكس تعليقات الرئيس الأميركي السابق جو بايدن عن سياسات الرئيس دونالد ترمب ومواقفه من الحرب الروسية – الأوكرانية، الجدل الذي تنخرط فيه الطبقة السياسية الأميركية

إيلي يوسف (واشنطن)
حصاد الأسبوع انتُخب فاديفول نائباً لرئيس كتلة حزبه داخل «البوندستاغ» مشرفاً على السياسات الخارجية والدفاعية للكتلة. يقلق فاديفول احتمال انسحاب واشنطن من «أمن أوروبا» و«التباعد المتزايد في القيَم» بين أوروبا والولايات المتحدة

يوهان فاديفول... وزير خارجية ألمانيا الجديد سياسي محنك وله اهتمامات عسكرية

بعد مرور 60 سنة على تولي آخر قيادي ينتمي لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ في ألمانيا منصب وزير الخارجية، تعود هذه الوزارة إلى الحزب مع تعيين يوهان

راغدة بهنام (برلين)
حصاد الأسبوع براندت (غيتي)

ألمع وزراء الخارجية الألمان بعد الحرب العالمية الثانية

تعاقب على منصب وزير الخارجية في ألمانيا العديد من الشخصيات اللامعة منذ إعادة توحيد الألمانيتين الغربية والشرقية بعد انتهاء «الحرب الباردة» وسقوط «جدار برلين».

«الشرق الأوسط» (برلين)
حصاد الأسبوع أحد المقترعين يدلي بصوتته خلال الجولة الأولى من الانتخابات في جبل لبنان (آ ف ب)

الانتخابات البلدية في لبنان... اختبار للنفوذ السياسي بغطاء محلي

على الرغم من الطابع الإنمائي والخدماتي المحلي للانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان، فإنها شكلت «ساحةً سياسية» بامتياز تتواجه فيها القوى والأحزاب السياسية على

«الشرق الأوسط» (بيروت)
حصاد الأسبوع تظاهرة لناشطي الحركة الإسلامية ومناصريها (رويترز)

الأردن... جدلية العلاقة بين «الإخوان» والسلطة

بعد سنوات وعقود من «الصمت الرسمي» على تجاوزات «جماعة الإخوان المسلمين»، نفد صبر السلطات الأردنية أمام «اختراق» مهمٍّ نفذه أتباع ومنتمون للجماعة تستهدف «زعزعة»

محمد خير الرواشدة (عمّان)

«مواقف» ترمب «وتنازلاته» في ميزان السياسة

حقول الحرب في أوكرانيا (رويترز)
حقول الحرب في أوكرانيا (رويترز)
TT

«مواقف» ترمب «وتنازلاته» في ميزان السياسة

حقول الحرب في أوكرانيا (رويترز)
حقول الحرب في أوكرانيا (رويترز)

تعكس تعليقات الرئيس الأميركي السابق جو بايدن عن سياسات الرئيس دونالد ترمب ومواقفه من الحرب الروسية – الأوكرانية، الجدل الذي تنخرط فيه الطبقة السياسية الأميركية ومراكز الأبحاث، حول تداعيات التغيير الذي أحدثه ترمب في علاقات واشنطن بكل من موسكو وكييف وبروكسل. بايدن اعتبر ضغوط إدارة ترمب على أوكرانيا للتنازل عن أراضٍ لروسيا «استرضاءً عصرياً»، في تلميح إلى سياسة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق نيفيل تشامبرلين، الذي فشل في أواخر الثلاثينات في استرضاء مطالب الزعيم النازي أدولف هتلر لتجنب حرب شاملة في أوروبا. ومع ذلك، حُمّل الرئيس الأميركي السابق والعديد من القادة الأوروبيين، مسؤولية التقصير في دعم كييف، ومحاولة استرضاء روسيا، رغم المعرفة المسبقة بمواقفه خلال السنوات الثلاث من الحرب، التي كانت تشير بشكل واضح إلى أنه سيقوم، ليس فقط بالتقرب من الرئيس الروسي، بل وزيادة الشقاق مع الحلفاء الأطلسيين في «ناتو».

بدلاً من السماح لها بتحقيق النصر، يقول محللون، إن أوكرانيا تلقت معدات من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وبولندا، كانت كافية فقط لاستنزاف روسيا. ولخّص الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يونيو (حزيران) 2022 القيود الاستراتيجية على أوكرانيا؛ ما أجبرها في نهاية المطاف على القتال بيد واحدة خلف ظهرها، قائلاً: «علينا ألّا نُذلّ روسيا لكي نتمكن في اليوم الذي يتوقف فيه القتال من إيجاد مخرج عبر القنوات الدبلوماسية». وحقاً، خشي العديد من القادة والجنرالات من أنه في حال هزيمة روسيا، ستتبعها فوضى داخل الاتحاد الروسي، وسيفقد الرئيس فلاديمير بوتين سلطته. وكان هؤلاء يخشون ما يسميه العسكريون «نجاحاً كارثياً»، بحسب صحيفة «الإندبندنت». كذلك أعرب كبار المسؤولين في الحكومة البريطانية عن آرائهم بشأن أخطار انهيار الاتحاد الروسي، بالقول إنهم كانوا يخشون انتصاراً أوكرانياً ساحقاً لأن الاتحاد الروسي «إمبراطورية متماسكة بالخوف».

تحوّل التركيز

في الآونة الأخيرة، ورغم تغيير ميزان القوة لمصلحة موسكو، تحدثت معلومات استخباراتية جديدة راجعها مسؤولون أميركيون وغربيون، عن أن بوتين ربما أعاد ترتيب أهدافه المباشرة في حرب أوكرانيا، مع التركيز على ترسيخ السيطرة على الأراضي التي استولت عليها القوات الروسية وتعزيز الاقتصاد الروسي المتعثر. وفي حين يتناقض هذا التحول مع تقييمات سابقة أشارت إلى أن بوتين يعتقد أن الحرب تسير لصالحه؛ ما يدعم قتالاً مطولاً ضد أوكرانيا الضعيفة، بهدف الاستيلاء على البلاد بأكملها في النهاية أثار هذا التحوّل في نهج بوتين إلى احتمال أن يكون الآن أكثر ميلاً إلى التفكير في فكرة اتفاق سلام. ووفق مصادر أميركية، لعب هذا التحول دوراً في اعتقاد الرئيس ترمب بأن بوتين ربما بات أكثر استعداداً للتفاوض مما كان عليه في الماضي.

مع ذلك، لا يزال كبار المسؤولين الأميركيين حذرين بشأن نيات بوتين الحقيقية. ومع أنهم يشيرون إلى أن تأكيدات بوتين المستمرة بأنه يسعى للسلام، و«عروضه» المتقطعة لوقف إطلاق نار جزئي - رغم المقترحات الأميركية المواتية له التي تدعو كييف إلى التنازل عن معظم الأراضي التي استولت عليها روسيا – يعتقد هؤلاء أنه حتى لو قبل بوتين مثل هذا الاتفاق، فقد يكون قبوله إجراءً مؤقتاً، للعودة إلى التصعيد بمجرد استئناف الحرب.

أيضاً، بعدما وضعت الضغوط المستمرة من إدارة ترمب، وتهديدات نائبه جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو بوقف «الوساطة» الأميركية، وفرض عقوبات إضافية - ناهيك من الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها روسيا - بوتين في موقف صعب محتمل، يقول مسؤول استخبارات غربي كبير: «أعتقد أنه ربما يفكر في هدف معقول على المدى القريب». ومع توقيع الولايات المتحدة اتفاقية المعادن مع أوكرانيا، سُلط الضوء أيضاً على إمكانية استثمارات مماثلة مع روسيا بعد الحرب، في المباحثات التي وصفتها واشنطن بأنها فرصة «تاريخية».

بل، ولقد أشار المسؤول أيضاً إلى أن السؤال الرئيس هو ما الذي ترغب واشنطن في تقديمه لجعل اتفاق السلام جذاباً بما يكفي لبوتين لإيقاف الحرب، والتي قد يستأنفها لاحقاً بمجرد تحقيق نصر مؤقت. وهنا، يقول مايكل روبين، الباحث في معهد «أميركان انتربرايز» في حوار مع «الشرق الأوسط» إن تلك التهديدات لم تُسهم في حل الأزمة الأوكرانية، لكنها على الأرجح عكست تفكير ترمب، الذي بدا أنه يتخلى عن أي احتمال لحل سريع، ويُرجّح أن يعكس ذلك واقعية ترمب في أن بوتين لن يُحقّق السلام.

بوتين متمسك بأهدافه البعيدة

من جهة ثانية، تغير الأهداف المباشرة قد لا يغير تمسك بوتين بطموحات طويلة الأجل لتوسيع نفوذ روسيا الإقليمي في أوكرانيا. وقد يكون استعداده «للتوافق» مع واشنطن في الوقت الحالي تكتيكاً لتحسين العلاقات مع واشنطن، في انتظار فرصة مواتية أكثر لتحقيق أهدافه القصوى.

ووفق مسؤول أوروبي كبير «هناك العديد من الأدوات السياسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية التي ستواصل روسيا استخدامها»، مضيفاً أن أهداف روسيا النهائية «ربما لم تتبدل رغم هذا التغيير التكتيكي». كذلك، أعرب العديد من المشرّعين الأميركيين عن مخاوفهم من أن بوتين قد يستخدم مباحثات السلام استراتيجيةً لكسب المزيد من النفوذ بدلاً من السعي الجاد لإنهاء الحرب، وهو ما قد يكون عزّز من مخاوف الكرملين من أن تكون تلك التهديدات حقيقية.

فقد أعلن السيناتور الجمهوري النافذ، ليندسي غراهام، الأسبوع الماضي، أنه يحظى بدعم مجلس الشيوخ لمشروع قانون يدعو إلى فرض عقوبات جديدة «ساحقة» على روسيا. ويسعى مشروع القانون هذا إلى فرض رسوم جمركية بنسبة 500 في المائة على الواردات من الدول التي تشتري النفط أو الغاز أو اليورانيوم الروسي، ما لم تنخرط روسيا في مفاوضات جادة لإنهاء الحرب. وفي الأيام الأخيرة، ناقش مسؤولون أميركيون وأوروبيون فرض عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا، تؤثر على قطاعي البنوك والطاقة؛ بهدف الضغط عليها لدعم الجهود الدبلوماسية الأميركية لإنهاء الحرب.

بايدن وبنس يحذّران ترمب

ومع رفض أوكرانيا عرض بوتين الأخير بوقف إطلاق نار قصير خلال احتفالاته بيوم «النصر على النازية» ووصفه بـ«محاولة أخرى للتلاعب»، عدّه البعض «أقل من الحقيقة». وقال الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطاني، «إم آي 6» السير أليكس يونغر، إن الرئيس الروسي عازم على الاستيلاء على أكثر من مجرد أوكرانيا. وهو ما يتوافق مع آراء كل من جو بايدن، ونائب ترمب السابق مايك بنس.

بايدن سبق له القول إن بوتين يؤمن بأن «أوكرانيا جزء من روسيا»، وإن «أي شخص يظن أنه سيتوقف» إذا جرى التنازل عن بعض الأراضي بوصفه جزءاً من اتفاق سلام «هو ببساطة أحمق». وأضاف: «لا أفهم كيف يظن الناس أنه إذا سمحنا لديكتاتور بلطجي بأن يقرر الاستيلاء على مساحات كبيرة من الأراضي ليست ملكه، فإن ذلك سيُرضيه. لا أفهم ذلك تماماً». وتابع معرباً عن قلقه: «أوروبا ستفقد ثقتها بأميركا وقيادتها»، و«إن قادة القارة يتساءلون، حسناً، ماذا نفعل الآن؟ هل يمكننا الاعتماد على الولايات المتحدة؟ هل ستكون موجودة؟».

بدوره، أعرب بنس عن خيبة أمله من تراجع دعم الرئيس ترمب لكييف، وذكر أن الرئيس الروسي قد يضع ديمقراطيات أوروبية أخرى «نصب عينيه». وأضاف: «إذا كانت السنوات الثلاث الماضية علمتنا شيئاً، فهو أن فلاديمير بوتين لا يريد السلام. إنه يريد أوكرانيا». وتابع: «حقيقة أننا الآن نتابع منذ قرابة شهرين اتفاق وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه أوكرانيا، واستمرار روسيا في المماطلة وتقديم الأعذار، إنما يؤكدان هذه النقطة». واستطرد: «أعتقد أن الدعم المتذبذب الذي أبدته الإدارة (لأوكرانيا) خلال الأشهر القليلة الماضية قد شجع روسيا... والأمر لا يقتصر عليّ أنا شخصياً. أعتقد حقاً أنه إذا اجتاح أوكرانيا، فستكون مسألة وقت فقط قبل أن يعبر الحدود، حيث سيضطر رجالنا ونساؤنا العسكريون إلى محاربته».

مايك بنس: «إذا كانت السنوات الثلاث الماضية علمتنا شيئاً، فهو أن فلاديمير بوتين لا يريد السلام. إنه يريد أوكرانيا»

اتفاقية المعادن لا تضمن أمن كييف

في أي حال، ورغم مناورات البيت الأبيض الكثيرة، انقضت الأيام المائة الأولى من إدارة ترمب الثانية من دون بصيص أمل في انتهاء القتال قريباً. وعلى الرغم من تعهد ترمب بإنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة، وتوقيع واشنطن اتفاقية مع كييف تمنح الولايات المتحدة حصة من الإيرادات المستقبلية من احتياطيات أوكرانيا المعدنية، فإنه قد يقرر الانسحاب من البلاد كلياً إذا لم يحصل على تسوية سلمية يصبو إليها. وهنا يؤكد مايكل روبين لـ«الشرق الأوسط»، أن اتفاقية المعادن وحدها «لا تكفي لضمان ألا يغيّر ترمب رأيه مجدداً... ولكن بما أنه ينظر إلى العالم من خلال ميزانيته التجارية، فسيكون هذا مفيداً في إقناع ترمب».

من جهتها، تقول إيفانا سترادنر، الباحثة في الشأن الروسي في «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» لـ«الشرق الأوسط»، إن «صفقة المعادن خطوة في الاتجاه الصحيح، والآن، الكرة في ملعب بوتين، وعلى واشنطن أن تمارس المزيد من الضغط على الكرملين، الذي سيلجأ إلى آلته الدعائية لتصوير الولايات المتحدة كقوة إمبريالية شريرة».

وبالفعل، توصلت إدارة ترمب إلى اتفاق منفصل مع أوكرانيا، أُعلن عنه في 30 أبريل (نيسان)، لمنح الولايات المتحدة حصة في مواردها المعدنية. ولكن مع أن الاتفاق يهدف إلى الإشارة إلى استثمار الولايات المتحدة في مستقبل أوكرانيا، فهو يبدو غير مرتبط إلى حد كبير بالمسألة الأكثر إلحاحاً لها والمتمثلة في حاضرها الذي مزقته الحرب.

لم يُنشر النص النهائي للاتفاقية بعد، ولكن لا يوجد ما يشير إلى أنها تتضمن ضمانات أمنية لأوكرانيا. وبصفته القائد الأعلى، يمكن لترمب تقليص الدعم الأميركي لأوكرانيا بشكل مفاجئ ودراماتيكي. وحتى مع سعيه لتحقيق مكاسب اقتصادية من أوكرانيا، قد تُقلّص الولايات المتحدة أو تُوقف الدعم العسكري والاستخباري، كما جرى بعد المشادة الكبيرة التي جرت أمام عدسات التلفزيون مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي خلال مارس (آذار) الماضي. وما زاد من قوة الشكوك، تأكيد زيلينسكي أخيراً أن ترمب رفض طلباً بقيمة 15 مليار دولار لشراء 10 أنظمة صواريخ «باتريوت» للدفاع الجوي.

 

هدف بوتين النهائي تقويض الغرب وإظهار الناتو «نمراً من ورق»

سبق أن حذر مسؤولو الاستخبارات الأميركية من أن أولوية فلاديمير بوتين القصوى لا تزال هي السيطرة الروسية الكاملة على أوكرانيا، وأن أي مفاوضات قد تتلاعب بها روسيا لإطالة أمد الصراع. ولا تزال مسألة الحدود الإقليمية موضع خلاف، لا سيما فيما يتعلق بالأقاليم الخمسة التي تَعدّها روسيا معقلاً لها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014. ولقد أشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى أن أوكرانيا قد لا تستعيد غالبية الأراضي التي خسرتها لصالح روسيا، ما أثار مخاوف بعض الحلفاء الأوروبيين من أن تؤدي اقتراحاته إلى اعتراف واشنطن بسيطرة روسيا على أجزاء من أوكرانيا. وفيما يتمحور النقاش الآن حول كيفية الموازنة بين التنازلات الإقليمية وضمان عدم استئناف روسيا لهجومها بمجرد التوصل إلى اتفاق سلام، يعتقد المسؤولون الأميركيون أن أوكرانيا تتوسل بشكل متزايد للحصول على مساعدات وضمانات أمنية، لا سيما مع تقدم مفاوضات السلام. أيضاً يقول تقرير في مجلة «فورين أفيرز»، إنه على الرغم من أن روسيا ستظلّ تُكافح لكسب الحرب بشكل كامل، لكنها لن تُضطر للقلق بشأن خسارتها أيضاً. إذ قد تُواصل استراتيجيتها القائمة على تدمير البنية التحتية المدنية لأوكرانيا وإرهاب الأوكرانيين لدفعهم إلى مغادرة البلاد. وبينما تمتلك كييف القوى البشرية والموارد والدعم اللازم للحفاظ على السيادة في معظم أنحاء البلاد، قد تتقدم القوات الروسية ببطء وتُحقّق مكاسب إقليمية، مُنجزةً بذلك هدف بوتين المتمثل في إخضاع أربع مناطق من أوكرانيا لسيطرته الكاملة. مع هذا، يرى التقرير أنه لا يوجد لدى روسيا مسار حقيقي للمضي قدماً في أوكرانيا. فخسائرها في الأرواح لن تتوقف حتى ولو تخلت واشنطن عن أوكرانيا، وستظل الحرب خطأً استراتيجياً لروسيا. غير أن التخلي الأميركي سيثقل كاهل أوروبا بشكل كبير، ويشكك في التزام واشنطن تجاه حلفائها الأوروبيين، ومن المرجح أن يولد توترات متصاعدة بين أوروبا وروسيا. وهنا تقول الباحثة سترادنر لـ«الشرق الأوسط»، إن بوتين غير مهتم بالمفاوضات الصادقة، «هو ليس بحاجة إلى وقف إطلاق النار، لكسب المزيد من الوقت، وإعادة تموضع جيشه، ومواصلة طموحاته الإمبريالية لاستعادة مجد روسيا وإظهارها قوة عظمى. إن هدفه النهائي إخضاع أوكرانيا وإظهار أن ناتو مجرد نمر من ورق في دول البلطيق وتقويض الاتحاد الأوروبي». وبالفعل، أعلن بوتين عن العمل على «تقويض الغرب» من خلال الهجمات الإلكترونية وحرب المعلومات التي تُثير شكوكاً عالمية في عصر «ما بعد الحقيقة». كما أن تشكيك ترمب بالعلاقات مع «ناتو»، وتهديداته بضم كندا وغرينلاند، وتسببه في اضطرابات اقتصادية من جراء حرب الرسوم التجارية التي يشنها على معظم دول العالم، كلها عوامل قد تساعد سيد الكرملين على مواصلة سياسة المماطلة حتى تحقيق أهدافه.