التضخم الأميركي يواجه اختباراً جديداً اليوم

وسط مخاوف من أن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى ارتفاع مساره

عاملة تنظّم البضائع في «وولمارت سوبر سنتر» في نورث بيرغن بنيو جيرسي (أ.ب)
عاملة تنظّم البضائع في «وولمارت سوبر سنتر» في نورث بيرغن بنيو جيرسي (أ.ب)
TT

التضخم الأميركي يواجه اختباراً جديداً اليوم

عاملة تنظّم البضائع في «وولمارت سوبر سنتر» في نورث بيرغن بنيو جيرسي (أ.ب)
عاملة تنظّم البضائع في «وولمارت سوبر سنتر» في نورث بيرغن بنيو جيرسي (أ.ب)

من المرجح أن يظل التضخم الأميركي مرتفعاً في يناير (كانون الثاني)، مما يشير إلى أن تباطؤ نمو أسعار المستهلك قد توقف بعد تراجعه طوال معظم العام الماضي. ومن المتوقع أن تعلن وزارة العمل، يوم الأربعاء، أن مؤشر أسعار المستهلك في الشهر الماضي ارتفع بنسبة 2.9 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وفقاً لتقديرات خبراء الاقتصاد الذين استطلعت شركة «فاكتست» آراءهم. وإذا تأكد هذا الرقم فسيظل دون تغيير عن مستوى ديسمبر (كانون الأول)، لكنه يبقى مرتفعاً مقارنة بأدنى مستوى له في ثلاث سنوات ونصف السنة، الذي بلغ 2.4 في المائة في سبتمبر (أيلول)، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

ويحظى تقرير التضخم المنتظر يوم الأربعاء بمتابعة دقيقة لتحديد ما إذا كان الاتجاه الأخير الذي أقلق صانعي السياسة في بنك الاحتياطي الفيدرالي، سيستمر. ففي يناير 2024، سجلت الأسعار ارتفاعاً حاداً جزئياً بسبب رفع الكثير من الشركات أسعارها مع بداية العام. ومع استمرار الضغوط التضخمية، جاءت بعض هذه الزيادات أكبر من المعتاد.

ويتوقع معظم خبراء الاقتصاد أن يكون تأثير هذه الزيادات أقل حدة هذه المرة، نظراً إلى أن المستهلكين أصبحوا أكثر حساسية للأسعار مقارنة بالعام الماضي. ومع ذلك، إذا استمرت هذه الزيادات فقد يشهد التضخم مزيداً من الارتفاع.

ويُعزى الارتفاع الأخير في التضخم إلى توقف بنك الاحتياطي الفيدرالي عن خفض أسعار الفائدة، بعدما أجرى ثلاثة تخفيضات العام الماضي. وفي هذا السياق، صرّح رئيس «الفيدرالي»، جيروم باول، يوم الثلاثاء، خلال شهادته أمام لجنة البنوك في مجلس الشيوخ، قائلاً: «لا نحتاج إلى التسرع» في تنفيذ مزيد من التخفيضات.

حالياً، يبلغ سعر الفائدة القياسي لبنك الاحتياطي الفيدرالي نحو 4.3 في المائة، منخفضاً عن أعلى مستوى له في عقدَيْن، الذي بلغ 5.3 في المائة في أغسطس (آب).

وباستثناء فئتي الغذاء والطاقة اللتَيْن تتسمان بالتقلب، فمن المتوقع أن ترتفع أسعار المستهلك الأساسية بنسبة 3.2 في المائة على أساس سنوي، وفقاً لتقديرات «فاكتست»، وهو المعدل ذاته المسجّل في الشهر السابق. ويراقب بنك الاحتياطي الفيدرالي هذه الأسعار من كثب، إذ تُعد مؤشراً أكثر دقة للاتجاه العام للتضخم.

ويتوقع الخبراء أن تكون تكلفة السيارات الجديدة والمستعملة، إلى جانب أسعار الملابس، قد سجلت انخفاضاً الشهر الماضي، مما قد يُسهم في تهدئة التضخم. ومع ذلك، يُتوقع أن ترتفع أسعار المواد الغذائية التي تمثّل عبئاً على الكثير من الأسر، مدفوعة بزيادة جديدة في أسعار البيض. فقد أدى تفشي إنفلونزا الطيور إلى إجبار مربي الدواجن على إعدام قطعانهم؛ مما تسبّب في نقص المعروض. كما فرضت بعض المتاجر قيوداً على عمليات الشراء، في حين لجأت بعض المطاعم إلى إضافة رسوم إضافية على أطباق البيض.

ويرجح معظم مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي والاقتصاديين في القطاع الخاص أن يستأنف التضخم مساره التراجعي خلال الأشهر المقبلة، مع تباطؤ نمو إيجارات الشقق، في حين من المتوقع أن تتباطأ وتيرة ارتفاع أسعار تأمين السيارات، التي كانت أحد محركات التضخم مؤخراً.

ومع ذلك، قد تؤدي السياسة التجارية لإدارة ترمب إلى رفع الأسعار في الأشهر المقبلة. فقد فرض ترمب، يوم الاثنين، تعريفات جمركية بنسبة 25 في المائة على واردات الصلب والألمنيوم، متوعداً بفرض مزيد من الرسوم. ووفقاً لخبراء الاقتصاد في «غولدمان ساكس»، فإن التضخم الأساسي السنوي قد ينخفض بنحو نقطة مئوية كاملة ليصل إلى 2.3 في المائة بحلول نهاية العام، في حال عدم فرض رسوم جديدة. لكن إذا تمّ تنفيذ المزيد من التعريفات، فقد يرتفع التضخم إلى 2.7 في المائة.

وفي شهادته يوم الثلاثاء، أقر رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بأن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم، مما قد يحدّ من قدرة البنك المركزي على خفض أسعار الفائدة، واصفاً ذلك بأنه «احتمال قائم». لكنه أشار إلى أن التأثير الفعلي سيعتمد على حجم الواردات المشمولة بهذه الرسوم ومدى استمرارها.

وقال باول: «في بعض الحالات، لا تؤثر الرسوم الجمركية بشكل كبير على المستهلك، في حين هناك حالات أخرى يكون تأثيرها واضحاً. الأمر يعتمد على معطيات لم تتضح بعد».


مقالات ذات صلة

أميركا تضيف 70 كياناً لقائمة القيود على الصادرات

الاقتصاد صورة من مرفأ نيوارك، نيوجيرسي، الولايات المتحدة 19 نوفمبر 2021 (رويترز)

أميركا تضيف 70 كياناً لقائمة القيود على الصادرات

أفاد إشعار صادر من السجل الاتحادي الأميركي، اليوم (الثلاثاء)، بأن الولايات المتحدة أدرجتْ عشرات الكيانات، منها من الصين وإيران وباكستان، إلى قائمة قيود التصدير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد بورصة نيويورك في حي المال في مانهاتن (رويترز)

«موديز»: القوة المالية الأميركية في تراجع مستمر بسبب العجز المالي وارتفاع الديون

قالت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني، يوم الثلاثاء، إن القوة المالية الأميركية في طريقها للاستمرار في التراجع على مدى عدة سنوات، مع اتساع عجز الموازنة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يتسوَّق الزبائن داخل مركز «كينغ أوف بروسيا» التجاري في بنسلفانيا (أرشيفية - رويترز)

تراجع ثقة المستهلك الأميركي للشهر الرابع على التوالي

تراجعت ثقة المستهلك الأميركي، للشهر الرابع على التوالي، مع انخفاض قلق الأميركيين بشأن مستقبلهم المالي إلى أدنى مستوى له منذ 12 عاماً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد أدريانا كوغلر في «قمة معهد ستانفورد لبحوث السياسات الاقتصادية 2024» في بالو ألتو بكاليفورنيا (أرشيفية - رويترز)

كوغلر من «الفيدرالي»: زيادة تضخم السلع «غير مفيدة»

صرَّحت أدريانا كوغلر، محافظة مجلس «الاحتياطي الفيدرالي»، يوم الثلاثاء، بأن سياسة أسعار الفائدة في المجلس لا تزال تقييديةً ومُحكمةً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يهم بالمغادرة بعد انتهاء مؤتمره الصحافي الأسبوع الماضي (رويترز)

هل تتكرر تجربة السبعينات في حدوث ركود تضخمي بالولايات المتحدة؟

كانت التوقعات الاقتصادية الأخيرة لمسؤولي الاحتياطي الفيدرالي تحمل ظلال «الركود التضخمي المخفف»، على حد تعبير أحد الاقتصاديين، وهو شعور يتردد بين المراقبين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الذهب يتراجع مع ارتفاع الدولار وسط مخاوف بشأن خطط ترمب للرسوم الجمركية

سبائك الذهب في متجر للمجوهرات الذهبية بمدينة شانديغار شمال الهند (رويترز)
سبائك الذهب في متجر للمجوهرات الذهبية بمدينة شانديغار شمال الهند (رويترز)
TT

الذهب يتراجع مع ارتفاع الدولار وسط مخاوف بشأن خطط ترمب للرسوم الجمركية

سبائك الذهب في متجر للمجوهرات الذهبية بمدينة شانديغار شمال الهند (رويترز)
سبائك الذهب في متجر للمجوهرات الذهبية بمدينة شانديغار شمال الهند (رويترز)

انخفضت أسعار الذهب يوم الأربعاء مع ارتفاع الدولار الأميركي، بينما يستعد المتعاملون في السوق لخطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب الشاملة للرسوم الجمركية المتبادلة، والتي يخشون أن تؤدي إلى ارتفاع التضخم وإعاقة النمو الاقتصادي.

وانخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.1 في المائة ليصل إلى 3017.49 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 05:35 بتوقيت غرينتش. وانخفضت العقود الآجلة للذهب الأميركي بنسبة 0.2 في المائة لتصل إلى 3021.30 دولار.

وقال كيلفن وونغ، كبير محللي السوق في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى «أواندا»، إن قوة الدولار الأميركي تضغط على الأسعار، مضيفاً أن «الأسعار الآن عالقة في نطاق عرضي بسبب عدم اليقين بشأن كيفية تطبيق التعريفات الجمركية المتبادلة المقررة في 2 أبريل (نيسان)».

ومن المرجح أن تكون سياسات ترمب الجمركية تضخمية، مما قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وتفاقم التوترات التجارية.

وقالت سوني كوماري، خبيرة استراتيجيات السلع الأساسية في «إي إن زد»: «هناك مخاوف حقيقية بشأن النمو الاقتصادي الأميركي، وكذلك التضخم. من المرجح أن تواجه الولايات المتحدة سيناريو ركود تضخمي، وهذا قد يدعم الأسعار».

وقد انخفضت ثقة المستهلك الأميركي إلى أدنى مستوى لها في أكثر من 4 سنوات، في مارس (آذار)، مع مخاوف الأسر من الركود وارتفاع التضخم الناجم عن التعريفات الجمركية. وارتفع الذهب الذي يُعدُّ تحوُّطاً من التقلبات الجيوسياسية والاقتصادية، بنسبة 15 في المائة حتى الآن هذا العام، مسجلاً أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3057.21 دولار في 20 مارس.

ومن المقرر أن يُلقي عدد من مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي» كلماتٍ في وقتٍ لاحق من اليوم. وتنتظر الأسواق بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأميركية يوم الجمعة، للحصول على مؤشراتٍ بشأن السياسة النقدية.

وقالت كوماري من «إي إن زد»: «نتوقع وصول الذهب إلى 3200 دولار بحلول سبتمبر (أيلول)»، مضيفة أن أي تعليقٍ متشدد من «الاحتياطي الفيدرالي» قد يكون عاملاً في إبطاء ارتفاع الذهب.

وفي سياقٍ آخر، توصلت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء إلى اتفاقات مع أوكرانيا وروسيا، لوقف هجماتهما البحرية ووقف استهداف أهداف الطاقة؛ حيث وافقت واشنطن على الضغط لرفع بعض العقوبات المفروضة على موسكو.

وانخفض سعر الفضة الفوري بنسبة 0.5 في المائة إلى 33.57 دولار للأوقية، وخسر البلاتين 0.5 في المائة إلى 971.35 دولار. وانخفض البلاديوم بنسبة 0.5 في المائة إلى 951.23 دولار.