أسواق آسيا تتراجع بعد إعلان ترمب فرض رسوم جمركية

أشخاص أمام لوحة إلكترونية تعرض مؤشر «نيكي» في طوكيو (أ.ب)
أشخاص أمام لوحة إلكترونية تعرض مؤشر «نيكي» في طوكيو (أ.ب)
TT

أسواق آسيا تتراجع بعد إعلان ترمب فرض رسوم جمركية

أشخاص أمام لوحة إلكترونية تعرض مؤشر «نيكي» في طوكيو (أ.ب)
أشخاص أمام لوحة إلكترونية تعرض مؤشر «نيكي» في طوكيو (أ.ب)

انخفضت الأسهم في معظم أسواق آسيا يوم الثلاثاء، بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على جميع واردات الولايات المتحدة من الصلب والألمنيوم، وذلك بدءاً من مارس (آذار) المقبل.

وانخفض مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بنسبة 0.87 في المائة ليصل إلى 21335.38 نقطة. كما تراجع مؤشر «شنغهاي» المركب بنسبة 0.12 في المائة إلى 3318.06 نقطة. في حين كانت أسواق اليابان مغلقة بسبب عطلة وطنيّة. في المقابل، ظلّ مؤشر «ستاندرد آند بورز - إس إكس 200» في أستراليا دون تغيير كبير، في حين ارتفع مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية بنسبة 0.71 في المائة ليصل إلى 2539.05 نقطة، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، قال ترمب إنه سيعلن رسوماً جمركية بنسبة 25 في المائة على جميع واردات الصلب والألمنيوم، مع فرض مزيد من الرسوم الجمركية في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وأثارت هذه الإجراءات المخاوف من تأثير الرسوم في الأسواق العالمية، مما أدى إلى تقلّبات في أسواق «وول ستريت». وأشار الخبراء إلى أن السوق قد تشهد مزيداً من التقلّبات في المستقبل. وارتفع سعر الذهب الذي يُعدّ ملاذاً آمناً في أوقات القلق، إلى أكثر من 2930 دولاراً للأوقية، مسجلًا رقماً قياسياً جديداً.

على صعيد العقود الآجلة، انخفضت العقود الآجلة لمؤشر «داو جونز» الصناعي بنحو 82 نقطة، أي بنسبة 0.18 في المائة، في حين انخفضت العقود الآجلة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.28 في المائة، والعقود الآجلة لمؤشر «ناسداك 100» بنسبة 0.36 في المائة.

من جانب آخر، أظهر ترمب مرونة في التراجع عن التهديدات التي يطرحها، كما حدث مع الرسوم الجمركية المفروضة على كندا والمكسيك؛ مما يشير إلى أن هذه الرسوم قد تكون مجرد ورقة تفاوضية بدلاً من سياسة طويلة الأجل.

وعلى صعيد آخر، طبّق ترمب رسوماً جمركية بنسبة 10 في المائة على السلع الصينية، وردت الصين بفرض رسوم على منتجات الفحم والغاز الطبيعي المسال الأميركية، بالإضافة إلى النفط الخام والآلات الزراعية والسيارات ذات المحركات الكبيرة.

وفي تعليق له، قال رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي في «ميزوهو»، فيشنو فاراثان، إن عدم استهداف الصين عدداً كبيراً من السلع الأميركية يُعد استجابة متعمّدة من جانبها لتجنّب التصعيد المتبادل. ومع ذلك، أشار فاراثان إلى أن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين من المتوقع أن تتصاعد بشكل هيكلي، حتى لو كانت هناك حلول وسط تفاوضية.

وفي أسواق الأسهم الأميركية، ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 40.45 نقطة ليصل إلى 6066.44 نقطة، وأضاف مؤشر «داو جونز» الصناعي 167.01 نقطة ليصل إلى 444701.41 نقطة، في حين قفز مؤشر «ناسداك» المركب بمقدار 190.87 نقطة، ليصل إلى 19714.27 نقطة.

وفي سوق السندات، استقر العائد على سندات الخزانة الأميركية لمدة 10 سنوات عند 4.50 في المائة، في حين انخفض العائد على السندات لمدة عامين إلى 4.27 في المائة من 4.29 في المائة.

وخفّض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الرئيسي عدة مرات خلال العام الماضي، ولكن المتداولين قلّصوا بشكل حادّ توقعاتهم لمزيد من التخفيضات في 2025، وذلك جزئياً، بسبب المخاوف من التضخم المرتبط بالرسوم الجمركية. في الوقت ذاته، من المتوقع أن يقدّم رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، شهادته أمام الكونغرس في وقت لاحق من هذا الأسبوع؛ مما قد يوفّر مزيداً من التوضيحات بشأن توجهات البنك المركزي.


مقالات ذات صلة

بكين تنفي محادثات تجارية مع واشنطن رغم مزاعم ترمب

الاقتصاد ترمب يحمل أمراً تنفيذياً موقعاً بشأن الرسوم الجمركية في حديقة البيت الأبيض (رويترز)

بكين تنفي محادثات تجارية مع واشنطن رغم مزاعم ترمب

قالت الصين، السبت، إنها لم تُجرِ أي محادثات مع الولايات المتحدة بشأن القضايا التجارية، على الرغم من ادعاء الرئيس ترمب تلقيه اتصالاً هاتفياً من الرئيس الصيني.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد حاويات شحن في محطة حاويات بميناء لوس أنجليس في الولايات المتحدة (رويترز)

البنك الدولي يدعو الدول النامية للاتفاق «سريعاً» مع واشنطن بشأن الرسوم

أعلن رئيس البنك الدولي أن من مصلحة الدول النامية التوصل «سريعاً» إلى اتفاق مع الولايات المتحدة للحد من آثار الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)

أسهم «وول ستريت» تفقد الزخم مع نهاية أسبوع متقلب

بدأ الزخم التصاعدي الذي شهدته «وول ستريت» على مدار ثلاثة أيام التلاشي يوم الجمعة، فقد اتجهت الأسهم الأميركية إلى أداء متباين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

صناديق السندات الأميركية تسجل تدفقات صافية لأول مرة في 6 أسابيع

سجلت صناديق السندات الأميركية تدفقات صافية خلال الأسبوع المنتهي في 23 أبريل (نيسان) للمرة الأولى منذ ستة أسابيع، مع تراجع موجة البيع في أسواق السندات الأميركية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد شاشة تعرض الرقم الختامي لمؤشر «داو جونز» الصناعي في بورصة نيويورك (أ.ب)

صناديق الأسهم العالمية تشهد تدفقات إيجابية للأسبوع الثاني

استقطبت صناديق الأسهم العالمية تدفقات مالية للأسبوع الثاني على التوالي حتى 23 أبريل (نيسان)، مدعومةً بمؤشرات على احتمال تهدئة حرب الرسوم الجمركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«رؤية السعودية» تقود التحول الرقمي وتدفع التقدم في الاقتصاد المعرفي

المدينة الرقمية في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
المدينة الرقمية في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
TT

«رؤية السعودية» تقود التحول الرقمي وتدفع التقدم في الاقتصاد المعرفي

المدينة الرقمية في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
المدينة الرقمية في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

نجحت السعودية في ترسيخ موقعها واحدةً من أبرز القوى الاقتصادية الرقمية الصاعدة على مستوى العالم، مستندة إلى رؤية استراتيجية طموحة ضمن «رؤية 2030»، التي وضعت التحول الرقمي في قلب منظومة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية.

وتجلّى هذا التوجه عبر استثمارات ضخمة في البنية التحتية لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، أثمرت عن بناء سوق تقنية تُعدّ اليوم الأكبر والأسرع نمواً في المنطقة.

وقد أظهر تقرير التقدم المحرز لـ«رؤية 2030» لعام 2024، أن الاقتصاد الرقمي في المملكة يقدر بـ495 مليار ريال (132 مليار دولار)، بما يعادل 15 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، مع تطور لافت في بيئة الأعمال الرقمية، مدعوماً بأنظمة وتشريعات حديثة عززت من كفاءة الأداء الحكومي ورفعت جاذبية السوق المحلية.

مخرجات التحول

وكانت منصة «أبشر» الإلكترونية أول مخرجات هذا التحول؛ إذ شكّلت نقطة انطلاق لتوسيع نطاق الخدمات الرقمية الحكومية، لتتبعها منصات متقدمة مثل «توكلنا» و«نفاذ»، وقد مثلت تلك المنصات تحولاً جذرياً في العلاقة بين الدولة والمواطن عبر خدمات مؤتمتة وعالية الكفاءة.

وأنشأت السعودية هيئة الحكومة الرقمية، وهيئة البيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، لتقود عملية توحيد جهود الرقمنة واستثمار البيانات الضخمة؛ ما ساعد في تسريع التحول الرقمي وتعزيز موقع المملكة في المؤشرات الدولية. وقد تقدمت السعودية إلى المرتبة السادسة عالمياً في مؤشر الأمم المتحدة لتطوير الحكومة الإلكترونية لعام 2024، متجاوزة المستهدف الزمني، واقتربت من تحقيق هدف المركز الخامس بحلول 2030. كما جاءت الأولى إقليمياً، والثانية ضمن دول مجموعة العشرين، والرابعة عالمياً في مؤشر الخدمات الرقمية.

جانب من «منتدى حوكمة الإنترنت 2024» في الرياض (واس)

«الأول» عالمياً

ولم تقتصر الإنجازات على المؤشرات العامة، بل امتدت إلى المؤشرات الفرعية؛ إذ حلّت السعودية في المركز الأول عالمياً في البيانات الحكومية المفتوحة والمهارات الرقمية الحكومية، وسابعاً في مؤشر المشاركة الإلكترونية، بما يعكس نضج المنظومة الرقمية وتكاملها.

وتشهد سوق الاتصالات والتقنية في المملكة نمواً متسارعاً، حيث بلغ حجم النمو في عام 2024 نحو 180 مليار ريال (48 مليار دولار)، كما ارتفعت نسبة مشاركة المرأة في القطاع التقني من 7 في المائة في عام 2017 إلى 35 في المائة في 2024، وتم خلق أكثر من 381 ألف وظيفة نوعية في المجالات التقنية.

99 % انتشار الأنترنت

وفي مؤشرات البنية التحتية الرقمية، حافظت السعودية على المرتبة الثانية عالمياً في مؤشر تنمية الاتصالات وتقنية المعلومات للعام الثاني على التوالي، مع بلوغ نسبة انتشار الإنترنت 99 في المائة، وشمول أكثر من 3.9 مليون منزل بشبكات الألياف الضوئية.

وفي مجال الأمن السيبراني، أحرزت المملكة مركزاً متقدماً بتصدرها المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر الأمن السيبراني لعام 2024، بحسب تقرير التنافسية العالمية، بعد أن أطلقت البوابة الوطنية «حصين»، وأسسّت الأكاديمية الوطنية للأمن السيبراني، لتأمين البيئة الرقمية، وتعزيز الثقة في منظومة الخدمات الإلكترونية.

ويُقدّر حجم سوق الأمن السيبراني في المملكة بنحو 13.3 مليار ريال (3.5 مليار دولار)، يساهم القطاع الخاص بنسبة 69 في المائة من الإنفاق، في حين يشكل القطاع الحكومي 31 في المائة. ويعمل في القطاع أكثر من 19.6 ألف مختص، وتضم السوق 355 منشأة تقدم حلولها السيبرانية المتقدمة.

تطور الذكاء الاصطناعي

وفي ملف الذكاء الاصطناعي، أحرزت السعودية تقدماً كبيراً، بحلولها في المركز الثالث عالمياً في مرصد سياسات الذكاء الاصطناعي، والمرتبة الحادية عشرة عالمياً في مؤشر السلامة المرتبطة به، والمرتبة الرابعة عشرة في المؤشر العالمي لتطور الذكاء الاصطناعي. كما كانت أول دولة تحصل على اعتماد منظمة «آيزو» العالمية ISO 42001:2023، وسجلت إنجازاً مميزاً بحصولها على 22 ميدالية في مسابقة الذكاء الاصطناعي العالمية للشباب.

ويبرز ضمن هذا التوجه تشغيل تطبيقات ذكاء اصطناعي متقدمة مثل «ديب سيك» في مراكز بيانات «أرامكو» بالدمام.

وبهذا الأداء المتسارع، تواصل المملكة تعزيز تنافسيتها الرقمية، مدفوعة بخطة وطنية واضحة تهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز إقليمي رائد في مجال التقنية والابتكار، وتأكيد دورها الفاعل في الاقتصاد العالمي الجديد، المعتمد على المعرفة والبيانات والذكاء الاصطناعي.