بعد الانخفاض الحاد في أرباحها... «بي بي» تستعد لتقليص استثماراتها الخضراء

شعار «بي بي» في جناحها خلال معرض للغاز المسال في كندا (رويترز)
شعار «بي بي» في جناحها خلال معرض للغاز المسال في كندا (رويترز)
TT
20

بعد الانخفاض الحاد في أرباحها... «بي بي» تستعد لتقليص استثماراتها الخضراء

شعار «بي بي» في جناحها خلال معرض للغاز المسال في كندا (رويترز)
شعار «بي بي» في جناحها خلال معرض للغاز المسال في كندا (رويترز)

انخفضت أرباح شركة «بي بي» البريطانية للنفط في الربع الرابع إلى 1.17 مليار دولار يوم الثلاثاء، مسجلة أدنى أرباح لشركة النفط الكبرى في أربع سنوات مع تضرر أعمال التكرير بسبب ضعف الهوامش.

وقد أدى الانخفاض بنسبة 61 في المائة في الأرباح الفصلية عن العام الماضي، الذي جاء بعد أيام فقط من تقارير عن قيام المستثمر النشط إليوت إنفستمنت مانجمنت ببناء حصة في الشركة، إلى زيادة آمال المستثمرين في تغييرات مجلس الإدارة والتحولات الاستراتيجية لتعزيز العائدات، مما وضع ضغوطاً إضافية على الرئيس التنفيذي موراي أوكينكلوس.

وكانت نتائج «بي بي» هي الأضعف منذ الربع الرابع من عام 2020، عندما انخفضت الأرباح بشكل حاد أثناء الوباء، مما أدى إلى تكثيف التحديات أمام أوكينكلوس، الذي تعهد بتحسين أداء «بي بي» وسط مخاوف المستثمرين بشأن استراتيجية التحول في مجال الطاقة.

وانخفضت أرباح تكلفة الاستبدال الأساسية لشركة «بي بي»، وهو تعريف الشركة للدخل الصافي، إلى 1.17 مليار دولار في الربع الرابع المنتهي في 31 ديسمبر (كانون الأول)، من 2.99 مليار دولار في العام الماضي.

وانخفض صافي دخل «بي بي» إلى 8.9 مليار دولار على أساس سنوي في عام 2024، من 13.8 مليار دولار في العام السابق.

ضبط الاستراتيجية

وقالت الشركة إنها ستعيد ضبط استراتيجيتها بشكل أساسي بعد انخفاض الأرباح بشكل حاد.

ومن المتوقع على نطاق واسع أن تقول في وقت لاحق من هذا الشهر إنها ستقلص مشاريع الطاقة المتجددة وتزيد إنتاج النفط والغاز بعد خطوات مماثلة من منافسين بما في ذلك «إكوينور».

قالت «بي بي» إن انخفاض أسعار النفط والغاز، بالإضافة إلى انخفاض الأرباح من مصافيها، قد أثر على مقدار الأموال التي حققتها.

قبل خمس سنوات، حددت «بي بي» هدفاً لتوليد 50 غياغوات من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. ومن المتوقع التخلي عن ذلك في 26 فبراير (شباط) في تغيير كبير في الاستراتيجية.

وبدأت «بي بي» بالفعل في تقليص الطاقة المتجددة. وفي ديسمبر (كانون الأول)، وضعت الشركة أغلب أصولها في مجال طاقة الرياح البحرية في مشروع مشترك مع شركة «جيرا» اليابانية لخفض التكاليف، كما جمدت مشاريع الرياح الجديدة في يونيو (حزيران) من العام الماضي.


مقالات ذات صلة

أزمة نفط إقليم كردستان... لا اتفاقات ملموسة في الأفق

الاقتصاد منظر عام لخط أنابيب «كركوك - جيهان» الذي يربط العراق وتركيا في ميناء «جيهان» التركي على البحر الأبيض المتوسط (رويترز)

أزمة نفط إقليم كردستان... لا اتفاقات ملموسة في الأفق

أعلنت رابطة صناعة النفط في كردستان (أبيكور) أن الاجتماع بين حكومة العراق وحكومة إقليم كردستان وشركات النفط العالمية «لم يسفر عن أي اتفاقات».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد منظر عام للعاصمة المنامة (رويترز)

«ستاندرد آند بورز» تخفّض نظرة البحرين المستقبلية إلى «سلبية»

خفّضت وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال» للتصنيف الائتماني، يوم الأربعاء، النظرة المستقبلية للبحرين من «مستقرة» إلى «سلبية»، مستشهدةً باستمرار تقلبات الأسواق.

«الشرق الأوسط» (المنامة )
الاقتصاد رافعة مضخة تعمل بالقرب من احتياطي النفط الخام في حقل نفط حوض بيرميان بالقرب من ميدلاند بتكساس (رويترز)

النفط يستقر بعد انخفاضه 2 % وسط إشارات متضاربة بشأن الرسوم

ارتفعت أسعار النفط يوم الخميس بعد انخفاضها بنحو 2 في المائة في الجلسة السابقة، حيث يُقيّم المستثمرون زيادة محتملة في إنتاج «أوبك بلس».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عامل يقوم بصيانة المرافق على منصة حفر نفطية تابعة لشركة الصين الوطنية للنفط البحري (رويترز)

النفط يوسع مكاسبه مع تأكيد ترمب عدم نيته إقالة باول... والعقوبات على إيران

ارتفعت أسعار النفط يوم الأربعاء؛ حيث قيَّم المستثمرون جولة جديدة من العقوبات الأميركية على إيران، وانخفاض مخزونات الخام الأميركية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد إحدى محطات «الدريس» في السعودية (الشركة)

أرباح «الدريس» ترتفع 29.3 % في الربع الأول بدعم من تحسن الإيرادات الاستثمارية

ارتفعت أرباح «الدريس» 29.3 في المائة إلى 100.1 مليون ريال (26.7 مليون دولار) خلال الربع الأول، بدعم من نمو المبيعات والإيرادات الاستثمارية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الإبراهيم: تعزيز العمل الإحصائي يدعم صناعة القرار ويواكب التغيرات العالمية

وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم متحدثاً خلال المؤتمر (الشرق الأوسط)
وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم متحدثاً خلال المؤتمر (الشرق الأوسط)
TT
20

الإبراهيم: تعزيز العمل الإحصائي يدعم صناعة القرار ويواكب التغيرات العالمية

وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم متحدثاً خلال المؤتمر (الشرق الأوسط)
وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم متحدثاً خلال المؤتمر (الشرق الأوسط)

أكد وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للإحصاء، فيصل الإبراهيم، أهمية الشفافية في دعم القرارات المبنية على الأدلة والبيانات الدقيقة، مشيراً إلى أن الحاجة أصبحت أكثر وضوحاً في ظل التحديات والأزمات الدولية، التي أبرزت أهمية تطوير منظومة الإحصاء، وتبني أعلى معايير الأداء لضمان التحسين المستمر، وتسريع وتيرة وكفاءة صناعة القرار.

وقال خلال كلمته في المنتدى السعودي الأول للإحصاء، الأحد، الذي ينعقد بالتزامن مع مرور 65 عاماً على تأسيس العمل الإحصائي الرسمي في المملكة، إن هذا القطاع شهد على مدى أكثر من 6 عقود العديد من مراحل التحول، حتى أصبح اليوم أكثر نضجاً في جودة الإحصاءات ودقة المعلومات.

وأشار الإبراهيم إلى أن المنتدى يشهد مشاركة واسعة من الأجهزة الإحصائية الدولية والمنظمات العالمية، بهدف نقل الخبرات ومشاركة التجارب الرائدة في المنهجيات والممارسات الإحصائية، واستعراض الأساليب الحديثة للابتكار والتطوير. كما يدعم المنتدى تعزيز العلاقة بين المؤسسات الإحصائية والمستفيدين منها، ويؤكد أهمية دور القطاعين العام والخاص في إنتاج المؤشرات الإحصائية.

وأضاف أن العمل الإحصائي في المملكة يعيش مرحلة استثنائية بدعم وتوجيه من قيادة الحكومة، مما جعل المملكة تتصدر عربياً في مؤشر الأداء الإحصائي، متقدمة 22 مرتبة في التصنيف العالمي لعام 2023.

وأكد أن المنتدى يستهدف تطوير منظومة البيانات الوطنية والارتقاء بها لتكون نموذجاً يُحتذى به في قياس الأداء ومعرفة أثر التشريعات من خلال المؤشرات الإحصائية. وأوضح أن المملكة قطعت شوطاً كبيراً في تعزيز جودة ودقة المؤشرات، بما يشمل الإحصاءات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، حتى أصبحت بياناتها اليوم مرجعاً موثوقاً لصناع القرار.

جانب من حضور كلمة وزير الاقتصاد والتخطيط (الشرق الأوسط)
جانب من حضور كلمة وزير الاقتصاد والتخطيط (الشرق الأوسط)

وشدد الإبراهيم على أن العمل سيتواصل خلال المرحلة المقبلة لتطوير منصات البيانات، وتعزيز التحول الرقمي، والاستفادة المثلى من البيانات الإدارية والذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، بما يسهم في رفع الكفاءة، وزيادة دقة المؤشرات، وتيسير الوصول إلى المعلومات.

ولفت إلى أن المملكة تبرز اليوم منصةً دوليةً لعرض إنجازاتها ومشاركة قصص نجاحها مع المجتمع الدولي، مما يسهم في تسريع وتيرة التطوير وتعظيم الأثر الإيجابي محلياً ودولياً في قطاع الإحصاء.

وأوضح أن المملكة أصبحت في مرحلة متقدمة من تحقيق مستهدفات «رؤية السعودية 2030»، ضمن مسيرة بناء طموحة تشمل الإنجازات النوعية، إلى جانب بناء مؤسسات مؤثرة وتطوير قدرات مؤسسية مستدامة.

واختتم الإبراهيم كلمته بالإشارة إلى أن استمرار جهود المملكة في تطوير منظومة البيانات وتعزيز العمل الإحصائي محلياً ودولياً يتجسد في استضافة السعودية، ممثلة بالهيئة العامة للإحصاء، منتدى الأمم المتحدة العالمي السادس للبيانات في نوفمبر (تشرين الثاني) 2026 بمدينة الرياض، مما يعكس تطور مسيرة العمل الإحصائي السعودي، وسيره وفق رؤية طموحة تستهدف الريادة، وتنسجم مع التحولات العالمية في الاقتصاد الدولي، إضافة إلى دور المملكة المحوري في قيادة واستضافة أبرز الحوارات العالمية ذات التأثير المستقبلي.