«وول ستريت» تشهد هدوءاً في التعاملات المبكرة بعد ارتفاع أسواق أوروبا وآسيا

وسط مخاوف من الحرب التجارية

متداول في قاعة بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
متداول في قاعة بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
TT

«وول ستريت» تشهد هدوءاً في التعاملات المبكرة بعد ارتفاع أسواق أوروبا وآسيا

متداول في قاعة بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
متداول في قاعة بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

شهدت «وول ستريت»، الثلاثاء، بعض الهدوء، حيث تحركت مؤشرات الأسهم الأميركية بشكل متواضع في التعاملات المبكرة، بعد ارتفاع أسواق أوروبا وآسيا في وقت سابق من اليوم.

وكان مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» قد ارتفع بنسبة 0.1 في المائة بعد يوم من التقلبات الحادة نتيجة المخاوف من أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب قد تؤدي إلى إشعال حرب تجارية عقابية قد تضر بالاقتصادات حول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

وانخفض مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 42 نقطة، أو 0.1 في المائة، في حين ارتفع مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.3 في المائة.

ويوم الاثنين، وافق ترمب على تأجيل الرسوم الجمركية على الواردات الأميركية من المنتجات الكندية والمكسيكية لمدة شهر، وهو ما دفع كندا للإعلان عن ذلك بعد إغلاق التداول في الأسواق.

وأثار ذلك آمال «وول ستريت» بأن تصريحات ترمب الحادة بشأن الرسوم الجمركية كانت مجرد تهديدات، وأنه قد يرى في الرسوم الجمركية أداة للتفاوض مع الشركاء التجاريين، وليس سياسة طويلة الأجل. وهذا التفاؤل يستند جزئياً إلى اعتقاد المتداولين بأن ترمب سيحجم عن المخاطرة بتضرر «وول ستريت» في حال نشوب حرب تجارية طويلة الأمد. وهو أشار في الماضي إلى سوق الأسهم بوصفها مؤشراً للحكم على سياساته.

ومع ذلك، لا يزال تهديد الحرب التجارية قائماً، ويحذر بعض المحللين من أن التقلبات قد تستمر، نظراً لأن تهديدات ترمب يجب أن تؤخذ على محمل الجد.

وفي تقرير لـ«بنك أوف أميركا»، قال الاستراتيجيون بقيادة مارك كابانا: «يقترح المستثمرون أن سوق الأسهم هي مقياس أداء الإدارة الأميركية، وأي تغييرات في السياسة من شأنها أن تضر بالأصول الخطرة سيتم تقليصها بسرعة. ننصح بالحذر». وأشاروا إلى أن ما يحدث حول التعريفات الجمركية يظهر أن إدارة ترمب تتعامل مع المعاملات بشكل متقلب، وأنه «لا شيء يتم تسويته حتى يتم الانتهاء من ذلك».

وتستمر إدارة ترمب في فرض ضريبة بنسبة 10 في المائة على الشركات الأميركية التي تستورد سلعاً من الصين، وردت الصين يوم الثلاثاء بتعريفات على واردات أميركية مختارة، فضلاً عن فتح تحقيق في قضايا مكافحة الاحتكار ضد «غوغل». وتم الإعلان عن هذه التدابير بعد دقائق فقط من فرض ترمب للرسوم الجمركية على المنتجات الصينية.

وارتفع سهم شركة «ألفابت»، الشركة الأم لـ«غوغل»، بنسبة 0.9 في المائة في التعاملات المبكرة.

وفي «وول ستريت»، تراجعت أسهم شركات صناعة السيارات التي تأثرت بشدة في اليوم السابق بسبب المخاوف من الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا، رغم أن معظمها شهد تحسناً في أدائه. وانخفضت أسهم «جنرال موتورز» بنسبة 0.1 في المائة فقط، بينما ارتفعت أسهم «فورد موتور» بنسبة 1.5 في المائة.

وكانت تقارير الأرباح لشركات أميركية أخرى في دائرة الضوء، حيث قفز سهم شركة «بالانتير تكنولوجيز» بنسبة 24.8 في المائة بعد الإعلان عن أرباح أقوى من المتوقع للربع الأخير، مع إرشادات قوية للعام المقبل. وأفاد الرئيس التنفيذي للشركة، ألكسندر كارب، بأن إيرادات «بالانتير» من العقود الحكومية قد نمت بنسبة 45 في المائة على أساس سنوي في الربع الرابع.

من ناحية أخرى، انخفضت أسهم شركة «بيبسيكو» بنسبة 2.5 في المائة بعد أن أعلنت أن الطلب في أميركا الشمالية على الوجبات الخفيفة والمشروبات ظل ضعيفاً، ما أدى إلى انخفاض ربع سنوي ثانٍ على التوالي في المبيعات.

كما تراجعت أسهم شركة «ميرك» العملاقة للأدوية بنسبة 11.7 في المائة بعد أن تجاوزت توقعات المبيعات والأرباح، لكنها قدمت توقعات مبيعات غير متفائلة.

وفي سوق السندات، ارتفع العائد على سندات الخزانة لمدة 10 سنوات إلى 4.57 في المائة من 4.56 في المائة في نهاية يوم الاثنين.

على الصعيد الدولي، انخفض مؤشر «فوتسي 100» في لندن بنسبة 0.3 في المائة، لكن الأسواق الأوروبية الكبرى الأخرى شهدت ارتفاعاً متواضعاً. وفي آسيا، قفز مؤشر «هانغ سينغ» في هونغ كونغ بنسبة 2.8 في المائة، بينما ارتفع مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية بنسبة 1.1 في المائة.


مقالات ذات صلة

20 مليار دولار خسائر محتملة لبريطانيا من «رسوم ترمب» الجمركية

الاقتصاد حافلات تمر أمام مبنى بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

20 مليار دولار خسائر محتملة لبريطانيا من «رسوم ترمب» الجمركية

يواجه الاقتصاد البريطاني خسائر محتملة قد تصل إلى 20 مليار دولار، على مدى العامين المقبلين، جراء رسوم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمركية الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)

422 مليار دولار فائض الحساب الجاري للصين خلال 2024

سجَّل الحساب الجاري للصين فائضاً وصل إلى 422 مليار دولار خلال عام 2024. حسبما أظهرت بيانات الهيئة الوطنية الصينية للنقد الأجنبي السبت.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوقع أمراً تنفيذياً في المكتب البيضاوي بواشنطن (رويترز)

ترمب: حرية التعبير مهددة في أوروبا

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، إن حرية التعبير مهددة في أوروبا، بعد ساعات من تصريح مشابه لنائب الرئيس جي دي فانس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا رئيسة «المفوضية الأوروبية» أورسولا فون ديرلاين تتحدث خلال مؤتمر ميونيخ للأمن 14 فبراير 2025 (د.ب.أ)

رئيسة «المفوضية الأوروبية»: الرسوم الجمركية على «الاتحاد» لن تمر دون رد

قالت رئيسة «المفوضية الأوروبية» أورسولا فون ديرلاين، اليوم الجمعة، إن الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي «غير مبرَّرة» ولن تمر دون رد.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (أ.ب)

ترمب: فرضنا رسوماً جمركية متبادلة على شركائنا التجاريين

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الخميس، أن واشنطن فرضت رسوماً جمركية متبادلة على شركاء الولايات المتحدة التجاريين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

شركات التكنولوجيا الكبرى في أميركا قد تفقد بريقها

شعارات «غوغل» و«أمازون» و«فيسبوك» و«أبل» و«نتفليكس» تظهر على شاشة في صورة توضيحية (رويترز)
شعارات «غوغل» و«أمازون» و«فيسبوك» و«أبل» و«نتفليكس» تظهر على شاشة في صورة توضيحية (رويترز)
TT

شركات التكنولوجيا الكبرى في أميركا قد تفقد بريقها

شعارات «غوغل» و«أمازون» و«فيسبوك» و«أبل» و«نتفليكس» تظهر على شاشة في صورة توضيحية (رويترز)
شعارات «غوغل» و«أمازون» و«فيسبوك» و«أبل» و«نتفليكس» تظهر على شاشة في صورة توضيحية (رويترز)

لا تزال مخاوف المستثمرين بشأن الرسوم الجمركية وإنفاق شركات التكنولوجيا، تهيمن على اهتمامات الأسواق. وعلى هذه الخلفية، تم تداول مؤشر «ستاندرد أند بورز 500» الأميركي، في نطاق ضيق نسبياً، وعاد حالياً إلى ما كان عليه في أوائل ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بينما تستمر التقلبات في الضغط على سوق السندات.

ويرى محللو بنك «مورغان ستانلي»، أنه قد يستنتج العديد من المستثمرين، الذين ربما تشتت انتباههم بسبب سيل الأخبار القادمة من واشنطن، أن هذا مجرد ركود موسمي آخر في الربع الأول من العام الحالي. ولكن تحت السطح، ترى لجنة الاستثمار الدولية في «مورغان ستانلي» تحولاً مستمراً، حيث من المرجح أن تستمر أسهم التكنولوجيا الضخمة «Magnificent 7» المهيمنة منذ فترة طويلة في فقدان شعبيتها مع قيام المستثمرين بنقل الأموال نحو الأسهم «الدورية» الحساسة للنمو الاقتصادي.

ويأتي هذا التحول مع اكتساب مجموعة متنوعة من الأسهم داخل مؤشر «ستاندرد أند بورز 500»، حتى مع كفاح أسهم التكنولوجيا الضخمة، التي دعمت الكثير من التقدم الأخير للمؤشر وتمثل حصة كبيرة من قيمته الإجمالية، مؤخراً.

ووفقاً للجنة الاستثمار الدولية في «مورغان ستانلي»، فإن هناك ثلاثة تطورات تدعم استمرار «التناوب» في قيادة سوق الأسهم الأميركية، أولها أن بعض القطاعات بدأت تظهر آثاراً متأخرة لتيسير السياسة النقدية.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي كان قد خفض سعر الفائدة القياسي بنحو 1 في المائة خلال الربع الرابع من عام 2024. وذلك قبل التوقف عن المزيد من التخفيضات المحتملة خلال العام الحالي. والآن، وقد بدأت هذه الخطوة في تحفيز الاقتصاد الأميركي، الذي يسير في «هبوط ناعم» من النمو الأبطأ ولكنه ثابت، وتجميد التضخم.

على سبيل المثال، عادت مؤشرات التصنيع التابعة لمعهد إدارة التوريد إلى التوسع في يناير (كانون الثاني)، مدفوعة بزيادة في الطلبات الجديدة، بعد فترة طويلة في منطقة الانكماش. كما بدا أن التوظيف في التصنيع قد انتعش، في حين أشار استطلاع لآراء مسؤولي القروض إلى زيادة قوية في توفر الإقراض المصرفي. حسبما ذكرت لجنة الاستثمار في «مورغان ستانلي».

التطور الثاني هنا هو تباطؤ نمو أرباح الشركات الكبرى، يقول البنك الأميركي في مذكرة: «بشكل عام، من المتوقع أن تسجل شركات مؤشر ستاندرد أند بورز 500 زيادة في الأرباح بنسبة 8.5 في المائة على أساس سنوي لعام 2024. ومع ذلك، تحت السطح، تتفوق أكبر 100 شركة في المؤشر على توقعات وول ستريت بمعدلات أقل بكثير من 400 شركة أخرى».

علاوة على ذلك، «تتداول هذه الشركات الأكبر بانخفاض 50 نقطة أساس، في المتوسط ... قلق المستثمرين ملموس بشكل خاص حول الشركات السبع الكبيرة، التي من المتوقع أن يتباطأ نمو أرباحها هذا العام مع اكتساب الربحية زخماً لبقية شركات المؤشر. تشير التوقعات لعام 2025 الآن إلى أرباح لمؤشر ستاندرد أند بورز 500 تبلغ 274 دولاراً للسهم، بانخفاض عن التقديرات السابقة البالغة 282 دولاراً».

أما التطور الثالث، فكان من نصيب أسهم التكنولوجيا الكبرى التي تكافح بينما تتقدم القطاعات وفئات الأصول الأخرى.

جاء في المذكرة: «لنتأمل هنا قطاع التكنولوجيا الذي يتميز عادة بأداء عالٍ في مؤشر ستاندرد أند بورز 500 والذي تأخر عن المؤشر الأوسع نطاقاً في يناير بأوسع هامش منذ عام 2016. وقد تم تداول أربعة من الشركات السبعة الكبرى مؤخراً بأقل من متوسطاتها المتحركة على مدار 50 يوماً، وهي إشارة هبوطية أخرى للمتداولين».

أضافت: «علاوة على ذلك، تعمل صناديق التحوط بشكل متزايد على تقليص المخاطر الإجمالية لهذه الأنواع من الأسهم لأول مرة منذ عام، في حين يبيع بعض المستثمرين المطلعين على نتائج الشركات، الأسهم بأعلى معدل منذ عام 2021، مما يثير تساؤلات حول قدرة الشركات على تحقيق أهداف الأرباح وتبرير تقييماتها المرتفعة».

ودعا البنك الأميركي المستثمرين، إلى تفحص الاستثمارات التي تقود الأسواق حالياً، مثل «الشركات المالية والرعاية الصحية، فضلاً عن الأسهم الموجهة نحو النمو ذات القيمة السوقية المتوسطة، والأسهم الأوروبية والذهب».

اعتبارات المحفظة

تعتقد لجنة الاستثمار الدولية بـ«مورغان ستانلي» أنه في ظل هذه التطورات، يجب أن يفكر المستثمرون في إضافة الأسهم الدورية مثل الشركات المالية والطاقة والشركات المصنعة المحلية وخدمات المستهلك.

وذكرت أيضاً التنويع عبر منتجات الائتمان والفوارق، وخاصة الأوراق المالية المدعومة بالأصول، والأصول الحقيقية، واستراتيجيات صناديق التحوط المختارة، والأوراق المالية المفضلة وديون الأسواق الناشئة.