تراجع الجنيه الإسترليني مع توقعات بتأثير الرسوم الأميركية على أوروبا أكثر من بريطانيا

بنك إنجلترا يترقّب اجتماع السياسة النقدية وسط ضغوط اقتصادية متزايدة

أوراق الجنيه الإسترليني في مبنى مقر شركة «موني سيرفيس أوستريا» في فيينا (رويترز)
أوراق الجنيه الإسترليني في مبنى مقر شركة «موني سيرفيس أوستريا» في فيينا (رويترز)
TT

تراجع الجنيه الإسترليني مع توقعات بتأثير الرسوم الأميركية على أوروبا أكثر من بريطانيا

أوراق الجنيه الإسترليني في مبنى مقر شركة «موني سيرفيس أوستريا» في فيينا (رويترز)
أوراق الجنيه الإسترليني في مبنى مقر شركة «موني سيرفيس أوستريا» في فيينا (رويترز)

تراجع الجنيه الإسترليني مقابل اليورو، الثلاثاء، بعد تحقيقه أكبر ارتفاع يومي له خلال 3 أشهر في اليوم السابق؛ حيث يتوقع المستثمرون أن تؤثر الرسوم الجمركية الأميركية على الاقتصاد الأوروبي أكثر من تأثيرها على المملكة المتحدة.

كما انخفض الجنيه الإسترليني أمام الدولار القوي بعد دخول الرسوم الجمركية على الصين حيّز التنفيذ، ليتراجع بنسبة 0.15 في المائة إلى 1.2433 دولار، وفق «رويترز».

في الوقت نفسه، يترقَّب المشاركون في السوق اجتماع السياسة النقدية لبنك إنجلترا، الذي سيُعقد في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

وقال فرانسيسكو بيسول، استراتيجي النقد الأجنبي في «آي إن جي»، إن الجنيه الإسترليني «يبدو أنه يُحافظ على بعض القوة، بعد تجنُّب المملكة المتحدة تأثرها بالحرب التجارية الأميركية».

وأضاف أن السبب في ذلك بسيط: «المملكة المتحدة ليس لديها ما تخسره من الرسوم الجمركية الأميركية، فصادراتها إلى الولايات المتحدة أقل من 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وإلى الصين أقل من 1 في المائة».

وتراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.1 في المائة إلى 83.18 بنس مقابل اليورو، بعد أن سجّل ارتفاعاً بنسبة 0.55 في المائة في اليوم السابق، وهو أكبر ارتفاع له منذ أوائل نوفمبر (تشرين الثاني). ويوم الاثنين، بلغ الجنيه الإسترليني أعلى مستوى له منذ الثامن من يناير (كانون الثاني) عند 82.88 بنس.

كما أن هناك توقعات بأن بنك إنجلترا، الذي من المتوقع أن يخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم الخميس، قد يدفع المستثمرين للتنبؤ بتخفيضات أسرع في أسعار الفائدة.

وقال بيدر بيك فريس، الخبير الاقتصادي في «بيمكو»: «نرى مجالاً لتخفيضات أعمق مما تتوقعه الأسواق المالية؛ حيث يتزايد عدم اليقين التجاري، ويقل الطلب على العمالة، والسياسة المالية مشددة، وسعر الفائدة أعلى بكثير من تقديرنا المحايد البالغ 2-3 في المائة».

ومع ذلك، لا يزال هناك عدم يقين بشأن الاقتراحات المحتملة من بنك إنجلترا بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. وقال شان رايثاثا، الخبير الاقتصادي الكبير في «فانغارد»: «الاقتصاد يعاني من الركود التضخمي. نعتقد أن البنك سيرجح الاتجاه الحمائي في مواجهة هذه المخاطر، كما فعل طوال هذه الدورة»، مضيفاً أن «فانغارد» تتوقع خفضاً بمقدار 25 نقطة أساس يوم الخميس، يتبعه خفض آخر كل ربع سنة بعد ذلك.

من جهته، قال بنك أوف أميركا، إن فبراير (شباط) كان مبكراً جداً لتحول حاسم نحو السياسات الحمائية؛ حيث من المرجح أن يستمر التضخم في الارتفاع خلال الأشهر المقبلة.

وفي تطور آخر، أبلغ رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، زعماء الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين عن رغبته في العمل معاً لتوسيع دفاعات القارة، بما في ذلك مزيد من التعاون في المهام وتكلفة إعادة التسليح.

وقال بيسول من «آي إن جي»: «ربما تكون الأسواق تقرأ نية ستارمر في إعادة الاتصال تدريجياً بالاتحاد الأوروبي سياسياً»، مضيفاً أن ذلك قد يكون إيجابياً للجنيه الإسترليني، الذي يظل شديد الحساسية للتطورات التي تؤثر على آفاق النمو.


مقالات ذات صلة

تقلبات العملات تكشف عن إعادة تشكيل الموقف التجاري للإدارة الأميركية

الاقتصاد مجموعة من العملات تشمل اليورو والدولار الأميركي والين الياباني والجنيه الإسترليني واليوان الصيني (رويترز)

تقلبات العملات تكشف عن إعادة تشكيل الموقف التجاري للإدارة الأميركية

تشير التقلبات الكبيرة في استجابة العملات للتهديدات المتقطعة بشأن التعريفات الجمركية الأميركية هذا الأسبوع إلى أن هناك جهوداً مستمرة من جانب الإدارة الجديدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد منحنى مؤشر «داكس» في بورصة فرنكفورت (د.ب.أ)

تذبذب الأسهم العالمية مع ترقب بيانات الوظائف الأميركية

تذبذبت الأسهم العالمية، يوم الجمعة، قبيل صدور بيانات الوظائف الأميركية الرئيسية، حيث راقب المستثمرون احتمالات تجنب اندلاع حرب تجارية موسعة.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة )
الاقتصاد أوراق نقدية روسية من فئات مختلفة في وارسو (رويترز)

الروبل يحقق مكاسب بنسبة 15 % منذ بداية العام

شهد الروبل ارتفاعاً ملحوظاً أمام الدولار الأميركي، يوم الخميس، مدعوماً بأنباء عن محادثات محتملة بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الوضع في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد العملة الإيرانية في أدنى مستوى منخفض مقابل الدولار (رويترز)

العملة الإيرانية تهوي إلى مستوى قياسي منخفض

هبطت العملة الإيرانية، الأربعاء، إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 850 ألف ريال مقابل الدولار الواحد بعد أن أمر دونالد ترمب باستئناف حملة «الضغط الأقصى».

«الشرق الأوسط» (طهران)
الاقتصاد أوراق الدولار الأميركي مقابل مخطط للأسهم (رويترز)

ارتفاع الدولار مع تنفيذ الرسوم الجمركية الأميركية على السلع الصينية

ارتفع الدولار يوم الثلاثاء، بعد دخول الرسوم الجمركية الأميركية على السلع الصينية حيز التنفيذ، مما أدى إلى رد سريع من بكين وبيع اليوان الصيني والدولار الأسترالي.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

التضخم الأميركي وتعليقات الاحتياطي الفيدرالي في دائرة الضوء

يلتقط أحد العملاء علبة بيض لشرائها في متجر بقالة عملاق في ماكلين بولاية فيرجينيا (أ.ف.ب)
يلتقط أحد العملاء علبة بيض لشرائها في متجر بقالة عملاق في ماكلين بولاية فيرجينيا (أ.ف.ب)
TT

التضخم الأميركي وتعليقات الاحتياطي الفيدرالي في دائرة الضوء

يلتقط أحد العملاء علبة بيض لشرائها في متجر بقالة عملاق في ماكلين بولاية فيرجينيا (أ.ف.ب)
يلتقط أحد العملاء علبة بيض لشرائها في متجر بقالة عملاق في ماكلين بولاية فيرجينيا (أ.ف.ب)

قد تكون بيانات التضخم الأميركية التي ستصدر يوم الأربعاء إشارة رئيسة إلى موعد خفض أسعار الفائدة الأميركية في المرة المقبلة، هذا إذا تم خفضها أصلاً. ومن شأن الإشارات التي تشير إلى استمرار التضخم أن تزيد من التكهنات بأن أسعار الفائدة من المرجح أن تبقى دون تغيير خلال الأشهر المقبلة.

كما ستتم مراقبة شهادة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بشأن السياسة النقدية يوم الثلاثاء أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ، ويوم الأربعاء أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب، عن كثب للحصول على أدلة حول توقعات أسعار الفائدة.

وكان الاحتياطي الفيدرالي قد أبقى على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه في يناير (كانون الثاني) وأشار إلى أنه ليس في عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة أكثر من ذلك.

رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في مؤتمر صحافي عقب اجتماع لجنة السياسة النقدية (أ.ف.ب)

معنويات المستهلكين

وكان استطلاع للرأي نشرت نتائجه يوم الجمعة أظهر أن المستهلكين أصبحوا أكثر قلقاً بشأن التضخم في الأمد القريب مع فرض الرئيس دونالد ترمب تعريفات جمركية عدوانية ضد شركاء تجاريين رئيسين للولايات المتحدة.

وأظهر استطلاع رأي المستهلكين الذي أجرته جامعة ميشيغان لشهر فبراير (شباط) أن المشاركين يتوقعون أن يبلغ معدل التضخم بعد عام من الآن 4.3 في المائة، بزيادة قدرها نقطة مئوية واحدة عن يناير (3.3 في المائة) وأعلى مستوى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

رغم تأجيل ترمب للرسوم الجمركية ضد كندا والمكسيك، فإن التهديد الوشيك بتمرير الأسعار إلى المستهلكين هز المشاعر. وفرضت الصين رسوماً جمركية انتقامية في أعقاب تحرك ترمب.

وتزامنت المخاوف بشأن التضخم مع انخفاض التفاؤل بشكل عام، حيث هبط المؤشر الرئيس إلى 67.8، بانخفاض شهري بنسبة 4.6 في المائة وانخفاض بنسبة 11.8 في المائة عن الشهر نفسه من العام الماضي.

وكان خبراء الاقتصاد الذين استطلعت آراؤهم من قبل «داو جونز» يتوقعون قراءة 71.3، وفق «سي إن بي سي».

هل يتحرك «الفيدرالي»؟

في ظل بيانات الوظائف الأخيرة التي تشير إلى قوة سوق العمل، من المرجح ألا يتخذ الاحتياطي الفيدرالي أي إجراء في الوقت الحالي، مع احتمال حدوث توقف طويل الأمد في دورة التيسير النقدي، حسبما قال مايكل براون، كبير الاستراتيجيين في «بيبرستون» في مذكرة، وفق صحيفة «وول ستريت جورنال».

وتقوم أسواق المال الأميركية بتسعير خفض محتمل - ولكن ليس مؤكداً - لسعر الفائدة في يوليو (تموز).

وسينصب التركيز أيضاً على أي أخبار أخرى تتعلق بسياسات الرئيس دونالد ترمب الخاصة بالتعريفات الجمركية. وقد تم تأجيل خطط فرض رسوم جمركية باهظة على كندا والمكسيك لمدة شهر واحد ولكن تم المضي قدماً في فرض رسوم جمركية على الصين. ومن المتوقع أن يتحول تركيز ترمب الآن إلى الاتحاد الأوروبي وربما دول أخرى.

ومن المحتمل أن يكون للرسوم الجمركية تأثير محتمل على السياسة النقدية بالنظر إلى أنها تعتبر تضخمية.

قد تعطي بيانات مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي في الولايات المتحدة لشهر يناير معلومات مهمة حول مدى قوة الاقتصاد. كما ستعطي بيانات أسعار المنتجين لشهر يناير يوم الخميس مؤشراً على الضغوط التضخمية لخطوط الأنابيب، في حين من المقرر صدور طلبات إعانة البطالة الأسبوعية يوم الخميس.

بالإضافة إلى ذلك، قد تحدد إدارة ترمب الخطوط العريضة لمقترحات إنهاء الحرب الروسية ضد أوكرانيا.