مطورو الذكاء الاصطناعي الأميركيون يشيدون بـ«ديب سيك»

رغم سعيهم إلى دحض تفوق النموذج الصيني منخفض التكلفة على تقنيتهم المتقدمة

شعار «ديب سيك» معروض بجانب تطبيق المساعد الذكي على جوال (رويترز)
شعار «ديب سيك» معروض بجانب تطبيق المساعد الذكي على جوال (رويترز)
TT
20

مطورو الذكاء الاصطناعي الأميركيون يشيدون بـ«ديب سيك»

شعار «ديب سيك» معروض بجانب تطبيق المساعد الذكي على جوال (رويترز)
شعار «ديب سيك» معروض بجانب تطبيق المساعد الذكي على جوال (رويترز)

يُثني المطورون في الشركات الأميركية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي على نماذج «ديب سيك» التي نالت شهرة واسعة مؤخراً، في الوقت الذي يحاولون فيه دحض فكرة أن تقنيتهم التي تكلف مليارات الدولارات قد تم التفوق عليها من قبل بديل منخفض التكلفة لشركة ناشئة صينية.

وأثارت الشركة الصينية الناشئة «ديب سيك»، يوم الاثنين، موجة من مبيعات الأسهم، حيث تفوق مساعدها الذكي المجاني على «تشات جي بي تي» من «أوبن إيه آي» في متجر التطبيقات الأميركي لشركة «أبل»، باستخدام نموذج قالت إنه تم تدريبه على معالجات «إتش 800» ذات القدرات الأقل من «إنفيديا» بتكلفة تقل عن 6 ملايين دولار، وفق «رويترز».

وبينما كانت المخاوف بشأن المنافسة تتردد في أسواق الأسهم الأميركية، أشاد بعض خبراء الذكاء الاصطناعي بفريق «ديب سيك» القوي وأبحاثه الحديثة، لكنهم ظلوا غير متأثرين بالتطورات، وفقاً لما ذكره أشخاص على دراية بتفكير أربعة من أبرز مختبرات الذكاء الاصطناعي الذين رفضوا الكشف عن هويتهم لعدم التصريح لهم بالتحدث علناً.

كتب سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، على منصة «إكس» أن نموذج «آر 1»، وهو أحد النماذج التي أصدرتها «ديب سيك» في الأسابيع الأخيرة: «هو نموذج مثير للإعجاب، خاصة فيما يتعلق بما يمكنهم تقديمه مقابل السعر». وقالت شركة «إنفيديا» في بيان إن إنجاز «ديب سيك» يثبت الحاجة إلى مزيد من رقائقها.

وقررت شركة «سنوفلايك»، المتخصصة في البرمجيات، يوم الاثنين، إضافة نماذج «ديب سيك» إلى سوق نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها بعد تلقيها استفسارات كثيرة من العملاء.

وبينما كان الموظفون يصفون نماذج «ديب سيك» بأنها «مذهلة»، كانت شركة البرمجيات الأميركية تدرس المخاطر المحتملة لاستضافة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي طُورت في الصين، قبل أن تقرر في النهاية تقديمها للعملاء، حسبما قال كريستيان كلاينيرمان، نائب الرئيس التنفيذي للمنتجات في «سنوفلايك». وأضاف: «قررنا أنه ما دام أننا واضحون مع العملاء، فلا نرى أي مشكلة في دعمها».

وفي الوقت نفسه، يسرع مطورو الذكاء الاصطناعي الأميركيون لتحليل نموذج «في 3» من «ديب سيك».

وقد نشرت «ديب سيك» في ديسمبر (كانون الأول) ورقة بحثية مصاحبة للنموذج، الذي يعد أساس تطبيقها الشائع، ولكن أسئلة كثيرة مثل تكاليف التطوير الإجمالية لم تتم الإجابة عنها في الوثيقة.

وقال أحد الأشخاص إن الصين قد تخطت الآن الفجوة من 18 شهراً إلى ستة أشهر خلف النماذج المتقدمة في الذكاء الاصطناعي التي طورتها الولايات المتحدة. ومع ذلك، وبفضل استراتيجية الإصدار المجاني من «ديب سيك» التي أثارت حماسة كبيرة، قد تجد الشركة نفسها قريباً من دون رقائق كافية لتلبية الطلب.

ولم تحقق «ديب سيك» تقدماً فقط من خلال موازنة صغيرة تبلغ 6 ملايين دولار، ويعد ذلك مبلغاً زهيداً مقارنة بـ250 مليار دولار يقدر المحللون أن الشركات الأميركية الكبرى في مجال السحابة ستنفقها هذا العام على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. وأشارت الورقة البحثية إلى أن هذه التكلفة تتعلق على وجه التحديد باستخدام الرقائق في عملية التدريب النهائية، وليس التكلفة الإجمالية للتطوير.

وأوضحت الورقة أن عملية التدريب لنموذج «في 3» تمت باستخدام 2048 شريحة من «إتش 800» من «إنفيديا»، التي تم تصميمها للامتثال لقيود التصدير الأميركية التي أُصدرت في 2022، وهي قواعد قال خبراء لـ«رويترز» إنها لن تبطئ تقدم الصين في الذكاء الاصطناعي بشكل كبير.

وقال مصدران في مختبرين للذكاء الاصطناعي إنهما يتوقعان أن المراحل الأولى من التطوير كانت قد اعتمدت على كمية أكبر بكثير من الرقائق. وقال أحد الأشخاص إن مثل هذا الاستثمار قد يتجاوز مليار دولار.

وأشاد بعض القادة الأميركيين في مجال الذكاء الاصطناعي بقرار «ديب سيك» إطلاق نماذجها بمصدر مفتوح، مما يعني أن الشركات أو الأفراد يمكنهم استخدامها أو تعديلها بحرية.

وقال المستثمر المغامر مارك أندريسن في منشور على منصة «إكس» يوم الأحد: «(ديب سيك في 3) هو أحد أعظم الاختراقات التي رأيتها على الإطلاق، وهدية عميقة للعالم كونه مصدراً مفتوحاً».

ويؤكد الثناء الذي حظيت به نماذج «ديب سيك» على جدوى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر بوصفها بديلاً للتكنولوجيا المكلفة والمقيدة، مثل «تشات جي بي تي» من «أوبن إيه آي»، وفقاً لما ذكره مراقبو الصناعة.

وارتفعت قيمة أكبر الشركات في «وول ستريت» في السنوات الأخيرة على توقعات بأن هذه الشركات فقط هي التي تمتلك رأس المال الضخم، وقدرة الحوسبة اللازمة لتطوير وتوسيع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الناشئة. ومن المتوقع أن تخضع هذه الافتراضات لمزيد من التدقيق هذا الأسبوع والأسبوع المقبل، عندما يُعلن كثير من شركات التكنولوجيا الأميركية عن الأرباح الفصلية.


مقالات ذات صلة

مجموعة بقيادة ماسك تعرض 97.4 مليار دولار للاستحواذ على «أوبن إيه آي»

تكنولوجيا شعار شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

مجموعة بقيادة ماسك تعرض 97.4 مليار دولار للاستحواذ على «أوبن إيه آي»

عرضت مجموعة من المستثمرين بقيادة الملياردير إيلون ماسك 97.4 مليار دولار لشراء المؤسسة غير الربحية التي تسيطر على شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة «أوبن إيه آي».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
عالم الاعمال «إيجنكس» من «داماك» تعلن عن توسع استثماري في مراكز البيانات بالسعودية

«إيجنكس» من «داماك» تعلن عن توسع استثماري في مراكز البيانات بالسعودية

أعلنت «مراكز بيانات إيجنكس من داماك» خلال مؤتمر «ليب السعودية 2025»، عن خططها المستقبلية لتوسيع استثماراتها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص «ديلويت» لـ«الشرق الأوسط»: «فجوة المواهب تبقي الذكاء الاصطناعي حبيس التجارب في المنطقة»

خاص «ديلويت» لـ«الشرق الأوسط»: «فجوة المواهب تبقي الذكاء الاصطناعي حبيس التجارب في المنطقة»

تقرير جديد حول «حالة الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط»: «أكثر من 80 % من المنظمات في المنطقة تشعر بالضغط لتبني الذكاء الاصطناعي»

نسيم رمضان (الرياض)
عالم الاعمال «تحكم» شريك استراتيجي للذكاء الاصطناعي في مؤتمر ليب 2025

«تحكم» شريك استراتيجي للذكاء الاصطناعي في مؤتمر ليب 2025

تشارك الشركة السعودية للتحكم التقني والأمني الشامل «تحكم» بصفتها شريكاً استراتيجياً للذكاء الاصطناعي في مؤتمر ليب 2025.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي سيساهم في إيجاد حلول طبية وعلمية لمساعدة البشر

عام 2025: ثورة في عالم نماذج الذكاء الاصطناعي

بسبب مخاوف من هيمنة ذكاء «ديب سيك» الصيني على القطاع

خلدون غسان سعيد (جدة)

ترمب يوقع أوامر تنفيذية بفرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألمنيوم

الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعد توقيعه أوامر تنفيذية (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعد توقيعه أوامر تنفيذية (إ.ب.أ)
TT
20

ترمب يوقع أوامر تنفيذية بفرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألمنيوم

الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعد توقيعه أوامر تنفيذية (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعد توقيعه أوامر تنفيذية (إ.ب.أ)

وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإثنين أوامر تنفيذية فرض بموجبها رسوما جمركية بنسبة 25% على كلّ واردات بلاده من الصلب والألمنيوم، في حلقة جديدة من مسلسل الحرب التجارية التي بدأها ضدّ العالم أجمع.

وقال ترمب لدى توقيعه هذه المراسيم في البيت الأبيض «أنا اليوم أبسّط رسومنا الجمركية على الصلب والألمنيوم حتى يفهم الجميع ما تعنيه: إنها تعني 25% من دون استثناءات ولا إعفاءات، وهذا ينطبق على كل الدول».

إلى ذلك أشار ترمب إلى أنّه سينظر في فرض رسوم جمركية إضافية على السيارات والأدوية ورقائق الكمبيوتر. وتعدّ كندا والمكسيك اللتان هدّد ترمب بفرض رسوم جمركية عليهما، أكبر مصدّري الصلب إلى الولايات المتحدة، وفقا لبيانات التجارة الأميركية. كذلك تعدّ البرازيل وكوريا الجنوبية أيضا مزوّدين رئيسيين للصلب.
إلى ذلك، أكّد الرئيس الأميركي أنه يدرس إعفاء أستراليا من الرسوم الجمركية المفروضة على الصلب. وقال سيّد البيت الأبيض «لدينا فائض (في الميزان تجاري) مع أستراليا، وهو واحد من القلائل. والسبب هو أنهم يشترون الكثير من الطائرات»، مشيرا إلى أنّ البعد الجغرافي لأستراليا يفرض عليها شراء الكثير من الطائرات. وقبل توقيع ترمب الأوامر التنفيذية، قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي إن الإعفاء مطروح على الطاولة، وذلك إثر مكالمة هاتفية أجراها مع الرئيس الأميركي.
وقال ألبانيزي للصحافيين عقب المكالمة إن «الرئيس الأميركي وافق على أن يتمّ درس عملية إعفاء لما فيه مصلحة بلدينا». وفرض ترمب إبّان ولايته الرئاسية الأولى (2017-2021) رسوما جمركية كبيرة لحماية الصناعات الأميركية بسبب تعرضها، على حد قوله، لمنافسة غير عادلة من دول آسيوية وأوروبية.