الأسواق الأوروبية تتعافى من صدمة «ديب سيك»

بدعم من أسهم التجزئة والمرافق

مؤشر أسعار الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)
مؤشر أسعار الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)
TT
20

الأسواق الأوروبية تتعافى من صدمة «ديب سيك»

مؤشر أسعار الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)
مؤشر أسعار الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)

ارتفعت الأسهم الأوروبية إلى مستوى قياسي جديد يوم الثلاثاء، حيث تصدرت أسهم التجزئة والمرافق المكاسب الأوسع نطاقاً، في حين انحسرت ضغوط البيع بعد يوم من تسبب شركة «ديب سيك» الصينية الناشئة في الذكاء الاصطناعي في هزات للسوق العالمية.

وارتفع مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 0.7 في المائة اعتباراً من الساعة 10:20 (بتوقيت غرينتش)، متجاوزاً بصعوبة أعلى مستوى تاريخي سجله في 24 يناير (كانون الثاني)، وفق «رويترز».

وقفزت أسهم التجزئة بنسبة 2.1 في المائة، حيث تم تداول أسهم شركات مثل «جي دي سبورتس» و«كينغفيشر» و«هاودن جويينر» بارتفاعات تزيد على 3 في المائة لكل منها. وكانت المرافق من بين القطاعات الرابحة الرئيسية، حيث أضافت 1.9 في المائة، في حين ارتفعت أسهم وسائل الإعلام بنسبة 1.4 في المائة.

ورغم الضغوط التي تعرض لها قطاع التكنولوجيا الأوروبي في الجلسة السابقة، ارتفع مؤشر القطاع بنسبة 0.6 في المائة. كما سجلت مجموعة «ألتين» للاستشارات الهندسية والتكنولوجية زيادة بنسبة 10 في المائة بعد الإعلان عن نتائج سنوية قوية.

وقد أثار النموذج المخفض للذكاء الاصطناعي من «ديب سيك» وشعبيته المتزايدة قلق المستثمرين يوم الاثنين، حيث تخلوا عن أسهم التكنولوجيا وتساءلوا عن التقييمات المرتفعة للغاية لشركات الذكاء الاصطناعي.

وكانت القيمة السوقية لشركة «إنفيديا» التي تُعد من أبرز الشركات في مجال الذكاء الاصطناعي قد انخفضت بمقدار 593 مليار دولار، وهو انخفاض قياسي في يوم واحد.

وقال داني هيويسون، رئيس التحليل المالي في شركة «إيه جيه بيل»: «لقد ارتفعت تقييمات بعض شركات التكنولوجيا بسرعة كبيرة ولم يكن النمو الذي تم تحقيقه مستداماً. أعتقد أن الوقت قد حان لإعادة ضبط الأمور، لكنني لا أعتقد أن هذه هي نهاية العالم».

من جهة أخرى، قفز سهم سارتوريوس بنسبة 12.5 في المائة إلى أعلى مستوى له منذ مايو (أيار) بعد أن أعلنت الشركة الألمانية لتوريد المعدات الصيدلانية عن أرباح أفضل من المتوقع في الربع الرابع، وطلبات قوية على حلول المعالجة الحيوية. وارتفعت أسهم شركة «سيمنس إنرجي» بنسبة 3 في المائة بعد أن أعلنت شركة صناعة توربينات الرياح البحرية عن إيرادات أولية في الربع الأول فاقت توقعات السوق.

إلى جانب تعافي الأسواق، ارتفعت ثقة المستهلك الفرنسي في يناير إلى 92 نقطة مقارنة بـ89 نقطة في ديسمبر (كانون الأول). كما سجل معدل البطالة في إسبانيا أدنى مستوى له منذ أكثر من 16 عاماً، حيث تفوق الاقتصاد الإسباني على جيرانه في النمو.

وينتظر المستثمرون قرارات أسعار الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي في وقت لاحق من هذا الأسبوع. ومع تسعير خفض محتمل لأسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة من البنك المركزي الأوروبي، ستتجه الأنظار إلى تصريحات صناع السياسات لتحديد نغمة التيسير النقدي لعام 2025.

وستكون أرباح البنوك الأوروبية يوم الخميس حدثاً محورياً للأسواق، في ظل القلق المتزايد من أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد تعمل على تقليص البيروقراطية الخاصة بالبنوك الأميركية، مما قد يؤثر سلباً على البنوك الأوروبية.


مقالات ذات صلة

ارتفاع صافي أرباح «استثمار القابضة» القطرية 20 % في 2024

الاقتصاد مستثمر يراقب شاشة تَعرض معلومات الأسهم في بورصة قطر بالدوحة (رويترز)

ارتفاع صافي أرباح «استثمار القابضة» القطرية 20 % في 2024

ارتفعت إيرادات شركة «استثمار القابضة» القطرية بنسبة 44 في المائة، خلال العام الماضي، لتبلغ 4.2 مليار ريال (1.1 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (وكالة حماية البيئة)

الأسواق الأميركية مستقرة وسط تقارير أرباح قوية

ظلت الأسهم الأميركية مستقرة نسبياً يوم الخميس، قبل الإعلان المتوقع عن التعريفات الجمركية من الرئيس دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مواطن يمر بجانب مبنى السوق المالية السعودية (أ.ف.ب)

سوق الأسهم السعودية تتراجع 38 نقطة وسط انخفاض أسهم شركات كبرى

أغلقت سوق الأسهم السعودية الرئيسية على تراجع 0.31 في المائة، بفارق 38.62 نقطة، ليقفل عند مستوى 12385 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد متداولون في قاعة بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

الأسهم والدولار يستقرّان قبيل بيانات التضخم الأميركية

استقرّ الدولار والأسهم، يوم الأربعاء، قبيل صدور بيانات التضخم الأميركية التي قد تدعم وجهة نظر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد المستثمرون يراقبون أسعار الأسهم في سوق كوالالمبور (رويترز)

استقرار أسواق آسيا الناشئة بعد تراجع حدة مخاوف الرسوم الجمركية

حققت أسواق الأسهم في الدول الآسيوية الناشئة بعض الاستقرار، الأربعاء؛ حيث تمكَّنت الأسهم الإندونيسية من إنهاء سلسلة خسائر استمرت 5 أيام.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

422 مليار دولار فائض الحساب الجاري للصين خلال 2024

حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
TT
20

422 مليار دولار فائض الحساب الجاري للصين خلال 2024

حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)

سجَّل الحساب الجاري للصين فائضاً وصل إلى 422 مليار دولار خلال عام 2024. حسبما أظهرت بيانات الهيئة الوطنية الصينية للنقد الأجنبي السبت.

وقال لي بين، نائب رئيس الهيئة، إن نسبة فائض الحساب الجاري إلى إجمالي الناتج المحلي ظلت عند نطاق معقول، حيث سجلت 2.2 في المائة خلال العام الماضي.

وأضاف أن من ضمن الإجمالي، وصل فائض تجارة البضائع إلى 767.9 مليار دولار خلال الفترة المذكورة بزيادة 29 في المائة على أساس سنوي، مشيراً إلى أن هيكل منتجات التجارة الخارجية للبلاد استمر في التحسن والارتقاء خلال العام الماضي.

ومن حيث تجارة الخدمات، شهدت البلاد عجزاً بلغت قيمته 228.8 مليار دولار خلال تلك الفترة بزيادة 10 في المائة على أساس سنوي.

وقال لي إن الشركات الصينية سرعت تخطيط سلسلتها الصناعية العالمية في العام الماضي وحققت زيادة صافية قدرها 130.2 مليار دولار في الاستثمار المباشر في الأسهم في الخارج، إلى جانب نمو الاستثمارات في الأسهم والسندات الأجنبية.

وفي الوقت نفسه، شهد رأس المال الأجنبي للاستثمار المباشر في الأسهم في الصين تدفقاً قدره 90.8 مليار دولار. وأوضح لي أن بعض الشركات أجنبية التمويل اختارت زيادة التمويل المحلي بسبب عوامل مثل ارتفاع تكاليف التمويل في الأسواق الخارجية وسهولة سوق التمويل المحلي.

وقال لي إنه مع استمرار الصين في دفع التنمية عالية الجودة والتنمية المتكاملة للابتكار التكنولوجي والابتكار الصناعي، سيتم تعزيز الزخم لتحقيق انتعاش اقتصادي مطرد، ومن المتوقع أن يحافظ ميزان المدفوعات الدولي للصين على توازن أساسي.

آبار بحرية

أعلنت الشركة الوطنية الصينية للنفط البحري (كنوك) أن إجمالي عدد الآبار البحرية تجاوز ألف بئر للمرة الأولى خلال عام 2024.

وقال لي تشونغ كبير مهندسي معهد الأبحاث لـ«كنوك» إن الشركة سجلت أفضل مستوى في تاريخها في عدة مؤشرات تتمثل في الكفاءة اليومية لحفر الآبار وتوقيت الإنتاج ووقت التعطل، مما ساعد في تحقيق تطورات كبيرة في التنقيب عن النفط والغاز البحري وتنميته.

ومن بين عمليات حفر الآبار البحرية خلال عام 2024، حققت الشركة أعلى مستوى في البلاد أثناء حفر بئر «أنبينغ 21-4-إيه1إتش» مع تسجيل أعمق بئر وأكبر إزاحة أفقية على البحر.

وأشارت الشركة إلى أنها حققت اختراقات في بعض التكنولوجيات الحاسمة في مجالات تحسين أنواع الآبار ورفع الإنتاجية وضمان الاستقرار طويل الأجل في الإنتاج والتعدين المحتمل للنفط المتبقي. وخلال عام 2004، طُبّقت هذه التكنولوجيات الحاسمة في 238 بئراً مما أسهم في تحقيق زيادة بـ10319 متراً مكعباً من النفط يومياً و624 متراً مكعباً من الغاز الطبيعي يومياً.

تعريفات جمركية

على صعيد التجارة الدولية، اعتبرت جمعية الحديد والصلب الصينية، الخطوة الأميركية المتمثلة في فرض تعريفات جمركية إضافية على واردات الصلب انتهاكاً لقواعد التجارة متعددة الأطراف.

وأوضحت الجمعية، أن الصُلب مادة صناعية أساسية، وأن الحمائية التجارية في هذا القطاع ستقوض مصالح الولايات المتحدة.

وأضافت أن إجراءات الحمائية التجارية الأميركية بشأن الصُلب أسفرت عن استمرار ارتفاع أسعار الصلب المحلية، مقارنة بالأسواق الأخرى، وزيادة تكاليف المصنعين في سلسلة التوريد النهائية، وعرقلة جهود البلاد لتعديل مستويات التضخم المحلي.

وقالت إن الولايات المتحدة انتهكت قواعد التجارة متعددة الأطراف وقرارات منظمة التجارة العالمية عن طريق فرض التعريفات الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم، مضيفة أن تلك الممارسة أضرت بشدة بنظام التجارة متعدد الأطراف القائم على القواعد وأثرت بالسلب على سلسلة الإمداد العالمية.

وأوضحت الجمعية أنها تعارض مثل هذه الإجراءات الأحادية والحمائية. وأعربت عن أملها في أن تعود تجارة الصلب إلى الطريق الصحيح المتمثل في نظام التجارة متعدد الأطراف، داعية إلى معالجة شواغل كل طرف من خلال التشاور على قدم المساواة.

وأعربت الجمعية أيضاً عن أملها في تعزيز الاتصال والحوار مع معهد الحديد والصلب الأميركي لزيادة الفهم والثقة المتبادلين، بحسب البيان.