اجتماع البنك المركزي الأوروبي الأسبوع المقبل... لا مفر من خفض الفائدة

رئيسة البنك المركزي الأوروبي تتحدث في إحدى جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (رويترز)
رئيسة البنك المركزي الأوروبي تتحدث في إحدى جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (رويترز)
TT

اجتماع البنك المركزي الأوروبي الأسبوع المقبل... لا مفر من خفض الفائدة

رئيسة البنك المركزي الأوروبي تتحدث في إحدى جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (رويترز)
رئيسة البنك المركزي الأوروبي تتحدث في إحدى جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (رويترز)

على النقيض من الفترة التي سبقت اجتماع البنك المركزي الأوروبي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كان التحضير لاجتماع الأسبوع المقبل هادئاً نسبياً، على الأقل في العلن. ولم تكن هناك أي آراء مثيرة للجدل بشأن الخطوات التالية. بل يبدو أنّ هناك إجماعاً زائداً على الحاجة إلى مزيد من خفض أسعار الفائدة.

وتشير تعليقات رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد إلى ذلك أن خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الأسبوع المقبل أمر لا يحتاج إلى تفكير، وأن دورة خفض أسعار الفائدة سوف تستمر.

وقالت لاغارد في مقابلة مع شبكة «سي إن بي سي» على هامش اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، إن البنك المركزي الأوروبي لن يخفض أسعار الفائدة ببطء شديد، وسيحافظ على نهجه المدروس في تخفيف السياسة النقدية. وأضافت: «نحن لا نرى أنفسنا متأخرين عن المنحنى. نحن على هذا النوع من المسار المنتظم والتدريجي».

وكان صانع السياسات في البنك المركزي الأوروبي كلاس نوت أيّد يوم الأربعاء رهانات السوق على خفض أسعار الفائدة في الاجتماعين المقبلين للبنك المركزي الأوروبي، لكنه قال إن المسار في المستقبل أكثر غموضاً، نظراً للسياسة التجارية الأميركية الجديدة المحتملة في عهد الرئيس دونالد ترمب. وقال في مقابلة مع تلفزيون «بلومبرغ»، إن «البيانات مشجعة، وتؤكد الصورة العامة بأننا سنعود إلى الهدف في بقية العام، ونأمل أن يتعافى الاقتصاد أخيراً قليلاً». لكنه أشار إلى «المخاطر التي ستستمر في الأمد المتوسط ​​إلى الأمد الطويل»، بما في ذلك «كثير من القنوات التي قد تؤثر من خلالها سياسته التجارية (ترمب) على الاقتصاد العالمي، وتوقعات التضخم العالمية».

الخفض رغم ارتفاع التضخم

لقد أظهرت محاضر اجتماع البنك المركزي الأوروبي في ديسمبر تحيزاً زائداً لتخفيف السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي استناداً إلى الشكوك حول توقعات النمو والمخاطر الزائدة لانخفاض التضخم، وفق مركز «آي إن جي» للأبحاث الاقتصادية العالمية.

ومع قلة البيانات الجديدة منذ اجتماع ديسمبر، ينظر البنك المركزي الأوروبي حالياً إلى نسخة معتدلة من اتجاهات الركود التضخمي: استمرار تباطؤ الاقتصاد وتسارع التضخم.

والسؤال هو هل يستمر خفض أسعار الفائدة بعد اجتماع الأسبوع المقبل؟

تقدر أسواق المال بشكل كامل تقريباً احتمالات خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة أربع مرات أخرى هذا العام، الأمر الذي يترك سعر الفائدة الذي يدفعه البنك المركزي على ودائع البنوك في منطقة اليورو عند 2 في المائة. وهذا السعر يقترب من الحد الأدنى لنطاق يعده خبراء الاقتصاد في البنك المركزي الأوروبي محايداً، وهو ما لا يحفز الاقتصاد ولا يقيده.

أما الآن فلا يزال سعر الفائدة على الودائع مقيداً للغاية بالنسبة للحالة الضعيفة الحالية لاقتصاد منطقة اليورو. كما أدى الارتفاع الأخير في عائدات السندات إلى تفاقم الظروف المالية فيها. وحتى إذا زعم البعض أن السياسة النقدية لا تستطيع أن تفعل الكثير لحل القضايا البنيوية، فإنه سوف يجبر عدم الاستقرار السياسي، وعدم اليقين في كثير من البلدان، البنك المركزي الأوروبي على مواصلة القيام بالعمل الشاق.

كما أنه ما دام من المتوقع أن يتضاءل الضغط التضخمي الحالي على مدار العام، فمن المرجح أن يتجاهل البنك المركزي الأوروبي ارتفاع التضخم الحالي. وفي حين أن تجربة التباطؤ في معالجة التضخم الزائد سوف تردع البنك المركزي الأوروبي عن تبني أسعار فائدة منخفضة للغاية، فإن الرغبة في البقاء في طليعة المنحنى تظل سبباً مقنعاً لإعادة أسعار الفائدة إلى الحياد في أسرع وقت ممكن، وفق «آي إن جي».

وهذا يعني أن البنك المركزي الأوروبي سوف يستمر في خفض أسعار الفائدة. ويبدو أن إرجاعها على الأقل إلى الحد الأعلى من التقديرات لسعر الفائدة المحايد، أي 2.5 في المائة، أمر لا يحتاج إلى تفكير. ومع ذلك، إذا ظل اقتصاد منطقة اليورو أضعف مما تتنبأ به توقعات البنك المركزي الأوروبي في ديسمبر، فإن خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر سيصبح أمراً لا مفر منه.


مقالات ذات صلة

الذهب يتراجع عن مستوياته القياسية مع إحباط «الفيدرالي» آمال خفض الفائدة

الاقتصاد سبائك الذهب معروضة لدى تجار المعادن الثمينة في شركة «هاتون غاردن ميتالز» في لندن (رويترز)

الذهب يتراجع عن مستوياته القياسية مع إحباط «الفيدرالي» آمال خفض الفائدة

تراجعت أسعار الذهب، يوم الأربعاء، من أعلى مستوى على الإطلاق سجلته في الجلسة السابقة؛ حيث عززت تعليقات رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» توقعات تباطؤ خفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد باول خلال إدلائه بشهادته أمام الكونغرس العام الماضي (أرشيفية - غيتي)

رسالة باول للكونغرس: «الفيدرالي» ليس متعجلاً لتعديل سياسته النقدية

يبدأ رئيس «مجلس الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي، جيروم باول، جلسات استماع بـ«كابيتول هيل»، الثلاثاء، مع اقتراب الاقتصاد من التوظيف الكامل وتوقعات بتراجع التضخم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد منظر جوي لحركة المرور والمباني في القاهرة (رويترز)

تراجع‭ ‬طفيف للتضخم السنوي في المدن المصرية في يناير

تراجع معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية إلى 24 في المائة في يناير (كانون الثاني) على أساس سنوي من 24.1 في ديسمبر (كانون الأول).

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد يلتقط أحد العملاء علبة بيض لشرائها في متجر بقالة عملاق في ماكلين بولاية فيرجينيا (أ.ف.ب)

التضخم الأميركي وتعليقات الاحتياطي الفيدرالي في دائرة الضوء

قد تكون بيانات التضخم الأميركية التي ستصدر يوم الأربعاء إشارة رئيسة إلى موعد خفض أسعار الفائدة الأميركية في المرة المقبلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد علامة تظهر اتجاهاً بالقرب من مبنى بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

بنك إنجلترا يستعد لخفض الفائدة اليوم وسط استمرار مخاوف التضخم

يبدو أن بنك إنجلترا على استعداد لخفض أسعار الفائدة يوم الخميس للمرة الثالثة فقط منذ بداية جائحة «كوفيد-19» في عام 2020.

«الشرق الأوسط» (لندن)

رئيس التكرير والكيميائيات في «أرامكو» عضواً بالأكاديمية الوطنية الأميركية للهندسة

شعار «أرامكو» (رويترز)
شعار «أرامكو» (رويترز)
TT

رئيس التكرير والكيميائيات في «أرامكو» عضواً بالأكاديمية الوطنية الأميركية للهندسة

شعار «أرامكو» (رويترز)
شعار «أرامكو» (رويترز)

تم انتخاب الرئيس للتكرير والكيميائيات والتسويق في «أرامكو السعودية»، محمد القحطاني، عضواً دولياً في الأكاديمية الوطنية للهندسة، وهي مؤسسة أميركية غير ربحية، تعمل على تقديم المشورة المستقلة بشأن المسائل ذات الصلة بالهندسة والتقنية، إضافة إلى رفع الوعي والمعرفة بالهندسة، والمساعدة في تعزيز حيوية مهنة الهندسة.

ويُعد انتخاب القحطاني للأكاديمية الوطنية للهندسة من بين أعلى الأوسمة المهنية الممنوحة للمهندسين، كما أنه إنجاز استثنائي؛ إذ إنه أول سعودي يتم انتخابه لعضوية الأكاديمية منذ تأسيسها عام 1964، وفق بيان صادر عن «أرامكو».

وتضم الأكاديمية الوطنية للهندسة أكثر من 2800 عضو منتخب من كبار القياديين والأكاديميين والعلماء في مجالات الهندسة، ويُعدُّ أعضاؤها من بين أكثر المهندسين إنجازاً على مستوى العالم.

ويتمتع هؤلاء المهندسون بإنجازات تقنية ومهارات قيادية متميّزة، ولهم إسهامات متميّزة في مجالات: الممارسة الهندسية أو البحوث أو التعليم، والريادة في مجالات التقنيات الجديدة والمتطورة، والتقدّم الكبير في مجالات الهندسة التقليدية، أو تطوير وتنفيذ مناهج مبتكرة للتعليم الهندسي، أو القيادة الهندسية لواحد أو أكثر من المساعي الرئيسة.

ويساعد الأعضاء في تحديد مجالات البحوث المهمة، وإطلاق حوارات حول المسائل الهندسية المعقدة، ونشر المعرفة العامة. كما أنهم يبذلون جهودهم ويستخدمون مهاراتهم في مشاريع مهمة تربط بين الهندسة والتقنية وجودة الحياة.

ويعكس هذا التكريم دعم جهود «أرامكو» للتميّز الهندسي والابتكار التقني. وقد تم انتخاب القحطاني لعضوية مجلس إدارة الأكاديمية الوطنية للهندسة ضمن دورة عام 2025؛ تقديراً لأدواره القيادية وإسهاماته في إدارة الكربون بأعمال النفط والغاز، حسب البيان.

محمد القحطاني (أرامكو)

وسيتم تكريم القحطاني وآخرين من الدفعة المنتخبة حديثاً رسمياً خلال الاجتماع السنوي للأكاديمية الوطنية للهندسة في الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وقد تم انتخاب 22 عضواً دولياً فقط لدورة 2025، ليصل إجمالي عدد الأعضاء الدوليين إلى 336 عضواً.

وتعليقاً على هذا التكريم، قال القحطاني: «يُسعدني أن يتم انتخابي عضواً دولياً في الأكاديمية الوطنية الأميركية للهندسة. ولا شك في أن هذه اللحظة تمثّل علامة فارقة على المستوى الشخصي تعكس الإسهامات التي قدمتها (أرامكو السعودية) في مجالات الهندسة الأساسية. وبينما تواصل الشركة دعم الابتكار عبر سلسلة القيمة الهيدروكربونية؛ بهدف معالجة القضايا الرئيسة مثل أمن الطاقة وخفض الانبعاثات، فإنني أتطلع لتقديم رؤية متميّزة لـلأكاديمية، وكذلك التعاون مع زملائي الأعضاء للمساعدة في الوصول إلى حلول مؤثرة لمواجهة التحديات المعقدة».

وأضاف: «يعكس هذا التكريم جهود (أرامكو السعودية) في مجال إدارة الكربون، والحلول التقنية منخفضة الكربون، والمحافظة على أحد أدنى معدلات كثافة الكربون والميثان في قطاع التنقيب والإنتاج، وكذلك تقنياتنا التي تعزّز الاستدامة وتحويل السوائل كيميائيات، التي تساعدنا على مواصلة النمو وأن نظل إحدى الشركات المتكاملة والرائدة عالمياً في مجال الطاقة والكيميائيات. ولذلك؛ فإنني فخور بأن أكون جزءاً من هذه المنظومة الرائعة».

وقدّم رئيس «أرامكو السعودية» وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين الناصر، التهنئة للقحطاني بمناسبة انتخابه لعضوية الأكاديمية، وقال: «الانتخاب لعضوية الأكاديمية الوطنية للهندسة يعدّ أحد أرفع الأوسمة المهنية في مجال الهندسة على مستوى العالم. وبالنسبة لمحمد يحيى القحطاني، فهو يمثل تقديراً لمسيرته المهنية والقيادية المتميزة، ويجسد جهوده وإنجازاته التي نعتز بها في المجال الهندسي. كما أنه شهادة لجهود (أرامكو السعودية) المعروفة في تنمية الكفاءات البشرية، فقد بدأ محمد حياته المهنية في (أرامكو السعودية) مهندس بترول شاباً، وسرعان ما أثبت نفسه ليس فقط مهندساً محترفاً، بل أيضاً قائداً يحظى بتقدير كبير في مختلف إدارات الشركة. ولا شك أن محمد القحطاني كما أصبح أول سعودي يحظى بهذا التكريم، فسيكون بإذن الله مصدر إلهام لمهندسين سعوديين شباب في (أرامكو السعودية) والمملكة في شتّى المجالات».

يُشار إلى أنه تم تعيين القحطاني رئيساً للتكرير والكيميائيات والتسويق في «أرامكو» في الأول من يوليو (تموز) 2023، وكان يشغل قبل ذلك منصب النائب التنفيذي للرئيس للتكرير والكيميائيات والتسويق منذ 13 سبتمبر (أيلول) 2020.

وبالإضافة إلى قيادة قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق في «أرامكو»، يشغل القحطاني منصب رئيس مجلس إدارة شركة «أرامكو للتجارة»، وشركة «موتيفا إنتربرايز» المحدودة، وشركة «أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيماويات» (ساتورب)، إضافة إلى ذلك، يشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك). فضلاً عن عضويته في مجلس إدارة شركة التعدين العربية السعودية (معادن)، وشركة «إس أويل»، وشركة «وادي الظهران للتقنية»، وعضوية مجلس المستشارين لغرفة التجارة الثنائية الأميركية - العربية.

كما سبق أن شغل عضوية مجالس إدارات كل من مصفاة الجبيل التابعة لشركة «أرامكو السعودية» (ساسرف)، وشركة تطوير مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك)، والهيئة السعودية للمهندسين، والشركة العربية للجيوفيزيا والمساحة المحدودة (أركاس)، وشركة «بينغرانغ» للتكرير، وشركة «بينغرانغ بتروكيميكال»، ويُشار إليهما مجتمعتين باسم (بريفكيم)، والجمعية الدولية لمهندسي البترول.

وخلال مسيرته المهنية في «أرامكو»، تقلّد القحطاني عدداً من المناصب القيادية في قطاعات شؤون الشركة، والتنقيب والإنتاج، والتكرير والكيميائيات والتسويق. وفي عام 2007، عُين في منصب رئيس شركة خدمات «أرامكو» وكبير إدارييها التنفيذيين في هيوستن، تكساس بالولايات المتحدة. وفي عام 2008، عُيّن في منصب كبير مهندسي البترول، ثم عُين في عام 2009 في منصب المدير التنفيذي لهندسة البترول والتطوير ومن ثم نائب الرئيس في ذلك المجال. كما عُيّن في منصب نائب الرئيس لشؤون «أرامكو السعودية» ومنصب نائب الرئيس للتخطيط العام.

عاجل روبيو: الشركاء العرب سيجتمعون في السعودية خلال أسبوعين ثم يعودون إلينا بخطة بشأن غزة